لا خلاف فی الدین الحق نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

لا خلاف فی الدین الحق - نسخه متنی

محمد فرید وجدی بک

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

لا خلاف في الدين الحق

لحضرة صاحب العزة الكاتب الكبير

الأستاذ محمد فريد وجدى بك

مدير مجلة الأزهر

شرعالله الإسلام لرفع الخلاف الذي وقع بين الناس في العقائد، لأن التدين فطري في النفس البشرية، وموجد الوجود الذي يتوجه إليه الإنسان بالعبادة والاخبات، لا حد له، ولاتستطيع أقوى العقول البشرية أن تصل إلى كنهه، فكيف يعقل أن تختلف فيه ؟ وقد عبد الخالق على هذه الحالة أحقاباً طويلة. فقد أثبت الاستاذ الكبير (ماكس موللر) الآلماني فيكتابه الجليل (أصل الدين وارتقاؤه)، بالنصوص الدينية الهندية أن الإنسان أول ما عبد سجد للخالق وحده، وأما هذه الأوثان والأنصاب فليست إلا بنات الخيال، استدعتها محبةالإنسان للمس كل ما يشعر به في نفسه، قال ماكس موللر: (إن هذه الآلهة المجسمة ليست إلا تمثيلاً طرأ على الإنسان بعد تلك الحالة الفطرية. وبناء على هذا فقد ركع آباؤناوسجدوا أمام الله الحق حتى قبل أن يجرؤا على الاشارة إليه باسمه).

ثم استرسل هذا المؤلف في البيان فقرر بأن أصل الأديان كلها واحد، وما كان سبب تخالفها إلا ما أحدثتهالنزعات الانسانية، والاهواء النفسانية، من الميل للتحديد والتقييد والحصر. وهذا هو ما نزل به القرآن المجيد حرفاً بحرف. قال الله تعالى (كان الناس امة واحدة، فبعث اللهالنبيين مبشرين ومنذرين، وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغياً بينهم، فهدى اللهالذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم).

/ صفحه 49 /

أي أن الناس كانوا أمة واحدة (فاختلفوا) فأرسل الله النبيين مبشرينومنذرين ليهدوهم إلى وجوه رفع الخلاف، لأن الحق لا يجوز الخلاف فيه.

وقد شدد الله في الزجر عن الخلاف في الدين لأن تفرق الكلمة فيه يؤدي إلى شر ضروب الانقسام بينالجماعات، ويلد أنكأ الضغائن بينها، وقد عرف أن أغول الحروب غولا، وأهولها هولا، كانت في جميع أدوار التاريخ الحروب الدينية. وقد أصاب المسلمين نصيب منها في القرن الأولمن جراء تفرق الكلمة على الخلافة، كان أثرها في وقف الفتوحات الإسلامية ملحوظاً، على أنها كانت ذات طابع سياسي، ولكنها سرعان ما تطورت إلى خلاف ديني للعلاقة الأكيدة بينالسياسة والديانة في الإسلام، ودخلت في تطورات شتى لم تنته الا وللمسلمين ثلاث وسبعون فرقة، ولولا أن الله حمى هذا الدين، لما بلغ المسلمون في النواحي العلمية والعملية،وفي بناء صرح المدنية في القرون الستة التي تلت وجوده، إلى مثل ما بلغه مما يذكره مؤرخو الاجانب مقروناً بالاعجاب والدهش من حكمة الديانة الإسلامية.

وبعد أن أصابالدولة الإسلامية الضعف، وأذهبت طيباتها الفتن، اقتسمت بلادها بعض هذه المذاهب، فاستقل كل فريق في قطر وأخذ يعمل على شاكلته، وبقي خيال من كلمة جامعة لخلافة بغدادتشاركها فيها خلافة في الأندلس، وأخرى في مصر، وغيرها في غيرها مما حدا بشاعر ذلك الزمان أن يقول:

وتفرقوا شيعاً فكل مدينة فيها أمير المؤمنين ومنبر

من العجبالعاجب ان يقع خلاف بين المسلمين، لا لأن الله سبحانه وتعالى نهى عنه وشدد في النهي فحسب، ولكن لأن أصول الإسلام جلية بينه لا تقبل التشكيكات، وقواعده قاطعة مانعة لامجال معها لتعدد الاحتمالات. وقد أفرغت في صورة لغوية بلغت من ضبط المعاني، وتحديد المفاهيم، حداً لا يصادف في كلام أبلغ البلغاء. فان شوهد من الناس من يتوسع في استخراجمعان مختلفة من ألفاظ معينة، فانه إنما يفعل ذلك على حساب نفسه لا على حساب الآيات.

/ صفحه 50 /

التي بين يديه، وقد وصف الله كلامه بالبينات في مواطن كثيرة،تقريراً في الأذهان أنها لا تحتمل اللبس وتدل على مقاصدها دون معاناة ولاكد، وكرر هذا الوصف لكلامه نحو ستين مرة في كتابه الكريم كقوله تعالى: (فيه آيات بينات) و (بل هوآيات بينات) و (أنزلنا اليك آياك بينات) الخ، تنبيهاً على أن ألزم ما يلزم الكلام الإلهي فهمه على وجهه الصحيح، لا على وجه يساور أهواء النفوس وبنات الخيال، وهو ما تتدافعالنفوس الساذجة إليه تطلعا لتنور بعض الاسرار العلوية من خلال الألفاظ، وفضول العبارات. وهو الأمر الذي أفسد جميع الأديان، وأمكن رؤساء المذاهب من تضليل العقول، وتسخيرأصحابها لخدمة أهوائهم.

لم يكتف الإسلام بما كرره من وجوب الوقوف مع مدلولات الألفاظ في الحد المسموح به، ولكنه سند ذلك بتحفظ آخر أدل على ما يريده من كل ما سبق وذلكأنه لما أطلق القرآن الكريم على عيسى (عليه السلام)

أنه روح منه في قوله تعالى: (كلمته ألقاها إلى مريم وروح منه) قال النصارى يكفينا ذلك توهماً منهم أن إطلاق كلمة روحالله على عيسى تدل على بنوته له، فأنزل الله في دفع هذا الضرب من التأويل قولاً فصلاً لا عذر لمتقول على الدين بعده. قال تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكماتهن أم الكتاب، وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعلم تأويله إلا الله. والراسخون في العلم يقولون آمنابه. كل من عند ربَّنا. وما يذكر إلا أولوا الألباب).

بهذه الآية، أوصد الله آخر باب لتأويل آيات القرآن الكريم وألفاظه وفقا لما تتطلبه الأهواء، أو لتأييد بعض الآراء،والمتأمل في كل هذه التحفظات، يرى إلى أي مدى وصل تشديد الكتاب الكريم على أهله في لزوم الحرفية في الدين. وإن ديناً هذا شأنه كان يجب أن لا توجد فيه فرق يخالف بعضها بعضا،ولكن الطبيعة البشرية تتغلب على جميع الحوائل الأدبية والمادية، وتظهر

/ صفحه 51/

وجودها قوية متشددة، ولكن لا يغيبن عنك أنها في الإسلام لم تستطع أن تتغلب علىالحقائق الرئيسية، وهي ميزة لهذا الدين صان الله بها كيانه سليماً من آثار التقلبات إلى اليوم.

ومن ناحية أخرى نرى أن جذوة الحماسة الدينية التي كانت تحفز هذه الفرقللتنابز، وتربص الدوائر بعضها ببعض، قد خفت اليوم وطأتها إلى درجة تكاد لا تحرك فيها ساكناً، وهذه البقية المتخلفة تكفل إزالتها الثقافة العصرية التي عمت الخافقين،وقربت العقول والقلوب بعضها لبعض، وقد لا ينقضي جيلان أو ثلاثة حتى تزول الحدود الفاصلة بين هذه الفرق، لاشتغال العقول بما هو أبعد منها أثراً في تكييف الشخصية، وهوالعلم، العلم الذي يجب أن تتألب جميع العقول البشرية لدفع خطره عن العقول الشرقية. ولست في حاجة لأن أبين أن للعلم خطراً، وهذا الخطر ماثل أمام أعيننا في جميع البلاد علىالسواء، فلو وفقنا الله لصيانة الإسلام منه نكون قد أدينا للأخلاف خدمة سوف يذكرونها مقرونة بالثناء والدعاء.

من حكم بُزُرْ جَمِهْر الفارسي:

* نصحُنى النصحاء،ووعظني الوعاظ شفقة ونصيحة وتأديباً، فلم يعظني أحد مثل شيبي، ولا نصحني مثل فكري. وملكت الأحرار والعبيد، فلم يملكني أحد ولا قهرني غير هواي.

* إن كان شئ فوق الحياةفالصحة، وإن كان شئ فوق الموت فالمرض!

* وسئل: ما المروءة ؟ فقال: ترك ما يعني. قيل: فما الحزم ؟ قال: انتهاز الفرصة. قيل: فما الحلم ؟ قال: العفو عند المقدرة. قيل: فماالشدة ؟ قال: ملك الغضب. قيل: فما الحرق ؟ قال حبٌّ مُفرِط، وبغض مفرط.

/ 1