أشهر وسائل التنصير العالمية
قبل الخوض في عد وسائل التبشير والتنصير لابد من توزيعها بحسب أنواعها وأنماطها فهناك وسائل صريحة وأخرى خفية أو مخفية كما أن هناكوسائل تقليدية وأخرى حديثة فرضتها الحالة التي وصل إليها العالم اليوم في تقنية الاتصال والمعلومات والمواصلات وتنوع الوسائل وتعددها ولم تغفل الكتابات الأجنبية هذهالوسائل بل أولتها إهتماما متوقعا من أي جهد يراد له الخروج بنتائج تبين جدوى هذه الجهود. وقد تنبه المبشرون والمنصرون إلى هذه الوسائل وأجروا عليها تقويمات وتعديلاتتتناسب مع الزمان والمكان وقد أوصلها بعضهم إلى سبعمائة طريق أو خطة للتنصير وكما لم يغفل المحققون للتنصير الزمان ولا سيما المستقبل لم يغفلوا كذلك المكان فظهرتإسهامات تتعلق بالعرب خاصة وإذا قيل العرب هنا قصد بهذا الإطلاق المسلمون وأبرز وسائل التنصير والتبشير وأظهرها وأوضحها التنصير الصريح وهو على نوعين. 1 ـالتنصير العلمي القائم على النقاش أو على السفسطة والتشكيك.
2 ـ التنصير القسري ويتمثل في الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش وإختطاف الأطفال والقرصنة البحريةوإحراق المسلمين الرافضين للتنصير والغزوات والإحتلال (الإستعمار) ويمكن أن يتحقق القيام بالتنصير الصريح من خلال قيام
مؤسسات تنصيرية ترعىالحملات وتمكن لها وتمدها بما تحتاج إليه من الموارد المالية والبشرية وتتلقى الدعم المادي والمعنوي من الحكومات الغربية ومن المؤسسات والأفراد عن طريق المخصصاتوالتبرعات والهبات والأوقاف. ومن أبرز هذه المؤسسات التنصيرية قيام الجمعيات المتعددة في أوربا وأمريكا أو في البلاد المستهدفة ومن أمثلتها الجمعيات الآتية:
1 ـجمعية لندن التنصيرية وتأسست عام 1179 هـ ـ 17 ـ 56م وهي موجهة إلى أفريقيا.
2 ـ جمعيات بعثات التنصير الكنسية وتأسست في لندن سنة 1212 هـ 1799م وهي موجهة إلى الهند ومنطقةالخليج (العربي).
3 ـ جمعية تبشير الكنيسة الأنجليكانية البريطانية وتأسست عام 1214 هـ 1799م وتدعم من الأسرة المالكة في بريطانيا.
4 ـ جمعية طبع الإنجيلوتأسست سنة 1219هـ ـ 1804م وتهتم بالطبع والترجمة والتوزيع.
5 ـ جمعية طبع الإنجيل الأمريكية وتأسست عام 1231هـ ـ 1816م ولها مطابع ومكتبات تجارية في البلاد العربية.
6 ـ مجلس الكنيسة المشيخية الأمريكية وتأسست سنة 1253 هـ ـ 1837م وهي موجهة إلى العالم العربي.
7 ـ جمعية الكنيسة التنصيرية وأنشئت سنة 1260هـ ـ 1844م وتركز على التعليموالخدمات العلاجية ويساهم الألمان فيها بجهود كبيرة.
8 ـ جمعية الشبان النصارى ونشأت سنة 1271هـ ـ 1855م.
9 ـ إرساليات الجامعات لوسط أفريقيا ونشأت سنة 1273هـ ـ1856م.
10 ـ جمعية الشباب القوطيين للتنصير في البلاد الأجنبية.
11 ـ الكنيسة الإصلاحية الأمريكية وتأسست عام 1273هـ ـ 1857م وهي موجهة إلىمنطقة الخليج.
12 ـ جمعية الروح القدس في زنجبار وتأسست عام 1280 هـ ـ 1863م وهي كاثوليكية وتهتم بالعلاج والتعليم الصناعي.
13 ـ إتحاد البعثة التنصيريةالإنجيلية وتأست سنة 1307هـ ـ 1890م في الولايات المتحدة الأمريكية.
14 ـ الإرساليات العربية الأمريكية ونشأت سنة 1311 هـ ـ 1894م في الولايات المتحدة الأمريكية وتهتمبمنطقة الخليج (العربي).
15 ـ جمعية إتحاد الطلبة النصارى وتأسست سنة 1313 هـ ـ 1895م.
16 ـ ملة التنصير العالمية وتأسست عام 1331هـ ـ 1913م في الولايات المتحدةالأمريكية وتهتم بالطب والتعليم والترجمة.
17 ـ زمالة الإيمان مع المسلمين وأنشأت سنة 1334هـ 1915م في بريطانيا وكندا وتهتم بالمطبوعات.
18 ـ عمودية التعبئةوتأسست سنة 1377هـ ـ 1958م وهي موزعة وتعنى بتدريب الشباب على التنصير.
19 ـ جمعية تنصير الشباب ونشأت سنة 1372هـ ـ 1952م.
20 ـ الإمتداد النصراني في الشرق الأوسطونشأت سنة 1396هـ ـ 1976م وهي موزعة وتهتم بالمطبوعات.
21 ـ إرسالية الكنيسة الحرة الإسكتلندية وتهتم بالصناعات اليدوية والزراعة.
22 ـ جمعية التنصير في أرضالتوراة العثمانية.
23 ـ جمعية تنصير شمال أفريقيا.
24 ـ لجنة التنصير الأمريكية.
25 ـ إرسالية كنيسة اسكوتلندا الرسمية.
26 ـ جمعية الشباب المسيحيين.
27 ـ جمعية الشابات المسيحيات ولهاتين الجمعيتين مراكز نشطة وخاصة في القاهرة والإسكندرية وهدفهما الرئيسي هو الإقتراب من المسلمينبالتبشير.
28 ـ هذا بالإضافة إلى الجمعيات المحلية في العواصم والمدن الإسلامية التي يقوم عليها عاملون محليون مدعومون من جمعيات تنصيرية غربية وأوروبيةوأمريكية. وفي أفريقيا وحدها وفي تشاد بالذات والدول المجاورة لها ما يزيد عن سبعين منظمة كنسية تنصيرية تعمل ليل نهار لتنصير سكان القارة الأفريقية تارة وللحيلولة بينالمسلمين وإسلامهم تارة أخرى.
طبيعة التنصير في أفريقيا
تعتبر أفريقيا إحدى القارات الثلاث التي تكون العالم القديم وتحتل المركز الثاني بينالقارات إذ أن مساحتها تقدر بـ1107 مليون ميل مربع. وموقعها المتميز جعلها محط أنظار الإستكشافات الأوربية طمعا في نهب خيراتها وسلب إرادة سكانها ونشر التنصير فيها. وإن طبيعة التنصير في أفريقيا تختلف عن طبيعة التنصير في القارات الأخرى من العالم لأن هذه القارة وخاصة جنوبها ووسطها هي من وجهة نظر المنصرين بمثابة مناطق خاصةللنصارى وحدهم إنطلاقا من عوامل سيطرتهم على طرق الحياة السياسية والتعليمية والإقتصادية والإجتماعية في كثير من دول هذه القارة وهذا ما جعلهم قادرين على تغيير مايرونهغير متفق مع مصالحهم أو متعارض مع سياساتهم وقد وضعوا لذلك الخطط الكفيلة بتحقيق أهدافهم في الوقت
المناسب وهذا ما حملهم على إطلاق شعار تنصيرأفريقيا عام 2000م.
ولتحقيق هذا الحلم ضاعف المنصرون جهودهم في بداية الألفية الثالثة.
كسر الحواجز في جنوب تشاد:
لقد كسرت الحواجزوالمتاريس التي أقامها المنصرون في جنوب تشاد بإسلام عدد كبير من السلاطين والشخصيات البارزة في الدوائر الحكومية وإسلام قرى بأكلمها وتكسير الكنائس وبناء المساجد فيمحلها مما أدخل الرعب والذعر في قلوب المنصرين وجعلهم يرددون دائما قولهم: أدركوا الكنيسة في تشاد من خطر الإسلام المتزايد. لكن المنصرين لم ييأسوا من تحقيق أهدافهم ولوللمدى البعيد. ورغم ذلك كله فإن مستوى الأمة الإسلامية كان أعلى بكثير من مستوى المنصرين المزودين بكل الإمكانيات لأن الحضارة الإسلامية أينع وأزكى من الحضارةالنصرانية ولذا لم تنهزم الأمة الإسلامية حين سقطت دولتها بل ظل المسلمون يؤدون رسالتهم كما هي بفعالية ونجاح ذلك لأن جوهر الأمة الإسلامية بقي سليما قادرا على النهوض.فعليهم أن ينهضوا بعد العثار ويستأنفوا المسيرة حتى ينتصروا على عدوهم بعد الهزيمة قال تعالى (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) (وما النصر إلا من عندالله العزيز الحكيم).
التعرف بكل من التبشير والتنصير والفرق بينهما
يتردد مصطلح التبشير في كثير من الكتابات العربية وهو مرادف لمصطلحالتنصير. والتبشير هو التعبير النصراني لحملات التنصير. وله عند النصارى تعريفات مختلفة بحسب العصور التي مرت بها النصرانية. فهو تارة إرسال مبعوثين ليبلغوارسالة الإنجيل لغير المؤمنين بها. أو محاولة
إيصال تعاليم العهد الجديد لغير المؤمنين بها أو إيصال الأخبار السارة إلى الأفراد والجماعاتليقبلوا يسوع المسيح رباً وأن يعبدوه من خلال عضوية الكنيسة. وهو عند المسلمين تنصير وأصحابه نصارى.
ولم يتخل المسلمون عن هذه المصطلحات منذ أن نزل القرآن الكريموسماهم النصارى وكذا سماهم خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام حتى جاء العصر الحديث فداهمت الأمة غزوات إستعمارية وفكرية أشيعت مصطلحات بين المسلمين(1)على أن هناك منيفرق بين الإطلاقين النصرانية والمسيحية فيجعل المسيحية هي الدين المنسوب إلى سآؤول أبو بولس التي تختلف في جوهرها عن النصرانية التي يتحدث عنها القرآن الكريم فليسنصارى اليوم أو مسيحيو اليوم نصارى الأمس من أتباع عيسى بن مريم عليهما السلام.
وفي هذا يقول عمر فروخ: يجب التفريق بين النصرانية والمسيحية فالنصرانية هي الدينالسماوي الذي أوحي إلى عيسى عليه السلام وهو دين قائم على التوحيد وعلى أن المسيح عيسى بن مريم عليه السلام نبي.
أما المسيحية فهي مجموع التعاليم التي وضعها بولسوالتي بنيت على التثليث الهندي ثم نسب إلى المسيح الذي جعل إليها(2).
وعلى أي حال فإن القرآن الكريم سمى أتباع هذا الدين نصارى.
ويظل مفهوم التنصير قابلاللتطوير بحسب ما تقتضيه الحال وبحسب البيئة التي يعمل بها وبحسب التوجيهات العقدية والسياسية التي تسير المنصرين وتسعى بهم إلى تحقيق أهداف إستراتيجية داخل المجتمعاتالتي يغلب عليها النصارى
1- إبراهيم عكاشة علي. التبشير النصراني جنوب السودان ص 24 ـ 25.
2- عمر فروخ الإستشراق فينظام العلم وفي نطاق السياسة ص 125 ـ 143.