شخصیة المحمدیة تحت ضوء المقررات النفسیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شخصیة المحمدیة تحت ضوء المقررات النفسیة - نسخه متنی

محمد فرید وجدی بک

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الشخصية المحمدية



تحت ضوء المقررات النفسية الحديثة







الحكمة

لحضرةصاحب العزة اكاتب الكبير

الأستاذ محمد فريد و جدي بك

مدير مجلة الأزهر

الحكمة في اللغة العربية تغني العلم تعني العلم والحلم و العدل والنبوة، و من معانيهاما يمنع من الجهل، و منها ايضا كل كلام يوافق الحق، و منها وضع الشيء في موضعه و صواب الامر و سداده، و قد توسع فيها المشتفلون باللغة فاطلقوها علي الفلسفة و تعريبا لهذهالكمة اليونانية، و قد جاء ذكرها في القرآن العظيم عشرات من المرات موافقة‌ لكمة الكتاب أو العلم أو النبوة، فقال تعالي موجها الكلام الي نساء النبي(ص): «و اذ كر ما يتليفي بيوتكن من آيات الله و الحكمة و قال في بيان مهمة النبي: «يتلو عليكم آياتنا و يزكيهم و يعلمكم الكتاب و الحكمة و يعلمكم ما لم تكرنوا تعلمون».

و جاءت كلمة الحكمة فيالكتاب الكريم مستقلة، من ذلك قوله تعالي «يؤتي الحكمة من يشاء، و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كيثرا، و ما يذكر إلا إولو الألباب».

و قد أشعرنا الكتاب الكريم بأن هذهالحكمة نور عقلي شائع بين جميع الامم قديما و حديثا، قال تعالي: «ام يحسدون الناس علي ما آثاهم الله من فضله؟ فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة، و آتيناهم ملكا عظيما»و قال تعالي: «و قتل داود جالوت و آثاه الله الملك و الحكمة» فالحكمة علي هذا الاعتبار آرفع درجة من الفلسفة، لآنها المولدة لها، و الحاكمة عليها، و إنما تمتاز الفلسفةعنها بمظهرها العلمي، و قالبها الفني، و قبولها للنظام الآسلوبي الذي يتأتي معه انتسابها للأفراد و الجماعات، و إمكان جعلها موضوع دراسة منظمة.

قد وصفنا الحكمةبانها نور عقلي، مريدين بذلك أنها متولدة من النور العقلي الذي خص الخالق النوع البشري، وجعله هاديا له يأخذ بيده في ظلمات الحياة الارضية، و يدله علي ماهو بحاجة إليه منالمحاولات الفكيرية و الجسدية، ليستطيع آن يعيش في بيتة ألقي به فيها عاريا وبغيره عتاد، و قاد هداه هذا النور العقلي المستمد منالنور الإلهي الي جميع مرافق حياته، ودلهعلي سبيلي الخير والشر، و النافع و الضار، و علي ما به قوامه و مصلحته و ارتقاؤه، و ما فيه هلاكه و تعهسه و ارتكاسه، والمتأمل في الإنسان لإول عهده بهذا العالم يعجب كيفالستطاع أن يرتقي عن تلك السذاجة الحيوانيْة التي نشا عليها، و يبلغ الي الدرجة التي هو فيها اليوم من الارتقاء العقلي و الخلقي، و مما هدي اليه من الصناعات والفنون، و ماكشفه من مساتير الكون و مكنونات العلوم؛ ولا يجد مناصا للخروج من هذه الحيرة إلا بالتسليم بمهمة الرسل الذين كان يرسلهم الخالق اليه بني حين و آخر يفتحون أمامه طرق التأملفي قوي الكون، و النظر الي ما حوله من وسائل الطبيعة، و حمله علي توجيه قواه الأدبيه إلي ما يرفعه عن حضيص الحيوانية، و يدفع به للنظر فيما بين يديه و ما حوله من واهرالوجود و إمكان الاستفادة منها لحياته الشخصية و الاجتماعية، و إلي ما يجب أن يستشعره من الواجبات الذاتية و العمومية؛ فتشبع جو الحياة الإنسانية علي هذا النحو بالحكمالنيرة، والأصول القيمة، و ذاع العلم يها حتي أصبحت من المقررات الأولية لدي الناس أجمعين، إلا أهل الشذود الأدبي من الذين اتخذوا لانفسهم من الفلسفة التشاؤمية خطة خاصةمن التفكير المعاكس، عرفوا به بين الناس، و هم قلة لا يعتد بها حتي قد لا تصادف منهم في كل مليون من الناس واحدا.

هذا النور الساطع من الحقائق الحكمية ، المنتشر في جوالعقلية البشرية، هو الحكمة التي يتردد ذكرها علي السنة العماء و الفلاسفة من أقدام العصور و جاء ذكرها في الكتاب الكريم، و هي بهذا الاعتبار تخاف الفلسفة خلافا جوهر يا،لان هذه علي هي المذهب الذي

يتخذه المشتغلون بفهم حقائق الوجود ، و سيلة لا ادراك تلك الحقايق ، و كيفية انطبا قها و تطبيقها علي المجودات، و علي سيره الانسان ومحاولاته ، لبلوغ المثل العليا في سلوكه وفي آعماله، و من آجل ذلك تعددت و جهات نظر الفلاسفة‌، و تخالفت ثمرات جهودهم الي حدود بعيدة، و من هذه الناحية خالفت الفلسفة،العلم آيضا ، فالعلم هو مجموع المعارف التي حصل عليها الانسان با بالنظر و الاستقرار ء و التحليل و التركيب،فهو مجموعه المعارف التي حصل عليها الانسان بالنظر و الا سقرارو التحليل و التركيب،فهو مجموعة محققة من العلم بالكون و الكونيات ذات حدود مقررة ، فأين الفلسفة من هذه الاستقرار،‌ و هي لتصديها لفهم الوجود، و إدراك العلل الأوليةالتي الأولية التي تبنيه و تهدمه، و في اللانهاية المحيطة بالعالم، و تعيين علاقاتنا بها جريا و راء بناء مذهب عقلي يربط ما يقع تحت حسنا من الكائنات المختلفه، ويعين لكلمنها مكانه و مهمته من المجموعة العامة بحيث توافق الحقيقة و لا تشذ عنها، قلنا أين الفسفة الحسية فانها بعد قبولها مالا يثبت ثبوتا علميا من الأصول قد قنيت في العلم،وزالت عنها صيغة الفلسفة.

ولكن الكمة لا تنتهي قط إلي مثل هشذه النهاية، لأنها لا تحاول فهم الوجود فهما عليما، بل هي تكتفي بتحديد علاقتنا به تحديدا بقره العقلالعلمي، والناموس الأدبي، و تجعل دائرة عملها محصورة في دائرة شئوننا الحيوية، و سيرتنا الاجتماعية و هذه مجالات يمكن الوصول منها إني المثل العليا التي ترقيبالإنسانية إلي أبعد ما يكم أن تصل إليه علميا و عمليا. و أرفع ما يتأتي أن تسمو إليه جسديا و روحيا،كو هي التي يعنيها العلماء بكلمة الحكمة، ويشرفها الخالق بالتنويه بهافي كتبه المساوية.

و قد أدرك النبي(ص) بسمو فطرته حقيقة ما قصد الخالق منها علي الوجه الا كمل، و فهم مدلولها فهما إداه ألي الدعوة إليها، و التنويه بها تنويها يشف عنسمو تقديره لها، و مبلغ ما تستفيده الإنسانية منها؛ فقال: «الحكمة ضالة‌ المؤمن يأخذها أني وجدها» الضالة من الإبل ما انقطعت عن صاحبها بمضيعة فهو يتطلبها جهده، لأنهامطيته التي لا يستطيع قطع طريقه بدونها، شبه الله الحكمة في ضرورتها للإنسان يقطع بها طريقه إلي حضرته العلية، بالضالة، و هذا تشبيه بديع يؤذن بأن الحكمة من ضرورياتالمؤمن بحيث قد يهلك بدونها، كما قد يهلك سالك الفوات بدون ناقته التي يقطعها بها، و ما أدي رسول الله(ص) الي هذا التعبير البديع إلا ما أمده الله به من سمو الإدراك، و بعدهدي النظر في الحقائق، و فهمه لمهمة الإنسان في هذه الحياة الدنيا.

و قد زاد هذا التحضيض لا لتقاط الحكمة أني كانت، بوجه من التعبير يدعو إلي غاية الاهتمام بالحكمة، وهو قوله(ص): «خذ الحكمة ولا يضرك من أي وعاء خرجت» فقد يكون قائلها سفيها أو زنديقا أو وثنيا أو ملحدا، فيتأثم المسلم أن يأخذها عنه، فتداراك رسول الله(ص)هذا الأمر، و حضعلي المبادرة إلي التقاط الحكمة، بصرف النظر عن الإنسان الذي صدرت عنه، و لو كان مثالا للخسة، و مباءة للدنس، و مباءة للدنس، و في رواية أخري: «خذ الحكمة كل مظانها، ولايعقل أن يبلغ الداعي إليها هذا الحد من التعبير إلا إذا كان علي أصل أصيل من فهم الحقائق، و طريق الوصول إليها؟

/ 1