مؤسسة جدیدة یقوم بتشییدها الحجة کاشف الغطاء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مؤسسة جدیدة یقوم بتشییدها الحجة کاشف الغطاء - نسخه متنی

محمدحسن الصوری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

مؤسسة جديدة يقوم بتشييدها الحجة كاشف الغطاء

هكذا يفعل العاملون

محمد حسن الصوري

في حديث عدي بن حاتم -كان علي فينا كأحدنا- وليس يخفى ما في هذا القول من المغازى والعبر لهذا السلف الصالح ممن تقلد هذه الزعامة..زعامة الدين، والوحي الإلهي الرفيع.

هذا علي بن أبي طالب وهو أعظم شخصية اسلامية بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يبالي أن يختلط بالمسلمين، ويكون كأحدهم ليقف على كل كبيرة وصغيرة فيؤدي بذلك رسالةالعمل والإصلاح على أتم ما يتطلب الواجب والحق والدين.

وهذا التاريخ الإسلامي المجيد يحتفظ للإمام علي (عليه السلام) بأعظم صورة ديمقراطية كانت تمثل أدوارهابأتقان على مسرح الحياة الاسلامية، يوم لم يكن الإسلام إلاَّ كتلة صغيرة إذا قسناه لهذا العدد الهائل من المسلمين، ويوم لم يكن للإسلام قوة كهذه القوة التي يتمتع بهااليوم.وإن الزعامة الروحية التي تمثل أدوارها في هذا الزمن هي صورة مصغرة عن تلك الزعامة التي كان يمثلها الإمام علي (عليه السلام) والخلفاء الراشدون.

أريد أنأقول إن علماء الدين، وزعماءه اليوم، والذين أصبحوا الممثلين لأعظم شخصيات كبيرة عرفهم التأريخ كان يجب أن يكونوا مرآة صادقة لأولئك الرجال العاملين، فالعالم كل العالمهو الذي يتمكن أن يثبت في أعماله صورة ناطقة لتلك المبادئ المقدسة العالية.

وليس العالم الروحاني كما يحسبه البعض اسطورة تاريخية خلقت للتقديس والإجلال، أو هيخيال شعري لا مركز له إلاَّ الشعور، هذه عقيدة قد جعل عليها كثير من الناس، فليس بمقدور انسان وهؤلاء عثرة في طريقه أن يحاسب هؤلاء الآباء المربين بما يجب فيه الحساب؛ فلوقال ذلك عدَّ مشاغباً وشريراً، لا بل عدَّ كافراً وزنديقاً.

ولكن…ولكن (الحضارة) قد تمكنت بكل جرأة أن تسحق هذه الروح المتمركزة في نفوس هؤلاء فتقوم بواجبها عنعقيدة واخلاص، ولم تبال في أن تحارب بكل جهد ما وصلت إليه هذه الهيئة الروحية النجفية من الفوضى والتبعثر..حتى إذا ما ابتدأت حياة الجد والعمل، وعادت تتحول تلك الفوضى إلىحقائق ناصعة رأت (الحضارة) من الواجب الصريح عليها أن تبشر اليوم بما يقوم به الزعيم الديني الكبير حجة الإسلام الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء.

فها هو اليوم ينفق منكيسه الخاص مئات من الدنانير لتشييد مدرسة دينية تحفظ لهذه الهيئة الروحية كياناً كاد أن يتبدد.

لقد تأسست هذه المدرسة على أساس قوى متين..فلا يقبل الطالب في هذهالمدرسة إلاَّ بعدما يجتاز أمتحاناً يؤهله الدخول فيها، وإذا دخل فإنما يدخل على منهج خاص؛ فللمدرسة هذه صفوف معينة، وكتب مقررة…أما أوقات العطل فيها فهي أيام قليلةلا تتجاوز الشهرين طول السنة بعدما كان الطالب يقضي أكثر أيام سنته لا يعرف الدرس ولا التحصيل، وإلى ذلك كان يقضي السنين الطوال وهو يسير في حياة الدراسة حسبما يشاء هونفسه من دون أن تكون عليه مراقبة في كل شيء.

أما اليوم وقد قام هذا المصلح الكبير كاشف الغطاء بتأسيس هذا المعهد الديني المهم، وأخذ على نفسه إصلاح هذه الهيئةالروحية وتوجيه حياتها إلى غاية معينة وأدخال النظم الجديدة إلى الدروس والمدرسين وكتب الدراسة، كان من المحتم الواجب على كل فرد يجد في نفسه القدرة على المساهمة في هذاالمشروع الحيوي الرفيع أن يكون أول المبادرين للقيام بواجبه تجاه هذه المؤسسة، وهي مؤسسة تامة المرافق مستكملة المعدات ففي جنبها مكتبة عامة جامعة لأنفس الكتب من مخطوطومطبوع؛ وإلى جنبها مسجدها الواسع وغرف التدريس. نعم، هي في أشد الحاجة إلى ما يحتاج إليه كل مشروع جليل وهو المال..

وبالمال تقوم جلائل الأعمال، وإن المؤسس لهذهالمدرسة والمكتبة المنوّه عنهما وهو الحجة كاشف الغطاء قد أنفق في تشييدها زهاء تسعمائة دينار عدا قيمة الكتب المملوكة له ولأبيه المرحوم التي تعادل ذلك المبلغ، وقد صرفبعض تلك النفقات الطائلة من ماله الخاص وأكثرها ديون متراكمة ولم يستعن بأحد سوى الله لا حكومة ولا شعباً وهو يهتم الآن أشد الاهتمام في مساعدة طلاب المدرسة ومدرسيها بكلما يستطيع فهل هناك نهضة عند المخلصين الأغيار فيقوموا بمساعدة هذا المشروع الذي يرجى فيه حياة العلم والدين، وإعادة النجف الأشرف إلى مكانتها اللائقة بها.



اسم المجلة: الحضارة مكان الإصدار: النجف الأشرف

العدد: 18 تاريخالإصدار: 1 ربيع 1357هـ

الصفحة: 3 سنة المجلة: السنة الأولى


/ 1