أو تَردِى حوض أبي محمد
أو يَنْجحر فالجحر شر محكد
قدني من نصر الخبيبينقدى(1)
ليس الامام بالشحيح الملحد
قدني من نصر الخبيبينقدى(1)
قدني من نصر الخبيبينقدى(1)
و حضرتني بهذه المناسبة حادثة لها مغزاها و مرماها، هي أن عمران بن حطان السدوسي الخارجي و كان رأس القعد من الصفرية و خطيبهم و شاعرهم، مر على الفرزدق، وهو ينشد شعراً يمدح فيه و يفدح متحيفاً على من يثلبه، آفكاً في إطرائه على من يأمل فيه، فوقف عليه و قال:
أيها المادح العباد ليعطي
فاسأل الله ما طلبت إليهم
لاتقل للجواد ما ليس فيه
و تسم البخيل باسم الجواد
إن لله ما بأيدى العباد
و ارج فضل المقسم العواد
و تسم البخيل باسم الجواد
و تسم البخيل باسم الجواد
إن الفرزدق و عمران مختلفا الاتجاه و النزعة، فأبو فراس شاعر الهوى و الشهوة و أبو سماك شاعر العقيدة المتغالي فيها على دينه و طريقته. / صفحه 402/و هنا ينبغي العود إلي المقام الذي كنا فيه فقول: إن هذا الرأي السابق للفراء، فالمبرد اقتصر عليه النسفي، و لم يزد عليه فقال في تفسيره شارحاالياسين (أي الياس و قومه المؤمنين كقولهم الخبيبون يعنى أبا خبيب عبدالله بن الزبير و قومه) ـ
1- أو تردى: خطاب للناقة، أبو محمد: كنية الحجاج:الملحد: الظالم في الحرم، ينجحر: يدخل الحجر، محكد: ملجأ، يريد أنه عائذ بالحرم لا يستطيع أن يخرج إلي الحل.