عزوبة فی الیهودیة و المسیحیة و الإسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عزوبة فی الیهودیة و المسیحیة و الإسلام - نسخه متنی

علی عبد الواحد وافی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الغروبة في اليهودية والمسيحية والإسلام

لحضرة الأستاذ الدكتور علي عبد الواحد وافي

تنظر اليهودية إلى الزواج على أنه واجب ديني لكل قادر عليه، ويقرر فقهاء اليهود أن جريمة من يحجم عن الزواج مع القدرة عليه تعدل جريمة القاتل، لأن كليهما ''''يطفئ نور الله، وينتقص ظله في أرضه، ويبعد رحمته عن إسرائيل '''' بل لقد ذهب كثير منهم إلى ما هو أبعد من ذلك، فرأوا أن من يبلغ العشرين وهو أعزب يجوز للقضاء أن يرغمه علىالزواج (1).

ومن أهم الأسباب التي جعلت اليهود يعلون من شأن الزواج إلى هذا الحد أن تخليد اسم الأسرة وتخليد شعائرها ووظائفها الدينية وتوثيق صلتها بالرب، كل ذلك كانيتوقف في عقيدتهم على إنجاب البنين؛ وليس ثمة وسيلة مشروعة لانجاب البنين إلا الزواج، وفي هذا يقول الله تعالى في كتابه الكريم حكاية عن زكريا: '''' وإني خفت الموالي منورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب ''''.

ومن أجل ذلك كانت الزوجة الشرعية نفسها إذا لم ترزق بذكر تتنازل لجارية زوجها أو جاريتها عنفراشها ابتغاء ان يأتي منها زوجها بابن يخلد ذكرى الاسرة. ومن الغريب أن من كانت تأتي به الجارية من ثمرات هذا الفراش كان يعد ولداً للزوجة الأصيلة لا للجارية التي ولدته.فكانت الزوجة هي أمه الشرعية؛ على حين أن الجارية كانت تعتبر مجرد أداة استخدمت لإنجابه. وقد طبق هذا النظام على إسماعيل الذي جاء به إبراهيم من جاريته هاجر قبل أن ترزقزوجه الأصيلة سارة

Wester marek

:

Idees Morales (t

rad. fr) T.11 386

/ صفحه 265/

بابنها إسحق، وطبق على '''' دان '''' و '''' نفتالي '''' اللذين جاءبهما يعقوب من جاريته بيلهة قبل أن ترزق زوجه الأصيلة راحيل بيوسف وبنيامين (1).

ولم يشذ عن ذلك من فرق اليهود جميعاً إلا فرقة الحسديين (2) فقد كان من أهم مبادئ هذهالفرقة، حسب ما يحدثنا يوسف المؤرخ الشهير: '''' الرغبة عن جميع متع الجسم، والنظر إليها على أنها شرور، واعتبار التبتل (3) من أمهات الفضائل؛ ومن ثم حرموا على أنفسهم الزواج ''''(4).

* * *

ومع أن هذه المبادئ الحسدية لم يكن لها أثر كبير في الديانة اليهودية نفسها، ولم تطبق إلا في نطاق جماعة الحسديين وحدهم، وفي مواطن منعزلة عن الناس، فإنهاقد تركت آثاراً ذات بال في الديانة المسيحية التي جاءت من بعد ذلك، فقد ساد في المسيحية الاعتقاد بأن العزوبة أمثل من الزواج، وأن الحصور (5) أدنى إلى الله ممن يقرب النساء.وفي هذا يقول بولس الرسول في رسالته إلى أهل قورنثه: '''' إن من يزوج ابنته يأت عملا طيبا، ولكن من لا يزوجها يأت ما هو خير (6) … وإنه من الخير للرجل أن يظل أعزب، إلا إن خافالوقوع في


(1) سفر التكوين إصحاح 16 وإصحاح 30 آيات 1 ـ 14.

(2) انظر بحثا في هذه الفرقة والفرق اليهودية الاخرى من مقال لنا بالعدد الثاني من السنةالثامنة من هذه المجلة، صفحتي 155، 156.

(3) تبتل إلى الله وبتل بتشديد التاء: انقطع وأخلص، أو ترك النكاح وزهد فيه. اهـ. قاموس. وبهذا المعنى الأخير سنستعمل هذا الفعلومشتقاته في هذا المقال.

(5) الحصور من لا يأتي النساء وهو قادر على ذلك والممنوع أو من لا يشتهيهن ولا يقربهن. ا هـ.قاموس، وبالمعنى الأول وحده سنستعمل هذا الوصف في هذا المقال.

(6) الرسالة الأولى لبولس الرسول إلى أهل قورنثة، إصحاح 7، آية 38.




/ 4