مجتمع القرآنی (4) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مجتمع القرآنی (4) - نسخه متنی

محمد أبوزهرة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المجتمع القرآني

علاقة المسلمين بغيرهم في الحرب وفي السلم

لحضرة صاحب الفضيلة الأستاذالجليل الشيخ محمد أبو زهره

وكيل كلية الحقوق بجامعة القاهرة

1 ـ إن المتتبع لنصوص القرآن الكريم، والمأثور من الحديث النبوي الشريف يرى حقائقواضحة تسود معاملة المسلمين لغيرهم، وهي الحاكمة المميزة بين العمل الذي يقره الإسلام والعمل الذي لا يقره الإسلام في المعاملات الدولية ـ وتلك الحقائق خمس ـ: هيالعدالة، والمعاملة بالمثل، والفضيلة، والوفاء بالعهد، ونصر الضعيف من غير نظر إلى جنسه أو لونه أو دينه، ويدخل في هذا الباب حماية الحريات الإنسانية وخصوصاً حريةالاعتقاد ومنع الفتنة في الدين، والاضطهاد لتحويل عقيدة الشخص قهراً غير مختار، حتى يكون التدين لله، والتدين الحر أساس لكل خير، وحماية من كل شر، ولنشر إلى كل واحدة منهذه الحقائق بكلمة معلمة وإن لم تكن مفصلة.

2 ـ (1) العدالة:

قامت كل علاقة إنسانية في الإسلام على أساس من العدالة، واعتبار الناس جميعاً سواء، وأنه لا تفاضل بينهمأمام الأحكام ـ وإن كان ثمة تفاضل في الأعمال وفي الجزاء عليها إن خيراً فخير وإن شراً فشر، وإن نصوص القرآن الكريم

/ صفحه 358/

في ذلك كثيرة متضافرة، وأوضحها فيمعاملة المخالف المحارب ـ بالعدل، قول الله تعالى: '''' ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى '''' وقوله تعالى: '''' يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسطشهداء لله ولو على أنفسكم '''' وقوله سبحانه في الأمر العام بالعدل: '''' إن الله يأمر بالعدل والإحسان '''' ولقد ذم القرآن اليهود الذين كانوا يعدلون فيما بينهم ويأكلون حقوق غيرهمممن ليسوا يهوداً ويقولون: '''' ليس علينا في الأميين سبيل '''' وإن تحقيق العدالة بكل معانيها هي المقصد الاسمى للأديان، وذكر القرآن أن العدل هو الأمر الذي اجتمعت عليهالنبوات والديانات السابقة كلها، فقد قال سبحانه: '''' لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافعللناس '''' وفي الجزء الأخير من النص الكريم إشارة بينة إلى أنه إذا كانت حرب يجب أن تكون لتحقيق القسط بين الناس لا لتوسيع هوة التفاوت بينهم بتسليط الغالب على المغلوب،فالحروب يجب أن يكون الباعث عليها عدلا، ويجب أن تكون في نتيجتها تحقيق العدالة بين البشرية.

3 ـ ولقد وردت الأحاديث النبوية متضافرة على العدل ومنع الظلم مع العدووالولي، فقد قال

(صلى الله عليه وآله وسلم)

: '''' إن الله كتب على نفسه العدل فلا تظالموا أي لا يظلم بعضكم بعضا '''' واعتبر النبي من يعاون الظالم في ظلمة خارجا على الإسلام،فقال عليه الصلاة والسلام: '''' من مشى مع ظالم فقد خرج من الإسلام '''' وإن بر الإنسان بقومه وجنسه أو بني وطنه لا يسوغ له بحال من الأحوال أن يعاونهم على الظلم، وقد صرح بذلكمحمد

(صلى الله عليه وآله وسلم)

، فقد سأله أبي بن كعب: أمن العصبية أن يحب الرجل قومه؟ قال: لا، ولكن من العصبية أن ينصر الرجل قومه على الظلم، فالعصبية الظالمة منهىعنها، وقد ورد النهي في مثل قوله: '''' ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية ''''.

ولقد دعا النبي الذين يتعصبون لأقوامهم وأوطانهم ألا ينصروها وهي ظالمة،واعتبر الناصر لقومه على الظلم كمن يتردى في ركية من النار فقال

(صلى الله عليه وآله وسلم)

:

/ صفحه 359/

'''' مثل الذي يعين قومه على الظلم كمثل البعير المتردي فيالرُّكى، فهو ينزع بذنبه '''' وإن ذلك التشبيه صادق كل الصدق في زمننا، فإن مبالغة القادة والزعماء في نصرة أقوامهم بالباطل ليلتهموا الأرض والأنفس، قد جعل العالم يتلظى فيأتون من نيران الحروب حتى إذا أطفأ الله ناراً أجج ابن الأرض أخرى، وذلك سبب النصرة الظالمة للأقوام والتعصب المردى للأوطان وإهمال كل حق للإنسان.

4 ـ (2) المعاملةبالمثل:

دعا الإسلام إلى العدالة المطلقة التي لا تعرف قريبا مواليا، أو بعيداً معاديا، ودعا إلى قانون عادل في معامله المسلم لغيره، سواء أكان مسلما أم كان غيرمسلم، وسواء أكان التعامل بين الأفراد أم كان بين الجماعات والدول، وذلك القانون العادل هو قول محمد

(صلى الله عليه وآله وسلم)

: (عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به)وبمقتضى هذا القانون العادل في ذاته كان على المسلم أن يعامل من يعتدي عليه بمثل هذه المعاملة، وإذا كان الاعتداء ظلما فرده عدل، ولذا كان القانون المعاملة بالمثلقانوناً إسلامياً عادلا، وقد جاء في القرآن الكريم: '''' فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين '''' ومن أجل ذك شرع القتال فيالإسلام، فقد شرع على أنه أساس لدفع الاعتداء، فقد قال تعالى: '''' وقاتلوا الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين((.

ونرى في هذا النص دلالة على أمرينجليلين:

أحدهما: أن القتال في الإسلام إنما أبيح لرد الاعتداء بمثله، فهو لا يقاتل إلا الذين يعتدون على أهله ويقاتلونهم.

الأمر الثاني: أن يلاحظ من يرد الاعتداءأنه أبيح له القدر الضروري للدفاع، فلا يصح له أن يعتدي فلا يتجاوز حد الدفاع، ولا يعتدي في دفاعه، فيقتل من لا يقاتل، أو يسعى لإفساد الأرض، وإهلاك الحرث والنسل.

ولهذا المبدأ وهو المعاملة بالمثل أباح الإسلام استرقاق أسرى الحروب، ولم يبحه في غير ذلك، فإن محاربيه كانوا يسترقون الأسرى، وذلك كان أقل ما يصب

/ صفحه 360/

عليهم من عذاب، فقد كانوا يذبحونهم ويقتلونهم بالجوع ويمثلون بهم، وما كان الإسلام يبيح شيئا من ذلك حتى مع الذين حاولوا قتل النبي

(صلى الله عليه وآله وسلم)

وقدأباح الإسلام الاسترقاق في الحروب كضرورة حربية في حال الحرب، فلا رق في سواها ولتطبيق قانون المعاملة بالمثل في أضيق حدوده، ولقد عامل الرقيق بأرفق معاملة رآها تاريخالإنسانية.

5 ـ (3) الوفاء بالعهد:

جاء الإسلام داعياً إلى السلام، وإن كان اشد ما يبغضه الاستسلام، ولذلك كان إذا جنح محاربه إلى السلام العزيز الكريم سارع اليه،فقد قال تعالى: '''' وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله ''''.

وإن السبيل إلى استقرار السلام هو المعاهدات السليمة، وإن هذه المعاهدات لا تستمد قوتها من نصوصها فقط، بلمن نية عاقديها على الوفاء، ولذا حث القرآن على الوفاء بالعهد، واعتبر إخلاف العهود من علامات النفاق، وننقل هنا نصاً واحداً من نصوص القرآن الكريم في هذا الباب وإنهالكثيرة جداً، لقد قال تعالى: '''' وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها، وقد جعلتم الله عليكم كفيلا (1) إن الله يعلم ما تفعلون، ولا تكونوا كالتي نقضتغزلها من بعد قوة أنكاثا (2) تتخذون أيمانكم دخلا (3) بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة (4)، إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه

(1)في هذه العبارة إشارة إلى أن من يعقد عهدا تحت اسم الله أو بيمين، فمعنى ذلك أنه قد اعتبر الله كفيله في الوفاء، وأن من يخون بعد ذلك لا يكون قد خان من عاهده فقط بل يكون قدخان الله أيضا.

(2) معنى هذا النص أن الذي ينقض عهده يكون كتلك المرأة التي أخذت تعمل وتجتهد في غزلها ثم تفكه بعد ذلك، وفي ذلك إشارة إلى أن العهد قوة ومن ينقضه فهوضعيف النفس وإلى أن السلم الذي تقرره العهود مطلب أسمى لا يصح أن ينقض ليطلب من جديد.

(3) أي تتخذون اليمين للغش والخديعة.

(4) أربى: أي أكثر وأنمى.

/صفحه 361/

/ 3