بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
وكان رسولالله (صلى الله عليه وآله) أول من عمد إلى هذا السبيل، فانتهجه حيث كان يستعين ببعض آيات القرآن الكريم ليشرح بها البعض الآخر، ومن ذلك تفسيره (صلى الله عليه وآله) للظلم فيقوله تعالى: (ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) بالشرك واستدل بقوله تعالى (ان الشرك لظلم عظيم)(1). وبهذا يكون رسول (صلى الله عليه وآله) قد أرسى لمن بعده من الصحابةوالتابعين، ومن يأتي بعدهم قواعد منهج تفسيري لا يستغني عنه أي مفسر، وفعلاً، فلقد شهد عصر الصحابة مثل هذا اللون من التفسير، فيقول الذهبي: (وهو ـ يعني تفسيرالقرآن بالقرآن ـ ما كان يرجع إليه الصحابة في تعرف بعض معاني القرآن)(2). وقد درج الصحابة على هذا المنوال حيث كانوا يستعينون بالقرآن لتفسير القرآن. وإلى هذا أشارابن كثير في تفسيره. فقال في معنى قوله تعالى: (وفصاله في عامين) أن جماعة من الصحابة استنبطوا أن اقل مدة للحمل ستة أشهر لقوله تعالى (وحمله وفصالهثلاثون شهراً)(3). ويقول ابن عباس في تفسيره لقوله تعالى: (ربنا امتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين) بأنهم كانوا أمواتاً في أصلاب آبائهم، أو كانوا تراباً قبل أن يخلقوافهي ميتة، ثم أحياها فهذه احياءة، ثم يميتهم الميتة، التي لابدّ منها في الدنيا وهي ميتة أخرى، ثم يحييهم يبعثهم يوم القيامة، وهذه احياءة أخرى وعلى هذا تحصل ميتتانوحياتان، فهو قول الله تعالى (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم إليه ترجعون)(4). بعد عصر الصحابة تابعهم التابعون على نفس المنهج التفسيري،حيث كانوا يفسرون بعض آيات 1ـ الجامع الصحيح للبخاري بحاشية السندي، كتاب تفسير القرآن، لقمان: 13. 2ـ الذهبي: التفسيروالمفسرون ط(2) 1: 41. 3ـ ابن كثير، تفسير القرآن العظيم ط(3) 3: 445، ولقمان: 14، والأحقاف: 15. 4ـ الطبري، محمد بن جرير: جامع البيان عن تأويل القرآن، تحقيق محمودمحمد شاكر 1: 418 ـ غافر: 11، والبقرة: 28.