حقوق الإنسان نسخه متنی

This is a Digital Library

With over 100,000 free electronic resource in Persian, Arabic and English

حقوق الإنسان - نسخه متنی

عبدالعزیز المراغی بک

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

حقوق الانسان و دور الدولة في انفاذها

حقوق الانسان

لحضرة صاحب الفضيلة

الاسنتاذ الشيخ عبد العزيز المراغي بك

عضو جماعة كبار العماء

والإمامالخاص للخضرة الملكية

كان بودي أن أتابع الكتابه فيما أسلفت الكتابة عليه في اعداد سلفت من مجلة رسالة الإسلام، ولكن أمرا عده الناس حدثا جديدا، او امرا ذا بالثناني إلي الوفوف قليلا عند ذلك الموضوع الجديد في نظر العالم، و القديم جدا جدا في نظرنا، ذلك هو ما أسموه: «حقوق الإنسان »

و قد هبت دور العلم و مؤسسات الثقافة فيالعالم لتهييء الناس لاستماع ذلك النبا الخطير، و الير حيب بذلك المولود الجديد، ولم تكن مصر بمنجاة عن التهليل لذلك الحدث الجليل، فقد نشرت إحدي صحف الصباح اليوم 7 / 12 /1949 مايأتي:

«طلبت الإ دارة العامة للثقافة بوزارة المعارف الي حضرات نظار المدارس تمكين تلاميذ الفرق الكبري من سماع الإذاعة المدرسية في الاحتفال بالذكري الأوليلدعلان حقوق الإنسان، و ذلك في الساعة 12 ظهرا يوم السبت 10 / 12 / 1949 »

ثم قالتلله «و تدرس هيئة الامم المتحدة بالاتفاق مع اليونسكو بيان مشروع إعلان حقوق الطفل توطئةللاعتراف بأن الجنس و اللون و السلالة والدين الا ينبغي أن تكون حائلات بين أي طفل من أطفال العالم، و تمتعه بما يتمتع به الأطفال الآخرون من العلم و المعرفة . الخ»

هذا هو المولود الجديد، مولود القرن العشرين الذي اشرأبت له الأعناق، و استشرفت له الأعين بعد أن جاءها علي ظما ليروي الغلة، و عل فاقة ليمدها بالغني و الثروإ، و هذا والنبأ العظيم الذي سنهيء له آذان الشيب و الشباب في شتي بقاع الأرض، و من بينها مص، ليدوي فيها إيذانا بأن العالم تقد جاءه خير جديد اعترف به للانسان بحقوقه، و سيعترفللطفل بحقوقه قريبا و ميزته - جسما ذكرت الجريدة انفة الذكر - دنه لم يكن وليد تفكير فرد، و أنما هو وليد اعتراف اثنين و خمسين من الأمم في الأرض صغيرها و كبيرها، قويها وضعيفها، و إقرارهم بأن الإنسان أصحبت له حقوق و أصبح له كيان و أصبح له ما شئت من مقومات و مهيئات.

هذا هو قصاري امرهم، و ذكل هو منهتي العلم من شأنعم، أما نحن، و أماالمنصفون من غيرنا، و أما التاريخ، فكلهم شهود عدل علي أن حقوق الانسان لم تكمن من الجدإ علينا بحيث نستبشر بمولدها ، و نقيم الاحتفالات للذكري الإولي لإعلانها، و نحرقالبخور، ونهي الأثير ليحمل علي موجاته تلك البشارات، و هاتيك الاعلانات.

نعم نحن نعرف و التاريخ يصدق علي أن حقوق الإنسان لم يكن بدء إعلانها في ليك سكسس، ولا فيفلشنج ميدوز،‌ولا في باريس، ولا في الإطلنطي، و إنما قررت في بقعة بسيطة نم بقاع الارض اختارها الله لتكون موطن اشعاع جديد، و مهبط شعلة ستضيء العالم بعد أن غشي عليه ماغشي من ظلمات كادت تودي به، ورفع الله بذلك عنه إصرا و أغلالا كانت عليه، ولم تعترف بها خمسون أو كان خاتمة الأديان، علي يد نبي كان خاتم الأنبياء، ببلاغ عن الله عز وجل لميكن منشئا لما جاء به (و إذا لم تأتهم باية قالوا لولا اجتبيتها قل إنما أتبع ما يوحي إلي من ربي) و لم يتقوله علي ربه (ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه بالميز ثملقطعنا منه الوتين ) كما نطقت به نصوص الآيات الكريمة، و قد سوت بين العالم أبيضه و أسوده و أحمره و أصفره، لا فضل لعربي علي عجمي ولا لا بيض علي أسود إلا التقوي (يإيهاالناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثي و جعناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عندالله ”أتقاكم إن الله عليم خبير)

و قبل أن ندخل في تفصيل وجهإ انظر الإسلامية في حقوقالإنسان و كيف أعلنها، و كيف فصلها و بينها ، و كيف طبق المسلمون من خلفاء و أولي الأمر نصوص ما جاء به ذلك الدين من لدن أشرق نوره حتي اليوم، قبل ذلك نحب أن نذكر أجمالا تلكالحقوق التي أعلنوها باسم حقوق الانسان، كما نص عليه مشروع الميثاق، واليك ترجمة أهم فقراث المشروع

الناس متاوون ف الحقوق و الاعتبار - و هم بما أدعه الله فيهم من عقلو ضمير - ملزمون بأن يعامل بعضهم بعضا علي أساس روح من الأخوإ.

كل شخص له الحق في التمتع لالحقوق التي نص عليها الميثاق من غير تفرقة بجنس أو لغة أو دين أو رأي سياسي أوغيره.

لكل دنسان الحق في الحياة و الحربة و الآمن.

لا يسترق إنسان و لا يعذب ولا يعامل بقسوة ولا إذلال .

لكل إنسان الحق في أن يعترف به شخصا أمام القانون في كلمكان.

ثم ذكر ذكر المشروع فقرات لم نر داعيا لترجمتها لأنها - في نظرنا - حقوق مترتبة عل ما أسلفنا من حقوق في الفقرات السابقة.

و ذكر بعدها فقرات تتعلق بمساواةالمراإ للرجل و حرية كل منهما في الزواج و ذكر حق الإنسان في التملك و حماية الملكية، و حرية الفكر و العقيدة، و أن يظهر عقيدته علنا و يمارس طقوسها، و يعبر عن آرائه وأفكاره، و يكون له الحق في الاشتراك في حكم بلده، وله حق الاجر، ولكل واحد حق التعليم والتربية، بو بحب أن يوجه التعليم نحو رعاية حقوق الجماعة الإنسانية، و تقويةروابطها، لا أثارة العداوات الجنسية و الدينية. الخ ما ذكر هناك.

هذا ملخص مجمل لما جاء في مشروع إعلان حقوق الإنسان يعنينا منها الفقرات التي افتتح بها المشروع و هوفي جملته يدور يدور علي أساس مهم، هو اعتبار الانسان كائنا حيا حرا له حقوقه، و عليه و اجباته وله كيانه و مقوماته، و هو علي أساس ذلك الاعتبار يتمتع بكل الحقوق التي يحبأن يتمتع بها كل إنسان حر مفكر عاقل اجتماعي عضو في الجماعة البشرية العامة التي تعتبر الكون كله وحدة واحدة مهما تباين الجنس و اختلف العنصر و تباعد اللون و افترق الدين.

و البحث كله في نظري يحب أن يدور علي هذا الأساس؛ و يتجه التفكير فيه علي هذا الاعتبار. أما أن الاسلام دين يفرض المساواة بين الأجناس البشرية و مساواة الانسان لآخيهالانسان دون أي اعتبار آخر، فذلك أمر مفروغ منه - في نظرنا - عند كل من عرف شيئا عن الاسلام، و شدا طرفا من تعاليمه، و إن كان هناك بعض فروق بين المسلم و غيره فذلك لاعتباراتلا عدو الاعتباراتن التي تقوم علي أساس الجنسية في لعصر الحديث، فوحدة المسلمين تقوم علي أساس ذلك كما أن وحدة المواطنين في العصر الحديث تقوم علي أساس موطني، و طبعا نحنلا يعنينا المفاضلة بني الاعتبارين و أيهما أولي بالاعتبار والتقديس، ولكن مع هذه الفروق قدس الاسلام مال غير المسلم مال غير المسلم و دمه و عرضه، و حماه من كل طغيانوعدوان اقرا قوله تعالي:«يايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عندالله أتقاكم». قال المفسرون في سبب نزولها: إن ثابت بن قيسحين قال لرجل لم يفسح له عند النبي(ص): يا بن فلانة، قال النبي(ص) م الذاكر ابن فلانة؟ فقام ثابت فقال: أنا يا رسول الله، فقال: انظر في وجوه القوم فنظر، فقال: ما رأيت ياثابت؟ قال: رأيت أسود و أبيض و أحمر. قال: أنك لا تفضلهم إلا بالدين و التقوي.

و عن مقاتل:‌لما كان يوم فتح مكة أمر النبي(ص) بلالا حتي أذن علي ظهر الكعبإ فقال عتاب بنأسيد: الحمد لله الذي قبض أبي حتي لا يري هذا اليوم. و قال الحرث بن هشام: أما وجد محمد غير هذا الغراب مؤذنا، فنزلت. و أخرج أبو داود في مراسيله، و البيهقي في سنته عن الزهريقال: أمر رسول الله(ص) بني بياضة أن يزوجوا أبا هند امرأة منهم، فقالوا يا رسول الله أنزوج بناتنا موالينا؟ فنزلت. و كان أبو هند حجام رسول الله(ص) و أخرج البيهقي عن عمر أنالنبي(ص) طاف يوم الفتح علي راحلته يشم الأركان؟ حجنه فلما خرج لم يجد مناخا فنزل علي أيدي الرجال فخطبهم فحمد الله تعالي و أثني عليه و قال: الحمدالله الذي أذهب عنكم عيبةالجاهلية و تكبرها يأيها الناس: رجلا بر تقي كريم علي الله و فاجر شقي هين علي الله - الناس كلهم بنو آدم، و خلق الله آدم من تراب، قال الله تعالي «يأيها الناس إنا خلقناكممن ذكر و أثني و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير». ثم قال: أقوي قولي هذا و أستغفر الله لي ولكم، و أخرج البيهقي عن جابر بنعبدالله قال: خطبنا رسول الله(ص) في واسط أيالم التشريق خطبة الوداع فقال: يأيها الناس، ألا إنم ربكم واحد. لا فضل لعربي علي عجمي و لا لعجمي علي عربي، ولا لأسود علي أحمر،ولا لأحمر، علي أسود إلا بالتقوي أن أكرمكم عدالله أتقاكم، ألا هل بلغت. قالوا: بلي يا رسول الله. قال: فليبلغ الشاهد الغائب» إلي غير ذلك من أحاديث لا نريد الإ طالةبذكرها. و قد نهي الله عز وجل العصبية و حذر منها إذ يقول في حق فرعون «إن فرعون علا في الأرض و جعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم و يستحيي نساءهم » فالإ سلامقد جاء منذ أربعة عشر قرنا ليقرر للعالم حقوق الإنسان، و قد كان البشر أجناسا متفرقين يتعادون في الأنساب و الألوان و اللغات و الأوطان و الأديان و المذاهب و المشارب والشعوب و القبائل و الحكومات و السياسات، ينازع كل فريق منهم مخالفه في شيء من هذه نالروابط البشرية و إن وافقه في البعض آلاخر، فصاح الاسلام بهم صيحة واحدة دعاهم بها إليالوحدة الانسانية الجامعة و فرضها عليهم «يأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم و أن هذه أمتكم أمة واحدة و أنا ربكم فاتقون» في معني قررتةالآيات والأحاديث، و قرره الرسول(ع) فيمؤتمر عام في حجة الوداع كما رواه الطبراني في المعجم الكبير، و سوي بين الناس جميا لا فرق بين إنسان و إنسان بشيء لا قبل له بدفعهولا شأن له في تحصيله كلون جلده، أو جنسه، أو لغته، و ما فرق بينهم إلا بعوامل هم مسئولون عن وقوعها و إيجادها كالعمل الصالح والفضيلة و ما إليها، فالمسلم بإسلامه يستويمع أخيه فيشتي بقاع الأرض في كل الحقوق، و يجحمل مثله كل الواجبات، و يشترك في نظامالحكم والانتخاب و ما يتفرع عنه من حقوق هي وليدة الكيان الإنساني، و غير المسلم يشتركفي وحدة الدولة أو الجنسية السياسية للدولة، فجميع البلادا الخاضعة للحكم الإسلامي متساوية في الحقوق العامة كحماية أهلها، والدفاع عنهم، وحرمة أموالهم و أنفسهم ، والتاريخ شاهد بأن كثيرا من غير المسلمين قد ولوا مناصب ذات سلطمان ف يالدولة لم يمنعهم دينهم من شيء، و قد تمتعوا في ظل الرسول(ع) و الخلفاء من بعده بعطف سابغ، و مجاملة لميعهد مثلها في تاريخ، ولا نريدذ أن نمل القاريء بالأفاضة فيها، ولم نسمع بعشر معشارها في البلد الذي إعلن علي أرضه و تحت سمائه حقوق الإنسان، بل افترق فيه أبيضهم وأسودهم، و تناحر الفريقان، و اقتتل الطرفا، و حرم هذا من كل حق يتمتع به أبسط مخلوق حتي في الدخول لمكان، أو الاشراف في بنيان، مما حدثت عنه الأخبار، و تضافرت علي ذكرهالروايات من رسمية و غير رسمية، و كما اختلفوا للجنس اختلفوا للدين، هناك و في غيره من الاماكن و الدول.

هذا هو أبسط حق للإنسان و هو المساواة، عرفه الإسلام و قرره لكلإنسان باعتباره كائنا حيالم يحرم منه طائفة إلا في بعض الأشياء لبعض الاعتبارات التي تمس الفكرة التي قامت علي أساسها وحدة الدوملة الإسلامية، كما تقوم الوحدة اليوم عليأساس الجنسية، و يحرم علي أساس الجنسية، و يحرم عهلي أساسها طائفة من لا يحلونها، ولا يعد ذلك عيبا في الفكرة، ولا تقصا في الدولة.

و حسبنا الويم هذا القدر في الكلامعلي الأصل الأول من حقوق الإنسان، ولعل لنا عودة قربية إن شاء الله للكلام علي تفاصيل مابقي من حقوق الإنسان التي ستعلن جديدة علي الناس في القرن العشرين، و ليست بجديدةعلي الإسلام و المسلمين، فعندهم من أربعة عشر قرنا خبرها، و عندهم علمها و نبؤها (سنريهم آياتنا في آلافاق و في أنفسهم حتي يتبين لهم أنه الحق)؟

/ 1