منهج العلمی للتفسیر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

منهج العلمی للتفسیر - نسخه متنی

محمد حسین الصغیر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

د

د. محمد حسين الصغير

المنهج العلمي للتفسير


وهو المنهج الذي يذهب إلى استخراج جملة العلوم القديمة والحديثة من القرآن، ويرى في القرآنميداناً يتسع للعلم الفلسفي والصناعي والإنساني في الطب والتشريع والجراحة والفلك والنجوم والهيئة وخلايا الجسم، وأصول الصناعات، ومختلف المعادن فيجعل القرآنمستوفياً بآياته لهذه الحيثيات بل متجاوزاً لها إلى العيافة والزجر والكهانة والطيرة، والضرب بالحصى، والخط على الرمل، والسحر والشعبذة مما حرمه الإسلام وعارضهالقرآن.

ولعل الغزالي (ت: 505ه‍) هو أول من استوفى القول في هذا المجال، وذهب في فهم القرآن إلى 'أن كل ما أشكل فهمه على النظار واختلف فيه الخلائق في النظرياتوالمعقولات ففي القرآن إليه رموز ودلالات عليه'.

وقد اعتبر جماعة من العلماء هذا تعميماً مبالغاً فيه، مما جعلهم يلجأون إلى إنكار التفسير العلمي جملة وتفصيلاً بلويحملون على القائلين به حتى عدّ عملهم هذا من المغالاة التي لا طائل معها، بينما اعتبره الآخرون ليس بذي جدوى على القرآن، والقرآن غني عن هذا التكليف الذي يوشك أن يخرجبه عن هدفه الإنساني الاجتماعي في إصلاح الحياة.

وممن اشتهر بالتفسير العلمي حتى عاد به متسماً، العالم المصري الشيخ طنطاوي جوهري في تفسيره (الجوهر في تفسير القرآنالكريم المشتمل على عجائب بدائع المكونات وغرائب الآيات الباهرات) فقد حشده بالعلوم الطبيعية والكونية والنفسية والصناعية، وعالج به المكتشفات والاختراعات العصرية،وتناول به الطب والتشريح والجبر والهندسة والفيزياء والكيمياء وعلم النبات والأحياء والتواريخ. فهو يضع الآية على بساط البحث أدبياً وفلسفياً وعلمياً ثم يتبعهابحكايات وأحاديث وعجائب ولطائف على حد تعبيره، ثم يسرد لازم الحكاية ومتعلقها، ومباحث العلم الحديث فيها روحياً أو جغرافياً أو فلكياً أو تشريحياً أو صناعياً أو طبياًأو هندسياً، حتى يحمل النص أكبر مما ينبغي أن يبحث عنه، بل حتى ينتقل بالقرآن من مهمته التشريعية إلى مهمات جانبية أخرى، ويقصد من وراء هذا كله إلى تيسير الفهم العصريللقرآن، أو مواكبة القرآن للعلم الحديث، أو ضرورة تلقي المسلمين لجميع هذه العلوم، أو لاعتقاده بأن القرآن بعد إشارته لهذه العلوم فهو يريد معرفتها والتخصص في جملتها،ثم يشرع في بلورة كل ذلك بأسلوب إرشادي ودعائي مطول يتوسع فيه توسعاً شاملاً، ففي حديثه عن جزء آية من قوله تعالى:

(وَمِنْ أَيَاتِهِ مَنَامُكُم بِالَّليلِوَالنَّهَارِ وَابْتِغاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ).

يبحث نوم الإنسان في الليل والنهار، وحل ابن سينا للمعضلات العلمية أثناء النوم، وما ذهبت إليه نظرية أنشتاين، والمرادالكنائي لمعنى النوم ما دام العلم قد كشفه مما يعتبره معجزة، ثم ينتقل إلى بحث ثلاث عجائب، الأولى في حياة روحية لأحلام اليقظة، يتناول بها الانتقال الفكري والتباينوالنظر المضاعف مستنداً في ذلك إلى كتب روحية ومجلات علمية وأمثال ذلك، والعجيبة الثانية في اكتشاف جريمة غريبة بعد عشر سنوات عن طريق الرؤيا والأحلام، والعجيبةالثالثة في حيوان يبقى إحدى وثلاثين سنة بلا طعام أو هواء ويظل حياً، ثم يسرد بعض مقالات إخوان الصفاء في المقام إتماماً للفائدة كما يقول ويتعرض لنوم الطيور والحيواناتمن هذا الخلال، ثم يبحث موضوع: كيف يمكنك أن تفسر ما تراه كل يوم من الظاهرات الكيمائية. ويعرض لكائن حي يعيش ألف سنة ثم يتبع ذلك بزيادة إيضاحية للمراد من جزء الآية،ويأتي على حياة الحبوب وأصل النبات، وإن لذلك حياة ضئيلة كحياة النائم، ثم يسرد تجارب أهل الهند قديماً، بعد كل هذا التفصيل والتشريق والتغريب يعقد عدة مباحث للموضوعنورد بعضها: الكلام على النوم وساعاته وما يناسبه، النوم وحاجة الإنسان الشديدة له، أوقات النوم وعدد ساعاته، فراش النوم، تجديد الهواء في قاعات النوم والفراش، ثمالكلام على الحركات المختلفة النافعة لصحة الإنسان تفسيراً لقوله تعالى: (وَابْتِغاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ).

إن هذا الابتغاء إنما يكون بالحركة، ويورد ما جاء في كتاب:قانون الصحة المنزلية للأستاذ (جون سايكس من مباحث تتعلق في هذا الباب) وهي: الرياضة البدنية، فوائد الرياضة البدنية، أنواع الرياضة البدنية المختلفة، العوم والتجديف،ركوب الدراجات، المشي، الجمباز، التمرينات الحربية، ركوب الخيل، الصلاة.

فهذا الجزء من الآية قد استوعب هذه العناوين، واستغرق عدة صفحات كبيرة، وعلى هذه فقس ماسواها.

وباستقراء هذا المنهج نجده يحتوي على علوم عدة، ومباحث جمة لا علاقة لأغلبها بفن التفسير، حتى يصح لنا أن نقول أن في كتاب الجواهر كل شيء إلا التفسير.

وقدسار على منواله جمع من المثقفين المعاصرين ممن يعرفون بسلامة القصد في هذا المجال، كالأستاذ عبد الرازق نوفل في القرآن والعلم الحديث، والأستاذ عبد الغني الخطيب في:أضواء من القرآن على الإنسان ونشأة الكون والحياة، والأستاذ مصطفى محمود في عدة كتب. وقد توصل الجميع في ذلك إلى عدة آراء صائبة، خلاصتها أن القرآن يواكب العلم، وهذا أمرلا ريب فيه، ولكنه ابتعاد في القرآن عن منهجه وغايته العليا. نعم يجوز لنا أن نطلق على هذا وأضرابه اسم المنهج الموضوعي، لو اختيرت مواضيع من القرآن تبحث في الكون والحياةوالسماء والعالم والفلك والطب وكتبنا فيها كلا على حدة مما يعني مشاركة القرآن في إرساء قواعد هذه العلوم، وهذا مما لا مانع فيه.



المصدر:المبادئ العامة لتفسير القرآن الكريم بين النظرية والتطبيق

/ 1