(صلى الله عليه وآله وسلم)
المقام، وفيالمسبب: بني الأمير المدينة، وناقة ضبوث وحلوب (1) الخ.
هذا هو نص كلام الزمخشري في الكشاف، وبينه وبين كلام الطبرسي فرق بعيد، ومثل هذا هو الذي جعل مؤلف مجمع البيان لا يقنع بما وصل إليه، حتى يصله بما جد له من العلم، فيخرج ما أخرج من كتاب جديد، جمع فيه بين الطريف والتليد!. * * *
إنني أقف هنا موقف الإكبار والإجلال لهذا الخلقالعلمي، بل لهذه العظمة في الإخلاص للعلم والمعرفة، فهذا الصنيع يدل على أن الرجل كان قد بلغ به حب الدراسات القرآنية حداً كبيراً، فهو يتابعها في استقصاء، ثم يجهد نفسهفي تسجيلها وترتيبها على هذا النحو الفريد الذي ظهر في مجمع البيان ، ثم لا يكتفي بما بذل في ذلك من جهد كفيل بتخليد ذكره، حتى يضيف إلى آثاره العلمية ما جد له بعد أنانتهى من تأليف كتابه، ولعله حينئذ كان قد بلغ السبعين أو جاوزها!.
(1) ضبث بالشيء وعليه: قبض قبضاً شديداً، وهو مثله في الوزن أيضا، فالناقة الضبوت ضدالناقة الحلوب./ صفحه 240/