بین الهدی و الضلال أو التوحید و الالحاد نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بین الهدی و الضلال أو التوحید و الالحاد - نسخه متنی

محمدحسین کاشف الغطاء

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(بين الهدى والضلال) أو التوحيد والالحاد

(بين الهدى والضلال) أو التوحيد والالحاد

الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء

جرت سنة مبدع الكون فيالكائنات، منذ الازل الذي لا حدّ لأوله، وإلى الأبد الذي لا نهاية لآخره، ان لا تزال الموجودات متضادة؛ والحقائق متقابلة؛ والصوادر متصادمة؛ والانواع متعارضة،والطبائع متباينة،..فلكل شيء ضد يخالفه، مغاير يطارده، ومباين يناقضه، ليل ونهار، ظلمة وانوار موت وحياة، صحة وسقام، علم وجهل، عمى وبصر،…وهكذا، وكل ما في العالمالكبير، طبق لما في العالم الصغير، بل العالم الاكبر، آدم وابليس، ابرهيم ونمرود، موسى وفرعون، عيسى واليهود، محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وقريش..إلى آخره - بل عالمالتشريع طبق لعالم التكوين- هدى وضلال، كفر وايمان، الحاد وتوحيد، سعادة وشقاء، تعاسة وهناء، نعمة وبلاء، ما برحت في عالم الكون والفساد، تتقابل الاضداد والحرب بينهماسجال، والايام -لها وعليها- دول، وأعظم بل واقدم حرب في العالم، محاربة الضلال للهدى، والباطل للحق، والالحاد للتوحيد.

ما انكفت هذه المعركة شعواء بين الاممتتضارب فيها العقول والاحلام مع الاضاليل والاوهام، ثم تنبعث من ورائها الاقلام، ولا ينتهي الخصام إلا بحكومة الحسام؛ فمن عزَّ بز، ومن غلب فالحق معه..

صور لناالتأريخ أمماً شاهدنا آثارها الباقية؛ على سطح البسيط بأم العين؛ فدلتنا على انها كانت قد تعدت على هامات المجد واسنمة العز؛ وغوارب الرقي ما لبثت غير بعيدة حتى تلاشىمجدها وأفل سعدها، ولم يبقَ منها سوى الشبح الماثل، والحسد المتضائل..أخذت اليونان حظاً وافراً من ضخامة الملك، واتساع باع السلطة، ذاك حين نبغ فيها مثل (سقراط وافلاطونوارسطو) من الحكماء الالهيين، وكبراء المعلمين والمصلحين، فاثمر ما غرسوه في النفوس، من الاخلاق الفاضلة، والعقائد الحقة، في تلك الامة في عصر الاسكندر حتى أخذ بقرنيالشمس شرقها وغربها، وضمها إليه، ولم يبقَ على وجه البسيط ملك إلا وهو مملوك له او معاهد، ولكن ما اسرع ما قام فيها مثل (ابيقور وديوجينيس الكلبي) فانتزعوا تلك الروحالطيبة من تلك النفوس، وبثوا فيها الروح الخبيثة، روح الزندقة والالحاد، وانكار المبدأ والمعاد، فتدحرجت كرة ذلك العز إلى اعمق مهاوي الذل والهوان..

كل ذي عينمشت به قدماه عن مسقط رأسه يعرف ما لمملكة الفرس من العزة الشامخة والسلطة الباذخة؛ والملك المترامي إلى اعناق الدهر، وهامة التأريخ، وذلك بفضل تعاليم حكمائهم وملوكهمالمشرعين، مثل (زرادشت وكَشتاسب وجمشيد) إلى أن قام فيهم نوابغ الاباحة، وزعماء الطبيعية، مثل (مزدك وماني) واتباعهم، ففصموا عرى الجامعة الانسانية، وقصموا ظهر دعائمالمدنية، بما ابدعوه من اصول الاشتراكية الفاسدة، الحاطمة لكل حق مشروع، فلا اختصاص لأحد بمال، أو بضع أو دار أو عقار، مما عقدته له القوانين المقدسة، والشرائع المؤسسةعلى حفظ نظام الهيئة الاجتماعية عقلاً وشرعاً..وحينما مشت في الامة الفارسية تلك المبادئ الخبيثة، انخرق حجاب الحياء والعفة، وغلبت الدناءة والسفالة، وفاضت ينابيعالغدر والخيانة، وفسدت الأخلاق وسفلت الطباع، إلى أن استولى على التاج والصولجان الملك العادل (انوشروان) فابادهم شنقاً وقتلاً والبسهم خزياً وذلا، ولكن ما اجدى كل ذلكفي محو تلك الاوهام، بعد ان علقت بالعقول ودبَّ سمها بالنفوس، فاخذت علة الضعف في جسم تلك المملكة مأخذها حتى إذا دهمهم العرب (بقوة الاسلام) فروا فرار الاغنام، إذا شدَّفيها الذئب..

بلغت العرب في عصورها الاخيرة (أعني عصور الجاهلية) إلى حال من الوحشية والهمجية وسوء الاخلاق، والذل والمهانة، والسقوط أمام الامم المالكة منالاكاسرة والقياصرة، مبلغاً يقصر عنه البيان ولا يحيط به القلم ولا اللسان حتى سطعت في اثباج تلك الظلمات المتراكمة انوار الشريعة المحمدية، واشرقت شمس الديانةالاسلامية، وجائهم محمد (صلى الله علية وآله وسلم) بالنور الساطع والهدى اللامع والدين الحنيف والاخلاق الفاضلة، والوحدة الجامعة التي لم يمضِ عليها ثلاثة عقود أو ربعقرن حتى انبسطت سلطتهم من حرة الحجاز السوداء إلى ان حثت تراب المذلة والاستعباد على رؤوس الاكاسرة والقياصرة ثم امتدت بعد ذلك بقليل إلى جبال الالب وجدران الصين..





أسم المجلة: الاعتدال مكان الإصدار: النجف الاشرف

العدد: 1 تاريخ الإصدار: شوال 1351هـ

الصفحة: 5 سنة المجلة: السنة الاولى

/ 1