وفىبعض المرات حينما كان يتصرف عليه الصلاة والسلام تصرفاً تخفى أبعاده على المحيطين به، فيبدون اعتراضاً أو استفهاماً أو استغراباً. كان جوابه لهم صلى الله عليه وآله وسلمينزل على قلوبهم برداً وسلاماً ويزدادون له حباً وبه تعلقاً. كما حصل مع الأنصار بعد غزوة حنين حينما أعطى الغنائم للمكيين حديثى الاسلام ولم يعط الأنصار أصحاب الفضلوالسبق فوجدوا فى أنفسهم عليه، فلما بين لهم الأمر، قالوا رضينا برسول الله قَسَماً.
ولقد بيّن لنا رب العزة جلّ وعزّ أن حبّ الله للناس مرتبط بحبهم لرسوله صلى اللهعليه وآله وسلم وأتباعهم له فقال: (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعون يحببكم الله)(1).
وهكذا تكون العلاقة جدلية بين حب الناس لله وحبهم لرسوله وحب الله لهم، فبدون ذلك الحبليس هناك ايمان واذا نقض من أى طرف من أطرافه سقطت المعادلة كلها.
المبحث الثالث: حب آل محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) :
وردت عن النبى صلى الله عليه وآله وسلمأحاديث كثيرة تفيد وجوب حب آل بيته وتقديرهم واحترامهم. ولقد ذكرالقرآن الكريم ان مودة قرابة النبى هى البدل الذى يطلبه عليه الصلاة والسلام; قال تعالى: (قل لا أسألكم عليهأجراً الا المودة فى القربى)(2). أما الأحاديث فمنها ما أورده الطبرى (محب الدين) فى كتابه ذخائر العقبى
1 ـ سورة آل عمران/ الآية31.
2 ـ سورة الشورى/ الآية 23.