عالم الاسلامی فی ثلاثة اشهر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عالم الاسلامی فی ثلاثة اشهر - نسخه متنی

محمد محمود الصیاد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

العالم الاسلامى في ثلاثة اشهر

لحضرة الاستاذ الدكتور محمد محمود الصياد

تركبا و العالم العربى :

شهدت الأسابيع الأخيرة حركة ترمى الى التقارب بين تركيا و دول الجامعة العربية، فزار جلالة الملك عبد الله بن الحسين ملك شرق الأردن تركيا، حيث قوبل بالحفاوة والترحاب، و تركت زيارته أثراً بعيد المدى، ثم دعى عزام باشا الأمين العالم الجامعه الدول العربية لزيارة أنقرة زيارة رسمية، فلبى الدعوة، و كانت له مع الرجال المسئولينأحاديث و مباحثات.

لقد كان التركو العرب منذ نيف و ثلاثين سنة يكوّنون سلطنة واحدة تدين بالولاء للجالس على عرش بنى عثمان، و كانت الخلافة في استانبول عاملا يؤلف بينالدول الاسلامية جميعاً، و يوجه أنظارها الى البلد الذى فيه الخليفة: فلما تقوض العرش العثمانى، وزالت الخلافة الاسلامية، تجزأت السلطنة، و تبع ذلك أن قطعت تركيا كلصلاتها بالعرب، و تفرغت لشئونها الخاصة ; بل وولت ظهرها للشرق كله، و نفضت يدها منه و من مشاكله، وزعمت أنها دولة أوربية لاصلة لها بآسيا أو أفريقية، و ترتب على ذلك عهد منالقطيعة الطويلة غرست في النفوس شيئا من المرارة غير قليل.

فلما كان هذا التقارب الجديد تلفت البعض يتساءلون عن السر في هذا التحول؟ و ما الذى دعا تركيا الى اعادةالنظر في أمر علاقاتها مع الدول العربية؟ و هل

هناك أهداف خاصة تختفى وراء هذه الحركة، و يرى هذا الفريق أن تركيا لم تفكر في العرب إلاّ لأنها فشلت في محاولانهاالمتكررة للانضمام «لميثاق الّا طلنطى» ولو أنها نجحت فيما سعت اليه لظلت على تجاهلها للعرب و للدول العربية، أما و إنهاالآن في مركز دقيق، اذ يربض «الدب الروسى» علىأبوابها متحفزا، فلتتحالف حتى مع الشيطان في سبيل الاستعداد، لما يمكن أن يأتى به الغد من مفاجآت.

و كان هذا الفريق على حق حينما ذهبت به الظنون كل مذهب، خصوصا و أنتركياـ و هى دولة كانت لها زعامة الاسلام حتى عهد غير بعيد ـ كانت من أسبق الدول الى الاعتراف باسرائيل الصهيونية دون مراعاة لخاطر العرب، و لما بينها و بينهم من و شائج وصلات، بل و لا يزال الحزب الجمهورى في تركيا يعارض في تقاربها مع العرب، لأن هذا التقارب مما يثير غضب اسرائيل، حتى لقد كتب السيد «حسين جاهد يالتشين» و كان من قبل عضواًفي لجنة التوفيق الدولية بين الدول العربية و اسرائيل، مقالا في جريدة «أولوس» لسال حال الحزب الجمهورى، ذكر فيه أن «ليس من مصلحتنا تجاهل اسرائيل في الشرق الأدنى، وفضلا عن ذلك فان هناك خلافاً أساسياً بين مصر و حليفتنا بريطانيا، و أى اتفاق يربطنا مع مصر في الشرق الأوسط، معناه قيامنا بخطوة ضد بريطانيا، الأمر الذى يتنافي وسياستنا الخارجية».

و لا نريد أن نتطرف مع المتطرفين، فنتهم تركيا«بالمكيافيلية»، ليس من بأس في أن نقبل حجتها، في أن اعترافها باسرائيل، انما جاء نتيجة للضغطالأمريكى المتواصل، و أنه لو ترك لها الاختيار، لما اعترفت باسرائيل حتى اليوم، و لكنها الحاجة الى «الدولار» هى التى جعلتها تسلك هذا السبيل، و كانت أمريكا قد علقتمعونتها لتركيا على شرط اعترافها باسرائيل، و كانت تركيا في أشد الحاجة الى هذه المعونة.

و ليس هناك من سبب جوهرى يدعو الدول العربية الى رفض مثل هذا التعاون، و لكنبشرط إلاّ يكون و سيلة لربطها بالتزامات هى في أشد الغنى عنها ; لا بأس في أن تتعاون الدول العربية مع تركيا دون أن تنساق الى الارتباط مع الغرب في أى حلف عسكرى يخدم تركياو لا يستفيد منه العرب، فهم على خلاف تركيا المستقلة تمام الاستقلال، لاتزال تربطهم بالغرب بقايا من آثار الاستعمار، يكافحون بمرارة في سبيل التخلص منها.

و يختلفمركز الدول العربية من هذه العلاقلات المقترحة، فالعراق مثلا يربطها بتركيا و ايران «ميثاق سعد أباد» و هو و ان لم يشعر أحد بوجوده منذ قيامه، الا أنه

على العموممظهر من مظاهر التكتل في الشرق الأوسط، سبقت به دول هذه المنطقة من العالم زميلاتها في الغرب، و هنالك بجانب الميثاق معاهدة صداقة و حسن جوار بين تركيا و العراق ترجع الىسنة 1947، ثم هناك مصالح مشتركة بين البلدين، فالأنهار العراقية تنبع من هضاب الأناضول، و خط حديد استانبول ـ البصرة، يمر بالأراضى التركية و السورية قبل دخوله قى حدودالعراق.وعلى العمس من ذلك نجد الجمهورية السورية في مركز دقيق، فهى لاتود أن ترفض يد تركيا الصديقة اذا مدت اليها، و لكنها لاتستطيع أن تتناسى حقوقها في الاسكندرونة،التى بضع الأتراك يدهم عليها. ثم ان الدول العربية بأجمعها لاتعترف باسرائيل، و تفرض عليها حصاراً اقتصاديا ـ برهن على أنه أهم الأسلحة التى يمكن استخدامها ـ في الوقتالذى تتجر فيه تكيا مع اسرائيل، بل و يتخذ الصهيونيون كما تدل الاحصائيات الرسمية من تركيا طريقا يستخدمونه في تهريب ما تحتاج اليه دولتهم من البضائع و المنتجات العربية.

هذه و غيرها مشا كل يجب أن يفكر فيها عند وضع أى ميثاق، و ان كنا لانقلل من أهمية مثل هذا الميثاق، فالتكتل التركى العربى له فائدة محققة للطرفين خصوصاً و نحن نعيش فيعالم ينقسم الى معسكرات تربط بينها الغاية الواحدة و المصلحة المشتركة. و سلامة الشرق الأوسط، و ضرورة الدفاع عنه تستدعى مثل هذا التعاون، و تحث على الاسراع فيه.

البترول الايرانى :

و لا يزال الموقف في ايران مضطربا، و قد ظلت مشكلة البترول تحتل المكان البارز في صحف العالم جميعاً خلال الثلاثة الأشهر الماضية، و كان آخر ماوصلت اليه تطورات المشكلة، أن ايران بعد أن قبلت المفاوضه مع شركة البترول الا نجليزية الايرانية، و بعد أن وصل و فد الشركة الى عبدان لمفاوضة ممثلى حكومة ايران في تسويةالمشكلة ; بعد أن حدث هذا كله، أعلنت طهران أنها لن تدخل في المفاوضات الا اذا حصلت على 75 0/ 0 من ايرادات الشركة منذ 20 مارس الماضى، أى من تاريخ موافقة البر لمان الايرانىعلى قرار تأميم الزيت. و هددت بوقف البترول عن بريطانيا اذا لم تقبل الشركة شرط الحكومة، ورفضت الشركة، ولكنها تركت الباب مفتحواً بأن عرضت على الحكومة الايرانيةاستعدادها لدفع عشرة ملايين من الجنيهات تحت الحساب حتى تتم التسوية النهائية للموقف، ؤ أصرت طهران على موقفها مما أدى الى قطع المفاوضات، و الى أن تقرر ايران

الاستيلاء على منشآت شركة البترول،و أن تكلف مجلس ادارة مؤقت بتولى استخراج البترول و تكريره و بيعه لمن يرغب في شرائه، و لا سيما عملائها السابقين، و ذلك وفق الأسعارالعالمية.

و هكذا بلغ التوتر بين ايران و بريطانيا أقصاه، و لم بعد أمام انجلترا بعد أن اتخذ الايرانيون هذه الخطوة الا أن تسلك احدى وسائل ثلاث: فاما أن تعرض النزاععلى هيئة محكمة العدل الدوليد، و اما أن تفرض العقوبات الاقتصادية على ايران . ثم ثالثة الأثافي و هو التدخل العسكرى، و بالرغم من أن بريطانيا قد لجأت الى بعض مظاهر تشعربأنها قد تغامر فتسلك الطريق الأخير، فألغت المناورات الجوية السنوية في منطقة القنال، و عقد كبار قوادها مؤتمرا في فابد لدراسة احتمالات الموقف، و حشدت فيما يقال قواتبرية كبيرة في البصرة، و نقلت لواء المظلات الى قبرص، و أعدت العدة لترحيل الرعايا البر يطانيين ; بالرغم من هذا كله فلا يزال التدخل العسكرى آخر الاحتمالات التى يمكن أنيفكر فيها، إلاّ اذا كانت انجلترا قد أعدت العدة لتلقى بالعالم في أتون حرب عالمية ثالثة، ذلك لأن معاهدة سنة 1921 بين ايران و روسيا تعطى الأخيرة الحق في ارسال جيوشها الىايران اذا دخلتها أى جيوش أجنبية أخرى، و اَغلب الظن أن الانجليز ليسوا على استعداد لمثل هذه الحرب.

و لقد هددت بريطانيا بسحب خبرائها من معامل البترول، وسحب أسطولالناقلات البريطانية من المياه الايرانية، و لانجلترا سبع أساطيل الناقلات العالمية، و ليس من شك في أن هذا قد يؤثر في مركز انتاج البترول في المرحلة الأولى من التأميم.

و خير لايران أن تنتج لنفسها نصف انتاج من أن ينتج دخيل لنفسه انتاجاً كاملا، أو كما قال رئيس حكومتها الدكتور مصدق: «خير لايران أن ترى بترولها و قد جف من أن ترىالامتيازات الأجنبية تستنزف هذا البترول.

لواء من عرب فلسطين :

و تفكر الجهات المسئولة في مصر في تكوين كتيبة فلسطينية، قوامها المجندون من اللاجئين المقيمين فيقطاع غزة، و هى فكرة لم تلق بعد ما هى جديرة به من الاهتمام و العناية، مع أنها مما يرفع روح اللاجئين المعنوية و يشعرهم بالكرامة، و يذكى في نفوسهم روح التحرير، و العملعلى استعادة وطنهم المغتصب، و من قبل نجحت هذه الفكرة في الملكة الأردنية الهاشمية التى كونت من اللاجئين لواءً

عهدت اليه بحراسة حدودها المشتركة مع اسرائيل، فجديربمن يعنون بهذا الأمر أن يمضوا قدما في سبيل ايجاده، و الله ولى التوفيق ؟

/ 1