بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
و ما لحقه بعدها من الأحداث الجلى، لتتجلى مخاثلة الدهر، و ادراءة الأيام للمخدوع بها. ولي يزيد خراسان بعد أبيه على وفق عهده، و أقرهالحجاج عليها، و صادق عبدالملك على توليته، فلبث فيها مدة جرى فيها على سنن أبيه، و شعب خراسان مغتبط بالحياة الرغيدة ، في ظل هذه الرعاية الرشيدة، الساهرة على حقوقه والمناهضة للباغي و الناصرة المظلوم، فعظم أمر يزيد و طوف البقاع الإسلامية، فوفد عليه أرباب الحاج، و رطبت ألسنة المادحين بالثناء عليه. و يجمل تأخير ما قيل في مديحهالآن إلى الفترة الآتية التي تقاطر عليه فيها الشعراء لجمع ما قيل في التنوية بمجادته مرة واحدة للإختصار.كان طبعياً لهذا المظهر الرائع أن حسده الحجاج ، و دبتعقارب الحقد تنهش في قلبه، و هاله ما استفاض عنه من الشمائل التي ملأت آذان الخليفة، و بخاصة عند ما سمع من المنجمين أنه سيخلفه في ولاية العراق. قال ابن خلكان: (و كانالحجاج يكره يزيد لما يرى فيه من النجابة فيخشى منه لئلا يترتب مكانه، فكان يقصده بالمكروه في كل وقت كي لا يثب عليه، و كان الحجاج في كل وقت يسأل المنجمين و من يعانيهذه الصناعة عمن يكون مكانه، فيقولون: رجل اسمه يزيد، فلا يرى من هو أهل لذلك سوى يزيد المذكور و الحجاج يومئذ أمير العراقين).(3)لهذا أكثر الحجاج على عبدالملك منالوشايات التي تحمل في طياتها المثالب و النقائص، و نصحه بخسيسة الغدر و النزوع إلى محاولة الانقلاب على الخلافة، و ما كان عبدالملك ليصيخ للحجاج لعرفانه بيزيد أولالأمر، لكنه لج في الإيقاع بيزيد حتى أذن للحجاج أن يعزله فاحتال الحجاج في سبيل القبض على يزيد، فأرسل إليه يستشخصه في أمور تتصل بالدولة مع استخلافه أخاه الفضل علىخراسان ريثما يعود، و لما قدم عليه زجه في السجن و عزل أخاه و ولى قتيبة بن مسلم الباهلي خراسان و الخليفة آنئذ: الوليد بن عبدالملك ، و قد عنف وفيات الأعيان (يزيد) ج 5 ص 322.