مسلمون فی أوروبا الجنوبیة الشرقیة (2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مسلمون فی أوروبا الجنوبیة الشرقیة (2) - نسخه متنی

حارث شاکر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أيها المسلمون ثقوا بأنفسكم

المسلمون


في أوربا الجنوبية الشرقية

للأستاذ حارث شاكر - يوغوسلافيا

ذكرنا طائفة من الأخبار عن السلافين و كيف كانتعلاقاتهم بالعرب لما توطنوا في شبه جزيرة البلقان، و أما وطنهم الأصلي الذي هاجروا منه فقد كان في سهول روسيا الجنوبية الحالية وراء جبال الكربات حيث كان يجاورهم كثير منشعوب أخرى من أصل تركي، و تاريخ هذه الشعوب في تلك المنطقة غامض لم يقم بتدوين حوادثه أحد من أبنائها، و الرأي السائد في سبب تحرك هذه الشعوب نحو الغرب أنها كانت في وطنهاعرضة لغارات كانت تشنها عليها قبائل مغولية من أواسط آسيا و شرقها، فبدأت جماهيرها في أواخر القرن الخامس الميلادي تتحرك متوجهة نحو الغرب لتستقر بعد تجوالها الطويل فيأوطانها الحالية في شرقي أوربا، فيممت بعض القبائل السلافية شبه جزيرة البلقان، و تبعتها فيما بعد قبائل أخرى من أصل تركي فتأثرت بثقافة القبائل السلافية و لغتها،فاندمجت فيها، وهذا ما حصل في بلغاريا، و أما عكس ذلك فهو ماجرى في هنغاريا، فقد لحقت القبائل السلافية بالقبائل من أصل تركي في شمال البلقان (هنغاريا) فاندمجت فيها لغة وثقافة.

و مما سجله التاريخ أن القبائل السلافية المتجهة نحو البلقان كانت مسالمة فلم تكن تتقدم كغزاة فاتحين، و لما وصلت إلى ضفاف نهر الدانوب كانت الدولة البيزنطيةيهدد كيانها العرب من الشرق، و الآفار من الغرب، الأمر الذي حمل ملك بيزنطة (هرقل) على أن يعرض على القبائل السلافية أن تنتقل إلى البلقان رجاء الاستعانة برجالها في صراعهمع العرب و الآفار.

/ صفحة 289 /

فهكذا بدأ توطن السلافيين في شرقي البلقان (الصرب) و في غربيه (الكروات) كرعايا ملك بيزنطة، و لم تكن هذه القبائل في أول أمرهاميالة إلى تنظيم سياسي و اجتماعي من طراز ما يمكن تسميته دولة، ولكن الإمارات التي أنشأوها فيما بعد بدأت تستغل ضعف بيزنطة لتنتقض عليها و تخرج عن طاعتها، و شرع الأمراءيطلقون على أنفسهم لقب الملك، و يخوضون حروبا طاحنة جرت بينهم سجالا، و كان من نتائجها تغييرات مؤقتة في حدود ممالكهم لا يزال ساسة الشعوب البلقانية يذكرونها و يحتجونبها في معرض تقرير أولوية دولة يتكلمون باسمها بضم جارتها إليها، أو الاستيلاء على بعض أراضيها.

و لا يعلم إلا الله إلى أي مدى كانت ستبلغ هذه المنازعات بين دويلاتالبلقان لو لم يتقدم سلاطين آل عثمان بكتائبهم الجرارة من آسيا الصغرى، فتساقطت تلك الدويلات واحدة تلو أخرى ، فخضعت صربيا للأتراك سنة 1389، و بلغاريا سنة 1393، و بوسنة سنة1463، فبقى البلقان تحت حكمهم قرونا طويلة.

و أهم ما يهمنا في بحثنا هذا هو تفنيد الزعم المنتشر بأن الإسلام لم يكن له أى أثر في البلقان قبل الفتح التركي، و أن الأتراكأجبروا بعض الناس على اعتناقه.

قد قلنا إن الهنغاريين من أصل تركي من أواسط آسيا، و قد هاجروا من وطنهم الأصلي تحت قيادة زعيمهم (آرباد) و استقروا سنة 895 م في إقليمتطابق حدوده حدود هنغاريا الحالية تقريبا، ثم تلاحقت وراءهم قبائل من شعوب أخرى ذات أصل تركي أو سلافي مثل البلغار من ضفاف قولغا و الكاليع و البجناك فتوطنوا في إقليمهمو ما يجاوره من البلاد شرقا، و في القرن الثالث عشر انضم إلى هؤلاء قبائل: باشغارد و كومان و بازيغ و التتار و بعض العرب و السلافيين من آسيا الصغرى، و أما قبائل الخزرالتركية فقد وصلت قبل ذلك مخترقة سهول روسيا، و انضم إليهم عدد كبير من اليهود الذين أخرجوا من القسطنطينية، و من هؤلاء اليهود المندسين في الخزر تكونت الجالياتاليهودية في هنغاريا و بولندا و روسيا.

لقد شاع فيما بين القرنين العاشر و الرابع عشر إطلاق اسم (ازمائيلت) أي إسماعيليين على بعض الجماعات من قبائل الشعوب المذكورة،كما اشتهر إطلاق

/ صفحة 290 /

اسم (هاجريين) و (سراكين) على المسلمين عموما في القرون الوسطى، و أما اسم (المحمديون) فلا يزال تستعمله الشعوب المسيحية في أوربامرادفا لاسم المسلمين، و لا شك أن المسلمين لم يطلقوا أيا من هذه الأسماء على أنفسهم، ولكنهم عاشوا و لا يزالون يعيشون في بيئة متعصبة أقل ما تراه ملائما لإيذائهم هوتسميتهم بالاسماعيليين أو الهاجريين أو السراكين قديما، و بالمحمديين حديثا على اعتقاد أن في إطلاق هذه الأسماء عليهم شيئا من الاحتقار لهم، فمن المعروف أن توراةاليهود كانت منبع الثقافة و منهل المعارف في القرون الوسطى و أن رجال الكنيسة كانوا يتفننون في اختلاق تهم ونقائص يلصقونها بأصل العرب و منشأ الإسلام و خصال النبي عليهالسلام، فمن الجائز جدا أنهم بنوا تضمن أسماء الإسماعيليين والهاجريين و المحمديين، لمعنى الاحتقار و الشتيمة على ما استنبطوا من بعض ما سطرته أحبار اليهود في ثورتهم منأخبار عن إسماعيل عليه السلام و أنه سيكون إنسانا وحشيا يده على كل واحد و يد كل واحد عليه، و أن أمه هاجر كانت جارية تذلها سيدتها و ضرتها سارة أم اليهود، و أن ذريته لنتكون من شعب الله المختار لأن الله لم يبارك فيه كما بارك في أخيه إسحق. فبتأثير هذه المعلومات رؤى إطلاق الأسماء المذكوره على العرب ثم على المسلمين كافة كائنا ما كانجنسهم و أصلهم، و على كل حال فقد ورد هذان الاسمان (إسماعيليين و هاجريين) في مصادر السلافيين الجنوبيين للتاريخ دالين على المسلمين، و وجدت في (دوجى) أحدى بيع الارثوذكسبالقرب من مدينة (تربينة) في هرسك وثيقة من سنة 1505 تسمي السيادة الإسلامية الجديدة بـ(القضيب الحديدي الإسماعيلي) فلأجل هذا و بناء على أن المؤلفين العرب الذين ذكرواأخبارا عن المسلمين في أوربا في القرون الوسطى متفقون على أنهم كانوا على مذهب أهل السنة و الجماعة في الاعتقاد و على مذهب أبي حنيفة في المعاملات، فلا يصح ما ذهب إليهبعض المستشرقين الجدد من أن المراد من (أزمائيلت) في المصادر الأوربية هو الفرقة الإسماعيلية التي يرأسها في الوقت الحاضر أغا خان، أما اسم (سراكين) فقد ورد في كتابالتاريخ العام لخليل مطران: (ان الإفرنج يدعون بالسراقين فريقا من عرب أفريقيا اتخذوا البحر ملكا لهم و أخذوا ينهبون جميع

/ صفحة 291 /

شواطيء الجانب الغربي منالبحر المتوسط)، ولكن ابن بطوطة الرحالة العربي ذكر بمناسبة وصفه لما جرى له حين و صل إلى القسطنطينية و توجه لمقابلة ملك بيزنطة أن الناس كانوا يتصايحون (سراكنو، سراكنو)مشيرين إليه و إلى رفاقه، فيشرح ابن بطوطة تلك الكلمة بقوله: أي المسلمون.

المصادر العربية عن المسلمين في أوربا:

يصف المؤرخ أبو الفداء شعب بشغراد بأ،ه شعب كبيريقطن بين بلاد الألمان و الإفرنج أكثرهم نصارى و بعضهم مسلمون و المسلمون كانوا يؤدون الجزية كما كان المسيحيون يؤدونها في البلاد الإسلامية، و في جوار البشغارد كانيعيش البجينك و بلادهم تتاخم بلاد بيزنطة و كل من هذين الشعبين من أصل تركي.

أما ياقوت الحموي فنجده يطلق العنان للقلم عند تسجيل الأخبار عن المسلمين الباشغرد فيكتابه (معجم البلدان) فيقول بعد إيراد أقوال السابقين عليه في تفسير لفظ باشغارد: (و أما أنا فإني وجدت بمدينة حلب طائفة كثيرة يقال لهم الباشغاردية شقر الشعور و الوجوهجدا، يتفقهون على مذهب أبى حنيفة رضى الله عنه، فسألت رجلا منهم استعقلته عن بلادهم و حالهم فقال: أما بلادنا فمن وراء القسطنطينية في مملكة أمة من الإفرنج يقال لهم(الهنكر) و نحن مسلمون رعية لملكهم ، في طرف بلاده، نحو ثلاثين قرية، كل واحدة تكاد تكون بليدة، إلا أن ملك الهنكر لا يمكننا أن نعمل على شىء منها سورا خوفا من أن نعصىعليه، و نحن في وسط بلاد النصرانية فشمالينا بلاد الصقالبة، و قبلينا بلاد البابا، يعني رومية، و البابا رئيس الإفرنج هو عندهم نائب المسيح ، كما هو أمير المؤمنين عندالمسلمين، ينفذ أمره في جميع ما يتعلق بالدين في جميعهم انتهى) و قال و في غربينا الأندلس و في شرقينا بلاد الروم، قسطنطينية و أعمالها، قال و لساننا لسان الإفرنج و زينازيهم و نخدم معهم في الجندية و نغزو معم كل طائفة لأنهم لا يقاتلون إلا مخالفي الإسلام، فسألته عن سبب إسلامهم مع كونهم في وسط بلاد الكفر فقال: سمعت جماعة من أسلافنايتحدثون أنه قدم إلى بلادنا منذ دهر طويل سبعة نفر من المسلمين من بلاد بلغار و سكنوا بيننا و تلطفوا في تعريفنا و ما نحن عليه من الضلال

/ صفحة 292 /

و أرشدوناإلى الصواب من دين الإسلام فهدانا الله والحمدلله فأسلمناجميعا و شرح الله صدورنا للإيمان و نحن نقدم إلى هذه البلاد و نتفقه، فإذا رجعنا إلى بلادنا أكرمنا أهلها و ولوناأمور دينهم، فسألته، لم تحلقون لحاكم كما تفعل الإفرنج، فقال يحلقها منا المتجددون و يلبسون لبسة السلاح مثل الإفرنج أما غيرهم فلا ، قلت فكم مسافة ما بيننا و بين بلادكم؟فقال من ههنا إلى القسطنطينية نحو شهر و نصف، و من القسطنطينية إلى بلادنا نحو ذلك).

فالمسلمون الباشغارد كما يتبين من هذا التقرير لم يكونوا أجانب في بلاد هنعارياعلى أنه لايمكن القطع بتاريخ اعتناقهم للإسلام و لا أين حصل: في هنعاريا أم في وطن الباشغارد الأصلي، كما أن التقرير المذكور لا يدلنا على جنسية القائمين السبعة بالدعوةإلى الإسلام، و الرأى الراجح أنهم من بلغار البلقان لا من بلغار ضفاف نهر فولغا، و يبدو أنهم لم يطيلوا الإقامة بين المسلمين البشغارد.

و مما يؤيد ما ورد في هذاالتقرير للحموي بشأن خدمة المسلمين في الجيش الهنغاري أن التاريخ يذكر أن الملك الهنغاري أنجد الملك الإلماني بما بين 500 و 600 فارس مسلم حين كان يحاصر مدينة ميلانو سنة1158، و أنهم حاربوا تحت لواء الملك الهنغاري (بلا الرابع) ضد الملك التشيكي بر ميسل أوتوكار الثاني في موارفيا سنة 1260، كما أنهم اشتركوا في محاولة ضد التتار عن هنغاريافاستشهد عدد كبير منهم سنة 1241.

و بتحدث أبو حامد الغرناطي في كتابه(تحفة الألباب) عن المسلمين في باشغارديا التي يقول عنها إنها لاتبعد من (رومة) إلا مسافة بضعة أيامسيرا وسطا، و عن زيارته لهم سنة 545 هـ (1150 م) فيذكر أن بلاد الباشغاردة يسكن فيها شعوب كييرة، و إنها تشمل على 78 مدينة ذات أسباب الرخاء و البذخ و كل واحدة منها على غرارمدينة إصفهان أو بغداد، و أنه كان ينوى السفر إلى روما ولكن المسلمين صرفوه عن قصده بأن أبلغوه أن أخا ملكهم ذهب إلى روما و تزوج من بنت ملكها، و قالوا له إذا توجهت منعندنا إلى روما فإننا نخاف من أن يلقى أحد في روع الملك أنك ذهبت إلى أخيه بمال كثير لتحمله على الحرب ضد ملكنا، و في ذلك هلاكنا، فأحجم عن السفر، و ذكر الغرناطي أن ابنهتزوج بنتين تنتميان إلى أسر أعيان مسلمي بشغارديا، و أنهما ولدتا له.

و إذا أمعنا النظر فيما يحكي الغرناطي عن دولة بشغارديا و كثرة شعوبها يمكننا الاستنتاج منه أنالباشغارد كانوا العنصر المتغلب في تلك الدولة بحيث أنها سميت ياسمهم، و أن المسلمين فيها أقلية يجوز أنها كانت تنتمى إلى غير الباشغارد، و على ذلك فهذا المصدر العربييؤيد وجة نظر من يقول من العلماء بأن شعب (بجناك) هو الذي كان يطلق عليه اسم الإسماعيليين - المسلمين.

اضطهاد المسلمين في هنغاريا:

و مما يدل على أن المسلمين فيهنغاريا و البلاد التابعة لها كانوا أقلية قوية تمثل الخطر على الدولة والدين الكاثوليكي أن ملوكها كانو يتخذون أجراءات قاسية ضدهم و يجردون الحملات العسكرية عليهم، وقد شيد الملك استيفان القديس (997-1038) كنيسة كبيرة في (فيروار) من أموال صادرها من البجنك. و يبدو أن بعض المسلمين كانوا يتظاهرون في محنتهم بالارتداد عن الإسلام ثم يرجعونإليه، ولكن الملك لادسلاو القديس أعلن في سنة 1092 قانونا صارما ضد كل من يرجع من المسلمين المرتدين إلى دينه. و أمر الملك أندره الثاني (1205-1235) بطرد المسلمين من وظائفالدولة و إجبارهم على ارتداء زي خاص يميزهم عن المسيحيين. و أما الملك كارل الأول روبرت (1310-1342) فقد خير رعاياه من غير المسيحيين بين أن يعتنقوا الكثلكة و يبقوا في البلاد وبين أن يبقوا على دينهم و يغادروا البلاد سنة 1341. و هذا الإجراء خاتمة ما ابتلى به المسلمون في هنغاريا من قوانين ترمي إلى محوهم، ففي مجوعة القوانين الهنغارية القديمةنجد هذه المواد.

المادة 46- من شاهد إسماعيليا يصوم أو يأكل على الطريقة غير المسيحية أو يمتنع من أكل لحم الخنزير أو يتوضأ قبل الصلاة أو يقوم بأى واجب من واجبات دينه، فإنه إذا قدم البلاغ بذلك إلى الملك سيملك جزاء من أموال ذلك الإسماعيلي.

المادة 47- على كل قرية إسماعيلية أن تقوم ببناء كنيسة و دفع ضرائب

/ صفحة 294 /

لها، فإذا تم بناء الكنيسة فإن نصف السكان الإسماعيليين سيجلو من القرية ليعيشوا معنا على دين واحد و يصلوا في الكنيسة المسيحية على وجه لا يدعوا إلى الريبة.

المادة48- لا يجوز لإسماعيلي أن يزوج بنته من أحد يماثله دينا بل يزوجها من أحدنا.

المادة 49- إذا قام أحد بزيارة إسماعيلي أو دعا الإسماعيلي أحدا ليضيفه فعلي كليهما أن يأكلالحم الخنزير.

و بالرغم من المصائب التي صبت على المسلمين من جراء هذه الإجراءات الشديده يخبرنا أحمد القلقشندي في كتابه (صبح الأعشى) أن أهالي بلاد باشغارد أكثرهممسيحيون و فيهم بعض المسلمين، و ذلك في سنة 1418 أي في الوقت الذي كانت سيادة الدولة التركية الإسلامية قد امتدت إلى جزء من بوسنة الشرقية، و أما المستشرق الإنجليزي أرنولدتوماس فلعل الإنذار الذي أصدره الملك كارل روبرت سنة 1341 للمسلمين بالتنصر أو الهجرة جعله يعتقد أن السنة المذكورة هى تاريخ نهاية الإسلام في هنغاريا.

و إذا تذكرنا أناضطهاد المسلمين في هنغاريا بدأ في أواخر القرن العاشر حين أصبحت الغلبة في الدولة لنفوذ الكنيسة الكاثوليكية و اعتلى عرشها الملك استيفان الذي استحق البركة و التاج منالبابا سيلفستر جزاء ما أدى للكنيسة من الخدمات يحمل الناس قسرا على اعتناق تعاليمها و أن المسلمين في هنغاريا لم تذهب ريحهم بالرغم من ذلك الاضطهاد الذي استمرت شدتهالمتزايدة طيلة 350 سنة، فإنه يحق لنا أن نعتقد أن بقايا أولئك المسلمين آثروا الهجره على الكثلكة حين فوض إليهم كارل اختيار أحدهما، و بما أن مملكة بوسنه كانت قد امتحنتمرارا بالغزو الهنغاري و أن الفرقة الدينية(بوغومبلي) الشبيهة بالإسلام في بعض تعاليمها و اشكال العبادة فيها كانت قد شاعت و انتشرت في بوسنه فجدير ببوسنة أن تكون هىالبلاد التي وجد فيها المسلمون المنكوبون من هنغاريا مأوى و مأمنا ثم اندمجوا في أهاليها مؤثرين فيهم و متأثرين بهم، ليستقبلوا أخيرا بالبشر و السرور السلطان الفاتحمحمدا الثاني على رأس جيش جنوده إخوة لهم في الدين.

/ 1