کلمة الاستاذ طه جابر العلوانی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کلمة الاستاذ طه جابر العلوانی - نسخه متنی

طه جابر العلوانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

كلمة الاستاذ


 


 


طه جابر العلواني

الاستاذ الدكتور طه جابرالعلواني

رئيس مؤسسة

الفكر الإسلامي في أميركا

بسم الله الر حمن الر حيم

1- شكر وتقدير وثناء للجمهورية الاسلاميّة الإيرانية والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلاميّة والدعاء أن يبارك سبحانه هذه الجهود.

2- لتناول موضوعالوحدة الاسلامية و«التقريب بين المذاهب الإسلاميَّة» مداخل عديدة لعل أهمها وأكثرها دقة وفاعليّة بالنسبة للمنشغلين بالقضايا المعرفيّة والفكريّة ما أود أن نصطلحعليه «بالمدخل المعرفيّ» إذ أن هذا المدخل يتتبع الظاهرة المذهبية من جذورها، ومقومات نشوئها ليلاحظ ويرصد انعكاساتها الايجابيّة والسلبيّة والظواهر التي تتحول فيغالب الأحيان الى ظواهر مصغرة تحيط بالظاهرة الأم وتدور حولها.

3- أمّا نشوء المذاهب في داخل الأمَّة الواحدة أو الكيان الاجتماعيّ الموحد فهو امر فطريٌّ وطبيعيٌّينسجم تماماً وسنّة اللّه تبارك وتعالى في الخلق الذي خلق كل شيء وفقاً لنظام زوجي لينفرد وحده تبارك وتعالى «بالوحدانيّة».

سبحان الذي خلق الأزواج كلها مماتنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون

ومن كل شيء جعلنا زوجين

)وذلك ليحدث التفاعل والجدل المؤدي الى استمرار الحياة والكون واستمرار الأنواع وتطورها.

والمجال الفكري والفقه منه - وكذلك مجالات المعرفة أكثر التصاقاً بهذه السنّة الإلهيّة من المجال الطبيعي.

6- لقد عرف تراثنا الأصوليّ مسألة هامَّة هي مسألة«الخطأ والصواب» عند تعدّد اجتهادات المجتهدين وتوزع علماء الأمة فيها على فريقين: «فريق المخطئة» وهم الذين ذهبوا الى أن المصيب من المجتهدين واحد فقط، وهو غير متعيِّنوالآخرون مخطئون ولذلك للمصيب أجران وللمجتهدين المخطئين أجر واحد.

وهذا المذهب قام على القول بوحدة الحقيقة وبوحدة الصواب (

فماذا بعد الحق إلاّ الضلال

و«الفريق الثاني» فريق المصوّبة، وهم الذين قرّروا أن كل مجتهد مصيب مادام قد مارس اجتهاداً معتبراً بشروطه وبأدواته وكان أهلاً له، وبما أن الحقيقة أمر مطلق فإنّهلا المجتهد نفسه، ولا مجتهد آخر يستطيع أن يحكم بأنه قد أصاب الحقيقة المطلقة أو أحاط بها او امتلكها، ولكن حسبه أن يكون قد اجتهد، ولذلك كان المدار على «غلبة الظن» وشاعبين الفقهاء القول المشهور: «مذهبى صواب يحتمل الخطأ، ومذهب غيري خطأ يحتمل الصواب». كما ذاع فيهم ذلك الأدب العالي حيث يختمون كل مايقولونه بالعبارة الذهبية ذات القيمةالمعرفية العليا: «واللّه أعلم» وعلى هذا يمكن أن يقبل كل مجتهد ومن يتبنّون اجتهاده سائر الآخرين ويحترم كل منهم الآخر. بل إنّ هذا الموقف كثيراً مايوجد تطلعات معرفيةللحوار بين المدارس المختلفة لمعرفة المدارك المختلفة ومسالك النظر والمناهج.

7- كما عرف تُراثنا الحديثي والكلاسي حديثاً عرف بحديث «الفرقة الناجية» ومع أن فيالحديث مقالاً في إسناده ومتنه يخرجه من الصحة بيد أن الكاتبين من الفرق والمجادلين من علمائها ظلوا يتداولونه ويروجون له حتى طغت شهرته على مشكلاته وما فيه من مقال.وهذا الحديث استدرج كثيراً من الفرق الى أن تضفي على نفسها صفة «الفرقة الناجية» ورمى كل ماعداها من فرق المسلمين بأنّها فرق هالكه وآيلة الى النار، وفتح ذلك البابواسعاً أمام تكفير المخالفين او رميهم بالفسق والبدعة على الأهل.

ولذلك فإننا في حاجة ماسَّة الى مراجعة ذلك التراث كله، والكشف عن سائر مافيه من عوامل التفريقوالصراع وتجاوزها.

8- إنّ العالم بعد ثوراته المتتالية، وآخرها «الثورة الاتصاليَّة» بدأ يتقارب بقيادة الغرب اللبرالي، ويحتوي كثيراً من خصوصيات الأممويستوعبها ليتجاوزها، أو يجعلها هامشيَّة عند أهلها. وقد جعل عماد عالميته المنتظرة الاقتصاد والشركات العملاقة وسياسات السوق، وقد حقق تغييرات هامة في مختلف انحاءالعالم مستخدماً هذه الوسائل ولاتزال رياح التغيير التي أحدثها تجتاح العالم وتغزوه، وتحقق انجازات تضاف الى رصيد تيار العولمة هذا. والاسلام قد تحوّل الى جدار يحولبينه وبين اختراق واستلاب خصوصيات المسلمين الباقية لديهم والتي تشكل كنّاً لبقايا الهوية القادرة على إنبات جذورها من جديد والبناء عليها.

والاسلام مؤهلبخصائصه، ومزايا شريعته ليكون شريكاً في صناعة مستقبل الانسانية بشكل فاعلاً، ولابد من المسارعة لتغيير نظرة العالم اليه، وبدلا من اتخاذه هدفاً لحملات النظامالعالميّ القائم لابد من إطلاع العالم كله على مزاياه وعلى مايمكن أن يقدمه لتطهير العالم من عوامل الصراع، وتهيئة الناس للدخول في السلم كافة، وليتحقق ذلك لابد منإعادة بناء «الامَّة المسلمة» من جديد، وإخراجها من دائرة مفهوم كامن في ضمائر المسلمين الى واقع حيّ يعيشونه. فكيف يتحقق ذلك؟

9- إنّ مفهوم «الأمّة» في لغةالاسلام «العربيَّة» تعدّدت معانيه واتسعت بشكل لافت للنظر، لكنها ترجع في جملتها الى «القصد والتوجه والغاية والهدف والفكرة» وكل هذه موجهة لتؤم ولتقصد وتبغي قيماًتؤدي الى إحقاق الحق وإزهاق الباطل وإشاعة جوانب الخير. ولذلك فالأمة تنطلق من تصور ورؤية وعقيدة وشريعة لتشكل نظاماً للحياة يقوم يمثل ديناً.

ومفهوم «الأمة»ينعكس بطبيعته الاسلامية القاصرة ليحتوي مفاهيم «القوم والوطن والدولة والشعب» بحيث تفهم كلها في إطاره القيمي فلا تخرج عنه ولا تتعارض معه، بل تعضده وتسانده حتى يتحققمفهوم «الأمة القطب»، ومع أن تلك المفاهيم في أصل بنائها اللغوي ذات طبيعة مكانية وزمانية وعرقية ولغوية، لكن مفهوم «الامّة» من خلال نظامه القيمي تجعل عناصر الزمانوالمكان والجنس واللغة تابعة لذلك النظام القيميّ القائم على القصد والوسط والغاية والدين والعقيدة والحق والخير. وهذا بدوره يشكل منطلقاً لإعادة بناء تلك المفاهيموتنقيتها ووضعها في سياق يكرس ويؤكد المفهوم الأكبر «الأمّة القطب»، فمفهوم الجنس والعرق والنسب تهيمن عليه قيمة «التوحيد» ومفهوم «العقيدة» لتجعل منها وسائل تعارفوأدوات تآلف تدعم رابطة المعتقد الواحد الذي يشكل حجر الزاوية في بناء مفهوم «الأمة». وعلاقات «الوطن والأرض» تحولها قيمة «التوحيد ومفهوم العقيدة» الى المقصود الأولالذي يغرس فيه جذر الأمّة إذا لم يكن له وجود متحقق في ارض او مكان آخر «لتنذر ام القرى ومن حولها». أما إذا كان هناك وجود سابق في ارض أخرى فيأتي مفهوم «الهجرة» إلى أرضاللّه الواسعة، إذ الأرض أرض اللّه. والناس عياله، وذلك للبحث عن مجال حيوى أنسب لغرس جذور الأمّة فيه.

أما اللغة فتحولها العقيدة الى وعاء لنموذجها وفكرها تقدملساناً يعمل على توضيح الغاية العقيدية وبيان القيم. خلاصة القول: أن هذا الذي نجتمع حوله «وحدة الأمّة» وفي ذكرى ميلاد باني الأمة القطب ومؤسسها صلى اللّه عليه وآلهوصحبه وسلم تسليماً كثيراً. يقوم على مبادئ ومقدمات لابد من تحققها. وأهمها:

أولاً

: وجود «مجموعة بشريّة» متجانسة تربط بينها العقيدة الواحدة، والإيمانالراسخ المشترك بكل عناصره وفي مقدمتها «القيم الحاكمة العليا» وهي «التوحيد، التزكية، العمران». وكذلك الأهداف المشتركة.

ثانياً

: تمتلك هذه المجموعةالبشريَّة إدراكاً مشتركاً واحداً حول المبادئ الأساسيّة لا تختلف حوله. في كل ما يتعلق بالعقيدة والشريعة والسلوك الفردي والجماعي.

ثالثاً

: تربط جميع عناصرتلك الجماعة علاقة الوحدة والاتحاد او التآلف والتضامن المطلق في أعلى حدوده.

رابعاً

: أن تدرك جميع عناصر تلك الأمّة - الجماعة.

الوظائف العمرانيّةوالحضاريّة المناطة بها، وأن تتقبل طواعية الجهاد في سبيل تحقيق هذه الوظائف بسائر مستوياته بهذه الدعائم الأساسيّة وعليها تقوم «الأمّة القطب» التي تستطيع أن تحققعالمية الهدى ودين الحق في ظل حاكمية الكتاب.

وشريعة التخفيف والرحمة القائمة على القيم الحاكمة والمقاصد الكلية.

والنبوة الخاتمة التي القت على الأمةالوسط القطب عبىء ما كانت تضطلع به من تلاوة الآيات، وتعليم الكتاب والحكمة، والتزكية والعمران.

واللّه الموفق.

/ 1