فرس قبیل الاسلام و الأسباب التی هیأتهم للدخول فیه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فرس قبیل الاسلام و الأسباب التی هیأتهم للدخول فیه - نسخه متنی

یحیی الخشاب

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الفرس قبيل الاسلام









والأسباب التي هيأتهم للدخول فيه

للدكتور يحيى الخشاب

قام المجتمع الايراني علىنظام الطبقات، ونصت الأبستاق على ثلاث طبقات:

1ـ رجال الدين.

2ـ رجال الحرب.

3ـ الحراثين.

وتحدث الكتاب مرات عن هذه الطبقات، وفي بعض أجزاء منه يجعل الطبقة الثالثةطبقتين، الحراثين والمهنة، ولعل ادخال المهنة كطبقة يرجع الى تأثير الا غريق وادخالهم الصناعة والفن في ايران.

وطبقة رجال الدين هي الطبقة الأولى، ورجالها أفضل منرجال الطبقتين التاليتين، أنجب زردشت ولداً من زوج سيدة ـ زن پادشا ـ وأنجب ولدين من زوج خادمة ـ شاگر زن ـ فاسند رياسة طبقة رجال الدين الى ابنه من الزوج الأولى، وأسندرياسة طبقتي المحاربين والحراثين الى ولديه من الزوج الثانية.

وحين خلق أهورا مزدا الدنيا ـ فيما كانوا يعتقدون ‌ بدأ بخلق النيران الثلاث المقدسة لحمايتها، وهي:خرداد، گشناسپ، برزين مهر. وخص الأولى برجال الدين، فهي التي تعين رجال الدين ليكونوا فقهاء قادرين)، وخص الثانية برجال الحرب (فهي التي تجعل المحاربين أكثر اقداما وأشدقوة)، وخص الثالثة بالحراثين(فهي ترشدهم الى اتقان فلاحة الأرض).

/ صحفة 265 /

وأطلقت الأبستاق على زردشت (الموبد الأول، والفارس الأول، والحراث الأول) وقامتالدولة الساسانية، وأعيد تنظيم المجتمع على أساس الطبقات، مع التعديل الذي اقتضته سنة التطور، فأضيفت طبقة جديدة هي طبقة الكتاب وجعلت تالية لطبقة المحاربين، وأدمجتطبقتا الحراثين والمهنة فأصبحتا طبقة واحدة.

وكان الانتقال من الطبقة الأخيرة الى طبقة أعلى أمراً عسيراً، فقد أمر الملك رؤساء الطبقات الأربع اذا هم توسموا في امرئمن أبناء المهنة أمارات الرشد والخير أو ألقوه مأمونا على الدين، أو رأوه ذا بطش وقوة وشجاعة، أو اختبروه فاذا هو فاضل حافظ فطن لبق، أن يعضروا عليه أمره، وكان الملك يحيلهذا (المختار) عللى الموابذة والهرابذة لابداء رأيهم فيه بعد اختبارهم اياه، وطول مشاهدتهم لـه، فاذا رأوه مستحقاً امر الملك بالحاقه بغير طبقته.

وببين تنسر في كتابهخطورة قيام مجتمع بغير طبقات فيقول: (واذا ضل الناس في زمن الفساد، ولم يكن من سلطان يضبط الأمن، طمعوا فيما ليس لهم، وضاعت الآداب وأهملت السنن وأغفل الرأي، وأقحم الخلقأنفسهم في مسالك لا تعرف نهايتها، وصرحت الغلبة، وحمل بعضهم على بعض برغم تفاوت المراتب والأقدار، حتى يقضى على الدنيا والدين جميعاً... فاذا حجاب الحفاظ والأدب قدارتفع، ويظهر قوم لا يتحلون بشرف الفن أو العمل، قوم لا ضياع لهم موروثة، ولا حسب ولا نسب، ولا حرفة ولا صناعة، عاطلون، مستعدون للغمز والشر وبث الكذب والافتراء، بل هم منذلك يحيون في رغد من العيش وسعه من المال. فتبين الملك... أن لا مناص من أن يعيد سبك هذه الأعضاء بعد اختلاطها، فرتب لكل مرتبته، ومنع الناس عن أن يشتغلوا بغير الصناعة التيخلفوا لها). {تنسر ص 35}.

/ صحفة 266 /

وجاء أردشير مؤسس الأسرة الساسانية فجعل لهذه القاعدة استثناء، وأجاز أن ينظر في أمر الأذكياء من الحراثين. على أن هذاالاستثناء لا يجوز بالنسبة لطبقة رجال الدين، فالموبد لابد أن يكون ابن موبد، وهذه الطبقة تعتقد أنها أسرة واحدة لا يجوز لأجنبي عنها أن ينتسب اليها. {بندهش، الفصل 32(نصوص بهلوية ج 5، القسم الأول، ص 142 وما بعدها، بالانجليزية}.

وقد أراد اسكافي أن يأذن الملك بتعليم ابنه الخط والأدب ليكون كاتباً، فرفض الملك. وكان الاسكافي قد عرضعلى بزرجمهر اقراض الملك ما شاء من المال ولكنه طلب أن يتاح لولده أن يتعلم. فلما عرض بزرجمه هذا الطلب على أنوشيروان قال له: انصرف ورد الى الخفاف أحمال الدراهموالدنانير، أما ترى أن ولد المحترف اذا صار كاتباً أديباً، وعالماً أريباً، صار من الغد لو لدنا خادما ومنه قريبا، فلا يبقى عند أهل الأدب وأرباب الحسب والنسب من أهلالبيوتات وأصحاب المروءات سوى الهم والحزن والحسرة والأسف، وهل يأتي الخير من ولد المحترف؟ وانه مهما اعتلت مرتبته استهان بذوى الالباب، واستعظم لهم في الثواب ردالجواب، فيستجلب لنا بعد موتنا اللعن والذم). {الشاهنان. ترجمة اليتدارى، نشر عزام}.

ولم يكن الشعب مؤمنا بهذا النظام، كثيراً ما ظهر الأذكياء من أبنائه، وكثيراً مارأوا أنباء الأشراف في بلاهة وغباء. وأبصر الشعب نفسه فاذا هو لا يستطيع أن يلبس مما يلبس أهل الطبقات الثلاث الأولى، ولا هو يستطيع أن يركب مركبهم. ويتاح للمحترف أن يثريوأن يجمع من الثروة ما يشاء، ولكن ماله لا يغني عنه شيئا. فهو مدموغ بطبقته التي نشأ فيها. وأبصر الشعب نفسه فاذا هو يعد أبناءه ويتعهدهم حتى اذا شبوا وبدءوا يعاونونآباءهم على نحمل أعباء الحياه جمعهم الأشراف جمعا ليقدموهم للملك ليقذف بهم في أتون الحرب مع الروم، تلك الحرب التي لم تكن دفاعا عن وطن أو سعياً وراء فتح أو غزو،

/صحفة 267 /

ولكنها انقلبت مزاجا أسود أصاب الملوك، وليس من ورائها مجد يستحق أن يسعى اليه، وأن تراقى في سبيله الدماء، وكان في كل بيت مأتم، وكثرت الضحايا جيلا بعدجيل، وكان الجند من أبناء الحراثين هم المشاة، يخدمون الأساورة (الفرسان) ويزج بهم في الحرب وعليهم دروع خفيفة، ليست مما يستعمله الأساورة، على أن معظمهم كان يتخذ منجلود الماشية دروعا. ولم تدم نظرة الششعب الى الرؤساء الذين ينتسبون لهذه الطبقات فالملوك لا يحترمون الدين، والملوك لا يرعون حق الوطن، ومنهم من يلجأ لعدو ايران من أجلالعرش، ورجال الدين ليسوا من الدين في شيء، بهرتهم المظاهر، وألهاهم الغنى، وأذلهم الطمع، وأفسد رسالتهم الحرص على الدنيا، والأشراف ورجال الدين في عداء ظاهر للناس،يكيد بعضهم لبعض، وكل طائفة ترعى مصلحتها وحدها، وحين الم القحط بايران تركوا الفقراء يموتون جوعا. ولهذا كله ضاعت المثل العليا التي آمن الشعب الايراني من قبل بأن رجالالطبقات الثلاث الأولى أمناء عليها، ولهذا تزعزع ايمان الشعب بهذا النظام، وكان أن انتهز أول فرصه أتيحت لـه ليعلن كفره بالوضع الاجتماعي الظالم، فثار حين جرؤ مزدك علىالتحدث عن العدالة الاجتماعية، وأمسك الشعب بزمام الثورة، فأحرق أول ما أحرق كتب الأنساب، ولكن أنوشروان قضى على هذه الثورة. وان لم يقض على ما في النفوس من الاحساسبالظلم والتطلع الى من يتحدث عن المساواة بين الناس.

* * *

وظهر الاسلام أيام كسرى پرويز، آخر الساسانيين الأقوياء وكانت الصلة بين الفرس والعرب قد ازدادت عن ذيقبل. فان اليمن أصبحت ولاية فارسية، وحاكمها باذان مجوسي تابع لملك الفرس، وكانت المجوسية فيه وفي تميم أيضا، وكانت النزندقة في قريش أخذوها من الحيرة، والحيرة نفسهاكانت نصارى ومجوسا {النص عند ابن رسته في الاعلاق النفسية. انظر دينكرد ص 138 المحمد جواد مشكور بالفارسية}. وحديث الاسلام يجري على كل لسان ويشيع في فارس. وتضطرب

/صحفة 268 /

نفس كسرى پرويز وتشيع بين الفرس قصة انفصام طاق ملكه من وسطها، وكيف انخرقت عليه دجلة العوراء، ويشيع بين الفرس أن حزاته قد اضطربوا وأنهم قد خشوا أنيقولوا له انه حيل بينهم وبين علمهم فهم لا يقدرون على شيء ويشيع بين الفرس أن أحد هؤلاء الحزاة (السائب) وهو عربي يعتاف اعتياف العرب، قل ما يخطئ، بعث به باذان حاكم اليمنلكسرى، قد بات في ليلة ظلماء علي ربوة من الأرض يرمق برقا نشأ من قبل الحجاز ثم استطار حتى بلغ المشرق، فلما أصبح ذهب ينظر الى ما تحت قدميه فاذا روضة خضراء. فقال فيمايعتاف لئن صدق ما أرى ليخرجن من الحجاز سلطان يبلغ المشرق تخصب عنه الأرض كأفضل ما أخصب عن ملك كان قبله، ويعيد كسرى بناء الطاق ويعيد سكر دجلة فقد أفهموه أن حسابه قدوضعوهما على النحوس، فلما اختلف عليهما الليل والنهار وقعت النحوس على مواقعها فزال كل ما وضع عليها. وعمل كسرى في دجلة ثمانية أشهر، وأنفق فيها من الأموال ما لا يدري ماهو، حتى اذا فرغ سالهم أيجلس على سورها قالوا نعم. فأمر بالبسط والفرش والرياحين فوضعت عليها، وأمر بالمرازبة فجمعوا له واجتمع اليه اللعابون، ثم خرج حتى جلس عليها فبيناهو هنالك انتسفت دجلة البنيان من تحته فلم يستخرج الا بآخر رمق {تاريخ الطبري ج 2 ص 144 طبعة مصر}.، و يشيع بين الفرس أن كسرى قد اضطربت اعصابه , وان زائر قد الم به بالهاجرةالتي كان يقيل فيها، وامره أن يسلم وأن زيارة هذا الطيف قد تكررت ثلاث مرات في السموات الثلاث الأخيرة لحياته {تاريخ الطبري ج 2 ص 144 طبعة مصر}.، وكان الزائر ممسكا بيده عصاويقول لكسرى انك قد أبيت علي والله ليكسرنك الله كما أكسر عصاي هذه ثم كسرها، وكسرى يقول له انصرف انصرف (بهل، بهل).

والفرس يتحدثون بما ذاع في قريش والجزيرة العربيةمن جدل حول قوله تعالى (غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين، لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون). فان المسلمين كان فيهم ميل الىالنصارى، والقرآن يقول: (ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن) والهنا والهكم واحد) وهذا الميل الى النصارى قد أحنق كفار قريش عليهم، فتركوا مراجعتهم في الأمور.

وحدث في أيام كسري پرويز، فترة صحوة الموت بالنسبة للفرس والروم جميعاً، أن أرسل كسرى جيشا بقيادة شهر براز لمقاتلة الروم، فغلب هؤلاء، فشمت بهم كفار قريش، ولما نزلتالآية قال أبو بكر للمشركين: لا أقر الله أعينكم والله ليظهرن الروم على فارس بعد بضع سنين. فكذبه أبي بن خلف وقال اجعل بيننا أجلا انا حبك عليه فخاطره على عشر قلائص من كلواحد منهما وجعل الأجل ثلاث سنين. وأخبر أبو بكر النبي عليه الصلاة والسلام، فقال البضع ما بين الثلاث الى التسع فزايده في الخطر وماده في الأجل. فجعلاها مائة قلوص الىتسع سنين.

وذاع حديث هذه المناحبة عند الفرس، وكان فيهم نصارى وعلى حدودهم النصارى كذلك، فقرت عيون هؤلاء بحب المسلمين لهم وتأييدهم لدينهم الذي طالما عذبهم المجوسمن أجله، والذي استهان به كسرى فاستولى على اهم رمز له وهو خشبة الصليب وأتى بها الى المدائن.

وتمضى الأيام، وتدور الدائرة على الفرس، ويشاع من فارس أن كسرى قد حقد علىقائدية شهربراز وفرخان وأنه أراد أن يقتل أولهما الثاني فأبى فطلب من فرخان قتل أخيه فأبى كذلك، وان انتصاره الأول كان بفضل شجاعة وذكاء هذين الأخوين، وأنهم قد اتفقا معأمبراطور الروم لحرب كسرى فحاربون وغلبوه، وجاء الخبر الى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، ففرح ومن معه {الطبري ج 2 ص 142 ـ 143}.

يتحدث الفرس في هذا كله، ويتأكدلديهم أن دولتهم قد أدبرت، وأن دولة جديده ودينا جديدا قد لا ح فرجهما. ويترامى الى الفرس ان النبي صلى الله عليه وسلم يقرب منه فارسياً منهم اسمه سلمان، وأنه يقرب كذلكعبدا حبشياً اسمه بلال،

/ صحفة 270 /

وأنه يكثر من الحديث عن العتق، وأن آيات القرآن تتحدث عن العتق دون الرق، وأن الدين الجديد يعتبر المسلمين جميعاً اخوة،وأنهم سواسية لا فضل لأحدهم على الآخر الا بالتقوى. وسرى بينهم أن الاسلام يجعل الصلة بين الله وعباده صلة مباشرة لا وساطة فيها، واذا فارجل الدين لن يبتز منهم أموالهمليتوسط لهم عند ربهم، وباب المغفرة مفتوح لمن شاء أن يستغفر بلا واسطة، وحقوق الدولة على الأفراد قد نظمها الدين الجديد نظاما لا بدع للظلم والتعف سبيلا.

فالزكاةمقدرة معروفة وهي في طاقة المكلف بها لا ارهاق فيها ولا عنت. والصلاة في خمسة أوقات لا تصرف الناس عن أعمالهم ولا تكبلهم بقيود تقعد بهم عن أداء واجباتهم نحو أسرهم،والصيام في شهر معلوم، يربط بين المؤمنين جميعاً ويؤلف بين قلوبهم ويسمع الناس بأن أمة جديده قد بعثت، شعوبها في شتى الأقطار، وكلهم يجمعهم صيام رمضان. وبدلا من هذهالامتيازات التي كانت تغدق على الأشراف فتوغر ضياعهم وتوسم دوابهم حتى لا تسخر وغير ذلك، هذه الامتيازات كلها التي كانت منصبة على الأثرياء من أهل الطبقات الممتازة،والتي كانت كلها على حساب الطبقة الفقيرة: الحراثين، قد اختفت من الدين الجديد الذي راعى جانب الفقراء، من اليتامى والمساكين وأبناء السبيل. وتساءل الفرس كيف يعاملهمالمسلمون. أيتركونهم أحرارا كما تركوا النصاري أم أنهم سيقاتلونهم ولم تبق لهم من قوة يحاربون بها، لقد أنهكتهم الحروب المتواصلة مع الروم والهياطلة؟

وتأنيهمالأخبار بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات، وأن القوم قد اختاروا خليفة بعده، ثم تسامعوا باختيار عمر وبحزمه وعدله، وتناقلوا الأحاديث في ذلك لأنهم كانوا ينتظرونالحاكم العادل. وتساءل الفرس كيف يعاملنا المسلمون؟ فقيل لهم: قال عبد الرحمن بن عوف لعمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سئل عن المجوس، فقال استنوا بهم سنة أهلالكتاب.

فاطمأنت نفوس الفرس ودخلوا بعد ذلك في دين الله أفواجا؟

/ 1