أنا اللغة (7) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أنا اللغة (7) - نسخه متنی

علی محمد حسن العماری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أنا اللغة و الصراع بين القديم و الجديد

لصاحب الفضيلة الشيخ على محمد حسن العمارى

ولنترك مؤقتاً سادتنا الشعراء: القدماء منهم و المحدثين، لنقف وقفة قصيرة مع بعض كتابنا الذين شاءوا أن يسيروا فى درب أبى تمام و من نهج نهجه، و أغرموا بالاسلوب الغامض، وظنوا أنهم بذلك أتوا بمال لم يأت به أحد، و غرتهم قدرتهم على استعارة بعيدة، أو كناية غريبة، أو لفظ مهجور.

و عندى أن هؤلاء جهلوا أثر الاعتدال فى البلاغة فظنواالاغراب غاية البلاغة، و أخذوا ينحتون من صخر، و يمتحون من بئر بعيدة الغور، و كأنهم لم يقرءوا كتاباً واحداً من كتب النقد، أو كتب البلاغة، ليعلموا أن أول أسباب الجمالفى الاسلوب انما هو الوضوح، و أن البيان انما سمى بياناً لانه توضيح و كشف و اظهار، و كأنهم لم يطيلوا النظر فى أساليب العرب، و فى الكتاب المنزل الذى لايمترى أحد أنه فىأعلى درجات البلاغة ليوقنوا أن الاغراب ليس من سمات الاسلوب الجيد.

بلى، لقد قرءوا فى كتب النقد، و البلاغة، و قد نظروا طويلا أو قصيراً فى كلام العرب، و لكنهميكابرون فيما لاوجه فيه للمكابرة.

و قد كنت أظن أن الفتنة بالوحشى من الالفاظ، و المعقد من الاساليب كانت مرضاً قديماً ابتلى به أفراد لم يسلموا من التجريح و السخرية.

/ صفحه 328/

كما كنت أظن أن أدباء نا بعد أن قرءوا ما كتب الجاحظ و أمثاله قد اقتنعوا أن لامكان فى البلاغة للمتكلفين المتزيدين.

غير أن هذا الظن كان مسرفاً فىالتفاؤل، فلا تزال الصحف تطالعنا فى الحين بعد الحين بكلمات جامدة لاروح فيها و لا ماء، أبرز صفاتها الغموض، و أول ما تدل عليه التكلف و المعانات، و أعدل حكم عليها ما حكمبه النقاد من القدماء على أمثالها.

فقد أشبع النقاد أبا علقمة النحوى سخرية، قالوا انه شهد عند بعض الأمراء بأن حبشياً شج رأس صقلبى، فأغرب فى شهادته، و لم يفهمالامير منها شيئاً، فكشف الامير رأسه و قال للصقلبى: شجنى خمساً، و أعفنى من شهادة هذا.

و وُصف أبو علقمة - فى بعض مواقفه - مع أنه كان عالماً باللغة العربية، وصف بأنشيطانه يتكلم بالهندية، و قد عده بعض المؤلفين فى الثقلاء.

و ذكر الجاحظ أن العلماء يديرون فى كتبهم كلاماً غريباً لو خوطب به الاصمعى لجهل بعضه، ثم قال: فان كانواانما رووا هذا الكلام لانه يدل على فصاحة، فقد باعده الله من صفة البلاغة و الفصاحة و ان كانوا انما دونوه فى الكتب، و تذاكروه فى المجالس لانه غريب، فأبيات من شعرالعجاج، و شعر الطرماح، و أشعار هذيل تأتى لهم - مع حسن الرصف - على أكثر من ذلك.

و هذه العبارات التى علق عليها الجاحظ من كلام يحيى بن يعمر، و قد قال: ليس فى هذا الكلامشىء من الدنيا الا أنه غريب. و لقد العبارات التي علق عليها الجاحظ من كلام يحيى بن يعمر، وقد قال: ليس في هذا الكلام شىء من الدنيا إلا أنه غريب.

كما استوقفنى قوله فىالغريب: و هذا ليس من أخلاق الكتاب و لا من دأبهم(1)، و هذا القول يدل على أن هذا الكتاب العظيم تنبه إلى أن للاسلوب صلة قوية بأخلاق الكاتب، بل هو يرى أن الاسلوب يكون منأخلاق الكاتب، أو لايكون من أخلاقه.

(1) البيان و التبيين ج 1 ص 378، 379، ط: هارون.

/ صفحه 329/


/ 5