زخرفة الأخشاب فی الفن المصری الإسلامی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

زخرفة الأخشاب فی الفن المصری الإسلامی - نسخه متنی

جمال محرز

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

زخرفة الأخشابٌ في الفن المصري الإسلامي

لحضرة الأستاذ الفاضل الدكتور جمال محرز

المدرس بمهدالآثار بكلية الآداب

ورث الغزاة المسلمون فيما ورثوه عن أهل البالد التي أخضعوها لسلطانهم، تقاليدهم الفنية، و أساليبهم الصناعية، إذا تخذوا الفنانين من أهل هذهالبالد الصناعية، لأنهم جاءوا إلي هذه الباد و هم فارغو الأيدي من التقاليد الفنية خاوو الوفاض من الأساليب الصناعية الناضجة.

و لهذا ظهرت العناصر الزخرفية التينعرفها عن فنون تلك البلاد قبل خضوعها للحكم الإسلامي في منتجاتها الفنية بعد الفتح الإسلامي، وأستمر ظهور تلك العاناصر ردحا من الزمن إلي أن تمكن المسلمون من تكوين فنإسلامي خاص يهم، و هو و إن كان في مجموعة ـ من حيث العناصر و الأساليب ـ مستمدا من الفنون السابة للإسلام، في الأقطار الّتي خضعت للمسلمين، إلا أنه اكتسب صفات خاصة، أصبحتذاتية له.

و تسمي هذه الفترة السابقة علي تكوين الفن الإسلامي ـ و التي تسود في منتجاتها العناصر الزخرفية، للأقطار المفتوحة قبل الفتح الإسلامي ـ بفترة الانتقال وهي تلك الفترة التي نجد الفنان فيها حائرا بين تقاليده التي ورثها عن آباءه و أجداده و بين الاساليب أو الافكار و الاتجاهات الجديدة التي جاءت مع الغزاة الفاتحين،

أيهما يتبع، و لهذا نجد المنتجات الفنية في هذه الفترة تجمع بين التقاليد الفنية القديمة و الأساليب الجديدة.

و فترة النتقال هذه فيما يتعلق بزخرفة الأخشاب في مصرقد استمرت من الفتح الإسلامي حتي العصر الطولوني. و نشاهد في القطع الخشبيه التي وصلت إلينا من هذه الفترة، استمرار الإساليب الصناعية و العناصر الزخرفيه، التي و رثهاالمسمون عن الفن القبطي. فنجدهم يستعملون في زخرفة الأخشاب الحفر و التطعيم و يزخرفون الأخشاب بالعناصر الحيوانية و الباتية مثل الطيور و الأسماك و العنب بعناقيده وأوراقه و الرسوم الهندسية مثل الدوائر المتداخلة و العقود المتشابكة والمستطيلات الصغيرة المفرغة و الموضوعات الزخرفية المجنحة الساسانية الأصل.

غير أن العناصرالحيوانية و الآدمية، كانت في الغالب محلا للا عتراض و الاحتجاج من المسلمين و بخاصة رجال الدين منهم، لأن الدين الاسلامي ينكرة التصوير، و لأن كثيرا من هذه الرسوم كانتله صفة دينية، إما صفة واضحة مثل رسوم المسيح و رجال الكنيسة، و إما صفة رمزية، مثل العنب و السمك و احمام، و لهذا يندر ظهور مثل هذه العناصر. و لا تجد أثرا للرسولم الأدميةفي فترة الا نتقال في حين أننا نجد الرسوم النباتية و الحيوانية، ولكن أغلب ما ظهر منها خصع للتهذيب و التحوير. أي البعد به عن أصوله الطبيعية. و يجب أن نقول إن أوامر الدينالإسلامي بخصوص التصوير، لم تتبع في مختلف العصور و ي كل الأقطار، كما سنري فيما بعد.

و هذا التهذيب أو التحوير هو الاتجاه الذي سار فيه المسلمون، و إن كانت حركةالتهذيب و البعد بالعناصر عن أصولها الطبيعية قد ظهرت في الشرق في أوائل لعصر المسيحي نليجة ت،ثير جاء من الهضبة الإيرانية، غير أن هذه الحركة كانت يطيئة السير، و لم يكنهناك من البواعث ما يدعو الي السير فيها بجد، و هذا علي عكسي ماحدث بعد ظهور الإسلام، إذكان للدين الإسلامي أثره الواضح في التعجيل بالوصول بها إلي أقصي درجات التحوير والتهذيب.

ولما كانت هذه الفكره الجديدة غير مصوبة بتقاليد فنية تساعد الفنانين علي تحقيقها بالتجائهم إلي هذه التقاليد الجديدة بدلا من اعتمادهم علي تقاليدهمالموروئة، فقد طالت فترة الانتقال و لم تختلف زخرفة بعض القطع الخشبية التي و صلت إلينا من هذه الفترة عن مثيلاتها في العصر القبطي، و لو لا ظهور الخط الكوفي علي بعض هذهالفترة عن مثيلاتها في العصر القبطي، ولا لا ظهور الخط الكوفي علي بعض هذه القطع لماتردد أحد في نسبتها الي الفن القبطي، والواقع أن ظهور الخط الكوفي علي القطع الخشيةكان من الصفات البارزة و العوامل الأساسية التي ساعدتنا علي نسبه هذه القطع إلي فترة الانتقال.

و بقيام الدولة الطولونية يحدث تطور واضح في الأساليب الفنية و تغيرظاهر في العناصر الزخرفية، و نكاد لا نري أثرا للعناصر إلتي كانت ساءدة في فترة الانتقال، و الحق أن الفنانين المصريين سواء أكانوا مسلمين أم قبطا، قد استبدلوا بعناصرهمالزخرفية، العناصر الجديدة المكونة من رسوم تخطيطية، و أشكال حلزونية، و أقراض صغيرة، و أشكال تشبه علامة الاستفهام أو الكلي أو حرف

() في الحروف الاتينية، و بعضالأوراق النباتية، و بعض الحيوانات المحورة عن الطبيعة، كل أولئك العناصر، استخدام في إظهارها طريقة في الحفر جديدة، ألا وهي طرية الحفر المائل غائرا أو غير غائر.

وهذا الأسلوب الجديد صورة من أسلوب سامرا، حيث نشأ و ترعرع أحم ابن طولون، و شاهد ما كانت عليه سامرا من عظمة و أبهة و ازدهار فني، و مما يدعو إلي التساؤل عدم وجود مقدمات أوممهدات أو فترة انتقال بمعني آخر، لهذا الأسلوب الجديد فيما وصل إلينا من تحف خشبية، و لعلنا نستطيع تفسير دلك إذا ما عرفنا أن الفن الإسلامي فمن ملكي، يعتمد علي تعضيدالحكام من السلاطين و الأمراء، و هذا يقتضي بالطبع أن تحوز المنتجات الفنية إعجاب هؤلاء الحكام، و هو ما دعا الي اقتباس الأسلوب الجديد الذي ساعد علي انتشاره الصناعوالفنانون، الذين جاموا من سامرا إلي مصر بمجيء أحمد بن طولون إليها، و نستطيع أن نقول أن مصر شهدت في عهد الدولة الطولونيّ، أول مرحلة في تكوين فن إسلامي بها، إلا أنهالمتشمل كل الميادين الفنية.

و لم يحدث انقلاب فني في الأساليب أو العناصر بمجىء الفاطميين، إذ استمرت الأساليب الطوالونية مستخدمة، و بخاصة في أوائل العصر الفاطمي معتغير طفيف، و هو صغر مساحة العناصر الزخرفية في العصر الفاطمي عن العصر الطولوني، و تغير أسلوب الحفر إذ أصبح هنا عموديا بعد أن كان مائلا، و لعل الذي ساعد علي استمراالأسلوب الطلوني هو معرفة الفاطميين لهذا الأسلوب العباسي الأصل أثناء وجودهم في شمال أفريقية قبل مجيئهم إلي مصر.

و تدلنا التحف الخشبية التي و صلت إلينا من العصرالفاطمي علي براعة المصريين في زخرفة الأخشاب بطريقة الحفر، و قد وصلت منتجاتهم إلي درجة كبيرة من الاتقان و التوفيق من حيث استخدام الرسوم الحيوانية كعناصر زخرفية، وتظهر هنا رسوم الأشخاص و الحيوانات و الطيور، و قد ثمثل بعض هذه الرسوم مناظر من الحياة العامة كالرقص و الصيد، و رسوم القديسين و رجال الدين، كما هو موجود في بعض الكنائسالقبطية، و نجمد بجانب هذه العناصر الحيوانية الرسوم النباتية، و الأشكال الحلزونيّ مرسومة في دقة و اتقان، و قرب من الطبيعة، و قد تحفر الرسوم علي مستويين مختلفين، و هوأسلوب بدل و لا شك عل براعة الغنان و مهارته.

و يطهر في أواخر العصر الفاطمي ميل إلي استخدام الأشكال الهندسية في زخرفة الأخشاب، فنجد المربعات و المعينات والمستطيلات و الأشكال النجمية، وكان سبيل الوصول إلي هذذه الذشكال، هو استخدام حشوات صغيرة من الخشب يجمع بعضها بجانب بعض، للوصول إلي الشكل المطلوب، و هذه الحشواتالصغيرة مزخرفة في أفلب الحالات برسوم خطوط متشابكة ذقيقة مع رسم و ريقات الغب و حباته، ، و ساعد استخدام هذه الحشوات الصغيرة علي تجنب التشقق الذي يصيب الأخشاب الكبيرةالمساحة.

و يزداد هذا الميل نحو الأشكال الهندسية و يبلغ درة عظيمة من الاتقان في العصر الأيوبي و المملوكي، فتتداخل هذه الأشكال بعضها في بعض، أو يوضع بعضها فوق بعض،أو توضع في تراكيب مختلفة، كل ذلك دون ت،ثير في القيمة الفنية للحشوات التي تكوّن هذه الأشكال، و لا نجد موضوعا رئيسياً من هذه الإشكال يلفت النظر إليه بوضوحه و ظهوره، بلأن العين تستطيع أن تكون عدة أشكال هندسية مختلفة من الزخرفة الواحدة، قد لا يكون الفنان قصد إظهارها، بل إنه أراد إظهار نوع معين منها، ولكن تقاطع الخطوط و تداخلها وتوازيها، قد سمح بتكوين كل هذه الأشكال المتنوعة، التي يستطيع الناظر إلي التحفة أن يكونها لنفسه.

و من العناصر المشهورة عن العصر المملوكي الأطباق النجمية، و يتكونالطبق من حشوات صغيرة مجمعة بعضها إلي بعض بشك خاص، ينج عنه هذا الطبق المكون من عدة أطراف، و تدلنا زخارف هذه الحسوات علي منتهي الإبداع و الا تقان، و مدي البراعة التيوصل إليها الفنانون المصريون، في رسم و حفر الأفرع و الاوراق النباتية، التي تزين هذه الحشوات الصغيرة.

و تننتشر في العصر المملوكي زخرفة الأخشاب بالتطعيم‌، و ذلكبأن تحفر الرسوم في الخشب و يملأ الفراغ الناتج عن الحفر بالمادة المطعمة، كالعاج أو العظم أو الخشب النفيس، كما نجمد الترصيع، و هو أن يغطي سطح القطعة الخشبيةبالفسيفساء من العاج أو العظم أو الخشب النفيس أيضاء، ولقد وصلت إلنا قطع خشبية مطعمة من فترة الانتقال، و الملاحظ أن هذه الطريقة لم يظهر لها أثر في العصر الفاطمي و لعلالصناع فضلوا عليها طرية الحفر.

و ثمة أسلوب آخر ذاغ استعماله في العصر المملوكي، و كثر استخدامه في المنازل، ألا وهو الخشب المخروط، و كانت العيون تضيق و تتسع وتملاء بالقطع الخشبية الأخري، لتكوين الزخارف المراد إظهارها، و من بين هذه الزخارف المشكيات و المنابر. و من أحسن الأمثلة لهذه الصناعة المشرفيات، و هي التي تغطيالفتحات الموجودة بالجدران، و المطلة علي الشوارع، و كانت تستخدم أيضا لتبريد مياه الشرب مما دعا إلي تسميتها بالمشربية، كما كانت تغطي فتحات المقاعد المطلة عليالقاعات الكبري بالمنازل حيث تقام حفلات الاستقبال و اللهو و الطرب.

و إن اقتتباس هذا النوع من الصناعة لتغطية الفتحات سواء المطل منها علي الخارج أو الداخل ليفيبالغرض المقصود من تحجب النساء و تمكينهن في الوقت نفسه من التطلع إلي خارج المنزل و المشار:ة في الخفلات التي تقام بداخله، دون أن يتمكن أحد من رؤيتهن.

و من الأساليبالتي استخدمت في زخرفة الأخشاب التلوين، و قد تلون الزخارف المحفورة مثل ماحدث في العصر الطولوني و الفاطمي و قد ترسم الزخارف باألوان مثلها نشاهد في أسقف مباني العصرالمملوكي.

و يجب ألا ننسي الكتابة الخطية، فقد لعبت دوراً هاماً في الزخرفة، و ساعد علي ذلك صلاحية الخط العربي لهاذا الغرض، و لم يقتصر الامر علي نوع واحد من أنواعالخط و لكنه شمل الخط الكوفي البسيط في العصر الطولوني، و الخط الكوفي المزهر في العصر الفاطمي و الخط النسخي في العصر المملوكي؟

مِنْ ذخَائَر الفكِر الإسلامِيّ

من أهم اتلأغراض التي تمني بها جماعة التقريب إحياء آثار الخالدين، و في التراث الفكري للمسلمين ذخائر ثمينة مزوية، و أعلاق كريمة مطوبية، لو أبرزت للناس لمكان لها أثربعيد في العلم و التوجيه، و تحت هذا النوان ننشر بعض ذلك.

/ 1