جارالله الزمخشری و أثره فی البلاغة العربیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

جارالله الزمخشری و أثره فی البلاغة العربیة - نسخه متنی

علی محمد العماری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


جارالله الزمخشرى









واثره في البلاغة العربية.

لحضرة صاحب الفضيلة الاستاذ الشيخ على العمارى

المدرسبالازهر

ثلاثة من أعلام العلماء نشأوا في أقليم واحد، في ثلاثة عصور متتابعة، ولكن لكن منهم اثره في علوم البيان أولهم الامام عبدالقاهر الجرجاني (النحوى) و قد عاشفي القرن الخامس، و الثانى جارالله، و قد عاش في أواخر القرن الخامس و أوائل القرن السادس، و ثالثهم أبو يعقوب السكاكي، و قد شهد جزءاً كبيراً من أواخر القرن السادس وجزءاً آخرمن أوائل القرن السابع (توفي سند 626 هـ).

كتب عبد القاهر أبرع ما كتب في علوم البيان ـ و إن كان ابن خلدون لم يذكره فيمن دونوا هذه العلوم ـ و كان طبيعياً أنيتأثر به العالمان بعده لقرب الديار، ووفرة الرغبة ـ عندهما ـ في الاطلاع والدرس، فأما السكاكى فقد تأثر بعبد القاهر تأثراً بعيد المدى، ويظهر ذلك واضحاً لمن يطالع ماكتبا.

و لا يفوت السكاكي أن يشيد بمجهود عبدالقاهر، و يثني عليه، و أما الزمخشرى فعلي طول ما نظرت في كتابه لم أهتد فيه إلي ريّاً للشيخ الكبير، و لعل مرجع ذلك إلي قربالعهد، و سوء حظ الشيخ في مبدأ الامر، فقد جنت عليه إقامته في بلده، و عدم مغادرته، فلم تعرف كتبه إلا بعد حين.

و مع عدم تأثر الزمخشرى بعبد القاهر ـ فيما ظهر لي ـ لميدع الزمخشرى أنه في هذه الدقائق البيانية ابن بجدتها، و إنما كان يحيل على علماء البيان، ولكن

/ صفحه 417/

لا يبعد أنه نظم بعض المعارف البيانية،واهتدى إلي بعض الجزئيات، و لا أشك في أن السكاكي استعان بصنيع الزمخشرى هذا و اهتدى بنبراسه في كثير من قواعده التي دونها في كتابه (المفتاح) و ليضرب لذلك مثلا: عند قولهتعالي: «أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون» يقول: (واعلم أن هذا النوع من الاستئناف يجيء تارة بإعادة

اسم ما استؤنف عنه الحديث كقولك، أحسنت إلي زيد، زيد حقيقبالاحسان و تارة بإعادة صفته كقولك، أحسنت إلي زيد صديقك القديم أهل لذلك منك، فيكون الاستئناف بإعادة أحسن و أبلغ لا نطوائها على بيان الموجب و تلخيصه و في أسم الاشارةالذي و هو أولئك إيذان بأن ما يرد عقيبه، فالمذكورون قبله أهل لا كتسابه من أجل الخصال التي عددت لهم كما قال حاتم، و لله صعلوك، ثم عدد له خصالا فاضلة، ثم عقب تعديدهابقوله:




  • فذلك إن يهلك فحسنى ثناؤه
    و إن عاش لم يقعد ضعيفا مذمما



  • و إن عاش لم يقعد ضعيفا مذمما
    و إن عاش لم يقعد ضعيفا مذمما



و معني الاستعلاء في قوله (على هدى) مثل لتمكنهم من الهدى و استقرارهم عليه، و تمسكهم به، شبهتحالهم بحال من اعتلى الشي ء و ركبه، ونحوه هو على الحق، و على الباطل، و قد صرحوا بذلك في قولهم: جعل الغواية مركبا، و امتطي الجهل، واقتعد غارب الهوى، و نكر هدى ليفيد ضربامبهما، لا يبلغ كنهه، و لا يقادر قدره كأنه قيل، على أي هدى، كما تقول، لو أبصرت فلانا لابصرت رجلا، و قال الهذلي:




  • فلا، و أبى الطير المربة بالضحي
    على خالد، لقدوقعت على لحم



  • على خالد، لقدوقعت على لحم
    على خالد، لقدوقعت على لحم



و في تكرير أولئك تنبيه على أنهم كما ثبت لهم الاثرة بالهدى، فهى ثابتة لهم بالفلاح، فجعلت كل واحدة من الاثرتين في تمييزهم بها عن غيرهم بالمنابة التيلو انفردت كفت مميزة على حيالها

(فان قلت) لم جاء مع العاطف؟ و ما الفرق بينه و بين قوله: أولئك كالانعام بل هم أضل، أولئك هم الغافلون؟ (قلت): قد اختلف الخبران هنا فلذلكدخل العاطف بخلاف الخبرين ثمة فأنهما متفقان لان التسجيل عليهم بالغفلة

/ صفحه 418/

و تشبيههم بالبهائم شي ء واحد، فكانت الجملة الثانية مقررة لما فيالاولى، فهى من العطف بمعزل، و هم فصل، وفائدته الدلالة على أن الوارد بعده خبر لاصفة، و التوكيد، و إيجاب أن فائدة المسند ثابتة للمسند إليه دون غيره، و معني التعريف فيالمفلحون الدلالة على أن المتقين هم الناس الذين بلغك عنهم أنهم يفلحون في الاخرة كما إذا بلغك أن إنساناً قدتاب من أهل بلدك فاستخبرت من هو فقيل زيد التائب أي هو الذيأخبرت بتوبته أو على أنهم الذين أن

حصلت صفة المفلحين و تحققوا ماهم و تصوروا بصورتهم الحقيقية فهم هم لا يعدون تلك الحقيقة، كما تقول لصاحبك: هل عرفت الاسد، ما جبلعليه من فرط الاقدام إن زيداً هو هو).

و انما أطلت بهذا المثل لادلك أولا على طريقة الزمخشرى في تدوين اللطائف البلاغية، ولاضع يدك على موضع القوة و السلامة و الحلو منالفضول في بيانه، و لاقول لك ثانياً: إنه ذكر في هذه الجملة نحو سبع جزئيات بيانية، فارجع إلي كل منها في كتاب السكاكى فستجد الدليل الواضح على تأثر السكاكى بالزمخشرىوأخذه عنه.

*  *  *  *

علماء البيان ـ و منهم الزمخشرى ـ متفقون على أنه لابد لمن يتعاطىالتفسير من معارف واسعة: و متنوعة، ربما لا تتهيأ إلا الافراد الناس، و في النَّدرة، و ليس يكفى أن يكون العالم متبحراً في مادة أو مادتين ليسوغ له أن يخوض في التأويل.«فالنحوى وإن كان أنحي من سيبويه، واللغوى وإن علك اللغات بقوة لحييه» لا يستطيع واحد منهما و لا ممن كان على شاكلتهما ممن نبغ في علم واحد، أن يسلك تلك الطرائق، و لا أنيغوص على شى ء من هذه الحقائق.

ويرى أن أول مايجب لهذا العمل أن يكون الرجل بارعا في علمين مختصين بالقرآن، هما: علم المعانى والبيان: ثم يأخذ من سائرالعلوم بحظ، و أنيكون حافظاً محققاً، كثير المطالعات، ولا بد أن تكون له طبيعة مسترسلة و قريحة

/ صفحه 419/

مشتعله (قد علم كيف يُرتب الكلام و يؤلف، وكيف ينظم و يرصف،طالما دفع إلي مضايقه، و وقع في مداحضه و مزالقه).

و إذا كان الزمخشرى قد جعل على المعاني والبيان كالاصلين لدراسة كتاب الله فإن هذه اللمحات التي أشار إليها مندقائقه، و أنه لحق ألا يعرف أسرار الكلام إلا من كان مشتعل القريحة و قادها، دراً فعل كاللمحة، منتبها المرمزة طالما دفع إلي مضايق الكلام، و وقع في مداحضه.

على أن منالتفسير نوعا لا يحتاج إلي كل هذا، و هو التفسير النقلي الذي يعتمد على الاثار المنقوله، لكن الطريقة التي

نهجها جارالله في التفسير، و هي طريقة متأخرة، بعد أن صاراللسان وعلومة صناعة تحتاج إلى علم غزير، مع فطرة سليمة، و هذا ما كان عند الزمخشرى، ولذلك جاء تفسيره سجلا لكثير من المباحث البيانية، و اللغوية، والنحوية، ويرى ابنخلدون أنه مبني على علم البيان (و هو كله مبني على هذا الفن و هو أصله) غير أن اعتزال الزمخشرى وإتيانه بالحجاج على طريقة أهل العدل و التوحيد جعل مخالفي المعتزلة ينفرونمنه بعض النفرة.

وقد أحدث هذا حركة بلاغية واسعة النطاق حول آيات الكتاب الكريم، فقام غَيَّر واحد من أهل السنة الايات، و تبين أن البلاغة إنما تقع في الاية علىمايراه أهل السنة لا على ما يراه المعتزلة، و من أشهر من كتب في ذلك شرف الدين الطيبى من أهل توريز من عراق العجم، و بين أيدينا كتاب الانتصاف لناصر الدين أحمد بن المنيرالسكندرى، و قد كانت عنايته متوجهة إلي أن يرد على الزمخشرى في العقائد، ولكن ذلك لم يمنعه أن يمتدحه فيما أتى به من وجوه البلاغة ومن ذلك ما كتبه تعليقا على كلامالزمخشرى عند قوله تعالي: «فأ اقها الله لباس الجوع و الخوف» قال صاحب الانتصاف: (هذا الفصل من كلامه يستجق على علماء البيان أن يكتبوه بذوب التبر لا بالحبر).

وهي شهادةلها قدرها، إذ هي من ناظر في العيوب قبل المحاسن، وباحث عن العثرات لا عن الحسنات.

/ صفحه 420/

كما اختلف علماء البيان في كلامه، فتناظروا في تخرجعباراته، و في الانتصار له، و التعصب عليه، و ذكرت له آراء ـ مستقله في كتب البلاغة كانت موضع مناقشات بين العلماء و من أشهر ذلك المناطرة التي وقعت بين السعد و السيد حولاجتماع الاستعارة التمثيلية و التبعية في كلام الزمخشرى عند قوله تعالى: «أولئك على هدىً من ربهم».

والناس في هذا العصر يطالعوننا بشىء يزعمونه جديداً و يؤكدون أنالقدماء لم يتنبهوا إليه: يقولون إن قواعد البيان يجب أن تقوم على أصول علم النفس،

ما فاتهم أنهم لم يجعلوا هذه الامور النفسية علما، و إن كانوا تنبهوا إلي أثرها فيالكلام، و نكتفي هنا ـ وبهذه المناسبة ـ بمثل واحد من أمثلة كثيرة، يبين كيف يختلف الاسلوب تبعاً لاختلاف مكان معاني الكلام في النفس، فيترك تأكيد

الحكم المنكر لاننفس المتكلم لا تساعده على تأكيده، و يؤكد الحكم المسلم لصدق الرغبة فيه و الرواج، و ذلك حيث يقول صاحب الكشاف في قوله تعالى: «وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا، وإذاخلواإلي شياطينهم قالوا إنا معكم» ليس ما خاطبوا به المؤمنين جديراً بأقوى الكلامين و أوكدهما لانهم في ادعاء حدوث الايمان منهم لا في ادعاء أنهم أوحديون فيه، إما لانأنفسهم لا تساعدهم عليه لعدم الباعث و المحرك من العقائد، و إما لانه لا يروج عنهم لوقالوه على لفظ التوكيد و المبالغة، و إما مخاطبة إخوانهم في الاخبار عن أنفسهمبالثبات على اليهودية فهم فيه على صدق و رغبة و وفور نشاط، و هو رائج عنهم متقبل منهم، فكان مظنة للتحقيق، و مئنة للتوكيد.

و في هذه النظرات و أمثالها مايرد على بعض منكتبوا في البلاغة من المحدثين، حيث عابوا على المتقدمين أنهم قصروا للتوكيد و عدمه على حال المخاطب دون حال المتكلم.

/ صفحه 421/

وللزمخشرى جهود أخرىفي خدمة البيان العربى منها تلك الجهود التي اشتمل عليها كتابه:«أساس البلاغه البلغة» هذا الكتاب ـ لا شك ـ نسج وحده، فهو و إن كان كتاب لغة، لكنك تجد فيه مزايا كثيرة غيرلغوية، فالزمخشرى لم يذكر المواد اللغوية جافة ـ كما يصنع أصحاب المعاجم ـ و إنما كان يذكر معني الكلمة، ثم يسوق عبارات في استعمالهاتها من كلامه أو كلام الشعراء والخطباء، و هو يقول في ذلك أنه تخير لهذا الكتاب ما وقع في عبارات المتقدمين، و انطوى تحت استعمالات المقلمين من التراكيب التي تملح و تحسن، و لاتنقبض عنها الالسن لجريهارسلات على الاسلات، و مرورها عذبات على العذبات، و يتحدث بأنه اطال البحث و التنقيب في العربية وفلى لهذا الكتاب ما فصح من لغانها و ملح من بلاغاتها و ما سمع من الاعراب فيبواديها، و من خطباء الحلل في نواديها، كما أنه عنى في كثير من المواد بالفصل بين الحقيقة و المجاز، و هذا شيء أنفرد به عن جميع كتب اللغة، و إن كان لم يذكر ذلك في كل الموادو إن كان يخلط في بعض الاحايين بين المجاز و الكناية و التشبيه، مع أن الفوارق بينها واضحة فى كتابه الكشاف.

و كان الباعث له على تأليف هذا الكتاب أن يتخرج عليه جيللغوى عربي فصيح، فحل النثر، جزل الشعر، يناهض

المتقدمين، ويخاطر المقرمين، و لا يرى هذه الغاية بعيدة، ولكنها في حاجة إلى أشياء أخرى غير مطالعة كتابه، (فمن حصل علىهذه الخصائص ـ التي ذكرها في كتابه ـ و كان له حظ من الاعراب

برس من علم البيان، و كانت له قبل ذلك قريحة صحيحة، و سليقة سليمة) فقد أو في على الغاية .

ونلاحظ أنجارالله يفته في كل مناسبة يتحدث فيها عن النبوغ في اللغة و دراستها، لم يفته أن يشير إلى ضرورة القريحة الوقادة اللماحة، و السليفة الصحيحة السليمة، و هي نظرة دقيقة لهامغزاها البعيد.

/ صفحه 422/

في معجم الادباء أن ولادة الزمخشرى كانت في سنة 467 ه، و وفاته كانت سنة 8 - 5 هـ، و في بعض كتب التراجم أن ولادته كانت سنة 497 و. وأكاد أجزم بأن الرواية الاولي هي الصواب لامور:

أولا: أن الزمخشرى فرغ من تأليف كتابه المفصل سنة 515 هـ، فيكون معني هذا أنه ألف هذا الكتاب ـ و هو (ما هو في النحو) ـ و سنهثمانية عشر عاما.

ثانياً: أنه فرغ من تأليف الكشاف الذي قال أنه بدأ في تأليفه بعد أن تقدمت به السن في سنة 428 هـ، فسنه مينئذ ثلاثون سنة، و هذه ليست بالسن المتقدمة.

ثالثا: ذكر الزمخشرى أنه ابدأ في تأليف الكشاف، و قد ناهز العشر التي تسميها العرب دقاقة الرقاب، فعلى الرواية الاولى تكون هي العقد السابع، و هو المعقول، و على الروايةالثانية تكون هي العقد الثالث، و ليس ذلك بمقبول .

لذلك أرجح بأن ولادة الزمخشرى كانت على مارواه صاحب المعجم، فيكون كحل عينيه بهذه الدنيا قرابة اثنتين و سبعين سنة.

هذا، و قد فرغ الزمخشرى من تأليف الكشاف في مكة المكرمة، في الحرم الشريف، و مكث في تأليفه كما يقول: مقدار مدة خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، و كان يقدر تمامه فيأكثر من ثلاثين سنة.

رحم الله جارالله، و أجزل له المثوبة؟

/ 1