صیام فی الأدیان نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

صیام فی الأدیان - نسخه متنی

علی عبدالواحد وافی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الصّيام في الأديان

للسيد الأستاذ الدكتور على عبدالواحد وافى

يظهر من البحث في تاريخ الأديان أن الصوم من أقدمالعبادات الإنسانية وأكثرها انتشاراً. فلم يكد يخلو منه دين من الأديان التي أخذت بها المجتمعات ولم تتجرد منه شعائر شعب من شعوب العالم قديمة وحديثه جاء في مللالطوطميين والمجوس والوثنيين والصابئين والمانوية والبرهميين والبوذيين وعبدة الكواكب والنبات والحيوان، كما جاء في شرائع اليهود والنصارى والمسلمين.

وقد اختلفتأشكاله باختلاف الأمم والشرائع، وتعددت أنواعه بتعدد الظروف المحيطة به والأسباب الداعية إليه.

فمنه ما يكون بالكف عن الأكل والشرب والاتصال الجنسي والعمل والكلامومنه ما يكون بالكف عن واحد من هذه الأمور أوعن بعضها. ولعل الكف عن الكلام هو أغرب أنواع الصيام. ومع ذلك فهو منتشر لدى كثير من الشعوب البدائية وغيرها. فعند السكانالأصليين لاستراليا مثلا كان يجب على كل امرأة توفى عنها زوجها أن تظل مدة طويلة تبلغ أحياناً عاما كاملا صائمة عن الكلام. وبظهر

أن شيئاً من هذا كان متبعاً في ديانةاليهود. قبل ظهور المسيح، بدليل قوله تعالى لمريم: ((فإما تَرِينَ من البشر أحداً فقولى إنى نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسيا)).

وقوام الصيام، كما يظهر من ملاحظةالأشياء التي يقتضى الكف عنها، هو حرمان الجسم والنفس من بعض حاجاتهما الضرورية المحببة.

والإمساك عن الأكل والشرب في الصيام يقع على وجوه كثيرة. فمنه المطلق الذييشمل جميع المأكولات والمشروبات كصيام المسلمين. ومنه المقيد الذي يتحقق بالكف عن بعض أنواع المأكولات والمشروبات كبعض أنواع الصيام عندالصابئين والمانويةوالمسيحيين.

/ صفحه 80/

ومن أنواع الصيام ما يقتضى الإمساك عن هذه الأمور اليوم كله نهاره وليله ومنه مالا يقتضى الإمساك إلا نهاراً أو شطرا من النهار. ومنه مايبدأ بغروب الشمس ويستغرق اليل كله أو شطراً منه.

ومن أنواع الصيام ما يكون متتابعاً يجرى في أيام متتاليه. ومنه ما يجرى في مدة معينة ولكن في أيام غيرمتتالية، كأنيصام يوم ويفطر يوم في شهر من شهور السنة أو فصل من فصولها. وقد يجرى ذلك مدى العمر، فعند عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم): أحب الصيام إلى الله صيامداود كان يصوم يوما ويفطر يوما. ومنه ما يكون مقصورا على يوم واحد أو ليلة واحدة أو جزء من يوم أو ليلة.

وأما المناسبات التي تقتضي الصوم على وجه الوجوبات أو الندب فيمختلف الديانات الإنسانية فهي كثيرة متنوعة. ولكن أهم هذه المناسبات هو حلول مواقيت دورية كحلول فصل من فصول السنة أو شهر من شهورها أو يوم من أيام الأسبوع أو وصول كوكبإلى منزلة خاصة من منازله. وكثيرا ما يكون الميقات تاريخا لحدث اجتماعى خطير وقع فيه، فيتجه الصيام أولا وبالذات إلى ذكرى هذا الحدث أو إلى أمور تتصل به، كشهر الصيام مثلاعندالمسلمين فإنه تاريخ لنزول الكتاب الكريم، وكاليوم السابع عشر من الشهر الرابع العبرى عنداليهود، وهو أحد أيام صيامهم. فإنه تاريخ لسقوط عاصمة ملكهم القديم.

ومنأشهر الديانات السابقة للإسلام التي وجهت عناية كبيرة إلى هذا النوع من الصيام. وهو الصيام المرتبط بمواقيت دورية، وكثرت فيها مناسباته، ديانات الصابئين والمانويةوالبوذيين والبرهميين واليهود.

فقد ذكر ابن النديم في كتابه ((الفهرست))(1) أن ديانة الصابئين، وهي ديانة قائمة على تقديس الكواكب، ((تفترض عليهم من الصيام ثلاثين يوماأولها لثمان مضين من اجتماع آذار (وهو شهر مارس)، وتسعة أخر أولها لتسع بقين من اجتماع كانون الأوّل (وهو شهر ديسمبر)، وسبعة أيام أخر أولها لثمان مضين من شباط (وهو شهرفبراير). وصيام السبعة هو أعظم أنواع الصيام لديهم. وأعيادهم: عيد يسمى عيد فطر السبعة (وهو يعقب صيام سبعة الأيام); وعيد يسمى عيد فطر الشهر أو عيد فطر الثلاثين (وهو يعقبصيام الثلاثين يوما))).

/ صفحه 81/

ويظهر مما ذكره في هذا الصدد أن صيام الثلاثين لديهم كان إمساكا مطلقا عن جميع أنواع الطعام والشراب من طلوع الشمس إلى غروبها;وكذلك كان صيام تسعة الأيام; على حين أن صيام السبعة كان مقيدا، فكانوا ((لا يأكلون في هذه الأيام شيئا من الزفر ولا يشربون الخمر))(2).

وذكر في أثناء كلامه عن أشهرهمأنهم ((كانوا يقدمون بصيام الثلاثين تكريما

(1) إنظر التاسع من كتاب ((الفهرست)) لابن النديم.

(2) الزفر كلمة علمية معناها لحم الحيوان ومايستخرج منه.



/ 4