قانون التوازن بین الشرق و الغرب این هو و کیف یکون؟ نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

قانون التوازن بین الشرق و الغرب این هو و کیف یکون؟ - نسخه متنی

السید محمد رضا الشبیبی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قانون التوازن بمين الشرق والغرب اين هو و كيف يكون؟

لحضرإ صاحب المعالي

السيد محد رضا الشبيبي

رئيس المجمع العلمي بالعراق

إن فقدان التوازن بين الشرق و الغرب في مختلف شئون الحياة من الأمور لبديهية التي لا تحتمل الجدال، فالغربالآن في أوج قوته، و الشرق في حضيض استخذائه، ولا مطمع لا كثر الشرقين في مجاراة‌الغربيين من حيث مظاهر رقيهم المادي، و هو رقي منشؤه تفوقهم في الصناعات الالية، و فيالفنون العملية، فالغربيون الآن يسيطرون علي الشرق، و هم يقيمون فعلا كل العقبات و الحواجز التي من شأنها عرقلة نهوضه و تقدمه في شتي نواحي الحياة، فنحن الآن مغمورونبطوفان الصناعة الغربية.

و ها هو ذا الخطر محدق بما بقي من كيان الحضارات الشرقية من جزاء اتصالها بمظاهر الحضارة الغربية.

لقد كانت العزية فيما مضي سياجا احتفظتفيه حضارات الشرق، و الحضارة الإسلامية خاصة من بينها، بميزاتها و خصائصها الروحية، و أما الآن فلا سبيل إلي للعزلة، بل لا بد من الاتصال شئنا أم أبينا، أي سواء أكان هذاالاتصال إجباريا أم اختياريا، فإن فنون النقل الآلية ألغت المسافات، و جعلت من القارات المتباعدة قارة واحدة

و قد خامر الياس نفوس كثير من أعلام الشرق في مجاراةالقوم، فإن الغربيين يتحدثون الآن بغزو الأفلاك، و يعدون عدتهم للرحلة إلي الاقمار و الكواكب السيارة.

و من رأينا أنه لا محل لهذا اليأس مهما آعصوصبت الأمور، فإن لنا- معشر الشرقين - حضارة جامعة من حقنا أن نعتز بها في كل حين.

لقد قطع الغربيون أشواطا بعيدة في مضمارة الماديه، و ظهر تفوقهم علي الشرق منذ أوائل القرآن الماضي إلياليوم، و هو تفوق مادي خارق، ترك كثيرا من الشرقيين مشدوهين، و قد تظهر لنا هذه الحضارة الحديثة بانها قادرة علي قهر الشرق. و محو كل مقاومة تقف في طريقها أو تقوم فيه،ولكن هذا التفوق المادي نفسه هو الذي جر الغربيين أو ساقهم إلي الضعف و الانحلال، و جعل الحضارإ الغربية مهددة بالزوال. كما رأينا ذلك في الفترة الواقعة بني الحربينالكونيتين الاول و الثانية، ذلك بأن النواحي الروحية و الخلقية لم يكن لها حظ فيه، فطغت المادية علي كل شيء، و سيطرت المطامع من ناحيه، و الشهوات من ناحية، حتي بدت آثارذلك واضحة في كثير من الشعوب الغربية.

وليس هذا فحسب، بل نحن نري الآن كثيرا من أمم الشرق تتحفز، و تريد جهدها أن تستقيد من هذه العبر البالغة، و تتجه بشئونها العالمةإلي الإصلاح، و تأخذ بالأساليب الحديثة في تركيز حياتها علي أسس سليمة قوية تجعلها في مصاف الأمم العظيمة.

إن مصير هذه الحضارة الغربية المادية البحتة‌ معلق في كفةالقدر الآن، و هو مصير يقلق بال كثير من المفكرين، و قادة الرأي في العالم الغربي، و لذلك يبدو لنا أحيانا أنهم مغيون بالاهتداء إلي مخرج ما، ينجو بهم و بحضارتهم منالدمار، ويري بعضهم أن في اتحاد دول الغرب، وفي إبرام ما يبرمونه من عهود و مواثيق سياسية و اقتصادية مخرجا من هذا الخطر، ولكن يترإي لنا أن الاتفاق بعيد بني الدولالغربيه علي توطيد دعائم الطمأنيه والسلام في العالم، ذلك بسبب شقاقها و اختلافها في آرائها و فلسفاتها السياسية و الاجتماعية.

و هناك من يري أنه لا مخرج للعالم منهذه المحنة، إلا بقيام حضارة إنسانية جديدة لا شرقية ولا غربية، حضارة نبيلة تجمع بين مميزات الحضارة الشرقية‌ الإسلاميه؛ فتعني كل العناية بتعزيز شأن المعنويات والحقائق الروحية، و بين مميزات هذه الحضارة الغربية، في التنظيم و استخدام هذه الفنون العملية من رياضية و طبيعية في شئون الحياة.

إن شعوب الشرق تميل إلي الآخذبالمساواة في الحقوق بين البشر أفرادا و جماعات قدر الإمكان، طبقا لرسالة الدين الإسلامي و تعاليمه السامية، و الرجاء معقود أن يؤدي الإسلام و العالم الإسلامي نفسهرسالته في هذه المحنة العصيبة، و أن يوفق المسلمون بعد وعيهم و إدراكهم الحق لمركز هم و لمكانة الدين الإسلامي بني الأديان، و للحضارة الإسلامية بين الحضارات، إلي حلالأزمات و المشكلات التي يعانياه العالم ياليوم، سواء أكانت أزمات روحية أم مادية، و لعل الشريعة الإسلامية أول شريعة دعت إلي إنشاء سلطة عالمية، وإلي المساواة بينالناس في الحقوق و الواجبات، وإلي التعاون والإخاء.

أن هذه فرصة للمسلمين، عليهم أن ينتهزوها بلباقة، وألا يتركوها تفر من أيديهم و هم إليها ينظرون، و عليها يتحسرون،بل إنها لفرصة ذهبية للعالم كله، حيث محصته المتاعب والإهو ال التي قاساها، و هياته لقبول مباديء لم يكن من قبل متهيألها، و علي المسلمين أمام ربهم و ضميرهم الإنسانيمسئولية الدعوة و البيان و الإقناع بهذه المباديء.

و متي أحسن العالم فهم روح الهداية الإسلامية علي الوجه الذي بيناه في هذه الكلمة، تيسر حصول التوازن يين الشرق والغرب، و قضي علي الختلال قانون الموازنة كما نشاهده اليوم، و عاش العالم في ظلال و ارفة‌ من الأمن و الطمأنينة و السعادة و الحياة الكريمة؟

/ 1