میلاد الرسول الأعظم (ص) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

میلاد الرسول الأعظم (ص) - نسخه متنی

عباس کاشف الغطاء

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ميلاد الرسول الأعظم (ص)

ميلاد الرسول الأعظم (ص)

الدكتور الشيخ عباس كاشف الغطاء

النجف الأشرف

بسم الله الرحمن الرحيم


في هذا اليوم السعيد المبارك تشرق علينا شمس الهداية,ويظهر فيه الحق المبين ويجود علينا رب العالمين بنبينا محمد (ص)سيد المرسلين ليخرج العالم الإنساني من فم الدهرالمظلم,والذي كان بداية لإشراق العالم الإنساني بأنوار المعرفة وسمو المنزلة وفتح أبواب السعادة الدائمة والتدرج في مدارج الكمال والتطلع لمطالع الجمال والجلال وقداهتزت عروش ذوي التيجان وتزعزعت به أركان ذوي العرش والصولجان,وقد اتفقت كلمة المؤرخين على أن يوم ميلاده على ما ذكره المجلسي صاحب البحار عن عدة كتب معتبرة أنه ارتج بهإيوان كسرى وهو جالس عليه وسقط من شرفاته أربع عشر شرفة,وغارت بحيرة ساوة بينما فاض وادي السماوة,وخمدت نيران فارس ونكست الأصنام بين من يعبدها من الفوارس,وكان من عجائبالدهر ومعاجز الزمن أنه (ص)كانت أمه آمنة وحدها في دار مستقرة آمنة إذ دخلت عليها نسوة يفوح منهن رائحة المسك والعنبر قد تنقبن بأطمار من العقيق الأحمر وبأيديهن أكواب منالبلور الأبيض فقلن: اشربي يا آمنة من الشراب العذب الزلال وابشري بسيد الأولين والآخرين المصطفى محمد,وهتف هاتف بصوت يجلجل بين السماء والأرض خذوه وغيبوه عن أعينالناظرين أنه ولي رب العالمين.وقد وضعت المولود المبارك صاحب الولاية الكبرى والرسالة العظمى محمد (ص)فأشرق بنوره الساطع ولمع بضيائه اللامع آفاق العالمين,واستبشرت بهأهل السموات والأرضين وقد ادرج في ثوب من الصوف الأبيض مقمط بقماط من حرير بالمسك معطر وهو مكحل مختون يكاد سنا نوره يخطف الأبصار.

لقد مضى على الإنسان حينا منالدهر لم يكن شيئا مذكورا يتسكع في ديجور ظلام غسق دامس لا يستبين في حندسه الطريق للحق المبين ولا يهتدي لأمانيه السبيل المستقيم تغمره ظلمات المحن وتعصف به عواصفالكوارث والإحن فاتحفه الله جلت عظمته بميلاد الرسول الأعظم (ص)وبعد أن اكتملت شخصيته ونضجت قوته واستوى إلى أفق الإنسانية الأعلى واستعدت نفسه الزكية لتلقي الرسالةالعظمى جعله الله عظمت آلاؤه باعثا في العالم الإنساني روح اليقظة من سباته العميق وداعيا لانعتاقه من جهله الشديد ومنقذا له مما لصق به خلال ما مضى من القرون ومنجدا لهمما يستقبله من الدهر الخؤون سراجا منيرا يكشف للناس ما انطوت عليه الإنسانية من القيم العليا والمحاسن المثلى مبرهنا على ذلك بمعجزات تزيد على الألف وتتجاوز حد الوصفكيف لا وقد دنا من الملكوت الأعلى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى.

اللهم أهل الكبرياء والعظمة وأهل الجود والجبروت أسألك بحق اليوم الذي تشرف بولادة نبينا المكرم(ص)أن تدخلنا في كل خير أدخلت فيه عبادك الصالحين وأن تخرجنا من كل سوء أخرجت منه عبادك المخلصين.

هذا ما استفدناه من كتاب الكلم الطيب لسماحة والدنا المرحوم آيةالله العظمى الشيخ علي كاشف الغطاء.

/ 1