قهوة أو البن نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

قهوة أو البن - نسخه متنی

محمد آل کاشف الغطاء

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

القهوة أو البن

القهوة أو البن

الدكتور محمد آل كاشف الغطاء

القهوة في اللغة:

هي الخمر، ثم أطلقت على ما يشرب الآن من البن،والبُنّ -بضم الباء وتشديد النون-: شجرة صغيرة ذات أوراق متقابلة بيضية خضراء وأزهارها كأزهار الياسمين ذات رائحة ذكية، يغرس حبها في آب ولا تزهر إلاَّ بعد سنتين وتنضجثمرتها بعد التزهير بأربعة أشهر، وثمرتها عبارة عن جوزة كالبندق فيها حبتان من الحب الذي يستعمل اليوم وتجنى هذه الجوزة بعد أن يميل لونها إلى السواد في السنة مرتينيكونان في الربيع والخريف، ومع ذلك لم ينقطع طرحها بين هذين الزمنين، وأكثر ما تنبت في بلاد اليمن وجزائر أمريكا والأصل الأول لشجرة البن هو بلاد الحبشة فكانت فيها منذزمن قديم وأخذه العرب من هناك وانتقلت إلى الهند ثم أوربا ثم إلى أمريكا الجنوبية.

وأول من زرع هذه الشجرة في بلاد اليمن على ما قيل هو الشيخ جمال الدين بن أبيالفخر مفتي عدن في منتصف القرن التاسع الهجري، والذي يروي عنه أنه خرج من عدن إلى الحبشة فكان يشرب فيها شراباً لم يعرفه من كان معه من العرب فلما رجع إلى عدن مرض فتذكرالشراب فأحضر شيئاً من ذلك الحب وحمصه وطبخه بالماء كما كان يطبخه الأحباش وشربه فخف عنه المرض.

وفي أوائل القرن العاشر الهجري استعمل البن في القاهرة ومكةالمكرمة ثم انتقل استعمالها لسائر البلاد العربية وبعد مائتي سنة زرعه الهولانديون في (بتافيا) في جزيرة (ياوا) وبعد ذلك زرع في الهند الشرقية، وفي سنة 1669م زرع في فرنسا،وبعد سنتين زرعه الانكليز في بلادهم والفرنساويون في الهند الغربية.

استعمال البن

كان البن منذ أربع قرون أو أكثر لا يستعمل إلاَّ قشره، وأما الآن فقدكثر استعمال حبه وذلك بعد تحميصه ودقه وغليه: وقد جرت العادة على تحميص البن مكشوفاً في اسطوانات مدورة وهو ليس بحسن فأنه يذهب بجانب كبير من طعمها بتصاعد الزيت، وقدأخترع بعض الغربيين محمصة لأمساك هذا الزيت وهي عبارة عن وعاء يحمص فيه البن وأنبوب يصعد فيه الزيت إلى وعاء آخر فيه بن مدقوق بارد فيمتص ذلك الزيت ويجب أن يكون التحميصعلى حرارة لا تزيد على 200 درجة بكثير وإلا فقد البن أكثر خواصه وإذا انتهى تحميصه وجب الإسراع في تبريده ثم يدق أو يطحن والدق أفضل لأن البن يكون معه ألذ طعماً، ويجب وضعهفي أواني مغلقة فأنه شديد الأمتصاص للأبخرة والروائح الكريهة، وهناك قوم يتركون ثقل البن في القهوة بعد الغلي ويشربون الجزء السائل الذي يكون فوقه، وقد يلقى في القهوةعند الغلي قطعة من النحاس لأجل صفائها ولا يخلو ذلك من الخطر، ولم يزل معظم الناس في أوربا يتغذون في الصباح بالقهوة مع الحليب ويفضلون هذا الغداء على غيره إلاَّ أنالانطاكي قد ذكر أن هذا الغذاء يخشى منه البرص.


فوائد القهوة ومضارها

قد ذكر للقهوة عدة فوائد منها: أنها مفرحة للنفس منعشة للروح تزيل التعبعقلياً كان أو نفسياً موقظة لعقل، ولذا لم تزل مشروبة للعلماء والأدباء والشعراء، وإذا استعملت بعد الأكلات الكبيرة زادت في قوة الهضم، وقد ذكرت الأطباء إن من أرادشربها للنشاط ودفع الكسل ولم يصبه ضرر منها فليكثر من أكل الحلو ودهن الفستق، وقد زعم بعض الأطباء إن لمشروب القهوة فائدة عظيمة في تنبيه المجموع العصبي، فإذا أكثر منهسبب الرعشة والأرق في الليل وربما زاد كمية البول وينفع في رفع التسمم بالسموم المخدرة كالتسمم بالأفيون.

وأما أضرارها فقد ذكر (الانطاكي) أنها تجلب الصداعالدوري وتهزل جداً وتورث السهر وتولد البواسير وتقطع شهوة الباه، وذكر (الموسيوليقان) إن العامة تزعم أن القهوة من المواد التي تعين على الهضم وتعجله، وقد وجدتبالامتحان عكس ذلك حيث أني سقيت كلباً 30 غراماً من القهوة ممزوجاً 150 غراماً من الماء وقتلته بعد خمس ساعات ونصف، فوجدت معدته ضعيفة مصفرة اللون وغشائها المخاطي فاقدللدم والأوعية الدموية في ظاهر المعدة وباطنها منقبضة ووجدت في المعدة 145 غراماً من مزيج القهوة غير منهضم وبالجملة فقد أثرت في جهازه الهضمي تأثيراً سيئاً.

الحِكَمْ:

لم يزل ولم يزال حكم القهوة موضع نزاع بين العلماء من الفريقين فحرمها بعض وحللها آخرون، وقد ألفت في ذلك رسائل ومقالات وليس هذا محل الكلام فيه، ومنأراد الإطلاع على ذلك فيراجع كتاب الحق المبين للشيخ الكبير كاشف الغطاء (رحمه الله) ورسالة الشيخ سليمان البحراني (رحمه الله) في اباحة التتن والقهوة، وكتاب الوسائل فيآخر كتاب الأطعمة والأشربة وكتاب تحفة الزمن في حكم قهوة اليمن للزبيدي.

ما قيل فيها من الشعر:

وألطف ما قيل فيها من الشعر وأحلاه قول بعض الشعراء:

ربِّ سوداء في الكؤوس تجلّت

تهب الروح نفحت من حياتي


عندما ذقتها تحققت منها

إن ماء الحياة في الظلمات


وقوله:

وقهوة لا غم تبقيإذا

قابلك الساقي بفنجانها


لا يوجد الغم بحاناتها

قد خضع الغم لسطانها


بمائها نغسل اكدارنا

ونحرق الهم بنيرانها


يقول من أبصركانونها

أفٍ على الخمر وأدنانها


وقوله:

شراب أهل الله فيها الشفا

لطالب الحكمة بين العباد


نطبخها قشراً فتأتي لنا

في نكهةالمسك ولو المداد


كاللبن الخالص في حله

ما خرجت عنه سوى بالسواد






اسم المجلة: الغري مكان الإصدار: النجف الأشرف

العدد: 10 تاريخ الإصدار: 10 رمضان 1358هـ

الصفحة: 243 سنة المجلة: السنة الأولى

/ 1