للثورة العراقیة بعد تأمیم قناة السویس نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

للثورة العراقیة بعد تأمیم قناة السویس - نسخه متنی

عبدالرضا کاشف الغطاء

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

للثورة العراقية بعد تأميم قناة السويس

للثورة العراقية بعد تأميم قناة السويس

الشيخ عبد الرضا كاشف الغطاء

إذا راجعنا الحوادث التيوقعت في العراق بعد تأميم القناة تمهيداً للثورة العراقية والانتقام على العهد البائد المتفسخ وجدنا النجف أسبق المدن في هذا المضمار، فقد قامت بمختلف الطرق وشتىالأساليب في إثارة الرأي العام ضد الحكومة السابقة والملوكية المزيفة وكانت أول مدينة عراقية تستنكر العدوان الثلاثي على مصر هي النجف.

كما كان أول ما صدر منهاهو تصريح سماحة الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء في يوم الجمعة 2/صفر 1376هـ وقد أذاعته عدة من الإذاعات الخارجية في وقته، ونشرته عدة من الصحف؛ وعلقت عليه العالم العربي التيتصدر في بوينس أيرس بعددها 1006 الصادر في 27ج2/سنة 1376هـ الموافق 28 كانون الثاني سنة 1957م بقولها وقد أعقب هذا التصريح كما يعلم الجميع هياج شعبي كبير أتينا على ذكره بوقته.


ونحن ننقل نص عبارة جريدة اليقظة الغراء البغدادية لصاحبها الأستاذ الكبير والصحافي القدير السيد سلمان الصفواني.

قالت في عددها 2594 الأربعاء (6صفر 1376هـ)تحت عنوان (صدى صوت النجف المدوي) صرح سماحة الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء في محضر ديني في يوم الجمعة بأن صوت فتى مصر حين هب يناضل عن حقوقه وشعبه في أجواء الدنيا المسلمةوغيرها كان يحمل بشرى عظيمة إلى أبناء الضاد بتسجيل خطوات إيجابية عملية في الطريق إلى الحرية وقد ردد صداه في الآفاق رهط من المؤمنين، وفي طليعتهم علماء الدين الذين أخذالله عليهم أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم. ومن يستطيع أن ينكر على أبناء القناة حقهم فيها مهما تلامست الأمور واختلفت الأهواء والأطماع ومما يحز قلب الغيور أنتعمى عيون عن الحق فلا تبصره أو تطالب بالعدل فلا تعمل به. وإن الأمل القوي جداً في أمة محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) في شرق الأرض وغربها أن تضحي بالغالي والرخيص في سبيلالمحافظة على كرامة الشعب الذي برهن في مختلف ظروفه على أن تربته الخصبة لم تنبت غير البطل الندب الوفي لوطنه المؤمن بحقه بالحياة الحرة الشريفة، وإنا لمؤمنون بأنالقضايا العربية قضية واحدة نجاح بعضها قوة للقضايا الأخرى.

ثم إتصل علماء بغداد بسماحته للقيام بما تقتضيه مصلحة مصر.

وحدث بعد ذلك أن عقد اجتماع بينهوبين جملة من رجالات العراق للمداولة في هذا الموضوع.

ثم بعد هذا أعرب حجة الإسلام سماحة الإمام الشيخ عبد الكريم الجزائري وجملة من العلماء الأعلام إستنكارالعدوان الثلاثي الأثيم ببرقياتهم ألى ملوك العرب ورؤسائهم للعمل على وقف العدوان ويحذرونهم عواقبهم الوخيمة كما إن آية الله الإمام سماحة السيد محسن الحكيم أمر أنيدعوا الخطيب بعد صلاته في الصحن الحيدري المقدس بنجاح مصر وانتصاره على المستعمرين.

وقد نشرت الصحف العراقية إهتمام النجف بالجمع لإعانة مصر قالت جريدة البلادالغراء في عددها 4803 بتاريخ 8ربيع2/1376هـ المصادف 12 تشرين الثاني 1956 توجه لدار سماحة الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء المرجع الديني نخبة صالحة وتداولوا معه في شأن مساعدة مصرواهتمام النجف بذلك فإرجاء الأمر إلى الاتصال بالهيأة القائمة بهذا المشروع القيم بعد أن شجعهم عليه، وقال من لم يهتم بأمور المسلمين ليس منهم.

ثم عقب ذلك أنتجمع طلاب النجف في مدارسهم يوم20/ربيع الثاني 1376هـ الموافق24/تشرين الثاني 1956م مضربين عن الدرس يناشدون حرية بلادهم ويطلبون إستقلالها ويهتفون بسقوط حكومة نوري السعيدوأذناب الاستعمار ومحتجين على العدوان الثلاثي على مصر.

وقد وجه عملاء الاستعمار وأذنابه قوة من الشرطة إلى المدارس التي أضربوا فيها التلاميذ عن الدرسفأمطروهم بوابل الرصاص بكل قسوة من دون أن يقابلوا القوة المجرمة بشيء فسقط على وجه الأرض منهم التلميذ الشهيد عبد الحسين الشيخ راضي، والشهيد أحمد الشيخ علي الدجيليبالنيران الحامية التي وجهها عملاء الإستعمار، وعلى أثرها أضرب علماء النجف جميعاً عن صلاة الجماعة، إحتجاجاً على هذا الحادث الأثيم كما أغلقت النجف أسواقها وعطلتأعمالها(15) يوماً إستنكاراً على هذه الأعمال البربرية، وخشيت الحكومة المجرمة أن تنهار، فبعثت كل من الرئيسي لمجلس الأعيان والنواب إلى النجف وإجتمعوا بالعلماء الأعلاملإنهاء الإضراب، وقد إشترطوا عليهم العلماء شروطاً ثلاثة.

1- إطلاق سراح المعتقلين السياسين.

2- إرضاء عوائل الشهداء.

3- محاكمة المسؤلين عنالحوادث المؤلمة لأن لا يتكرر أمثالها.

وهكذا بقيت النجف تغلوا وتتلحض للوثبة وتنتظر قيام الساعة وحساب المجرمين من أذناب الاستعمار، وتحقيق الأحلام لتلبي نداءضميرها الحر.

ولم يزل الشعب العراقي يتلقى الظلم والجور من ذلك العهد البائد وحكومة نوري السعيد ويشرب مرارة الصبر التي يتوقع منها النجاح والفرج ورفع كابوسالاستعمار عن هذا الشعب الذي لا يطلب من ثوراته سوى الاستقلال التام لبلاده والحرية والكرامة والعزة للأمة العربية وإعادة مجدها.

ولم يزل العراق بينمخلب(الاسدونابه) والبلاد يعبث به عدو الإله ونوري السعيد بثروة العراق وتبذيرها فيما لا ينفع البلاد ولا أبناء الشعب العراقي لا زاجر ولا مانع لهم في ذلك ولولا نهضه بنالشعب البار عبد الكريم قاسم والصفوة من القادة والجيش الباسل والشعب الأبي العراقي بهذه الثورة المجيدة في يوم14 تموز المبارك بالقضاء على الملوكية المزيفة والعهدالبائد لأستولى القنوط واليأس على أبناء الشعب ولكن(إن ربك لبالمرصاد).

وقد برهن سيادة الرئيس المنقذان العراق دولة لها كرامتها واستقلالها وحريتها، وشعب يعتزبماضيه المجيد يرتبط حاضره بأواصر ماضيه.

وقد قبض سيادته على أزمة الأمور حتى إتخذ على قطرنا ألغاماً عسكرية وسياسية قضى بها على كل العبث والدسائس الإستعماريةلألا يتسرى سموهما في صفوف أبناء الشعب والضرب على أيادي الخونة الماردين، وقد أبدى سيادته في خلق الهدوء والطمأنينة بين كافة القبائل العراقية العربية والكردية بالعدلوالمساواة والعطف، وتحسس الشعب العراقي بأمر لم يسبق أن شهده في تاريخه وهو تعلقه بسيادة زعيمه البطل ووضع ثقته به، فالشعب العراقي اليوم يعرف معنى الحكم الوطنيوإن(حكومته منه).

ولم يمر في عاصمة العراق ومدنها وضواحيها زمن منذُ العهود القديمة كالعهد الأموي والعباسي إلى حال التاريخ حوفض فيه على استقلاله وحفظ كيانهوعدالة حكمه مثل هذا العهد الميمون عهد(الجمهورية العراقية) وزعيمها بن الشعب البار قاهر الإستعمار ومبيد أذنابه الخونة، ومحرر العراق من الخيانة والأقطاع والعبوديةوالذل والهوان سيادة عبد الكريم قاسم.

وسيادته قوى العزيمة ثابت على مبادئه، عظيم التضحية راسخ العقيدة لا يفتر ليلاً ولا نهاراً عن العمل ولا يعرف الكسل والكللفي سبيل رفاهية الشعب وإستقلال العراق وخلاصه من المستعمرين وأذنابهم الخونة.

إن الواجب الديني والوطني والحمية العربية تحتم على كل فرد من أبناء الشعب العراقيأن يشدد النكر على من ينضم ويساعد عدو الإسلام والمباديء المحمدية(صلى الله عليه وآله وسلم) والجمهورية العراقية بقول أو فعل وإن من إتصل به كمن كان محارباً لله ورسولهوالشعب العراقي والوطن المقدس. وكان من الذين يسعون في الأرض فساداً وجزائهم في الدنيا أن يقتلوا أو يصلبوا وفي الآخرة جهنم وبئس المصير.




إسم المجلة: الغري مكان الإصدار: النجف الأشرف

العدد:1 تاريخ الإصدار: 1 جمادى الثاني 1378هـ

الصفحة:3 سنة المجلة: السنة التاسعة عشر

/ 1