قال شیخی (19) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

قال شیخی (19) - نسخه متنی

أحمد محمد بریری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قال شيخي

لحضرة الكاتب الفاضل الأستاذ أحمد محد بربري




  • أقسمت لا أنسى وإن طال عيشنا
    نزلنابه يومافساء صباحنا
    بكى إذ رآنا نازلين ببابه
    فلا وأبيك ما نزلنا بعامر
    ولا بالشليل رب مروان قاعداً
    ولا ابن وهيب كاسب الحمد والعلا
    ولا ابن حليس قاعداً في لقاحه
    ولا ابن رباح بالزليفات داره
    أولئك أعطى للولائد خلفة
    وأدعى إلى شحم السديف المرعبل



  • صنيع لكنيز والأجل بن فنطل
    فإنك عمري قد ترى أي منزل
    وكيف بكاء ذي القليل المعَيِّلِ
    ولا عامر ولا الرئيس بنمومل
    بأحسن عيش والنفائي نوفل
    ولا ابن ضبيع وسط آل المغفل
    ولا ابن جَرِيٍّ وسط آل المخبل
    رباح بن سعد لا رباح بن معقل
    وأدعى إلى شحم السديف المرعبل
    وأدعى إلى شحم السديف المرعبل



هل أنتذا تراه يذرع الأرض جيئة وذهابا. منذ ((كليز)) حتى ابن ((رباح ابن سعد)) لا ((رباح بن معقل)) أحدهم أحسن لقاءه. وساء صباحه عند الثاني.. إنها حياة خليع سئمه قومه من طول ماجرعليهم.. وفي الارض منأى للكريم عن الأذى كما نصح له خاله الشنفري قبل.. ولكنه لن يستطيع أن ينجو من الأذى نجاءه مطلقاً فلا، أقل من أن يرفه عن نفسه ويخبرك خبر أولئك الذينأحسنوا ضيافته، وأولئك الذين أساءوا.. إنها صورة رائعة من صور حياة البادية; فهذا مُعْيلٌ بكي إذدهمه تأبط شراً.. فليس عنده قرى، فقليله يكاد لا يفي بحاجة بيته أولئك الذينعاشوا على القليل.. فليتجاوزه إلى عامر بن الطفيل أو عامر بن براء ملاعب الأسئة فكلاهما سيد كريم مقل.. وإذا عداهما فإلى ذلك القاعد في لقاحه، أو بأحسن عيش في فنائه.. وهوواجد ثم ما شاء من الجفتات السود أو البيض، تدعوه إلى شحم السديف المرعبل.

/ صفحه 168/

قلت ـ قد يكون من حقه أن يذرع الأرض ما شاء له هواه.. ولكن حريته هذه لا بد أنتحدها حرية غيره من الناس. فليس له أن يلوم صاحب القليل المعيل وقد أعذر.. بكي الرجل إذ رآه وهو معدم، لا يملك ما يقيم له به مأدبة من السديف ولا من اللبن.. فلماذا يشهره هذاالشهر الذي يكرهه طبعا. وإذا كان ((ابن الطفيل)) أو ((أبو براء)) مكثرين متلافين لا يشغلهما الفقر، ولا يحول بينهما وبين ما يشتهيان من قرى الضيف فهما ليسا بذوى فضل بالقياسإلى صاحبنا المقل.. ]ليس العطاء من الفضول سماحة حتى تجود ومالديك قليل[.

إنه ليس على لكيز ما يمكن أن يؤخذ عليه.. فهو حقا ذو صنيع مهما يكن رأي تأبط شراً في صنيعه.

قال ـ رويدك بعض شانك، فماذا تأخذ على تأبط شراً؟ لقد أعطاك الصورة وترك لك الحكم على صنيع لكيز.. وها أنت ذا تتأثر لحاله، وترثي له، وتعده صاحب فضل على أقلاله أو إعدامه..فلم يحجبك عنه مكاثره ابن الطفيل ولا الشليل ولا ابن رباح فهؤلاء جميعا على السعة التي ترى لم يكسفوا صنيع لكيز فيما ترى أنت الآن بعد قرون تلتها قرون.. لقد حملك تأبط شراًحملاً على أن تعجب بفعال صاحبه هذا المقل على إقلاله.. وهو في الوقت نفسه أرضى غرور ذوى الكبرياء من المكثرين الذين يتلفون ولا عليهم أن تيلفوا.. إنه حقا لواء مهمته التياضطرته اضطراراً لا اختيار له فيه إلى أن يصانع في أمور كثيرة.. أفليس هو الحول القلب الذي إذا سد منه منخر جاش منخر؟. وإذا كان حليما كما زعمته وكما هي الحقيقة عينها فإنهلم يضق بقومه أولئك الذين ضاقوا به. ولم يجزهم بالإساءة إساءة.. لقد غفر لهم شأن الرجل الكريم المسمح... خلق عربي كريم برغم أنف الجاهلية التي عاش فيها تأبط شراً وخفاف بنندبة والشنفري والسليك وسيدهم عروة بن الورد...

قلت ـ فلنبق في حدودنا لا نتعداها.. أنها تصم تأبط شراً وحده.

قال ـ ولكن تأبط شراً غير صالح أن يكون له حدود لايتعداها.. ألا تراه في الشرق والغرب والشمال والجنوب.

/ صفحه 169/

يوماً بحزوى ويوما بالعقيق وبالإحساء يوما ويوما بالخليصاء وإنسان هذا شأنه معذر معذور إذ يجهلالحدود والسدود.. إنه واحد من جماعة إذا هي طوحت به كل مطوح فهو غير مستطيع أن يقف منها الموقف نفسه فلا أقل من أن يجمل ومن حمل النفس على ما تكره. و]إذا لم تستطع شيئاً فدعهوجاوزه الى ما تستطيع[ فكذلك قال عمرو بن معد يكرب الزبيدي حين أرقه أمر أخته ريحانة التي سبيت وحاول ما وسعته الحيلة أن يخلص إليها فيخلصها إلا أنه باء بالخيبة.. وخواطرهتلح عليه وتلحف وترغب اليه في أن يحاول جديدا.. ومن جد وجد...

قلت ـ وبقيت ريحانة سبية برغم جده في الأمر، فلقد أراد لها الله أن تكون في عز جديد لم يتجاوز بها رقعة الأرضالعربية.. وأي فرق بين أن تكون في بني زبيد أن تكون عند سيد بني جشم)): ((الصمة)) الذي أولدها زيدا وعبد الله وعبد يغوث وخالداً؟.. لقد أغربت إغراباً نسبياً في أرض العروبةذاتها فهو ليس إغراباً في الحقيقة.. وكان ثمرة إغرابها إنجابها هذا الذي أنت شهيده..

قلت ـ فمن أنجبت..؟

قال ـ لم تعد العرب ((أنجب)) بل تركت مفعوله هكذا عاماً مطلقاًفذلك أنجب وأبعد في المعنى الذي إليه قصدت، على أنك لم تجهل أنها ولدت دريداً وإخوته.

قلت ـ أردت ألا نتجاوز شخص تأبط شراً إلى جماعته وخلصائه المقربين فإذا نحننتركهم جميعاً إلى زبيد، ((وجشم))..

قال ـ إنها المناسبة ومقتضى الحال على أنك لم تتخط حدود الأمة العربية.

قلت ـ فأما مسكم وحسبي لله قبل كل شىء.. ودريد بن الصمة.

وابن ريحانة بنت معد يكرب ليس من الوجوه التي نضرها الله فلقد أراه على رأس غطفان وهوازن يكيد للإسلام والمسلمين وحين رأي الدائرة تدور على عدو الله فرقه، وأيقن أنهمغلوب على أمره لم يسعه إلا أن يقول أسفا:

/ صفحه 170/

ياليتني فيها جذع*أخب فيها وأضع.. ولو لا أن قومه خالفوا عن أمره لتغير وجه التاريخ.

قال ـ الله غالب علىأمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. أفتراك تظن أنه سبحانه وتعالى كان مغيرا نتيجة حنين والطائف لو أطاع قوم دريد دريدا؟.

إنه لعجب أمر دريد هذا في التاريخ القديم.. فهويكاد يكون أبدا غير مطاع وقومه أبداً مخالفين عن أمره، معاقبين بأنهم خالفوا عنه.

أمرتهمو أمري بمنعرج اللوى*فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد.

فلقد أراد أن ينجوبما غنم هو وقومه.. ولكن أخاه عبد الله أبي إلا أن ينزلوا في الطريق فيشربوا الخمر ويأكلوا وتعزف عليهم القيان.. فيصيح دريد معبراً عن الحزم وصواب الرأي: ياقوم ظنوا عدوكمفي أثركم.. في الفارس المسرد فهم لم يغفلوا عن أموالهم التي انتهبناها.. ولكن نداء الشهوات أغلب، فيسمعون إلى عبد الله الداعي إلى اللهو اللعب.. وفيما هم آخذون فيما هم فيه..إذا الخيل خيل عدوهم.. وإذا عبد الله ((مضاف)) تنوشه الرماح من يمين ومن شمال، فيدعو أخاه دريداً فيجىء اليه بعد فوات الفرصة فعبد الله قتيل على أن دريداً لم يقصر بل واسىأخاه بنفسه، بأن تعلم أن المرء غير مخلد بأنه حافظ من اليوم أعقاب الأحاديث في غد.

هذا الموقف النبيل الذي وقفه دريد في إحدى غزواته الجاهلية يأبي الرواة إلا أن يقفنظيره في غزوة الطائف، والنتيجة واحدة في كلا الموقفين، ففي الأولى ضاعوا وفي الثانية كانوا أكثر ضيعة ولقد أراد الله أن يعز الإسلام والمسلمين...

إذا تأملت وجه دريدفي الموطنين رأيته الرئيس العظيم المؤثر على نفسه غير المبقى عليها، وإن أبقت عليها الأيام فعلى غير تفريط منه.

يقول لقاتله حين ضربه فلم تؤثر ضربته: بئسما سلحتك أمك،خذ سيفي من مؤخر سرجي واضرب فوق الكتف ودون عظم الدماغ.. يرشده إرشاد خبير إلى محل الضربة القاضية فلم يعد به إلى الحياة حاجة.. ثم يعقب: فإذا فرغت مني فأخبر أمك أنك قتلتدريد بن الصمة.. يتابع الرواة القصة فيقولون:

/ صفحه 171/

إنه رجع إلى أمه وأخبرها خبره، فما كان جوابها إلا أن قالت: بئسما فعلت، فلقد خلص دريد ثلاثا من أمهاتك منالسبى، فانظر كم ترى من مصادفات هو في كلها جد كريم على خلافها فهي غير مواتية. إنه لا شىء يمنع أن يكون كل هذا قد حدث حقا، ولا شىء يمنع ألا يكون حدث، والدليل غائب فرجح ماتشاء فلن يضير التاريخ في شىء، والله من وراء كل شىء محيط.

قلت ـ إذا غاب الدليل فلن يغيب أن الله جلت حكمته أخزى دريدا وشيعته وأعز الإسلام وجنده.

قال ـ لا تخلط ـفلقد أعز الله الإسلام بشيعته. وإنما غاب دليل أمر خاص لا يعنينا ولا يعني الإسلام.

قلت ـ كان دريد، فيما علمنا ـ حكيما من حكماء الجاهلية حازماً، صادق النظر فلماذا لميشرح الله صدره للإسلام.؟

قال ـ سله ـ سبحانه وتعالى ـ فهو وحده علام الغيوب، وعنده كتاب لم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.. على أن السؤالى قائم بالقياس إلى آخرينليسوا دون دريد حكمة وحزما وصواب رأي.. اذا لم يشرح الله للإسلام صدور الوليد بن المغيرة وعتبة بن ربيعة وأبي جهل بن هشام وكثيرين آخرين قال فيهم أصدق القائلين مخاطباًورسوله الأمين: (لا تعلمهم نحن نعلمهم)؟ أفتريد أنت والتاريخ والأسطورة أن تسيطروا على من قال الله فيهم لنبيه: لست عليهم بمسيطر.؟

قلت ـ لا سيطرة ولا رغبة فيها.. وإنماغايتي أن أربط الأمة العربية بالإسلام...

قال ـ فلقد ربطها الله به ولن تجد لسنة الله تبديلا.. إن ما أراده الحق لا يمكن أن تغيره الخلق. وليجربوا فذلك حقهم. كنت منذهنيهة نتحدث عن المصادفات، إلا أنه ليس من المصادفات أن يختار الله النب العربي القرشي الهاشمي الامي ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين.. وليس مصادفة أن يختتم به عليهالصلاة والسلام تاريخ ليبدأ تاريخ.. إن نسب القومية العربية في الإسلام لأمر لا يخفى على المنافقين ولا على الملحدين ولا على الشعوبيين.. العرب هم وحدهم أصحاب الصدارة فيالإسلام الذي على كواهلهم قام واستقام أمره، وثم تمامه، أفترى هذه

/ صفحه 172/

الحقيقة الكبرى قابله للجدل وبالتالي للنقض..؟ كلا بطبيعة الحال فهي مسلمة.

وإنما الجديد في الامر أن هذا الإسلام العربي الذي كتابه قرآن عربي غير ذي عوج عدل بالعرب إلى سواء السبيل، فصحح خطأهم القديم مبيناً لهم أنهم وغيرهم من آدم، وآدم منتراب، فلا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى. إنهم ـ أصلا ـ أسواء كأسنان المشط، والفضيلة عمل شخصي هو من كسبك، وأية عدالة أعدل من أن يؤثرك الله ثمرة عملك الصالح..؟ هل يستويالمفسدون والمصلحو؟ هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ هل يستوي المجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم والقاعدون الذين رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع اللهعلى قلوبهم..؟

لقد خلق الله الناس أسواء، وعليهم ومن سنة الله فيهم أن يتمايزوا بأعمالهم إن خيراً فخير وإن شراً فشر. ولا يظلم ربك أحدا.

قلت ـ إذا كنا في الاصل سواءفلالون ولا جنس ولا إقليم يميز زيداً من عمرو وإنما هو العمل الصالح. أفليس ذلك أساس الوحدة؟ أو ثم أعدل في ((نظام العقل)) منه..؟

قال ـ وهل اعترض عليك في هذا الذي يدوبديها معترض..؟

قلت ـ أجل.. فلقد أفدتموني في حديث سلف بأنه كان الإسلام ولم يكن صلاة ولا صوم.. ولقد اعترضت فى هذا من حيث التاريخ... قالوا... إنه لم يكن الإسلام قط دونصلاة ولا صوم ولا زكاة ولا حج.. وإن القول بغير هذا يعد تبديلا في كلمات الله.. ((لا مبدل لكلماته)).

قال ـ فصبراً جميلا.. كان الإسلام ولم يكن صلاة ولا صوم أعنى بوصفكونهما تكليفين من تكاليف الإسلام.. أيمكن أن يقوم على هذا خلاف؟

قلت ـ نعم.. فلقد كان

(صلى الله عليه وآله وسلم)

يتعبد قبل الإسلام وكان قومه يتعبدون كذلك..

قال ـصبر جميل ـ بالرفع هذه المرة ـ نحن في تكاليف الإسلام فهل سبقته في الوجود؟

/ صفحه 173/

قلت ـ كلا بطبيعة الحال.

قال ـ فأما المكاء والتصدية والمرباع والصفاياوالنشطية والفضول والصوم بمعناه الاجتماعي العام فأمور ما كانت لتغيب عن ذهن شيخك.. هل تريد حج الجاهلية مثلا وعذاري دوار يطفن به عاريات أو في ملاء مذيل..؟

فتلك صورةيرضى عنها أمرؤ القيس.. وما كان ليرضى عنها محمد بن عبد الله عليه صلوات الله وعلى أهل بيته والتابعين.

إن لعبارة: كان الإسلام ولم يكن صلاة ولا صوم إلى آخرها لنازعاًجديداً خذه عن شيخك عن شيخه.. فشهوده والحمد لله أحياء يرزقون.

كانت سنة 1919 أو قبيلها وكانت الناس في حيرة من أمرها ماذا يفعلون؟ وماذا يدعون؟. وكان وكيلا للأزهرالشريف رجل له حينئذ صلاته الاجتماعية وقدرته التوجيهية.. وكان شيخ شيخك على بصيرة من الأمر غير متردد ولا ناكل وكتب إلى وكيل الأزهر كتاباً دخل التاريخ قال فيه: إن الأمربين لا لبس فيه وإنه متى دعا داعي الحق فلا يشغل الشيوخ عنه شاغل، ولو كان من تكاليف الإسلام بل ولو كان عمادها. فلقد كان الإسلام ولم يكن صلاة ولا صوم. ولكنه لم يكن قط دونوحدة أفتراني أبنت؟.

قلت ـ أجل، وعدتم بنا إلى الوحدة الإسلامية التي انبثقت من وحدة الأمة العربية.

قال ـ فلذلك فاستقم.. وبها فاستمسك.. إنها عروة الله الوثقى التيلا انفصام لها.. إن الحلال لبين. وإن الحرام لبين.. وبينهما متشابهات ((هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغفيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله)).

قلت ـ والراسخون في العلم ما خطبهم..؟

قال ـ 0والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلمن عند بنا وما يذكر إلا أولو الألباب.. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد أذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلقالميعاد)) فذلك مقولهم فيما يشهد ربهم. كل من عند ربنا المحكمات البينات والأخر المتشابهات فهما صنفان متميزات، وبكل آمن الراسخون في العلم. وما بعد بيان الله بيان لمنكان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

/ صفحه 174/

فأما أن يرجف المرجفون ويتخرص المتخرصون. فتلك سبيل العوج أعاذنا الله منها. ((قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلتوإليه متاب. ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً ولا يزال الذينكفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريباً من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد)).

قلت ـ شيئاً من البيان النحوي هنا.. أين جواب: ولو أن قرآناً سيرت بهالجبال؟

قال ـ الجواب واضح من نسق الآية الكريمة إلا أن تكون العجمة أكلتك أكلا. فانحزت إلى سبيل العوج:

قلت ـ فجاري الله وهو القاهر فوق عباده القوى المتين.. وكيفييأس الذين آمنوا..؟

قال ـ اليأس واليآسة: القنوط ضد الرجاء.. ويئس أيضاً: ((علم)) ومنه أفلم ييأس الذين آمنوا. وبلى والله قد علموا أن لو شاء الله لهدى الناس جميعاً.

قلت ـ بقيت القوارع التي تصيب الذين كفروا بما صنعوا أو تحل قريبا من دارهم.

قال ـ فالمح المقابل قل أو أكثر ((بما صنعوا)) لا يريد ذرة ويعفو عن كثير ولا يظلم ربك أحداًمثقال ذرة فأما عفوه فلا قيد ولا حد.

قلت ـ فأين القوارع في ديارهم قريبا منها..؟

قلت ـ فيها وقريبا منها إلا أن تكون عميت أو عمهت أو فقدت الحواس جميعاً.. لقد تحققالأمران ويتحققان أبداً ما دامت السماوات والأرض..

وماداموا يصنعون موقوف الشرط.. وكفى به حسبيا يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور وإليه المصير. وعد الله إن الله لايخلف الميعاد.

/ صفحه 175/

قلت ـ ما برحت أجد سببا من الغموض في كتاب شيخكم إلى وكيل الأزهر سنة 1919.. محل الكتاب فيما يبدو وحدة الأمة الإسلامية فما شأن الأزهروشيوخه..؟

قال ـ شأنهم أن يكونوا دعاة هذه الوحدة، القائمين عليها، ال يشغلهم عنها شاغل، ولو كان من تكاليف الإسلام نفسه، فلقد كان الإسلام ولم تكن صلاة ولا صوم ولازكاة ولا حج، فإنه

(صلى الله عليه وآله وسلم)

حين صدع بما أمر كان قوام الأمر أن يتوحد هذا الصف صف المسلمين، وكل شىء يعد بتع لا حق.. إن وحدة الأمة الاسلامية هي الأصلالأصيل في الإسلام، الأصل الذي لا يقوم للإسلام قائمة إلا به.. فمن صرفك عنه فقد صرفك عن الإسلام وعدل بك عن القصد.. إن شيخي ـ أطال الله بقاءه ونفع به الإسلام والمسلمين ـحين دعا شيوخ الأزهر سنة 1919 إلى دعاية الوحدة الإسلامية وإحلالها محل الصدارة من شئون المسلمين إنما كان يدعو إلى الله على بصيرة.. وهو فوق مستوى الشبهات ليس في قلبه مرض،وليس له غرض إلا جمع المسلمين المؤمنين على كلمة سواء: كلمة الوحدة.




  • أفمسلمون وأمة شلاء
    يهنون والإسلام اشرف منزلا
    ومحمد مما لقوهبراء



  • لا ميتون ولا هم أحياء
    ومحمد مما لقوهبراء
    ومحمد مما لقوهبراء



أفلا تراني أفصحت..؟ بلى وقد برح الخفاء. ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون. قلت ـ الناس تسأل عن اسم شيخ شيخي.. قال ـ اسمهمصون وأنا إذ أروي عنه أمين. وسبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

/ 1