رأي في آية من آيات القتال - رأی فی آیة من آیات القتال (2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رأی فی آیة من آیات القتال (2) - نسخه متنی

عبدالمتعال الصعیدی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

رأي في آية من آيات القتال

لفضيلة الأستاذ الشيخ عبد المتعال الصعيدي

الأستاذ بكلية اللغة العربية

-2-

بينتفي مقالي السابق في هذا الموضوع أن الأمر بقتال أهل الكتاب في آية التوبة خاص بدولة الروم من المسيحيين، لأن الأوصاف الواردة في الآية لم تكن تتحقق في ذلك الوقت إلا فيأهل هذه الدولة، فلا يكون الأمر بالقتال فيها للمسيحيين من أهل الكتاب عامة، بل لأهل هذه الدولة خاصة، و كذلك كل من تحقق فيه هذه الأوصاف مثلها قياسا عليها.

و لا بد أنيجري الأمر بقتال أهل الكتاب في الآية مع اليهود مثل ما جرى مع أهل الكتاب من المسيحيين، فلا يجري على أن تلك الأوصاف السلبية عامة فيهم، كما ذهب إليه المفسرون السابقون،لأنه يفيد أنا مأمورون بقتال اليهود عامة على فساد عقائدهم، مع أنا لسنا مأمورين بقتال أحد على فساد عقيدته، و لا فرق في هذا بين اليهود و غيرهم، و إنما يجرى في قوم مناليهود تحققت فيهم هذه الأوصاف على تفسيرنا لها، و هى أنهم لايؤمنون بالله و اليوم الآخر إيمانا يحرم عليهم الاعتداء على من لم يعتد عليهم، و لا يحرمون ما حرم الله ورسوله إليهم من الاعتداء على الناس من أجل عقيدتهم، و لا يدينون دين الحق و هو دين الإسلام الذي جاءت به كل الأديان، و أولئك القوم من اليهود هم يهود المدينة خاصة، و يهودالحجاز عامة، فهم هذه الأوصاف السلبية مثل دولة الروم سواء بسواء، بل إن شأنهم فيها أشد من شأن دولة الروم.

فإن النبي

(صلى الله عليه و سلم)

لما هاجر إلى المدينةعقد معاهدة دفاعية بين أهلها

/ صفحة 305 /

من المسلمين و اليهود، سوى فيها بين الطائفتين في الحقوق المدنية، و جعل فيها لليهود مثل ما للمسلمين و عليهم مثل ماعليهم، فكانت المدينة وطنا لهم جميعا، و لم يكن يفرق فيها بينهم اختلافهم في الدين ، لأن الإسلام يرى أن الدين لله و الوطن للجميع، و قد سبق إلى هذا قبل أن يعرفه أحد فيالقديم و الحديث.

ولكن أولئك اليهود لم يفقهوا هذا المقصد العظيم الذي يريد الإسلام تحقيقه بينهم و بين المسلمين، فيضرب به مثلا للعالم البشري يسير على منواله فيمابين شعوبه من اختلاف في الأديان، لتكون وسيلة تعارف بينها، لا سبب تدابر و تناكر، فلم يلبثوا أن حقدوا على المسلمين من العرب وحدتهم و تآلفهم بعد تدابرهم و تقاطعهم، ورأوا في هذا خطرا عليهم، لأنهم كانوا يعيشون بين العرب في عزلة عنهم، و يرون في أنفسهم أنهم شعب الله المختار، و أنه ليس للعرب حقوق تراعى عندهم، كما قال تعالى في الآية -75- من سورة آل عمران حكاية عنهم: (ليس علينا في الأميين سبيل) و الأميون هم العرب، فلما رأوا نهضتهم بالإسلام أيقنوا أنهم سيعرفون بعدها ما لهم من حقوق، فلا يمكنهماستغلالهم، و استنزاف ثروتهم بالربا الفاحش و غيره من وسائلهم، فأخذوا يعملون على تفريق وحدتهم، حتى يرجعوا إلى ما كانوا عليه قبل الإسلام من تقاطع و تدابر، بل إلى ماكانوا عليه من الشرك بالله و عدم الإيمان باليوم الآخر، مع أن دينهم قائم على أساس هذين الأصلين، و لو كانوا يؤمنون حق الإيمان بهما ما ساءهم اجتماع العرب عليهما، و ماعملوا على صرفهم عنهما، و قد أشار القرآن الكريم إلى وقوع هذا منهم في كثير من آياته، و من هذا قوله في الآية - 109- من سورة البقرة: (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعدإيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم) و هم يهود المدينة الدين وردت أوائل هذه السورة فيهم.

و ممن عمل على هذه التفرقة بين المسلمين شاس بن قيس اليهودي، و كان شيخا قدعسا(1)، عظيم الكفر، شديد الضغن على المسلمين، شديد الحسد لهم، فمر على

(1) اشتد و قوى في كفره فصعب إخراجه عنه.

/ صفحة 306 /


/ 3