صدام بین السنة و الشیعة فی باکستان نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

صدام بین السنة و الشیعة فی باکستان - نسخه متنی

محمد الغزالی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

صدام بين السّنة والشيعة في باكستان

صدام بين السّنة والشيعة في باكستان

فضيلة الأستاذ الشيخ محمد الغزالي

مدير المساجد

نشرت الصحفخبراً مؤداه: أن رجال البوليس في مدينة كراتشي أعلنوا أن 120شخصا من المسلين قد قتلوا، كما أصيب 16 شخصا آخرين بجراح على أثر معارك دامية نشبت بين السنيين والشيعة في قريةثاري التي تبعد 25 ميلا عن العاصمة الباكستانية وأن النيران أشعلت في  القرية التي دارت فيها المعارك... وأن أشتباكا مماثلا وقع في لاهور راح ضحيته شخصان... كما جاء فيالخبر: أن السنيين هم أنصار النبي محمد، بينما الشيعة هم أنصار علي رابع الخلفاء الراشدين.

قرأت هذا النبأ الفاجع ثم أطرقت كئيباً كسير النفس، يا أسفاه على هذه الدماءالمراقة، وهذه الدور المحروقة... إن الإسلام ليسمع أنينه خلال هذه الأنقاض المركومة، وإن الأخوة في الله لتذهب بددا مع هذه الغارات الضريرة، لم هذا العراك؟ أهو بينالمسلمين والمستعمرين الذين اجتاحوا ديارهم؟ أهو بين المسلمين والصهيونيين الذين استولوا على تراثهم، ومحوا معالمه، وبنوا فوقه دولة لهم؟

يا حسرتاه، إنه بينمسلمين ومسلمين، وان عليهم ليل الجهل، فهم في ظلامه يلطم بعضهم بعضا، ويستبيح بعضهم بعضا، والرابح في هذا العراك هو الشيطان وحده.

* * *

على أن هذا الخبر يخفي وراءهقصة طويلة الذيول، موغلة في الماضي، وربما كان العوام أخف الناس جرماً فيما حفلت به من آثام، أما الذين تثقل كفتهم بالجرائر فهم أولئك الذين يبعثرون بذور الفرقة في كلناحية، ولا يبالون أن تحصد الأجيال مرارتها غارات وثارات، وأن يحصد الإسلام نفسه جناها، وهنا في صفوفه،

/ صفحه 131/

وتقهقراً لقضاياه، ليس بين المسلمين خلافتراق من أجله دماء قطيع من الغنم، فكيف يلقى في روع الأغرار أن هناك نزاعا بين المسلمين لا يحله إلا السيف.

* * *

إن من أنكر الأمور افتعال الأسباب لتفريق الكلمةوتمزيق الأمّة.

ربما اختلفت وجهات النظر في قضية ما، وانشعب الناس حولها مذاهب... لكن حيث لا تختلف الأفهام، ولا تتعدد الأنظار، كيف يستبيح بعض الناس لأنفسهم أنيخلقوا الفرقة خلقا، وأن يقحموها على الواقع إقحاما، لا لشئ إلا لرؤية الناس أحزابا متناحرة، وطوائف متدابرة.

إنني آسف لأن بعض من يرسلون الكلام على عواهنه، لا، بلبعض من يسوقون التهم جزافا غير مبالين بعواقبها، دخلوا في ميدان الفكر الإسلامي بهذه الأخلاق المعلولة فأساءوا إلى الإسلام وأمته شر إساءة.

سمعت واحدا من هؤلاء يقولفي مجلس علم: إن للشيعة قرآنا آخر يزيد وينقص عن قرآننا المعروف.

فقلت له: أين هذا القرآن؟

إن العالم الإسلامي الذي امتدت رقعته في ثلاث قارات، ظل من بعثة محمد(صلى الله عليه واله وسلم) إلى يومنا هذا بعد أن سلخ من عمر الزمن أربعة عشر قرنا لا يعرف إلا مصحفاً واحداً مضبوط البداية والنهاية معدود السور والآيات والألفاظ،فأين هذا القرآن الآخر؟ ولماذا لم يطلع الإنس والجن على نسخة منه خلال هذا الدهر الطويل؟ لماذا يساق هذا الافتراء؟ ولحساب من تفتعل هذه الإشاعات، وتلقى بين الأغرار،ليسوء ظنهم بإخوانهم وقد يسوء ظنهم بكتابهم؟

إن المصحف واحد، يطبع في القاهرة فيقدسه الشيعة في النجف أو في طهران، ويتداولون نسخه بين أيديهم وفي بيوتهم دون أن يخطرببالهم شئ بتة إلا توقير الكتاب ومُنزِله ـ جل شأنه ـ ومبلغه ـ (صلى الله عليه واله وسلم) ـ فلم الكذب على الناس، وعلى الوحي؟

/ صفحه 132/

ومن هؤلاء الأفاكينمن روّج أن الشيعة أتباع علي، وأن السنيين أتباع محمد، و أن الشيعة يرون عليّا أحق بالرسالة، أو أنها أخطأته إلى غيره!!

وهذا لغو قبيح وتزوير شائن.

ولكن تصديق هذااللغو كان الباعث على تلك المجزرة المخزية التي وقعت بين أبناء الإسلام من سنة وشيعة، فجعلتهم ـ وهم الإخوة في الدين ـ يأكل بعضهم بعضا على هذا النحو المهين.

إنالشيعة يؤمنون برسالة محمد، ويرون شرف علي في انتمائه إلى هذا الرسول وفي استمساكه بسنته.

وهم كسائر المسلمين لا يرون بشراً في الأولين والآخرين أظم من الصادقالأمين، ولا أحق منه بالاتباع، فكيف ينسب لهم هذا الهذر؟

الواقع أن الذين يرغبون في تقسيم الأمة طوائف متعادية لما لم يجدوا لهذا التقسيم سبباً معقولا، لجأوا إلىافتعال أسباب الفرقة، فاتسع لهم ميدان الكنلب حين ضاق أمامهم ميدان الصدق.

لست أنفي أن هناك خلافات فقهية ونظرية بين الشيعة والسنة، بعضها قريب الغور، وبعضها بعيدالغور، بيد أن هذه الخلافات لا تسلتزم معشار الجفاء الذي وقع بين الفريقين.

وقد نشب خلاف فقهي ونظري بين مذاهب السنة نفسها، بل بين أتباع المذهب الواحد منها، ومع ذلكفقد حال العقلاء دون تحول هذا الخلاف إلى خصام بارد أو ساخن.

وكان خيراً للشيعة أن يفهموا أن أهل السنة يضمرون أعمق الود لأهل البيت، وينفرون أشد النفرة مما يسؤءهم،وكان خيراً للسنيين أن يفهموا أن الشيعة يلزمون أنفسهم سَننَ صاحب هذه الرسالة، ويعدون الانحراف عنه زيغا.

أما ما وقع من اختلاف فقهي أو نظري فلا يعدو أن يكون وجهاتنظر لها مصادرها العلمية، ونية أصحابها إلى الله، وهم ـ أصابوا أم أخطأوا ـ مثابون مأجورون:

/ صفحه 133/

وقد يتشدد فريق من الناس فيقول عن الفريق الآخر إنه مخطئيقينا!! ليكن، فما صلة هذا الخطأ بالقلوب، وما أودعت من إيمان؟ هب خطيبا أخطأ في إعراب كلمة، أو كاتبا أخطأ في إملائها، أو حاسبا أخطأ في إثبات رقم، أو مؤرخا أخطأ في ضبطواقعة، هب ذلك حدث فما صلة هذا الخطأ بحقيقة الدين، ونظم عباد الله طوراً بين المؤمنين، وطوراً بين الكافرين!

إذا كان الرجل يؤمن معي بكتاب الله ورسول الله، ويصليالخمس كل يوم، ويصوم رمضان كل عام، ويحج البيت إن استطاع إليه سبيلا، فكيف أستبيح تفكيره لأنه أخطأ الفهم في بعض القضايا، أو أخطأ الوزن لبعض الرجال؟

ليكن هناك خطأحقيقي وقع فيه هذا أو ذاك، خطأ لا أقبل الاعتراف به، فلماذا لا يترك البت في هذه الأمور للزمان المتطاول يحل المشكلات الفقهية والنظرية بدل أن تحل في معارك الجدل الذييفقد فيه المجادلون ضمائرهم وصفاءها، أو تحل في معارك القتال الذي تنحلّ فيه عروة الأيمان، ويزأر فيه صوت الشيطان...

إنَّ الخلاف الفقهي أو النظري في كثير من الأمورليس خبزاً نتناوله كل يوم، والقضايا التي دار فيها هذا النزاع يمكن للمسلمين اطراحها جانبا، ونسيانها أمداً، يشتغلون خلاله بالبناء لا بالهدم، بالعمل لله في المحاريبالمخبته أو في الميادين المنتجة.

أما شغل الناس حتما بخلافات لها أصل ـ وما أقلها ـ أو بخلافات مفتعلة ـ وما أكثرها ـ فليس من الدين في قليل ولا كثير.

والذين يحرصونعلى ذلك ليسوا من الله في شئ.

رسالة الاسلام:

اتصلت دار التقريب في هذا الشأن بالجهات المعنية رغبة في جمع الشمل وحل هذا الخلاف بما يستل آثاره من نفوس الإخوة،ويضمن ألا يتكرر في المستقبل والله المستعان.

/ 1