قال شیخی (06) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

قال شیخی (06) - نسخه متنی

أحمد محمد بریری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قال شيخي

لحضرة الكاتب الفاضل الاستاذ أحمد بريرى

قال شيخي:




  • تقول ألا تهجو فوارس هاشم
    أبي الهجو أني قد أصابوا كريمتي
    إذا ما امرؤ أهدى لميت تحية
    لنعم الفتي أدى ابنصرمة بزه
    و طيب نفسي أنتي لم أقل له
    كذبت و لم أبخل عليه بماليا



  • و مالي و إهداء الخنا ثمماليا
    و أن ليس إهداء الخنا من شماليا
    فحياك رب الناس عني معاويا
    إذا راح فحل الشول أحدب عاريا
    كذبت و لم أبخل عليه بماليا
    كذبت و لم أبخل عليه بماليا



يروح الفحل أحدب عارياً إذا جف المرعي، فلم يجد ما يحفظعليه سنامه و سائر لحمه و شمحه... إنه لهزيل، فهي سنة جدباء، و مع هذا كان المقول في رثائه هذا الشعر جواداً منعما، فما بذلك به إذا كان العام رخاء؟ و ابن صرمة هو الذي أدىسلاح الفارس القتيل إلي ذويه، و الشعر لصخر يقوله حين رغب إليه في أن يهجو قاتلى أخيه «فوارس هاشم» فلم يرض مبيناً أن المقام اعظم من أن يتقارض فيه السباب، فذلك شي ء يأباهـ أن القوم أصابوا أعز الناس لديه و آثرهم عنده، و هو من عبر عنه «بكريمتي» فلا تحسبنها تاء تأتيث، و إنما كل أثير لديك فهو كريمك. و يأباه أيضا ً أن إهداء الهجاء ليس منخصاله.

قلت: أفهو أخو الخنساء الذي قالت فيه:




  • و إن صخراً لتأتم الهداة به
    كأنه علم في رأسه نار



  • كأنه علم في رأسه نار
    كأنه علم في رأسه نار



/ صفحه 163/

قال علم في رأسه نار، فليس تعرفهبأخته أو بعرسه.

قلت: عرسه «سليمي» التي قال فيها و في أمه:




  • أرى أم صخر لا تمل عيادتي
    و ما كنت أخشى أن أكون جنازة
    أهم بأمر الحزم لو أستطيعه
    و قد حيل بين العير و النزوان



  • و ملت سليمي مضجعي و مكاني
    عليك و منيغتر بالحدثان
    و قد حيل بين العير و النزوان
    و قد حيل بين العير و النزوان



ذلك بأن علته من طعنة أصابته في جنبه طالت، فكانت أمه إذا سئلت عن حاله قالت «بخير»فأما سليمى فكانت تقول: لا هو حي فيرجي، و لا ميت فينعي. و يزعمون أنه رآها تغازل قريباً لها أو يغازلها، فقال لها هذا القريب: متي يستباح هذا؟; مشيراً إلي كفلها; و قد كانيريد أن يبني بها، فتقول: عما قريب. فحينئذ أراد العليل أن يقتلها فقال: إليّ بسيقي، فلما أتي به أراد أن يستله من غمده فعجز. و ماذا يجديه أن بهم بأمر الحزم ما دام غيرمستطيع.

قلت: لله ما أشقها حياة تلك التي كان القوم يحيونها. فهم قتيل و منتظر أن يقضى نحبه، و لا ثالث إلا أن يكون من سقط

المتاع. لا في العير و لا في النفير، أو منالطبقة الثالثة على حد تعبير الفرنجة.

قال: أو كما قال دريد ابن الصمة:

يغار علينا واترين فيشتفي
بنا إن أصبنا أو نغير على وتر

بذاك قسمنا الدهر شطرينقسمة *  *  * فما ينقضي إلا و نحن على شطر

يقتلون عدوهم أو يقتلهم و تلك غاية عيشهم.

قلت: عيش الجاهلية الاولي التي أراح الله الدنيا منها برسالة خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد صلوات الله عليه و على آله و صحبه أجمعين.

قال: بل عيش السادة الكرام، ولا والله ما أنكره الإسلام، بل أبقاه فيما أبقي من حسنات الجاهليين.

قلت:فإني لا أعلم أن الإسلام يريد الناس على أن يقاتلوا أبداً فيقتلوا و يقتلوا.

/ صفحه 164/

قال: فأما أنا فموقن بأن الإسلام أراد المسلمين على أن يقاتلوافيقتلوا و يقتلوا، أو يغيروا أو يغار عليهم.

قلت: أي أنه يطبق حكم دريد بن الصمة.

قال: و لم لا؟ «إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلونفي سبيل الله فيقتلون و يقتلون» و إنما الفرق بين الحالين أن القوم في جاهليتهم كانوا يقاتلون في سبيل الشيطان، على خلاف المسلمين الذين يقاتلون في سبيل الرحمن.

قلت:العجيب أن قاعدة القتال هذه قاعدة آدمية شاملة، فكذلك كانت الفرنجة أيام فروسيتها، كان القتال شأن السادة. و كان على العبيد كل شيء إلا القتال فهم معفون منه، و قد يقتلالسيد فلا يصيب العبد أكثر من أن يستبدل بسيده القتيل سيداً آخر هو القاتل.

قال: فتعلم أن دلالة فساد النوع هي أن ينحرف السيد عن سبيله هذه التي سلكه فيها الطبع قبل أنيقره عليها الوضع.

قلت: أفمودى هذا أنا أصبنا بما يسمونه «فساد النوع» و أنه لا دليل على البرء من هذا الداء إلا أن نعود سيرتنا الاولي مقاتلين في سبيل الله؟ أهى إذندعوة إلى الجهاد و الاستشهاد؟

قال: لا تفتر على شيخك، فما كنت داعية جهاد. و إنما أقول: «ادع إلي سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة» و لست أشك في أن لكل زمان «ضرباً منالمصلحة و نوعا من العبادة» كما يقول أبو عثمان: بيد أنى أعمل مع العاملين على نشر دعوة أخرى محلها وحدة المسلمين التي تبددت، ولله ما أصدق القائل الذي رآها تتبدد.




  • ماكان أغني رجالا ضل سعيهمو
    كنا أناساً على دين ففرقنا
    فرع الكلام و خلط الجد باللعب



  • عن الجدل و أغناهم عن الخطب
    فرع الكلام و خلط الجد باللعب
    فرع الكلام و خلط الجد باللعب



أتحس هذه اللوعة: لوعة رجل يدرك مدىأفاعيل «فرع الكلام» و أصحاب

/ صفحه 165/

الخطب و فرسان الجدل ممن شغلهم هذا الفرع أو شغلوا أنفسهم و الناس بالفروع فنسوا الاصول و أنسوها؟

قلت:يقول: «كنا أناساً على دين» أفيعني أنهم لم يصبحوا على دين؟

قال: أزعم أنا أن الوحدة هي أصل هذه الشريعة المحمدية، فأين أنت منها إذا عملت على أن تبعثها شيعاً وأحزاباً؟ إنه لمن حقك ـ إذا شئت ـ أن تحتج «بمفهوم المخالقة» في قوله: «كنا على دين» و إنى لادعو شيوخ الإسلام إلى أن يعطوا هذه المسألة ما هي حقيقة به من جد التفكير، و مايترتب عليه من صدق التقدير و سلامة التدبير.

قلت: أولا يتدبرون القرآن؟

قال: من تدبر القرآن لم يمسكه «فرع الكلام» و لم يلهه تحبير الخطب عن جليل الخطب النازل جراءجدل ما كان أغنانا عنه لولا الاستجابة إلي نزغ الشياطين.

قلت: إنه لمن اليسير أن تسمعوا الخاصة و هي لاشك باذلة قصارى جهدها في جمع الشتات و تدارك ما فات. ولكن البليةفي أن العامة ليست لها أذن واعية إن المقدمات لمؤديات إلى نتائجها ضرورة، و ليس في وسع عاقل أن يجادلك

إذا أنت بينت له أن الفروع ما كانت لتطغي على الاصول. و أن من شأنالمسلمين أن يذهبوا مذاهب شتي في تلك على وحدة المذهب في هذه.

قال: رويدك بعض الثرثرة. فإن عامة المسلمين براء مما تحاول أن ترميها به.

و إن لها لغريزة واعية أوعي منعقول أصحاب المقدمات و النتائج. لقد ينسي الرجل الامي أنه شافعي أو مالكي، و لكنه لا ينسي أبداً الوحدة الاسلامية.

لو قلت: لو أن للخاصة أذناً واعية لما عدوت الحقيقةالواقعة.

قلت: فإني أرى الخاصة قد استجابت إلي دعوة التقريب، فمتيترى العامة تدخل فيها أفواجا؟

قال: و هل خرجت منها حتي تريدها على أن تدخل فيها؟ لقد عمل أهلالقطيعة داخل البلاد الاسلامية و خارجها على أن تصبح «الطائفية» أو «المذهبية»

/ صفحه 166/

أديانا مختلفة «فلا يذكر الرجل إلا أنه حنفي أو حنبلي أوإمامي أو زيدى، فحبطت أعمال هؤلاء العاملين المفسدين، عليهم لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين، و سلمت عامة المسلمين، فلم يلتو بها قصد. «و على الله قصد السبيل و منهاجائر و لو شاء لهداكم أجمعين».

قلت: لو شاء لهدانا أجمعين. فما الحكمة في أنه ـ جل جلاله ـ هدى بعضاً وأضل آخرين؟

قال: الحكمة هي أنه ـ علت حكمته ـ حق القول منهليملأن جهنم من الجنة و الناس أجمعين. و ليس شيخك ممن يقفون ما ليس لهم به علم. و لقد أمرنا مالك الملك أن نتفكر في ملكوت السموات و الارض و ما خلق الله من شى ء. أفليس في«علوم الحياة» و قد كلفتها، ما يصرفك عن قضايا جدلية لاتجدينا إلا أن نلقى بأيدينا التهلكة؟

قلت: فمعاذ الله أن نلقي بأيدينا إلي التهلكة، و ما قصدت إلي أكثر مما يقصدإليه أصحاب الكلام حين يتناولون مسائل القضاء و القدر و الاختيار و الاضطرار و مرد التبعة و الجزاء.

قال: فخير أن تقصد إلي مقصود «أصحاب الفعال» و كفانا ما لقينا منأصحاب الكلام و المقال.

قلت: لقد يجرنا المقال إلي حديثنا الماضي عن إلياسين و الابين و الاخين.

قال: ويل للشجي من الخلي، فلو أنك كنت في غمرة الحمى التي تعالج شيخكأو يعالجها لكان لك شغل عن الابين و الاخين و النحو و النحويين؟

/ 1