مؤلفات حدیثه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مؤلفات حدیثه - نسخه متنی

محمود محمد الخضیری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

مؤلفات حديثه:

سبيل الثورة السلامية

نشرنا في العدد الأول من هذه السنة تقريراً لحضرة الأستاذ محمود الخضيري عن أحد الكتبالثلاثة التي وضعها الأستاذ السيد أبو الأعلى مودودي، وهو (نظرية الإسلام السياسية) ووعدنا بنشر تقريره عن الكتابين الآخرين، وهذا هو تقريره عن كتاب (سبيل الثورةالإسلامية). (التحرير)

والكتاب الثاني وعنوانه (سبيل الثورة الإسلامية) وهو ترجمة لخطاب ألقاه السيد أبو الأعلى مودودي أيضاً في جامعة عليكره، وهو يقع في سبع وخمسينصفحة.

والغرض من هذا الكتاب هو شرح الطرق التي تسلكها الثورة الإسلامية لتتحقق ولتتحقق بوجودها الدولة الإسلامية، ويدور أكثر الكلام حول (الدولة الإسلامية) التييعتبرها المؤلف مثلاً أعلى للنظم السياسية، ويرى أن الواجب على المسلمين هو السعي لتحقيقها في بلادهم، لا أن يأخذوا عن الغرب نظمه السياسة التي لم تخل قط من عيوب جسيمة.

ما هي الدولة الإسلامية:

تمتاز الدولة الإسلامية بخلوها من عناصر العصبية القومية والجنسية، وهي لا تعتمد إلا على مباديء ومعان، فهي إذن دولة تقوم على مذهب معين،ولم يحدث في التاريخ أن ظهرت دولة تخلو أسسها من مباديء العنصرية والعصبية القومية إلا مرة واحدة، ذلك لأن الناس عرفوا في القديم حكومة تتولاها الأسرات أو الطبقات، ثمعرفوا فيما بعد حكومات تقوم على الجنس والقومية، ولكنهم لم ينتهوا إلى نوع من الدول يعتمد نظامها على مباديء ويحكمها أشخاص ينتمون إلى قوميات مختلفة، ولا يشترط فيها أنينتموا إلى قومية معينة، ويرتبط

/ صفحة 332 /

اعضاء الدولة فيما بينهم برابطة قوية وهي اعتناق هذه المباديء واتخاذها قاعدة لحياتهم في جميع وجوه النشاط الاجتماعيوالاقتصادي والسياسي، ويشترط قبولهم لهذه المباديء لأجل الاشتراك في سياسة الدولة.

ولم تعبر المسيحية عن هذه القاعدة إلا تعبيراً غامضاً لم يثمر، وجاءت الثورةالفرنسية بإشارات إلى ضرورة اعتماد الدولة على مباديء معينة، ولكن ما لبثت هذه الإشارات أن طوتها ظلمات العصبية القومية، وكذلك دعت الشيوعية إلى وجوب تأسيس الدولة علىقواعد من الأفكار والمباديء، ولكن روح القومية طغى على هذه الدعوة وقضى عليها.

والحقيقة هي أن الإسلام هو العقيدة الوحيدة في العالم منذ فجر تاريخه حتى اليوم التيتدعو إلى تنظيم الدولة على أساس من المباديء يخلو من عناصر (العصبية القومية، وتدعو النوع الإنساني إلى تأليف دولة غير قومية، وذلك باعتناق مبادئها الصريحة.

وهذا مايصعب على جميع الناس حتى المسلمين منهم ان يدركوه، والدليل على ذلك هو ما نشاهده اليوم في البلاد التي يكون للمسلمين فيها كثرة تمكنهم من تولي الحكم، فإننا نجد المتصدرينلأمور السياسة فيها لا يفكرون في نظم الحكم بغير تفكير الغربيين، وذلك لأنهم يستعيرون أفكارهم في الحياة من تاريخ الغرب وسياسته، والحكومة في نظر هؤلاء لا تعدو أن تكونعلى نظام الحكومة أو الدولة القومية، ذلك لأنهم لا يعرفون الإسلام، ولا يتصورون أن تقوم دولة على مباديء أخلاقية وروحية، بدلاً من أن تقوم على أساس الجنس والقومية.

الدولة الإسلامية هي التي تستبعد تقويم القبائل والطبقات والقوميات، ولا تنظر إلى الناس إلا باعتبارهم كائنات خلقية وروحية، وبتعبير آخر لا تنظر إليهم إلا باعتبارإنسانيتهم.

الخلافة الإلهية:

ويميز الدولة الإسلامية أيضاً مبدأ (السيادة) الإلهية، وخلاصة معناه: أن

/ صفحة 333 /

الأرض وما عليها لله وحده، وهو بها ولاشريك له في ذلك، وليس لفرد ولا لطبقة من الناس ولا لأمة، بل ليس للانسانية جمعاء أن تدعي حق (السيادة) أو الولاية التامة أو الجزئية، بل إن لله وحده حق التشريع والأمروالحكم، فالدولة في الإسلام ليست إلا اجتماع أشخاص يعملون معاً لتنفيذ مشيئة الله وأوامره، ويتحقق هذا عن طريقين: إما أن إنساناً يتلقى شرائع الدولة من عند الله مباشرة،أو أن إنسانا يهتدي بهدى إنسان آخر تلقي هذه الشرائع من الله وبذلك يعمل جميع الناس متحملين للمسئولية الفردية والجماعية أمام الله لا أمام الناخبين، ولا أمام الملك،ولا أمام الحاكم بأمره (الدكتاتور) ويعملون وهم يؤمنون بأن الله يعلم كل شيء ظاهر أو خفي، وأنه لا يخفى عليه شيء وأنه لا مفر من الله حتى ولا بعد الموت.

ثم يشرح المؤلفبعد ذلك الفروق بين صفات الحكام في دولة الغرب، وصفات الحكام في الدولة الإسلامية، وما يترتب على صفات كل من الفريقين من نتائج سياسية واجتماعية.

ومما هو جدير بالذكرأن المؤلف إنما يتكلم عن (الدولة الإسلامية) وهو يعني النظام السياسي المستمد من القرآن، وإذا أشار إلى دولة إسلامية وجدت في التاريخ فإنه لا يشير إلا الى الدولةالإسلامية في عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم)، وفي عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم.

طريقة الثورة الإسلامية:

ولكن تتحقق الدولة الإسلامية لا بد من حركةتقوم على نظرة إسلامية للحياة ـ لها مُثُلها الإسلامية العليا في الوجود، ولها تقديرها الخاص للأعمال والأخلاق، وهو تقدير منبعث من روح الإسلام، ويجب أن يكون قادةالحركة مستعدين استعداداً نفسانياً وروحياً لقبول ما يتصف به القائد المسلم من صفات. وهؤلاء القادة يستطيعون بالجد والمواظبة والاخلاص أن يشيعوا في مجتمعهم أخلاقالإسلام، ثم يعمم بعد ذلك نظام من التعليم يصب الجماهير في قالب إسلامي

/ صفحة 334 /

ويملأ جميع المفكرين والعاملين بالروح الإسلامي الذي ينبغي أن يسيطر عليهم فيجميع تصرفاتهم، وفي شتى اختصاصاتهم ونشاطهم.

فالثورة الإسلامية ينبغي أن تقوم في أذهان الجماهير، وأن تتناول حياة الجماعة في شتى مظاهرها، وبذلك تتأسس الدولةالإسلامية معتمدة على إيمان الجميع، ويتبع ذلك أن يصير جميع عمالها وموظفيها من أصغرهم إلى أكبرهم قادرين على النهوض بأعبائها والمحافظة عليها، وقد نشأت الثورات ونجحمنها ما نجح بفضل هذا السبب، وهو تكوين رجالها تكويناً عقلياً يناسب مبادئها وأفكارها، والتزامهم في حياتهم سيرة تجري على نظامها، هكذا كان شأن الثورة الفرنسية والثورةالشيوعية الروسية، والثورة الوطنية الاشتراكية الألمانية، لها جميعاً أصول وجذور ثقافية وخلقية ونفسية أوجدها قادة الفكر، ويمكن أن تقوم الثورة الإسلامية على أساسحركة يقودها مفكرون يستمدون أفكارهم من القرآن ومن سنة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم).

وليس معقولاً أن تحدث الثورة الإسلامية نتيجة لحركة وطنية أو قومية تعتمد علىمذهب تقص في الأخلاق أو أي تعليم أوربي آخر بادي النقص والعيوب حتى للمنصفين من أهله.

ومن جهة أخرى فان التعليم الشائع الآن في أكثر المدارس والكليات في البلادالإسلامية مقتبس عن الغرب. وهو كفيل بأن ينتج رجالاً يصلحون للعمل سكرتيرين أو وزراء في نظم الحكومات القائمة، ولكنه لا يستطيع أن ينتج شيئاً لدولة إسلامية، بل إنه لايستطيع أن يمدها حتى بحاجب لمحكمة إسلامية، ولا بشرطي للشرطة الإسلامية، وكذلك حال التعليم الضيق الجامد في البلاد الإسلامية أيضاً لا يمكنه أن يمد المجتمع العصري بقاضواحد صالح أو بوزير مالية أو بمدير للتعليم، وذلك لأن هذا التعليم القديم لا يمهد لإنشاء الدولة الإسلامية المنشودة، وقد مهد بالعكس لما آلت إليه دول الإسلام من ضعفوهوان.

وينبغي أن لا نغتر بحكومة قومية للمسلمين ليست ذات صفة إسلامية، وإن الحكام المسلمين الذين يزهون بأنهم مسلمون، دون أن يعملوا لتحقيق أهداف

/ صفحة 335 /

الإسلام، ودون أن يتبعوا أحكام الدين، هؤلاء شر من حكام غير مسلمين لأنهم أقل خوفاً وحذراً وأكثر جرأة ووقاحة في قمعهم للثورة الإسلامية، هذا النوع من الحكومة القوميةلا يساعد على تحقيق الثورة الإسلامية.

الحركة الإسلامية:

والإسلام حركة تهدف إلى إنشاء المجتمع على أساس (السيادة) الإلهية، أي على أساس من القول بأن الله هو مصدرالسلطات، وهذه نظرية ليست جديدة لأن أنبياء الله جميعاً دعوا إليها، وإذا أردنا تطبيق هذه النظرية تطبيقاً سليماً فعلينا ان نحذو حذو القائلين بها في أعمالهم. ولنا نحنالمسلمين أسوة بنبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) فعلينا أن نقتدي به وحده لتحقيق هذا الهدف العظيم، فقد كان النبي يرى أن جميع الشرور التي تقع بالإنسان ترجع إلى أصلواحد، وهو ادعاء الإنسان بأنه مستقل وأنه غير مسئول، وهذا هو الشرك بعينه.

والخطوة الأولى للإصلاح الإجتماعي هي إيمان الإنسان بأنه ليس للعالم إلا سيد واحد، وهو الربلا رب معه، والحاكم لا شريك له، وعندما دعا النبي إلى عقيدته لم يلجأ إلى طريقة غير مباشرة، ولم يعمد إلى اكتساب الجماهير لمؤازرته، وذلك بإغرائهم بوعود الإصلاحالاجتماعي، ولم يلجأ إلى البحث عن السلطة المدنية لينشر دعوته وهو معتمد عليها، ومعنى ذلك أن للحركة الإسلامية مبدأ واحداً رئيسياً هو الدعوة إلى التوحيد، أو الإيمانبأن لا إله إلا الله. وينبغي أن يفهم من هذا أن التوحيد ليس مجرد عقيدة دينية، بل هو أساس متين للحياة الاجتماعية، لأنه يتضمن الاعتراف بربوبية إله واحد يخضع الإنسان له،فلا يطيع إلا أوامره، ولا يعترف بقوانين غير قوانينه.

وينتهي المؤلف بالكلام عما أحدثته دعوة الرسول وسيرته في نفوس العرب من تحول جوهري في أخلاقهم وطباعهم وعقولهم،وذكر أن هذه الثورة الإسلامية وما تضمنته من حروب بين النبي والمشركين لم تكلف إلا ألف قتيل أو ألفاً ومائتين من المسلمين والمشركين، وهذا شيء لا يذكر إذا قيس إلىالنتائج الهائلة التي أدى إليها انتصار الإسلام.

/ 1