بین الفقهاء و الشعراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بین الفقهاء و الشعراء - نسخه متنی

عبدالجواد رمضان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بين الفقاء و الشعراء

لحضرة صاحب الفضيلة الاستاذ الشيخ عبدالجواد رمضانه

يقول جار الله الزمخشرى في تفسيرقوله تعالى: «والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر أنهم في كل واديهيمون، و أنهم يقولون ما لا يفعلون» ذكر الوادى و الهيوم فيه، تمثيل لذهابهم في كل شعب من القول، واعتسافهم، و قلة مبالاتهم بالغلو في المنطق، و مجاوزة حد القصد فيه، حتى يفضلوا أجن الناس على عنترة، و أشحهم على حاتم ; و أن يبهتوا البرىّ، و يفسقوا التقي، و عن الفرزدقأن سليمان ابن عبدالملك سمع قوله:




  • فبتن بجانبي مصرعات
    و بت أفض أغلاق الختام



  • و بت أفض أغلاق الختام
    و بت أفض أغلاق الختام



فقال: قد وجب عليك الحد. فقال: يأمير المؤمنين، قد درأ الله عني ا لحد بقوله: «وأنهم يقولون مالا يفعلون» ا هـ.

و في أثناء هذه المحاورة القصيرة بين الخليفة و الشاعر تنطوى النسبة بين الشعر و الفقه بمعناه الاعم ; فموضوع الفقة الحقائق الواقعة منحيث ما يعرض لها من الحل و الحرمة، و الصحة و الفساد، و الثواب و العقاب إلي آخره ; و موضوع الشعر، الصور التي يزورها الخيال، لما يحيط بالشاعر من مظاهر الحياة، و ما يجولفي خاطره من مشاعر و أحاسيس ; فالفقيه واقعي، والشاعر خيالي، والنسبة بين الواقع و الخيال هي النسبة بين المتضادين، و من هنا اتسعت مسافة الخلف بين الشعراء و الفقهاء، وتنكر بعضهم لبعض ; و مضي في نبز ما كان ضعيف

/ صفحه 266/

الخيال من الشعر، أنه شعر فقيه! و حملوا ذلك على جميع أشعار الفقهاء و النحاة، و البلغاء و أصحابالقواعد في كل علم و فن.

و ربما ندرت أبيات من الشعر لبعض الفقهاء، فحملها النقاد على ا لشذوذ، الذي لا تسلم منه قاعدة، و ربما أسيء به الظن من أجلها ; كما وقع لعروة بنأذينة، أحد فقهاء المدينة و عبادها، و كان من أرق الناس تشبيها، فقد وقفت عليه

امرأة فقالت له: أنت الذي يقال فيك الرجل الصالح، و أنت القائل:




  • إذا وجدت أوار الحبفي كبدى
    هذا بردت ببرد الماء ظاهره
    و الله ماقال هذا رجل صالح!
    قالت ـ و أبثثتها وجدى و بجت به
    ألست تبصر من حولي؟ فقلت لها:
    غطي هواك و ما ألقي، على بصرى



  • أقبلت نحو سقاء الماء أبترد
    فمن لنار على الاحشاء تتقد؟!
    و نحن إذا قرأنا له أيضاًقوله:
    قد كنت عندى تحت السمر فاستتر
    غطي هواك و ما ألقي، على بصرى
    غطي هواك و ما ألقي، على بصرى



وافقنا هذه المرأة،على صدق العاطفة، ورقة الخيال في هذا الشعر; و إن خالفناها في إساءة الظن بصاحبه، تهدياً برد أستاذنا الفرزدق العظيم على سليمان ابن عبدالملك آنفا!

والحق أن للفقهاءفي جميع عصور الادب الاسلامى كثيراً من روائع الشعر، و بدائع التوشيح، في أغراض الشعر جميعا حتي الفكاهة، و لكن الاعم الاغلب منه ينغل في مداخله، و يتراءى من خصاصه،الروح العلمى ; فكان الحكم منوطا بهذا الاعم الغالب. و إلا ; فمن هو هذا الناقد الذي يجرؤ أن يجحد قوة الشعر، في قول عبيدالله بن عبدالله بن عتبة في الغزل:




  • كتمت الهوىحتي أضربك الكتم
    عليك الهوى قد نم، لو نفع النم
    ألا إن هجران الحبيب هو الاثم;
    فيامن لنفس لا تموت فينقضي
    تجنبت إتيان الحبيب تأثما



  • و لا مك أقوام، ولومهم ظلم
    عناهاو لا تحياحياة لها طعم
    و نم عليك الكاشحون، و قبل ذا
    تجنبت إتيان الحبيب تأثما
    تجنبت إتيان الحبيب تأثما



/ صفحه 267/

ومن ذا الذي لا تستخفه الفكاهة، في قول ابن الازرق، قاضىالجماعة بغرناطة، ومن قصيدة طويلة: (1)




  • أفدى صديقا كان لي
    فتارة أنصحه
    و تارة ألعنه
    و ربما أصفعه
    أستغفر الله فهذا الـ
    يا ليتني لم أره
    كأنني، و لست أدرى الـ
    والله ماالتشبيه
    عند شاعر بهين... الخ



  • بنفسه يسعدني
    و تارة ينصحني
    و تارة يلعنني
    و ربما يصفعني
    قول لا يعجبني
    وليته لم يرني
    آن: ما كأنني
    عند شاعر بهين... الخ
    عند شاعر بهين... الخ



و القصيدة نقيض بالفكاهة الصارخة، ولكني أوردت منها، ما لا يخدش و قار رسالة الإسلام: مجلة الفقهاء».

*  *  *

و قد تلاقي الشعراء الفقهاء، في أنهماكانا من الاسناد التي قامت عليها الخلافة الاسلامية، منذ أن صارت ملكا، و التي قامت عليها الحكوماتالاسلامية في شتى مظاهرها، و مختلف أو طانها; فالشعراء للدعاية، و إذا عة فضائل الدولة القائمة، و المنافحة عنها، والاشادة بذكر أمرائها و عمالها، وتعداد مآثرهم فيالبلاد، و أياديهم على الشعب، و جهادهم لاعدائها في الخارج و الداخل، و سهرهم على مصالح الرعية، و حياطة الدولة، الخ الخ.

والفقهاء، لاقامة ميزان العدل بين الناس، وإرشاد الخلق إلي الحق، في العبادات و المعاملات، و الحقوق و الواجبات، و حراسة الدين، من أن تتعدى حدوده، أو يستباح حماه.

/ صفحه 268/

1- قاضى الجاعة = قاضى القضاة.



/ 4