مجتمع القرآنی (4) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مجتمع القرآنی (4) - نسخه متنی

محمد أبوزهرة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المجتمع القرآني

الأمة الإسلامية

لحضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الجليل الشيخ محمد أبو زهرة

وكيلكلية الحقوق بجامعة القاهرة

1 ـ ذكرنا فيما أسلفنا من قول: خواص المجتمع القرآني ومزاياه، وأشرنا إلى مجتمع الأسرة، والمجتمع الصغير، أو ما يسمى في لغةالعصر الحاضر المجتمع المحلي، وهو الذي كان يسمى في ماضي الإسلام مجتمع القبيلة؛ وقد ذكرنا أن هذه المجتمعات كلها وجدت في الإسلام لتكون أردافا معنوية تمد المجتمعالأكبر بعناصر القوة، وعناصر التأليف الرابط؛ والمعاني الإنسانية والخلقية الجامعة في ظل دين الله تعالى الذي انبثق نوره من السماء.

والآن نتجه الى القصد الأكبر منالوحي المحمدي، وهو تكوين جماعة إنسانية فاضلة تبنى في تكوينها على الفضيلة، وتربط العلاقات فيها بالأخلاق الفاضلة، والمودة الواصلة، وتكون العلاقة بينها وبين غيرهاقائمة على العدالة والوفاء والمثل الإنسانية العالية.

2 ـ وقبل أن نخوض في بيان هذه العلاقات التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي الفاضل لابد أن نتكلم في الوحدةالإسلامية كحقيقة مقررة ثابتة في الإسلام؛ ذلك لأن توالي القرون على تفرق المسلمين في بقاع الأرض أشياعا وفرقا؛

/ صفحه 246/

'''' كل حزب بما لديهم فرحون '''' جعل كثيرينممن لا يفهمون الأمور على وجهها ولا يمحصون الحقائق ويردونها إلى أصولها يظنون أن حال المسلمين تتفق مع المقرر في الإسلام، وأن تلك الفرقة القاطعة؛ وذلك الاختلاف المفرقيتفق مع حقائقه، وتقبله مقرراته، وهكذا صار المنكور معروفا، والباطل مألوفا، وبذلك صار الإسلام غريبا، وتحقق صدق ما تنبأ به النبي

(صلى الله عليه وآله وسلم)

فيمارواه مسلم عن النبي

(صلى الله عليه وآله وسلم)

أنه قال: '''' بدأ الإسلام غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء ''''.

3 ـ إن المسلمين أمة واحدة، وما فرقهم إلاالعصبية التي نهى عنها النبي

(صلى الله عليه وآله وسلم)

، والأطماع والشهوات التي صرعت الحقائق، وأخفت نور الإسلام، أو التنازع على الملك والسلطان، وضياع الشورى،وفساد الحكم، وقيام الظلم، حتى شوه المغرضون حكم الاسلام؛ وأحاطوه بطائفة من الوقائع ليطمسوا معالمه، ويخفوا ضوءه المنير.

ولذلك وجب علينا أن نرد الأمور إلى نصابها،فنقرر أن الإسلام لا يعرف إلا أمة واحدة هي أهل القبلة، وأمة محمد، وأمة الإسلام، فالأقاليم الإسلامية كلها من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب تجمعها أمة واحدة، ويظلها صفواحد؛ فليس العرب وحدهم أمة، ولا المصريون وحدهم أمة، ولا الباكستانيون وحدهم أمة، إنما هم جميعاً أمة واحدة، ولقد قرر سبحانه وتعالى تلك الحقيقة الثابتة فقال تعالى: ''''إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ''''.

فالإسلام دين الوحدة الجامعة، كما هو دين الوحدانية الكاملة؛ ولقد عمل الإسلام على تقوية هذه الوحدة، وحمايتها من كلعوامل التفرقة التي تفك العروة وتهدم البناء؛ وتجعل أمر المسلمين منقسماً، وجمعهم منحلا؛ ولذلك قال تعالى: '''' واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا '''' وقال تعالى: '''' ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم '''' وقال تعالى مقرراً الأخوة الإسلامية للعامة: '''' إنما المؤمنون إخوة، فاصلحوا بين أخويكم، واتقوا الله لعلكم ترحمون، يأيها الذين آمنوا

/ صفحه 247/

لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم، ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن، ولا تلمزوا أنفسكم، ولا تنابزوا بالألقاب، بئس الاسم الفسوق بعدالايمان، ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ''''.

4 ـ وإن أقوى ما يقوى الوحدة هو المودة التي تربط القلوب، وتصل النفوس؛ وأساس المودة هو التظامن، ولذلك وصف المسلمون بالرحمةالتي تعتبر المودة مظهراً من مظاهرها، فقال تعالى: '''' أشداء على الكفار رحماء بينهم، تراهم ركعاً سجداً ببتغون فضلا من الله ورضوانا، سيماهم في وجوههم من أثر السجود، ذلكمثلهم في التوراة، ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار، وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرةوأجراً عظيما'''' وإن السياج المتين الذي يحمى الجماعة إن لم تكن المودة هو العدالة، فهي الحصن الحصين الذي تأوي إليه معاني الاجتماع القويم.

وإنه لا يذهب بالوحدة إلاأمور ثلاثة:

أولها: التكبر بغير الحق، والاعتزاز بغير الله تعالى، ولذلك دعا الإسلام إلى التواضع من غير ضعة، كما دعا إلى العزة من غير كبرياء، ولقد قال النبي

(صلىالله عليه وآله وسلم)

: '''' من تواضع لله رفعه الله، وما ازداد عبد بعفو إلا عزا '''' ووصف المؤمنين بالتظامن لإخوانهم، كما وصفهم بالرحمة، فقال تعالى: '''' أذلة على المؤمنين أعزةعلى الكافرين يجاهدون في سبيل الله، ولا يخافون لومة لائم، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم ''''.

وثانيها: الظلم، فإن الظلم يحل الوحدة، ويوجد النفرة، ويجعلكل واحد ينظر إلى الآخر نظرة الخائف الحذر، أو نظرة العدو المتربص، لا ألفة ولا ائتلاف، ولا تلاقي ولا اتفاق، ولذلك كان النهى عن الظلم نهياً عاماً لا يخص طائفة دونطائفة، ولا جمعا دون جمع، ولا جنساً دون جنس، ولقد روى في الحديث القدسي عن الله تعالى أنه قال: '''' يا عبادي إني قد حرمت الظلم على نفسي فلا تظالموا '''' ولقد قال

(صلى اللهعليه وآله وسلم)

: '''' اشتد غضب الله على

/ صفحه 248/

من ظلم من لا يجد ناصراً غير الله '''' وقد قال

(صلى الله عليه وآله وسلم)

: '''' اجتنبوا دعوات المظلوم ولو كافرا،فإنها ليس دونها حجاب '''' وقال عليه الصلاة والسلام: '''' من مشئ مع ظالم ليعينه، وهو يعلم أنه ظالم، فقد خرج من الإسلام '''' وقال عليه الصلاة والسلام: '''' من أعان ظالما ليدحض بباطلهحقاً، فقد برثت منه ذمة الله، وذمة رسوله، وهكذا يتضافر النهي عن الظلم، لأنه الهادم لبناء المجتمع الإسلامي.

الأمر الثالث: الذي يفك الوحدة الإسلامية، وهو الذيفكها، وانهارت بسببه دعائم بنائها هو العصبية، والعصبية أساسها أن يحس المسلم بانتمائه لقبيله أكثر من إحساسه بانتمائه للإسلام، وأن يؤثر الدعوة إلى العصبية على الدعوةإلى العدل، سواء أكانت العصبية هي القبيلة في دائرتها الضيقة، أم اتسع معناها فشمل الإقليم، أو شمل الجنس واللون، فكل تمسك بالانتماء لقبيلة أو نسب أو جنس أو إقليم هو منقبيل التمسك بالعصبية، وإيثارها على التمسك بعرى الحق والعدل، ومبادئ الإسلام التي لا تفرق بين جنس وجنس، ولون ولون، والتي يتمثل فيها قول النبي

(صلى الله عليه وآلهوسلم)

: '''' كلكم لآدم، وآدم من تراب ''''.

5 ـ وإن الدعوة إلى العصبية أيا كان شكلها ومظهرها هي الداء الدفين الذي ذهب بوحدة الإسلام، وفرق أمر المسلمين، وما زالت تلكالدعوات هي التي توسع الهوة، وتقطع أسباب الاتصال، وتجعل بأس المسلمين بينهم شديداً، تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى، بل إنهم فقدوا في الوحدة الشكل والجوهر، والمظهروالحقيقة، وكان من المسلمين من يجهر بموالاته للذين يخربون الديار الإسلامية، ويبيدون المسلمين، من غير أي حركة مانعة، ولا أي قوة دافعة، حتى لقد استمرءوا لحومالمسلمين، كما تستمرئ الذئاب دماء البشر؛ وكما يستمرئ الكلب المسعور دماء الأحياء.

ولقد نهى النبي الذي ما كان ينطق عن الهوى عن العصبية وشدد في النهي، لأنه كانيتنبأ بأنها ستكون الداء الدوي الذي يصيب جسم الأمة الإسلامية،

/ صفحه 249/

فيجعله أمشاجا متفرقة، وأوزاعا متقطعة، وقطعا في هذا الوجود متناثرة تنوشها سباعالبهائم من كل ملة، ومن كل قبيل، ومن كل لون، ولا نجد إلا كلمات جوفاء تنعق بها أصوات، وتتحرك بها ألسنة، كما تتحرك ألسنة البقر؛ لا يقصدون إلى معنى من معاني المحبةالإسلامية؛ ولا الاخلاص المحمدي.

لقد شدد النبي

(صلى الله عليه وآله وسلم)

في النهي عن العصبية، فقال عليه الصلاة والسلام: '''' ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا منقاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية '''' وعرف النبي

(صلى الله عليه وآله وسلم)

العصبية فقال: (العصبية أن تعين قومك على الظلم) ولقد قال

(صلى الله عليه وآلهوسلم)

: (من نصر قوما على غير الحق، فهو كالبعير الذي تردى، فهو ينزع بذنبه).

وهكذا تواردت الآثار عن النبي

(صلى الله عليه وآله وسلم)

تنهي عن العصبية:

6 ـ ولأمرما كان النصر الإسلامي الأول على غير المنهاج الذي كان للنصرة في البلاد العربية؛ ذلك أن الرجل كان إذا أراد النصرة استنصر بقومه وقبيلته، وأن النبي

(صلى الله عليه وآلهوسلم)

عند ما هم قومه بقتله، لم تكن نصرته بالبداهة من قومه وأصل عصبيته، فقريش قومه، وأصل عصبيته حاربوه، وكان النصر من الأنصار الذين لم يكونوا قومه ولا قبيلته، فكانالنصر المؤزر غير مبني على عصبية، بل كان مبنياً على حمية دينية، وفضيلة إسلامية، فكانت عزة الإسلام من الله، لا من قبيلة ولا من عصبية، إنه إذا كان من بيت النبي الهاشميمن ناصره كعلي وحمزة، فقد كان منه من ناوأه كأبي لهب، بل إن عباس خرج محارباً في بدر، وإن كان كارهاً، وقد أسر، ولم تمنعه قرابته من أن يؤسر وألا يفك إساره إلا بفدية يفتديبها نفسه.

وإن دل ذلك على شيء فإنه بلا ريب يومئ إلى ان عزة الإسلام لا تبنى على عصبية، وأن عزته من الوحدة لا من التفرق، وإنه ليومئ أيضاً إلى أن العصبية ستهدم بناءالوحدة إن وجدت دعواتها.

/ صفحه 250/

7 ـ وكذلك كان، فإن العصبية الجاهلية التي نبتت في آخر عصر الراشدين هي التي قطعت أوصال الوحدة الإسلامية، وكان الملوك الذينتسموا بأسماء الخلفاء يقرونها حتى يجدوا من ثغرة الخلاف ما يحكمون به في الجماعة الاسلامية؛ وينفذون منه إلى السلطان أو السلطة التي لا تعتمد على شيء من الحق والعدل،بقدر ما تعتمد على الدهاء، والعلم بسياسة التفريق والتخذيل وتوهين شأن الدين وإنه ليقول قائل ملوك بني أمية: (إن ربيعة لا تزال غاضبة على ربها أن جعل نبيه من مضر) ولعل ذلكالقول يحكي بعض خواطر فعله وخلجات نفسه، لأن الله جعل نبيه من هاشم ولم يجعله من امية.

ولقد انتقلت العصبية في القرن الثالث الهجري من عصبية القبيلة إلى عصبية الجنسوالأرومة، ثم إلى عصبية اللغة، فوجدنا الأمم التي دخلت في الإسلام من غير العرب قد اتجهوا إلى إحياء قومياتهم القديمة، وإحياء اللغات القديمة.

ولقد كان المسلم يسيرمن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، فلا يجد إلا لغة القرآن يتخاطب بها أهل الإسلام، فكان الرحالة المسلمون يسيرون من رياض الأندلس إلى الهند فلا يجدون مشقة في خطاب، إذ اللغةالعربية تجمع الألسنة المتفرقة، فيشعر الجميع بأنهم أمة واحدة، إذ اللغة تجمع الخواطر والثقافة والتفكير والمنازع النفسية، وليست الأمم إلا ذاك.

وبعد أن انبعثتاللغات القديمة من مراقدها، انبعثت معها عصبية جامحة، وانقسامات جائحة، بل اختفى فيها نور العلم الإسلامي الذي كانت اللغة العربية وعاءه الذي زخر بكل ألوان الفكرالإنساني والاسلامي، وهل يعلم الناس أن فارس أصبحت لا تعرف العربية إلا في عدد محدود من رجالات العلم بها؛ وهي التي أمدت الفكر الإسلامي بأبي حنيفة والجاحظ والبخاريوالفارابي وابن سينا، وجار الله الزمخشري، وفخر الدين الرازي، وشمس الأئمة الرضي، وغيرهم من أعلام الفكر الإسلامي والبيان العربي، وهل يعلم الناس أن بلاد ما وراء النهرالتي كان منها الشيرازي صاحب المهذب وغيره من أفاضل العلماء، يسير فيها

/ صفحه 251/

الان الفتى العربي فيكون غريب اللسان لا يجد من يخاطبه إلا بعض القلة النادرةمن العلماء.

من هذا الوقت الذي حييت فيه اللغات القديمة واندثرت اللغة العربية تفرق المسلمون سددا بددا، لا جامعة تجمعهم ولا رابطة تربطهم، وأخذت ذئاب الإنسانيةتلتقمهم قطعة بعد قطعة.

8 ـ هذه حال المسلمين في هذه الأيام، مع أن العبادات الإسلامية تشير إليهم بضرورة الاجتماع، ويمنع هذا الاختلاف، ألا نذهب جميعاً إلى قبلةواحدة، فهل يشعر المسلم في صلاته التي يسبح فيها حين يصبح وحين يمسي، وفي الغداة وفي العشى، وحين يظهر، أنه يتجه صوب المكان الذي يتجه إليه في هذا الأوقات ذاتها مئاتالملايين من المسلمين المنبثين في بقاع الأرض، وهل يشعر أن الاجتماع الديني الذين يجمعهم على غير رؤية في عبادة الله تعالى مالك الأرض وما عليها، والسموات وما فيهن،يرمز إلى الوحدة الجامعة، ويومئ إلى وحدة أهل الإسلام كما وجدت العبادة، إن هذا تذكير يومي في كل يوم خمس مرات على الأقل، يذكر المسلم بأنه جزء من كل، وأنه لابد أن تتلاقىالأجزاء في الحس، كما هي متلاقية في المعنى، ولكن العبادات فقدت معناها الاجتماعي في نفوس المسلمين، كما فقدت معناها الروحي في نفوس الأكثرين، ولا حول ولا قوة إلا باللهرب العالمين.

9 ـ وهذا الحج الذي أمر الله بالنداء إليه ليحضر الناس إلى بيته الحرام في ضيافته سبحانه، إذ قال: '''' وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين منكل فج عميق '''' قد فقد معناه أيضا، فهو في أصل شرعته اجتماع المسلمين من كل بقاع المعمورة في أرض الله المقدسة وحرمه الآمن إلى يوم القيامة، وبيته الحرام الذي هو أول بيت وضعللناس، وفي هذا الاجتماع يتذاكرون أمور المسلمين، ويتدبرون أحوالهم المعيشية والاجتماعية والاقتصادية، ويتفاهمون فيه على كل أمر يصون وحدتهم، ويقوى جماعتهم، ويرفعشأنهم،

/ صفحه 252/

ويرد كيد أعدائهم، والآن يجتمع المسلمون في الحج؛ لا ليتعارفوا؛ بل لتتبين مظاهر تفرقهم.

إنها مبكيات محزنات أن يجتمع المسلم الباكستانيبالمسلم المصري فلا يستطيعان التفاهم إلا باللغة الانجليزية، وهي لغة أمة قال رئيس وزرائها في آخر القرن الماضي إنه لا سلام لانجلترا وفي العالم القرآن يقرأ، ويتلوهالملايين.

وأحيانا يكون التفاهم بين المسلمين باللغة الفرنسية التي هي لغة قوم يعملون الان على إبادة المسلمين في الجزائر، كما حاولوا من قبل إبادتهم في مراكش، ولكنرد الله كيدهم في نحرهم، فأرادوا أن يتفرغوا للجزائر، حتى إذا أبادوها منوا بمراكش أو تونس؛ ولا منجاة إلا بأمر من الله، وتوحيد شئون المسلمين، ولكن سنة الله في خلقه أنهسبحانه لا يغير حال الأقوام إلا إذا غيروا نفوسهم من ذلة إلى عزة، ومن ضلال إلى طلب للحق، ومن خنوع للأقوياء الضالمين إلى مقاومة للطغاة العابثين، فلقد قال تعالى: '''' إنالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له، وما لهم من دونه من وال ''''.

10 ـ لقد وصفنا الداء، وإن أول طرائق العلاج هو معرفةالمرض، فإنه إذا عرف المرض سهل وضع الدواء، وإن الداء الذي اعترى المسلمين ففرق جماعتهم، وجعلهم نهزة المفترصين، ومطمع الطامعين، ومرام المعتدين، هو أنهم تركوا سنةالسلف، وفرقوا الجماعة، وكانت أسباب التفريق هي ذلك الداء، فأسباب الاجتماع هي الدواء، وإن هذه الأمة لا يصلح آخرها إلا بما صلح به أولها، وإن أولها كان جمعاً متحداً فيثقافة واحدة، وفي لغة واحدة، وفي اقتصاديات واحدة، وفي جهاد واحد، فلا يسلم المسلم أخاه المسلم، وإنه إذا كانت أسباب الفرقة بينه معلمة، فأسباب الانفاق لائحة ظاهرة، وماعلينا إلا أن نعمل على إيجاد الوحدة بعد الافتراق، واتخاذ الأسباب التي سلكها السابقون بإحسان '''' وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيبوالشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ''''.

/ 1