ربا فی نظر القانون الاسلامی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ربا فی نظر القانون الاسلامی - نسخه متنی

محمد عبدالله دراز

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

سأسرد على مسامعكم، أيها السادة والسيدات، نصوص الشريعة الاسلامية من متابعها الأولى، تاركاً لكم أن تستخصلوا منها الجواب بأنفسكم.

(أ) القرآن:

ولقد يكون منالمفيد في صدر هذا البحث أن نذكر أنفسنا بطبيعة المنهج التعليمي في القرآن، حينما يكون بصدد محاربة بعض الرذائل التي تأصلت في العرف العام، والتي توارثها الأجيال خلفاعن سلف، في أحقاب متطاولة.

ذلك أن القرآن في معالجته لهذه الأمراض المزمنة لا يأخذها بالعنف والمفاجأة، بل يتلطف في السير بها الى الصلاح على مراحل متريثة ((متصاعدة،حتى يصل بها الى الغاية.

كلنا نعرف ما كان منه في شأن الخمر. وأنه لم يبطله بجرة قلم، بل لم يحرمه تحريما كليا الا في المرحلة الرابعة من الوحي. أما المرحلة الأولى (التينزلت في مكة) فانها رسمت الوجهة التي سيسير فيها التشريع. وأما المراحل الثلاث (التي نزلت بالمدينة) فكانت أشبه بسلم: أولى درجاته بيان مجرد لآثار الخمر، وأن اثمه أكبر مننفعه، والدرجة الثانية تحريم جزئي له، والثالثة تحريمه التحريم الكلي القاطع.

فهل يطيب لكم أن تدرسوا معي المنهج التدريجي الذي سلكه القرآن في مسألة الربا؟

انهلمن جليل الفائدة أن نتابع هذا السير لنرى انطباقه التام على مسلكه في شأن الخمر، لا في عدد مراحله فحسب، بل حتى في أماكن نزول الوحي، وفي الطابع الذي تتسم به كل مرحلةمنها.

نعم، فقد تناول القرآن حديث الربا في أربعة مواضع أيضاً، وكان أول موضع منها وحياً مكياً والثلاثة الباقية مدنية، وكان كل واحد من هذه التشريعات الأربعةمتشابهاً تمام المشابهة لمقابله في حديث الخمر.

/ صفحه 384/

ففي الآية المكية يقول الله جلت حكمته: ((وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله وماآتيتهم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون)) (سورة 30 ـ آية 39) هذه كما ترون موعظة سلبية: ان الربا لا ثواب له عند الله. نعم، ولكنه لم يقل ان الله ادخر لآكله عقابا.وهذا بالضبط نظير صنيعه في آية الخمر المكية (16 / 67) حيث أومأ برفق الى أن ما يتخذ سكرا ليس من الرزق الحسن، دون أن يقول انه رجس واجب الاجتناب، ومع ذلك فان هذا التفريق فيالأسلوب كان كافيا وحده في ايقاظ النفوس الحية. وتنبيهها الى الجهة التي سيقع عليها اختيار المشرع الحكيم.

أما الموضع الثاني فكان درسا وعبرة قصها علينا القرآن منسيرة اليهود الذين حرم عليهم الربا فأكلوه وعاقبهم الله بمعصيتهم، وواضح أن هذه العبرة لا تقع موقعها الا اذا كان من ورائها ضرب من تحريم الربا على المسلمين، ولكنه حتىالان تحريم بالتلويح والتعريص لا بالنص الصريح. ومهما يكن من أمر فان هذا الأسلوب كان من شأنه أن يدع المسلمين في موقف تقرب وانتظار لنهى يوجه اليهم قصداً في هذا الشأن،نظير ما وقع بعد المرحلة الثانية في الخمر (2 / 219) حيث استشرقت النفوس اذ ذاك الى وروى نهى صريح فيه، وقد جاء هذا النهي بالفعل في المرحلة الثالثة ولكنه لم يكن الا نهياجزئيا: في أوقات الصلوات (4 / 43).

وكذلك لم يجيء النهي الصريح عن الربا الا في المرتبة الثالثة، وكذلك لم يكن الا نهيا جزئيا، عن الربا الفاحش: الربا الذي يتزايد حتى يصير((أضعافا مضاعفة))(1) (3 / 130).

وأخيراً وردت الحلقة الرابعة التي ختم بها التشريع في الربا (بل ختم بها التشريع القرآني كله على ما صح عن ابن عباس) وفيها النهي الحاسم عن كلما يزيد عن رأس مال الدين حيث يقول الله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا

(1) هذا هو النص الذي اعتمد عليه اصحاب نظيرة الرخصة في الربااليسير، وسنرى تفسيره قريبا.

/ صفحه 385/

/ 8