قال شيخي
لحضرة الكاتب الفاضل الاستاذ أحمد بريرىقال شيخي:
و في الارض منأى الكريم عن الاذى
أديم مطال الجوع حتي أحينه
واستف ترب الارض كيلا يرى له
ولولا اجتناب الذم لميبق مشرب
و لكن نفساً حرة لا تقيم بي
على الضيم إلا ريثما أتحول
و فيها لمن خافالقلى متعزل
و أضرب عنه الذكر صفحا فأذهل
علىَّ من الطول امرؤ متطول
يعاش به إلا لدىّ و مأكل
على الضيم إلا ريثما أتحول
على الضيم إلا ريثما أتحول
فهو يستف ترب الارض و لا يمكن لك أن تتطاول عليه بما تمن و تؤذى. و لو كان ممن لا يضيرهم المن و الاذى، و لا يتجنبون الذم، لكان له ثرا، و لتوافر لديه ما شاء من ألوان المطعم و المشرب.. كلا و بعدا بمطالب البطن حتي صحبها الهوان فلن أقيم عليها أبداً أو بتعبير ما أصحه، لا أصبرعليه إلا ريثما أتحول.. فهو في اللحظة التي تبدو فيها بوادى الضيم من بعيد ينتقل فلا تدهمه. و تسأله أين يذهب، ففي الارض منأى للكريم عن الاذى، أو فيها مراغم كثير وسعة، أوكما قال صعلوك آخر:
/ صفحه 83/
وسائلة أين الرحيل وسائل
مذاهبه: إن الفجاج عريضة
إذا ضن عنه بالنوال أقاربه
و من يسأل الصعلوك أين مذاهبه
إذا ضن عنه بالنوال أقاربه
إذا ضن عنه بالنوال أقاربه
قال: لست أدرى أيكون «أبو النشناش، كما رأيته سائلا مرذولا لا يطرده إلا القنوط من رحمة المسئول، أم تكون تلكطريقة قولية، و أنه لم يسأل و لم يطرد و أنه استقل بأمر الحزم الحازم، لا سؤال الاقارب و الاخوان و الاعتراض للحرمان و الهوان؟ أقول لست أدرى، و لعلي أنا أيضا مثله، أنهجنهجا قولياً في حين أنى أدرى، فأبو النشناش يقول في هذا الشعر نفسه:
و دوية قفر يحار بها القطا
ليدرك ثأرا أو ليطلب مغنما
ألا إن هذا الدهر تترى عجائبه
سرت بأبي النشناش فيها ركاتبه
ألا إن هذا الدهر تترى عجائبه
ألا إن هذا الدهر تترى عجائبه
ما تصورت كلا فأبو النشناش ضريب زميله الشنفرى.
قلت: عبارةالشنفرى أقوى، فهي لا تحتمل ما تحتمله عبارة أبى النشناش... ثم كيف هوزميله أتتأتي زمالة بين جاهلي و إسلامي قال زميله باعتبارهما صعلوكين إذا اعتبرت الصعاليك مذ كانتالصلعكة ـ جماعة بعينها، و ما أحسب اللغة تمنعني هذا الاعتبار.
/ صفحه 84/قلت: لقد بعثتم في مخيلتى أثراً قديماً للصعلكة و الصعاليك: كنت أقراً أخبارهمفي كتب الادب العربى و تاريخه، فتكون لدىّ عنهم معني عام يلمهم أجمعين. و لم أكن أعني بأن أفتش عن الكلمة في كتب اللغة، و لكن المصادفة، بعد زمن طويل، جعلتني أعثر عليها فيمعجم لغوى شرحها شرحا لم أطمئن إليه، فبغيتها في معجم آخر و ثالث إلى آخر ما تيسر لي، فرأيت أصحاب اللغة مجمعين أو كمجمعين على قالة معجمي الاول.. كنت إذن و اهماً في تصورىالقديم.
فالصعلوك ـ لغة ـ لا يعدو الرجل الفقير أو المسكين. و إذا كان ذلك كذلك فلماذا يعد أبو الفرج الاصفهاني الصعاليك طائفة معينة، فاذا حدثنا عن أحدها قال: فلان منصعاليك العرب، ثم ساق أخباراً و بسط معاني تتحقق في كل فرد من أفراد تلك الطائفة، لقد كان أبو الفرج مسئولا إلي حد كبير عن الخطأ اللغوى الذي أخطاته في باب الصعاليك. لقدكانوا جميعا فقراء، و لكن الفقر هو آخر ما يقفك من صفاتهم، بل لعله لم يكن صفة لازمة لهم، و كان لهم عنه مندوحة لو أرادوا. فهاهو ذا «الشنفرى» يؤكد لنا أنه، لولا اجتنابالذام، لنعم بالطعام و اشراب. لو قال أصحاب اللغة عن الصعلوك إنه الفاتك أو اللص لكان ثمة صلة بين مقولهم و المعني القائم عندى جراء أصحاب الادب و تاريخه، فقد كان الفتك أواللصوصية رابطة تجمع صعاليكي جاهلية و أسلاما، تغم إنها لصوصية كريمة أو شريفة إن أسمحتم، و إلا فلما ذا ـ و أنا أبدا أمقت غير الشرفاء ـ أجدني لا أمقت الشنفرى و لا تأبطشرا و لا السليك بن السلكة؟
قال: قف فأنت تتجاوز ما أنت فيه من حد الصعلكة فيما تصورت من مجموع ما قرأت، و فيما يقول صاحب «الصحلاح» أو صاحب «القاموس» أو غيرهما منجامعي اللغة. فهل تستطيع أن تعرف الصعلوك تعريفا جامعا مانعا بالنظر الي ما
كنت تراه قبل أن يعين لك أصحاب اللغة معناه.
قلت: إنهم يقولون عن «عروة بن الورد»: «عروةالصعاليك» فلماذا لا أتخذه مثلا أو المثل الاعلى للصعاليك، فاذا أنا عرفته، أو قلت من عروة؟ قلت من الصعلوك؟ بمعناه العام.
/ صفحه 85/قال: كان عروةرجلا ملاءته المروة. و فكرة العدالة الاجتماعية، لو فسقه هذا التعبير، و ما أحسبه إلا فاقهه لو طرق أذنه، فكان يجمع العصاليك و الضعفاء و المستضعفين، و ما يزال يعنيبالمريض حتي يصح أو يستريح الراحة الكبرى. على أنه لم يؤثر عنه أنه قتل مريضاً ميئوساً من شفائه.
قلت: إذن لو كان عضواً في جميعة تشريعية، و وضعت هذه المسألة: أيجوز قتلصاحب المرض العضال قلا يطعاقب قاتله، أم لا يحوز لكائن من كان أن يضع حدا لحياة إنسانية و لو حياته، و يعاقب حتي من شرع في الانتحار؟ لكان من أصحاب الرأي الثاني.
قال:لست أدرى و إن كنت أعتقد أن الكليات لا تطرد اطرادا كليامع الجزئيات، فقد تضع القاعدة العامة أو الحكم العام، ثم لا تلبث أن تجد جزئية لا تستقيم على القاعدة العامة، و منأجل هذا أراني متحيزاً لفكرة «القاضي الشارع» و ما استطاع قانون حديث أو قديم مهماً تنبا و استقصي و أجمل و فصل أن يطرح هذه الفكرة.
قلت: إنها فكرة شرعية إسلاميةقرآنية أستطيع أن أبسطها...
قال: هي في غنى عن أن تبسطها أو تقبضها، فقف عند حدك أو حداللصوصية و الصعلكة، و عروة بن الورد الذي كان يلم شعث الفقراء و يقول عليهم، و يغيربهم على الاغنياء... ليغتصبوا حقهم من لدنهم. لم يكن حينذاك إسلام و لا سلام بل كانت العرب تطبق حكم: «الحق للأقوى «و مقولة زهير:
و من لم يذد عن حوضه بسلاحه
يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم
يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم
يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم
اشتراكية اتجه إليها عروةالصعاليك بمحض الغريزة، فما أظنه كان قد ألتقي في عالم الارواح «بكارل ماركس» و من اليه ممن فكروا في النظم الاجتماعية و الاقتصادية و إنتاج الثروة و توزيعها.
قال:أعود فأقول أن من أعظم البلاء الفكرى أن يعمم الخاص، و أن يحاول
/ صفحه 86/إسناد كل شيء إلي آخر. نعم إن كل الاشياء متساندة، ولكن كثيراً من حلقات سلسلة التساندقد خفي علينا، و نحن نظن و نتوهم و يشتبه علينا، و ما دمنا لا نملك الدليل القاطع فليس أسلم من التحرز و تجنب الظن، فبعضه إثم.
قلت: يقول عروة:
أليس عجيباً أن تلمملمة
و ليس علينا في الحقوق معول
و ليس علينا في الحقوق معول
و ليس علينا في الحقوق معول
هل يستجدى هذاالبعير أو كما قال أخ له:
و هل أسأل المرء اللئيم بعيره
و بعران ربي في البلاد كثير
و بعران ربي في البلاد كثير
و بعران ربي في البلاد كثير
قال آخذه أخذ عزيز مقتدر اذا كنته، أما إذا كنت أهم بأمر الحزم و لا أستطيعه، قتلك هي البلية أو أشد ما يبتليبه صاحب النفس الابية.
قلت: كان عروة مستطيعا، و كان عادلا، حتي لكانه قرأ (و لا والله ماقرا) قوله تعالي: «و لا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا
تعدلوا اعدلوا هو أقربللتقوى» روى عنه أنه عني بجماعة من المرضي الجياع و أطعمهم حتي نشطوا للعمل، فأغاربهم على حي و ساقوا ما شاءالله لهم أن يسوقوا، و كان من جملته امرأة احتجزها عروة لنفسه،و اقتسم و صحبه الغنيمة، قالوا: و المرأة كيف تستأثر بها دوننا؟ و كان عروة فيما يقوله الرواة قادرا على أن يقتل أولئك الناقهين الخارجين
/ صفحه 87/منإسار العلل و ما كادوا. و سولت له نفسه أن يفعل، فردها إلي مكروهها قائلا: هم صنيعتي فكيف أوردهم مورد الهلاك، و قد كانوا على شفا حفرة منه فأنقذتهم فجعل المرأة قسما منالاقسام، و ما زال يقاوض صعاليكه حتي رضو أن تكون نصيبه، و لست أدرى أكان نظيرها في القسمة حملا أم ناقة؟
قال: لعلها(سلمي) المشهورة في تاريخ عروة، و التي ظلت معه ردحامن الزمن، ثم رغبت إليه في أن تزور أهلها معه، فكان لها ما أرادت. فسقوه الخمر و استوهبوه سلمي فوهبها لهم. فلما أفاق و استعد للرحيل مع زوجه إلي ديارهم ذكروه بما فرط منه،أما هي فقد أثنت عليه أطيب الثناء مبينةً له أنها على حبها إياه، كانت تتمني الموت كل يوم طوال المدة التي أقامتهامعه، إذ كان يقطع نياط قلبها أن تسمع نساء الحي يتحدثنعنها قائلات: ذهبت سبية عروة.. حاءت سبية عروة. و يندم عروة و يعلم أنها كادت له كيدا، و أنه ما كان من الحكمة أن يتبعها فيما أوحت إليه من زيارة أهلها، و فيما فعله من شربالخمر إلي آخر المأساه.
و يتركها لذويها و يقول:
سقوني الخمر ثم تكنفوني
فأصبحت الغداة الوم نفسي
على أمر و ليس بمستطاع
فيالله للواثي المطاع
على أمر و ليس بمستطاع
على أمر و ليس بمستطاع
/ صفحه 88 /صالحة للعرض؟ إنها والله لقصة يقرهاالدوق العربي الشرقي، و أظن الذوق الاوربي يتقبلها حسنا، و إذا عدوت بها إلي أمريكا فإن القوم هناك يجنون بها جنونا.. سجل الفكرة إذاً لشيخك واحفظ حقه في الوضع و الطبع والنشر و العرض. و قد أعذر من أنذر.
ثم أراك قد حبستك كلمة صعلوك أو لص أو فانك فما عديت عن حيزها الضيق، لقد كان عروة ـ أو هذا الانسان الذي صوره لنا الرواة إن صدقاو إنكذبا ـ رجلا كريم النفس بعيد الهمة مصلحاً وردَّ لو قاد القطيع الادمي الذي عاش معه إلي سبيل الاصلاح، و اقتلاع جذور الفساد، فلم يسمع نداءه حي. فلما يئس أن يسمع الصمالدعاء، قال: عليك نفسك و من اتبعك، و لا يضركم من ضل إذا اهتديتم.. و هكذا سلك و القليلين الذين اتبعوه السلوك الذي لو استطاع لهدى الناس إليه جميعا: يأخذ من الغني للفقير ومن القوى للضعيف.
قلت: لعلنا إذا قسنا الصعاليك بمقياس الخلق الكريم، وجدناهم كرام المجتمع الذي عاشوا فيه... كان في مال عروه ـ و لو منتهبا انتهابا ـ حق معلوم للسائل والمحروم.
قال: و لتضف إلي هذا أن كسب العيش إنتهابا، كان القاعدة العامة حتي لغير الصعاليك من سراة الناس، و الفرق بين الطائفتين أن طائفة تنتهت لنفسها و ذويها، وطائفة أخرى ـ طائفة الصعاليك ـ تأخذ لتعطي المستحقين.
قلت: أفليس عجيبا إن هذه الطائفة الكريمة في معيار الخلق، كانت الطائفة المنبوذة، ألا ترون خوارج الجاهلية أوصعاليكها فئة ممتازة.
قال: رويدك، فما زعمت أن المجتمع الجاهلي كان مجتمعاً صالحا، أو أن سادته كانوا على خلق عظيم، ففيم كان الإسلام إذن؟
قلت: إن هؤلاء اللصوصكانوا فيما أرى فلاسفة اجتماعيين و رواد إصلاح.
قال: إذا صح هذا في صعاليك الجاهلية، فما قولك فيمن رووا سيرتهم في الإسلام.
/ صفحه 89/قلت: أعلم أنوجوها طلعت على البلاد العربية أثنا، قام الدولة الاسلامية تشبه وجوه عروة و أضرابه الجاهلين، و في سعي أن أقيم الدليل على أن طلوعهاك كان نتيجة التواء سياسة الحكام.فالعلل هي العلل، و التربة التي أنبتت أولئكالتي أنبتت هؤلاء، و ما كانت سياسة الحكم الاسلامى لتخرج هذه الفئة للمتصعلكة لو سيست بها الامة الاسلامية.
قال: هذا موضوعطويل عريض لا يتسع له حديثنا، فلسبق في دائرتنا...
فما الفكرة الغالبة في لامية الشنفرى سواءاً صحت له أم كانت من وضع خلف الاحمر؟
قلت: الفكرة الغالبة فيما هيالدعوة إلى الهجرة و التنقل، فهى تستهل:
أقيموا بني أمي صدور مطيكم
فقد حمت الحاجات و الليل مقمر
و شدت لطيات مطايا و أرحل
فاني إلي قوم سواكم لاميل
و شدت لطيات مطايا و أرحل
و شدت لطيات مطايا و أرحل
قال: هنا مربط الفرس... الاصول الفطريةفطرة الله التي فطر الناس عليها و لن تجد لسنة الله تبديلا. و الإسلام لم يزد على أن أرشد الناس إلي هدى الفطرة السليمة، و ما دام الكائن الحي فرداً أو مجتمعاً مهتديا بهذاالهدى، فقد صح، و صحت حياته.
قلت: الانسان مدني أو اجتماعي بالطبع.
قال: تلك قاعدة فطرية أغفلتها العرب في الجاهلية فلم تجتمع، بل تفرقت أيدى سبأ على حد تعبيرها..جعلها الله شعوبا و قبائل لتتعارف و تتعاون فتناكرت و تجادلت و احتربت. فلما جاء الإسلام ألقاها متبددة و مختلفة اختلافا تعجز القوى البشرية أن تؤلف شتاته.. كان محمدبنعبدالله عليه صلوات الله خير دعاة بني الانسان ما في ذلك أدنى ريب. الا
أنه بقوته و وسائله الادمية. ما كان بمستطيع تأليف تلك القلوب التي أنت عليها الثارات والحزازات، بل كان لابد لاعظم
/ صفحه 90/بني الارض من معجزة سماوية حتي يؤلف قلوب العرب «و لو أنفقت ما في الارض جميعاً ما ألفت بين قبولهم و لكن اللهألف بينهم». أجل، ألف بينهم أى ردهم إلي سواء السبيل. سبيل الفطرة.. هؤلاء الاجلاف الذين كانوا يأكل بعضهم بعضا على خلاف ما تفعل النمل و النحل و غيرهما من فصائل الحيوانالاجتماعي فكان دأب كل حي أن يغير على الذي يليه فاذا لم يجد غير أخيه فالرأي أن يأكله.
و أحيانا على بكر أخينا
إذا ما لم نجد إلا أخانا
إذا ما لم نجد إلا أخانا
إذا ما لم نجد إلا أخانا
قلت: و لكنها حال لم تلبث أن أتي عليها الزوال، و سبحان مغير الاحوال.
قال: زوال إليأجل علمه عند علام الغيوب. و إني لا عتقد اعتقاداً جازماً أن الإسلام أكرم على الله من أن يكون عمره على الارض سنوات معدودات.
و إنه لمقيض لهذه الامة الواحدة من يجمعكلمتها و يجلي وحدتها، و يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
قلت:
مني إن تكن يوماً تكن أحسن المني
و إلا فقد عشنا بها زمانا رغدا
و إلا فقد عشنا بها زمانا رغدا
و إلا فقد عشنا بها زمانا رغدا
فمنذ سنين غير بعيدة كان من المسلمين عقيدة من يسترون إسلامهم، فإذا رأيت غير المسلمين الآن ينافقون فيظهرون إيمانهم، فأية دلالة هذه؟
/صفحه 91/قلت: تالله إنها لمن كبريات الدلائل، و إن كان كثير منا في غفلة منها.
قال: لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك.
قلت: صدق الله العظيم و أشهد أنكمجلوتم بصيرتي. و الله ما أعظم شيخنا المحنك.
قال: لست ممن يطيبهم الاطراء،و إذا عددتني شيخك المحنك فاكتمها، و حدثني فيما يمكن أن يستدرك، ولعللك وجدتني خرفت على أنهقد بقي مني أن أرجع إذا نبتني فاقرع لي العصا و لا عليك.
لذى الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا
و ما علم الانسان إلا ليعلما
و ما علم الانسان إلا ليعلما
و ما علم الانسان إلا ليعلما
قال: أفيرى غير ما أرى في وحدة المسلمين.
قلت: بل في إعراب إلياسين و الاخين و الابين.
قال: إليك قبل ما يقوله صاحب (غريب القرآن): (الياسين: يعني إلياس، و أهل دينه جمعهم بغير إضافة بالياء و النون على العدد، كأن كل واحد إسمه إلياس).
و قال: بعض العلماء يجوز أن يكون إلياس و الياسين بمعني واحد»كما يقال: ميكال و ميكائيل، و يقرأ على آل ياسين أي على آل محمد صلي ا لله عليه و سلم).
رحم الله (السجستاني) و لست أدرى لمَ أغفل احتمالات أخرى منها مثلا أن تكون(إلياسين) جاءت على صيغة جمع المذكر السالم. و لو كانت مرفوعة لكانت (الياسون) بواو ونون، و إنما جمع إلياس تعظيما لشأنه فهو واحد، ولكن كل ألف تعد بواحد، فكأنه إلياس. وإلياس. و إلياس... إلي الالف أو الالفين، أو ألف ألف، و أيا كان العدد فهو (الياسون)
سلام على إلياسين هذا احتمال، و الثاني...
قلت: على رسلكم فإن شيخنا المستدركحدثنا في أمرين: رواية الشعر، و اعراب الاخينا.
قال: و أنت على رسلك، فهذا حديث طويل، فإلي جلسة أخرى؟