دعوة إلی العامیة و أسرارها نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

دعوة إلی العامیة و أسرارها - نسخه متنی

علی محمد حسن العماری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الدعوة إلى العامية وأسرارها

لصاحب الفضيلة الشيخ علي محمد حسن العماري

لعل أول منأشار إلى ضرورة التعبير بالعامية ـ في بعض الأحايين ـ أديب العربية الكبير أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ؛ فقد رأى أن (النكتة) البلدية لا تؤدي الغاية منها في إطرافالسامعين، وإضحاكهم إلا إذا حكيت ملحونة، أما إذا قيلت بالعربية الصحيحة الفصيحة فإنها تفقد رونقها ومغزاها، وفي ذلك يقول:

(ومتى سمعت ـ حفظك الله ـ بنادرة من كلامالأعراب فإياك أن تحكيها إلا مع إعرابها، ومخارج ألفاظها؛ فإنك إن غيرتها بان تلحن في إعرابها، وأخرجتها مخارج كلام المولدين، والبلديين خرجت من تلك الحكاية وعليك فضلكبير، وكذلك إذا سمعت بنادرة من نوادر العوام، وملحة من ملح الحشوة والطغام، فإياك أن تستعمل فيها الإعراب، أن تتخذ لها لفظاً حسناً، أو تجعل لها من فيك مخرجاً سرياً،فإن ذلك يفسد الإمتاع بها، ويخرجها من صورتها، ومن الذي أريدت له، ويذهب استطابتهم إياها، واستملاحهم لها)(1).

ويقول في نفس الموضع: واللحن من الجواري الظراف، ومنالكواعب النواهد، ومن الشواب الملاح، ومن ذوات الخدور الغرائر أيسر، وربما استملح الرجل ذلك منهن ما لم تكن الجارية صاحبة تكلف، ولكن إذا كان اللحن على سجية سكان البلد.

ويذكر ـ في هذا الموضع أيضاً ـ شعر مالك بن أسماء في استملاح اللحن من بعض نسائه:




  • وحديث ألذه هو مما
    منطق صائب وتلحنأحياناً
    وخير الحديث ما كان لحنا



  • ينعت الناعتون يوزن وزنا
    وخير الحديث ما كان لحنا
    وخير الحديث ما كان لحنا



هكذا فهم الجاحظ اللحن في هذين البيتين بمعنى الخطأ في المنطق، وقد روى ياقوت الحموي في معجم الأدباء أن الجاحظ رجع عن هذا الفهم،قال: حدث يحيى ابن المنجم قال: قلت للجاحظ: مثلك في علمك ومقدارك في الأدب يقول في كتابه البيان والتبيين: ويكره للجارية أن تشبه بالرجال في فصاحتها، ألا ترى إلى قول مالكبن أسماء (وذكر البيتين) فتراه من لحن الإعراب، وإنما وصفها بالظرف والفتنة، وإنما تلحن أي تورى في لفظها عن أشياء، وتتنكب ما قصدت له? فقال فظنت لذلك، قلت: فغيره، قال:فكيف لي بما سارت به الركبان? فهو في كتابه على خطئه(2).

وذكر أبو علي القالي في كتابه (الأمالي) هذا المعنى الأخير للحن، ونسبه إلى أبي بكر بن دريد، ونسب معنى إلى ابنالأعرابي، وهو أن اللحن في هذا النص مغناه الإصابة، فيكون المعنى: منطق صائب، وتصيب أحياناً!.

غير أن ياقوت نقل انتصار أبي حيان للتفسير الذي ذهب إليه الجاحظ أولاً،ثم رجع عنه، وذلك حيث يقول أبو حيان: وعندي أن المسألة محتملة للكلام، لأن مقابل المنطق الصائب المنطق الملحون، واللحن من الغواني والفتيات غير منكر، ولا مكروه، بل يستحبذلك، لأنه بالتأنيث أشبه، وللشهوة أدعى، ومع الغزل أجرى، والإعراب جد، وليس الجد من التغزل، والتعشق، والنشاجي في شيء.

وهذا ـ عندي ـ كلام حسن، وهو أشبه بهذا الشاعرالغزل مالك بن أسماء، مع مناسبته للمقابلة (منطق صائب).

ولا أدري ـ إذا كانت الحكاية صحيحة ـ ما الذي حمل الجاحظ على التنكر لهذا التفسير، والإقرار على نفسه بالخطأ فيفهم الخطأ من اللحن?.

* * *

ثم نطوي القرون لنقف عند ابن خلدون في مقدمته فنجده يتحدث عن الإعراب،

(1) البيان والتبين ج1 ص146.ط. الخانجي سنة 1961 م.

(2) ج16 ص90.ط. المأمون.

/ صفحة 83 /


/ 4