تفسیر القرآن الکریم؛ سورة المائدة (8) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر القرآن الکریم؛ سورة المائدة (8) - نسخه متنی

محمود الشلتوت

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

للاولين من خلقه، هو عهده للاخرين منهم، و أن ما أخذه على الاولين، هو ما أخذه على الاخرين: ايمانبربوبيته، و تنزيه لالوهيته، و امتثال و طاعة لاحكامه و شرائعه،و من هنا نرى فى القرآن الكريم تذكير الاخرين بنعمه على الاولين اذا أطاعوا، و نقمه عليهم اذا خالفوا،فالمصدر واحد، و الهداية واحدة، و الخلق واحد.

خطة الهية واحد لانسانية فى قديمها و حديثها واحدة:

و من هنا جاءت الايات المصرحة باتحاد خطةالانبياء، و بأنهم جميعاً يوحى اليهم من عندالله، و بأن ما شرع للمتأخر من دين و عقيدة هو ما شرع المتقدم، فالانسانية فى نظر الالوهية واحدة، و وضعها واحد، لم تحكم فيهاطبقات، و لا أجناس و لا أقاليم، و لا لغات، فالكل أمام المسئولية الالهية سواء، و كلهم مأخوذون بعهد الله و ميثاقه، ولكن الناس بأهوائهم و فتن هذه الحياة، جعلوا الرسالاتالالهية الواحدة، و العدل الالهى الواحد، و الفضل الالهى الواحد، أنواعاً متعددة، و صوراً مختلفة متباينة، و انحاز كل فريق بدواعيه الخاصة الى ما حدد له و رسم لنفسه منشرعة و دين، و بذلك فرقوا دين الله، و هداية الله، و كانوا لانفسهم هم الظالمين، ((ان الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعاً لست منهم فى شىء، انما أمرهم الى الله، ثم ينبئهم بماكانوا يفعلون)) .

هذا ما أردنا أن نفتح أبوابه أمام القارىء لرسالة الاسلام فى ظل من ختام النداء الثالث من النداءات الالهية فى سورة المائدة: ((و اذكروا نعمةالله عليكم و ميثاقه الذى واثقكم به اذ قلتم سمعنا و أطعنا و اتقوا الله ان الله عليم بذات الصدور)) .

النداء الرابع:

و لا يفوت القارىء الكريم أنالتذكير بمواثيق القادر القاهر، الرحيم المتفضل، مما يوجب الوفاء، و أن التذكير بالنعم مما يوجب الشكر، و الشكر و الوفاء طريقهما القيام بأحكام الله و ما يرضيه من أعمالالخير للفرد و الجماعة،

و لا ريب أن أعطم ما يغار الله عليه من الاحكام ما يكون محققاً للعدالة و الرحمة بين عباده، و من هنا جاء النداءالرابع من نداءات هذه السورة ((يأيها الذين آمنوا كونو قوامين لله شهداء بالقسط و لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى. و اتقوا الله ان الله خبير بماتعلمون)) .

ما يشتمل عليه هذا النداء: القوّامية لله، و أثرها فى السمو بالانسان:

و قد اشتمل هذا النداء على أمور ثلاثة:

أولها: أن يكونواقوامين لله، و هذا يمثل القوة و الاخلاص فى الافوال الافعال، و الثبات فى خدمته سبحانه و تعالى، و الارتفاع بالنفس عن منازل الانحطاط، و مزالق الهوى، ((قل ان صلاتى و نسكىو محياى و مماتى لله رب العالمين لا شريك له و بذلك أمرت و أنا أول المسلمين (1)) )، ((و من أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله و هو محسن و اتبع ملة ابراهيم حنيفاً(2)) ) ((و من أحسن قولاممن دعا الى الله و عمل صالحاً و قال اننى من المسلمين)) .(3)

لا يرضى الله لعباده الا أن يكونوا فى منازل السمو و الرفعة، و النأى عن مراتع الهوى، و الشهوات.لايرضى لهم الا السمو بأنفسهم الى مدارج القوة و السلطان و الهيمنة على كل ما سخر لهم فى هذه الحياة. ((و اذ يعدكم الله احدى الطائفتين أنها لكم و تودّون أن غير ذات الشوكةتكون لكم و يرد الله أن يحق الحق بكلماته و يقطع دابر الكافرين(4)) ) ((و لا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الاعلون ان كنتم مؤمنين(5)) ).

القيام بالقسط و حمايته ولو بالقوة:

و ثانيها: الشهادة بالقسط، و هى الغاية من ارسال الرسل، و انزال الكتب ((لقد أرسلنا رسلنا بالبينات و أنزلنا معهم الكتاب و الميزان ليقوم الناس بالقسط



(1) من سورة الانعام 162، 163.

(2) من سورة النساء، 125.

(3) من سورة فصلت، 33.

(4) من سورة الانفال 7

(5) من سورة آل عمران، 129.


/ 9