فليس امام المؤمن فى تقرير الحق، أوالحكم به قرابة، و لا و لاء، و لا مال، و لا جاه، و لا فقر و لا غنى، و لا قوة و لا ضعف، فصاحب الحق هو القريب و ان كان بعيداً، و الغنى و ان كان فقيراً، و القوى و ان كانضعيفاً ((يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله و لو على أنفسكم أو الوالدين و الاقربين ان يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا و أنتلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً)) (2)
و لعلنا ندرك من هذه الايات أن العدل قد سمت به التعاليم الالهية عن مواطن التأثر بعواطف الابوة و البنوة، ووضع بازائه ((الحديد)) للاشارة الى أنه مطلوب من العباد، و يجب أن يسلكوا سبيله مهما كلفهم من جهود و تضحيات و لو باستعمال الحديد و النار.
العدل مع الصديق والعدو:
و ثالثها: لم تقف الاية فى العدل عند طلب الشهادة به، بل أكدت هذا بالنهى عن الظلم و لو للاعداء، و حذرت أن تحمل العداوة و البغض على الظلم، و التساهل فىالعدل، و لم تكتف بهذا، بل عادت فأمرت به ((اعدلوا هو أقرب للتقوى)) . اجمال مواطن الامر بالعدل فى القرآن:
و قد كثرت أوامر الله فى القيام بالعدل،فأمر به عاماً و خاصاً، أمر به مع المخالفين فى الدين، و أمر به فى الحكم و القضاء، و أمر به بين الاولاد و الزوجات و أمر به فى النفس، و آيات ذلك كثيرة شهيرة، فليرجع اليهاو ليتتبعهافى القرآن من شاء. (1) سورة الحديد، 25.
(2) سورة النساء، 135.