نزولها: لقد شيبتني هود و الواقعة و أخواتهما(1)
المحصول القرآني:
يخرج الباحث من القرآن: هذا المصدر القدسي الاسمي، مطمئنا يمشي في أرض «عاد»على وضح بين عثار التأريخ، و بيده من القرآن «بوصلة» تدله عبر المحيطات الخبرية على مقر عاد وراء الرمال. والواقع أنه رسم لها صورة كاملة، و أن لم يتخذد موقف المؤرخ،فجاء تمامها على وجه تؤيده مكتشفات العلم الحديث إحدى معجزاته التي جهلها القدماء، و خرّجوها لجعلهم ـ و هم معذورون ـ تخريجاً أسطورياً لا طبيعياً.
/ صفحه410/و قبل أن أقص حكاية عاد مسدودة الثغرات، أحب أن ألم أطراف صورتها العلمية القرآنية الرائعة، في ضوء ما علق بالذاكرة من نتائج الادلة المادية المستخرجة من النصوصو المقارنات و الاثار و البحوث (الجيولوجية) و (البيولوجية) و (الانتر و بولوجية) و ما شاكلها من المعارف المتشابكة التي سهلها و قدمها للناس رجال الاختصاص بجهد يقل عنهشكره مهما عظم.
ضجة بابلية:
و قبل البدء يجب الاعتراف بأنني في منفاى هذا على شاطىء صور من الابيض المتوسط، لا أملك من مصادر التاريخ غير (ضوضاء بابلية) من هذيانالمؤرخين القدماء، و تشويشهم في هذا الموضوع، و غير ذكريات دراسة تنقذها من العقم ملكة الفكر و التأمل و المناقشة، أما الادلة المادية من شواهد العلم الحديث فبعيدة عنيالآن إنها في أدراج لا تألف منفاى المهتم بأخبار المعارك العشائرية في ظل نظام قيل: أنه ديمقراطى! ولو كنت إزاء بطل مثل (عوج) ابن عنق، لهان الامر، و سهل الحديث كنت ـإذن ـ أحدثك عن أعاجيبه يوم سخر بالطوفان، و راح ينقل فوق أمواجه ساقين: قصبتا هما أطول من سارية السفينة! و كنت ـ إذن ـ في سعة الحرية الادبية،
1- الكشاف ج 2 ص 237.