حقوق الإنسان و دور الدولة (1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حقوق الإنسان و دور الدولة (1) - نسخه متنی

مصطفی الملص

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

حقــوق الإ نسـان ودور

الدولة في إنفاذها

المحاميالشيخ مصطفى ملص

المسؤول الثقافي لتجمع العلماء المسلمين في لبنان

بسم الله الر حمن الرحيم

المقدمة

تثار مسألة حقوق الإنسان منذ زمن بعيد، وإبان فترة الحرب الباردة لجأت دول المعسكر الغربي الرأسمالي إلى إثارة هذه المسألةلأهداف سياسية في وجه دول المعسكر الشيوعي، والدول الدائرة في فلكه.

في ذلك الوقت حاولت دول المعسكر الرأسمالي أن تقدم نموذجاً لأنظمة الحكم التي توفر للمواطنأقصى ما يمكن من الحقوق والحريات. أو ماسمي بدولة الرفاه.

وعندما انتهت الحرب الباردة بالهزيمة المنكرة للنظرية الشيوعية، وتفككت دول المعسكر الشيوعي، وكانتشعوب ذلك المعسكر كما بقية شعوب العالم تعيش تحت سيطرة الإعلام الغربي، الذي كان يصور الحياة في الغرب على أنها حياة الفردوس. فهي تطمح للوصول إلى تلك الحياة، الحلم. إذأن الحياة في العالم الشرقي كانت أشبه بالسجن، أو هكذا صوّرت، وكان الناس يعتقدون أنهم بمجرد رفع الشعارات البرّاقة للديمقراطية والحرية سيصلون إلى ما يطمحون إليه.

وكم كانت الكارثة كبيرة! حين تبين للجميع أن ما يطمحون إليه مستحيل وأنهم خدعوا، وأنه لا مجال حتى للعودة إلى ماكانوا عليه رغم بؤسه، لأن الحروبوالانشقاقات عمّت، وبرزت في الأوساط المحلية مليشيات وضعت يدها على المقدرات، وبدأ الوجه البشع للرأسمالية المتوحشة. وبدا أن الليبرالية والحرية والديمقراطية كلهاعملات مزيفة، لاقيمة لها إلا إذا كانت مدعومة بالثروة والقوة.

وبدأت أمريكا تفرض على العالم مصالحها ورغباتها تحت طائلة تدمير كل من يتمرد على إرادتها، بأي نوع منأنواع الحرب; العسكرية أو الاقتصادية أو السياسية أو الفكرية.

وطرح شعار العولمة، وهو الشعار الذي فسّره الأوروبيون بأنه يعني «أمركة» العالم، حيث ستستطيع أمريكابما تملك من إمكانيات على كل الصعد أن تفرض على العالم إرادتها، وان تحول العالم إلى تابع لها، بكل ما للكلمة من معنى، على الصعد الاقتصادية والسياسية والثقافية وغيرها.

ومع تسليم معظم الدول بالدور الأمريكي الجديد، وبالنظر إلى الولايات المتحدة على أنها سيدة العالم، قامت أمريكا بأعمال انتهكت بها سيادة الدول، وحقوق الإنسان فيالعديد من بقاع الأرض، وشنّت حروباً تحت شتى الذرائع. وقدّمت الدعم لقوى دائرة في فلكها، فقامت هذه القوى بانتهاك حقوق الإنسان إلى أقصى الحدود.

لقد شنت أمريكاحروباً ومولّت حروباً أخرى، في العراق وإيران وتركيا وأفغانستان وأرمينيا وآذربيجان والعديد من دول الاتحاد السوفياتي السابق.

وكذلك فعلت في أفريقيا في السودانوالجزائر وليبيا والحبشة وأرتيريا ومصر وروندا وبورندي وأوغندا وأنغولا وغيرها من الأقطار الإفريقية، وفي البوسنة

والهرسك وكرواتيا وكوسوفا والجبلالأسود وفلسطين ولبنان... والحبل على الجرار.

كل تلك العناوين، وقع فيها عدوان على حقوق الإنسان وحرياته من قبل أمريكا أو عملائها وأتباعها بدعم وتأييد منها.

لقد صار السؤال على كل شفة ولسان، هل إنسان هذا العالم المسمى العالم الثالث هو إنسان؟ أم أن هناك اختلافاً في المراتب بين الإنسان الأمريكي واليهودي، وبين الإنسانالعربي أو الإفريقي أو المسلم؟ فالإنسان الأمريكي واليهودي يفعل مايشاء، ولا يحق لأحد أن يعترض عليه، حتى حق الدفاع عن النفس في مواجهته يسقط.

على كل حال، نحنعندما نطرح موضوع حقوق الإنسان، ودور الدولة في إنفاذ هذه الحقوق، إنما نفعل ذلك من أجل مواجهة هذه الحرب الأمريكية على الإنسانية.

ومن أجل أن نؤكد أن شعارالعولمة، هذا الشعار الذي يحمل السم للإنسانية، وللعلاقات بين الإنسان والإنسان ويهدف أولا وأخيراً إلى تعبيد البشرية جمعاء لإله مزيف اسمه «الدولار». إنما هو فخ كماوصفه كل من «هانس بيتر مارتين وهار الدشومان»(1).

إنه مما لاشك فيه أن أمريكا بواسطة أدواتها القوية، ومنها البنك الدولي، صندوق النقد الدولي، تدفع الحكومات فيمختلف دول العالم الثالث إلى التخلص

1- راجع كتاب فخ العولمة، للمؤلفين المذكورين، الصادر ضمن سلسلة عالم المعرفة رقم 238، د.عدنان عباس علي، مراجعة أ.د رمزي زكي.

/ 42