سماحة الإسلام مع الأدیان للأخری و زهلها نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سماحة الإسلام مع الأدیان للأخری و زهلها - نسخه متنی

علی عبدالواحد وافی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

سماحة الإسلام مع الأديان للأخرى وزهلها

بقلم الأستاذ الدكتور علي عبد الواحد وافي

وقفالإسلام حيال الأديان الأخرى وحيال أهلها موقفاً إنسانياً كريماً يتسم بالتسامح واحترام عقائد هذه الأديان وشعائرها، وعلى أساس هذا الموقف أقام الإسلام جميع ما قرره منقواعد، وما سنه من مبادئ لتنظيم العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين.

ومن أهم هذه المبادئ جميعها ما يقرر الإسلام اتباعه مع أهل البلد الذي يفتحه المسلمون. فالإسلاميوجب على المسلمين أن يتركوا أهل هذا البلد أحراراً في عقائدهم وعباداتهم وشعائرهم. وقد حافظ المسلمون على هذا المبدأ وسجلوه في كثير من المعاهدات التي عقدوها مع أهلالبلاد التي افتتحوها. وفي هذا يقول عمر ابن الخطاب في معاهدته مع أهل بيت المقدس عقب فتحه له: (هذا ما أعطى عمر ابن الخطاب أهل إيلياء (بيت المقدس) من الأمان. أعطاهم أماناًلأنفسهم وكنائسهم وصلبانهم، لا ينتقص منها ولا من حيزها، لا يكرهان على دينهم، ولا يضار أحد منهم) ويقول عمرو بن العاص في معاهدته مع المصريين بعد فتحه لمصر: (هذا ما أعطىعمرو بن العاص أهل مصر من الأمان: أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم وملتهم وكنائسهم وصلبانهم وبرهم وبحرهم، لا يدخل عليهم شيء من ذلك ولا ينقص) وكان الزومان أيام أن كانتمصر تابعة لهم، قبل فتح العرب لها، قد حاربوا المذهب المسيحي الذي كان يعتنقه المصريون حينئذ، وهو المذهب اليعقوبي، وفرضوا عليهم مذهباً مسيحياً آخر هو المذهب الملكانيالذي كان يعتنقه الرومان، وعينوا من قبلهم بطريركا ملكانياً على مصر، وعزلوا البطريرك المصري

/ صفحة 44 /

اليعقوبي، وهو الأنبا بنيامين، الذي اختفى فراراً منبطش الرومان. فلما تم تحرير مصر على يد عمرو بن العاص أعطى الأمان للأب بنيامين فظهر، وسمح له بفتح الكنائس اليعقوبية التي كان قد أغلقها الرومان، وبإعادة عباداتهاوشعائرها إليها، وسمح لأبتاع كل مذهب بممارسة عقائدهم وشعائرهم وعباداتهم وفق تعاليم مذهبهم في حرية وأمن واطمئنان. وهذا مع أن الإسلام يحكم بكفر كلتا الطائفتين ـاليعقوبية والملكانية ـ فكلتاهما تعتقد أن المسيح إلاه، والإسلام يحكم بكفر الذين يعتقدون هذا الإعتقاد، وفي هذا يقول القرآن الكريم: (لقد كفر الذين قالوا إن الله هوالمسيح بن مريم)(1).

ويقول: (ما المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام)(2).

وكل ما بينهما من فرق في هذه الناحية ينحصر في أنالطائفة اليعقوبية تذهب إلى أن طبيعة المسيح إلاهية خالصة لا تشوبها شائبة من الناسوت، على حين أن الطائفة الملكانية تذهب إلى أنه قد امتزج فيه اللاهوت بالناسوت، فليسفي مذهب أية طائفة منهما ما يمت بصلة ما إلى الإسلام وعقائده، ومع ذلك سمح الإسلام لكلتيهما بممارسة عقائدها وعباداتها وطقوسها في حرية وأمن واطمئنان.

ويبدو كذلكالموقف الإنساني الكريم الذي يقفه الإسلام حيال الأديان الأخرى وأهلها فيما يوجب على المسلمين ابتاعه من قواعد وآداب في مناقشاتهم الدينية مع أهل الأديان الأخرى،فالإسلام يوجب على المسلمين في هذه المناقشات أن يسلكوا أحسن الطرق وأدناها إلى الأدب والمجاملة، وأن يلتزموا جادة العقل والمنطق، فيكون عمادهم قرع الحجة بالحجة،والدليل بالدليل، وأن يفسحوا المجال لأهل الأديان الأخرى للاستدلال على صحة أديانهم إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا.

وفي هذا يقول الله تعالى مخاطباً رسوله الكريم: (ادعإلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)(3).

ويقو مخاطباً المؤمنين: (ولا


(1) ايتى 17، 72 من سورة المائده .

(2) اية 75 من سورةالمائدة .

(3) اية 25 من سورة النحل .

/ صفحة 45 /


/ 3