مسلمون بین عوامل القوة و عوامل الضعف (1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مسلمون بین عوامل القوة و عوامل الضعف (1) - نسخه متنی

یس سویلم طه

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

العرب والمسلمون بين أزمة الغذاء وتحديات الوجود الحضاري

المسلمون









بين عوامل القوة وعوامل الضعف

لحضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ يس سويلم طه

من كبار علماء الأزهر

إنالباحث في تاريخ المسلمين لتأخذه الدهشة والحيرة، ويذهب به العجب كل مذهب، إذا وازن بين ماضي سلفهم وحاضر خلفهم، ووقف على ما وصل إليه المسلمون الأولون، من عظمة لم تتحلأمة من قبلهم، وقوة كانت تضعف أمامها كل قوة، وسلطان كان يقيم دعائم الحق والعدل، ويؤدب كل معتد أثيم، وينهنه غرب كل جبار عنيد، ويظل بحمايته كل مستضعف مستجير، وكيفتراجع خلفهم بعد هذه الحقبة المجيدة من تاريخهم إلى الوراء، وضعفت قوتهم وتضاءل سلطانهم، وتخطف العدو أرضهم وديارهم من كل جانب، ويقف أمام هذه الموازنة في تفكير عميقيسائل نفسه عن سبب هذا الضعف وكيف عرض لهم، مع ان كل عوامل القوة التي قام عليها عزهم في الماضي لا تزال أصولها قائمة بينهم في الحاضر، فإن المسلمين اليوم أضعاف اضعافالمسلمين في الماضي.

والتشريع الاسلامي الذي سعد به المسلمون الأولون لم يكن وقفا عليهم، فقد دونت أصوله في القرآن الكريم وبينت فروعه في السنة النبوية المطهرة،والقرآن والسنة بين ظهرانيهم بشروح مطولة مسهبة، والقرآن هو القرآن، والسنة هي السنة، والسنن الإلهية في حياة الأمم هي السنن الإلهية لم يتغير شئ من ذلك كله ولن يتغير،وحملة رسالة الإسلام، وقادة المسلمين وزعماؤهم، لم يبلغوا من الكثرة في الماضي ما بلغوه في الحاضر، والدراسات والجامعات الدينية لم تبلغ من الكثرة في العصور إلاولى مابلغته في هذه العصور، فما سر هذا التراجع الذي يوجب الدهشة والحيرة، وما سبب هذا الضعف وكيف عرض لهم.

والجواب عن هذا السؤال وإن كان صاباً علقماً، بيد أن الجهر به واجبوالتفكر في مضمونه أوجب، إذ لا سبيل إلى علاج الأمراض إلا إذا عرفت

/ صفحه 86 /

أعيانها وحددت مواطنها، ولا مطمع في رد الضال إلى طريق الهدى إلا إذا عرف أنه يضربفي بيداء التيه والضلال، وليس عيبا ان نتعرف عيوبنا وأمراضنا ونعترف بها، لنعمل على علاج أنفسنا وتطهير مجتمعنا منها، ونقضي على أسبابها وعللها، وإنما العيب أن نغشأنفسنا بكتمانها عنها، وندلس عليها ببراءتنا منها، وندع جراثيمها ترعى في شراييننا وتفتك بالبقية الباقية من حيويتنا.

وعلى هذا الأساس نقول في غير تحفظ ولا تحرج: إنالجواب على هذا السؤال الذي يتردد في نفس كل باحث، هو أن سبب هذا الضعف الذي عرض للمسلمين في عصورهم الأخيرة، هو أنهم انحرفوا عن هذه العوامل التي كانت عماد قوتهم وعزهمفي الماضي، وأصبح وجودها بينهم وجوداً صورياً، وغاب عنهم أن الوجود الصوري لا يجدي المتعلقين به نفعا، ولا يبني لهم عزا ولا مجداً، بل أحالوا إلى عوامل للضعف والتراجعبعد أن كانت عوامل للقوة والبناء، كما يتجلى ذلك فيما نذكره من مواقفهم من هذه العوالم التي أشار لها السائل في سؤاله.

أما كثرة المسلمين اليوم وإن كانت أضعاف كثرتهمفي الماضي، إلا أن انحرافهم عن تعاليم دينهم، وتنازعهم على الملك والسلطان، وتقصيرهم في دفع أسباب الشر عن أوطانهم، واتخاذهم للبطانات والأولياء من غيرهم، كل ذلك جعلهذه الكثرة غثاء كغثاء السيل، لا ترهب عدوا، ولا تحمي وطنا، ولا ترد عدوانا، ولا تدفع ظلما، كما يشير إلى ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: '''''''' توشك الأمم أن تتداعىلمقاتلتكم وكسر شوكتكم، وسلب ما ملكتموه الديار والأموال، كما تتداعى الأكلة على قصعتها، فقال قائل: أمِنْ قلة يومئذ يا رسول الله؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاءكغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن ''''''''.

ذلك أن المسلمين الأولين عرفوا من تعاليم دينهم أنهم مطالبون بأن يكونوا أقوياء فيدينهم ودنياهم، أعزة في مجتمعاتهم وأوطانهم، وفهموا من توجيه القرآن لعقولهم إلى ما في الكون من آيات الله وسننه وأسرار عوالمه، أن هذه القوة التي طالبهم الله بها، لاتتاح لهم إلا عن طريق العلم والعمل، فوجهوا جهودهم إلى ميادين

/ صفحه 87/

العلوم والفنون، وفتحوا لعقولهم أوسع مجالات البحث والنظر، وسبحوا بأنظارهم وأفكارهمفي جوانب الأرض والسماء، واتخذوا من رياض العلوم مسارح لعقولهم وأفهامهم، يقتطفون من ثمارها ما يشتهون، ويرتشفون من ينابيعها ما يشاءون، ويبلعون من الانتفاع بها فيدينهم ودنياهم ما يريدون، وبهذه الجهود الجبارة المنطلقة المتحررة، استطاعوا أن يكونوا أسبق الأمم المعاصرة في ميادين العلوم والفنون، وأن يقيموا دولة إسلامية رفعتعلمها خفاقاً فوق ممالك الشرق والغرب، وتسملت زمام القيادة العالمية للحياة الفكرية والاجتماعية والسياسية، إن قالت قولا تفتحت آذان الدنيا لقولها، وإن أمرت أمراًخضعت أعناق الملوك لأمرها، وإن شهرت سيوف الحق تداعت أمام سيوفها معاقل الظلم والطغيان.

هكذا كان تقديس المسلمين الأولين لكتاب ربهم، وتعاليم دينهم، وهكذا كان أثرهذا التقديس في بناء أمتهم ومجدهم، وإقامة دولتهم التي كانت أقوى دولة حربية في العالم.

ولكن المسلمين في عصورهم الأخيرة جهلوا أو تجاهلوا تاريخ سلفهم، وعميت عليهمأسباب عزهم ومجدهم، وخفى عليهم أن علم سلفهم بكتاب ربهم، وتعاليم دينهم، هو الذي كان سبب بعثهم، وأساس قوتهم، وعظمة سلطانهم، وأنهم ما نجحوا في إقامة دولة قوية عزيزةالجانب مرهوبة السلطان، ولا بسطوا حكمهم العادل في الشرق والغرب، إلا بقوة عقائدهم، وكمال أخلاقهم، وصلاح أعمالهم، وإقبالهم على تعاليم دينهم يتفهمونها ويتعرفونمقاصدها، ودأبهم على السعي والكفاح والعمل، وسيرهم على مقتضى السنن التي ربط الله بها القوة والسيادة، جهلوا أو تجاهلوا كل هذا، حتى ظنوا أن مجرد انتسابهم إلى الإسلاميحقق لهم ما كان لسلفهم من دولة وسلطان، وإن كانوا خارجين على توجيهاته وتعاليمه، فنامت أعينهم وعقولهم عن النظر والفكر، وضعفت عزائمهم عن الجهاد والعمل، وقصرت هممه عنالسياق بل عن المتابعة، وقنعوا من الحياة بما يحفظ عليهم وجودهم كأفراد وجماعات، لا كأمة لها دولة وسلطان، ورضوا بالعيش على هامش الحياة، وإن كان في ظلال المهانةوالاستعباد، وأهملوا في إعداد القوة الحربية التي

/ صفحه 88/

طالبهم بها دينهم، وأصبحوا أقل الأمم شأنا في علوم هذه القوة وفنونها، وصاروا عالة على غيرهم فيمايحتاجونه من أسلحتها وعددها، ووقف تقديسهم لكتاب ربهم وحبهم لنبيهم، عند مظاهر التقديس القولي والحب التقليدي،وظنوا أن هذا التقديس القولي الذي لا يخالط شفاف القلوب،يحقق لهم النصر الذي وعد الله به المؤمنين، وأن هذا الحب الذي يجري بينهم في المواسم والمناسبات مجرى العادة والتقليد، يكفي لدخولهم في عداد المحبين الصادقين، وغاب عنهمأن التقديس العملي الذي يزكي النفوس، ويصلح الأعمال، وأن التعبير الصحيح عن الحب الذي يجري مجرى العقيدة واليقين، إنما هو طاعة المحبوب في أمره ونهيه، ومتابعته في سلوكهوهديه، والاقتداء به في أخلاقه وشمائله.

لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع

وأما التشريع الاسلامي: فانما سعد به المسلمون الأولون، لأنهم أحلوه منقلوبهم محل المبدأ والعقيدة، وأحسنوا فهم مقاصده وأهدافه، ونشروه في مجتمعاتهم بالقول والعمل، ودافعوا عن قدسيته بالسيف والقلم، وحاطوا سلطانه بالقلوب والمهج، وجعلوهحكما في أعمالهم وسلوكهم، فكان لهم رائدا أمينا، وقائدا حكيما.

ولكن المسلمين في عصورهم الأخيرة هجروا هذا التشريع الإلهي هجراً غير جميل، حتى أقفرت منه صدورهموأخلاقهم وأعمالهم، وإن كان موجوداً على صفحات الكتب، وفي بعض الأفواه والألسنة، غير أن هذا الوجود لا يكفي لإمدادهم بالقوة التي أمد بها المسلمين الأولين، فإن القوةالتشريعية التي ترفع شأن الأمة، وتبني المجتمعات الصالحة، لا تستمد من عظمة التشريع ووجوده مسطوراً في بطون الكتب فحسب، وإنما تستمد من معرفته، وفهم مقاصده، والعملبتعاليمه ومبادئه.

وإنا لا ندري سبباً معقولا لهذا الاعراض والهجران، ولا ندري ماذا يقولون حينما يسألون عن هذا السبب المجهول.

أيقولون إن نصوصه ومصادره تعاصتعلى عقولهم وأفهامهم، وإذا تعاصت على عامتهم فكيف تعاصت على خاصتهم من الباحثين والدارسين، وكيف تعاصت

/ صفحه 89/

على أفهامهم، وهي التي كان يفهمها البدويبفطرته وسليقته، وهل يظن أولئك أن هذا التعلل يخليهم من مسئولية هذا الإعراض أمام الله تعالى، وهو الذي يعلم مقدار ما وهبهم من عقل وفكر وفهم، ويعلم مبلغ عنايتهم بدراسةتشريعات العقول البشرية ونظرياتها الاجتماعية والفلسفية، وإقبالهم عليها، ووقوفهم منها موقف التقديس والإذعان، ويعلم مدى حرص الكثير منهم على دراسة المذاهب الضالةوإعجابهم بما فيها من ضلال وإلحاد وإفساد للعقائد، وشغفهم بقراءة القصص والروايات على ما فيها من سخف ومجون وإفساد للأخلاق، دون أن يكون للكتب الدينية نصيب من وقتهمواطلاعهم وتفكيرهم.

أم يقولون إن التشريع الاسلامي عجز عن الوفاء بمقتضيات الحياة المدنية للمجتمع الاسلامي، وكيف عجز عن الوفاء بذلك، وهو التشريع الذي يسايرباصوله وفروعه تطور الإنسان في رقيه ومدنيته، ويتمشى مع ما تحكم به العقول وتقضى به الفطرة، فلا تجد في مبادئه العامة ما ينبو عن مدارك العقول والأفهام، ولا في فروعهالعملية ما تعجز عن احتماله طبيعة البشر، أو يجافي تطور الحياة الإنسانية في رقيها وتقدمها، لأنه التشريع الالهي الذي قامت مبادئه العامة على قضايا العقل والمنطق،وقامت مناهجه العملية على مقتضيات الطبائع والفطر، والذي جعله الله مهيمنا على جميع التشريعات السماوية السابقة، فنسخ منها الفروع العملية التي روعى في شرعها أحوال أمممعينة في أزمان خاصة، واستبقى منها ما لا يختلف باختلاف الامم والأزمان، وزاد عليها الفروع التي اقتضاها رقي الإنسان، واتساع نطاق العمران، وهكذا جمع الله الأصولوالفروع في دائرة الكمال والخلود، وجعله خاتمة الشرائع والأديان.

وكيف ضاق عن تطور الحياة الإنسانية في حضارتها ومدنيتها، وهو الذي وضع للدين والدنيا أعدل نظام عرفهالبشر، في وقت كانت شعوب الأرض محكومة بتشريعات مستمدة من ألوهية الملوك وغطرسة الحكام، ومطبوعة في روحها وأهدافها بطابع القسوة والطغيان، فقرر قواعد العدل والمساواةبين الناس، وقضى على نظام الطبقات والامتيازات، وجعل الحاكمين والمحكومين

/ صفحه 90/

سواسية في الحقوق والواجبات، وارتفع بالكرامة الإنسانية إلى المنزلةاللائقة بها، وانتقل بالشعوب من حياة الذلة والمهانة إلى حياة العزة والكرامة، وأقام حضارة وسعت جميع الشعوب يوم أن كان العالم لا يعرف غير حضارة الإسلام والمسلمين،وربى أمة كانت خير أمة أخرجت للناس، وجعل من أبناء الصحراء قادة وأبطالا فتحوا أرقى الممالك حضارة ومدنية، واساتذة في العلوم فتحوا للعقول أبواب العلم وطرائق المعرفة،وأئمة في الفقه والقضاء، علموا الشعوب كيف يكون التشريع الذي يقرر قواعد العدل والمساواة، ويبني المجتمعات الصالحة في دينها ودنياها، وكيف يكون القضاء الذي يجعل الناسأمام سلطانه سواسية، لا كبير في الحق ولا صغير، ولا قوى فيه ولا ضعيف، وأعلاماً في الارادة والحكم، علموا الأمم كيف تكون الادارة الحازمة العادلة، التي تعصم الدماءوالاموال، وتصون الاعراض والكرامات، وتعطى كل ذي حق حقه، وتوسد أمور الأمة إلى أهلها، وكيف يكون الحكم الصالح الذي تنعم في ضلاله الأفراد والجماعات، فعلوا كل هذا، ومادرسوا في الكليات والجامعات فنون الحرب والقتال، ولا أصول التشريع وأنظمة القضاء، ولا علوم السياسة والادارة، ولكنهم أدركوا عن علم يقيني مقاصد القرآن، وروح تعاليمالإسلام، فسما هذا الادراك اليقيني بعقولهم وأفهامهم، ونفخ فيهم روح الحياة والبعث، وقوة الارادة ومضاء العزيمة، وفتح لهم طريق العلم والمعرفة، فأخذوا من كل آية قرآنيةعلما، ومن كل سنة نبوية هديا، ومن كل ظاهرة كونية درسا، وحققوا في جيل واحد من جلائل الأعمال ما لم تحققه أمة أخرى في عدة أجيال.

ولا يصرفنك عن الإيمان بهذه الحقائقالتي لا يرقى إليها الشك، ما عرض التشريع الإسلامي في عصوره الاخيرة من التراجع في ناحيتيه الفكرية والعملية، وانصراف أكثر الحكومات الإسلامية عنه، وأخذها بالتشريعالوضعي في قضائها ومعاملاتها، فان ذلك ليس راجعاً إلى قصور مبادئه عن مسايرة الحياة الإنسانية في تطورها، أو انتقاضها بتطاول الزمان وتقادم العصور، أو انهزامها أمامالتقدم العلمي والرقى الفكري، لأنها حقائق نزلت من عالم الحق للعمل بها في كل زمان

/ صفحه 91/

ومكان، والحقائق المنزلة من عالم الحق بهذا القدر المعلوم، محالأن يعرض لها قصور في صلاحيتها لكل زمان ومكان، أو ينقضها تطاول الزمان وتقادم العصور، أو تنهزم أمام التقدم العلمي والرقى الفكري، بل يزيدها تطاول الزمان وتقدم العلوموضوحا وتأييدا.

وإنما هو راجع إلى إهمال المسلمين في العمل بمبادئه وتعاليمه، وتقصيرهم في فهم نصوصه كما كان يفهمها المسلمون الاولون، وفي عرضها على الأفهام كما كانيعرضها الائمة السابقون، فقد كانوا يفهمونها فهما يجمع بين نصها وروحها، ويوضح مقاصدها في غير تعسف ولا تكلف، ويعرضونها على الناس في صور تملأ القلوب والاسماع بيسرها،وتجتذب النفوس والارواح بصفائها، وينشرونها بين الناس بالقول والعمل، ويدافعون عنها بالارواح والمهج، فكانوا للدين حماة وأنصارا، وكان الدين لهم حصنا منيعا وقائداحكيما.

فهذا الإهمال والتقصير هو السر الحقيقي في هذا التراجع الفكري والعملي.

والا فهل يستطيع منصف درس التشريع الإسلامي أن ينكر أن الإسلام لم يدع مبدأ من مبادئالحق والعدل إلا قرره تقريرا محكما، ولا مكرمة من مكارم الأخلاق إلا بينها ودعا اليها، ولا صالحة من صالحات الاعمال إلا وضحها وحث عليها، ولا مرضا من أمراض النفوس إلا وصفله العلاج الشافي، ووضع له الوقاية الناجعة، ولا مشكلة من مشاكل الفرد والمجتمع، التي طالما احتدم البحث والنقاش حولها، واختلفت فيها الانظار والمذاهب، إلا قرر فيهااصدق النظريات، ووضع لها أصح الحلول.

هذه هي الحقائق التي لا يستطيع باحث منصف أن ينكر شيئا منها، ولكن المسلمين استعصى عليهم منال تراثهم وهو على كثب منهم، بينماسهرت عليه الشعوب التي أخذته عن سلفهم، وأقامت عليه حضارتها ونظام الحكم في بلادها، واصبحت تزهو عليهم بمدنيتها وحضارتها، وتفرض سيطرتها على العالم بعلومها وفنونها،ولله الامر من قبل ومن بعد.

وأما كثرة الزعامات القيادية، والدراسات الدينية، فيأتي الحديث عنها في المقال التالي إن شاء الله تعالى.

/ 1