علی اوائل الطریق نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علی اوائل الطریق - نسخه متنی

محمد الغزالی السفا

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

على أوائل الطّريق

للأستاذ الجليل الشيخ محمد الغزالى السفا

وكيل مراقبة الشئون الدينية بوزارة الأوقاف

ذكرالمستشرق المجرى «جولد تسيهر» أن الملك «نادر شاه» سعى جاداً كى يعقد مع الأتراك صلحاً ينقى الجوّ بين الشيعة والسنة «ويضع حداً للخلاف القائم بين الفريقين».

وقد وضعلذلك مشروعاً حسناً، كاد يخرج إلى نطاق التنفيذ لولا أن المنيد عاجلت الرجل فمات قبل أن تتحقق أمنية.

قال «جولد تسيهر»: «ولدينا فيما اشتملت عليه كتابات الفقيهالسنىّ» «عبد الله بن حسين السويدى» وثيقة هامة معاصرة عن محمع دينى عقده «نادر شاه» وجمع فيه بين فقهاء الفريقين.

فى هذا المجمع انتهوا إلى اتفاق يقتضى بضم التشيعإلى المذاهب السنية الأربعة، وجعله مذهباً خامساً.

وصار من السهل بعد قليل ـ بموجب هذا الأتفاق ـ أن يخصص مقام خامس للمذهب الجعفرى فى دائرة الحرم المكى بجوار مقاماتالمذاهب الأربعة السنيد وصار لزاما منذ ذلك الوقت الإقرار بسنية هذا المذهب.

قال: «وما أبدعها من طريقة ضمّ بها الإسلام الشيعى إلى مذهب أهل السنة! ولكن سرعان ماظهرأن هذا كله كان حلماً براقا. وأمنية بعيدة.

فالحقد المتوارث الذى يحمله كلا الفريقين للآخر والضغائن التى شطرت فقهاء المذهبين شطرين جعلتهم بعد موت «نادر شاه» لايستصوبون سياسة التسامح والوفاق.

ثم قال: «أما الحركة التى لاكتها الألسنة كثيراً فى السنين الأخيرة، وتعرف بإسم الجامعة الإسلامية ـ وهى حركة يصورها الكتاب«الأوربيون» كخط واهم تارة أو كشيخ وهمى تارة أخرى ـ فقد روجت فى البيئات الإسلامية فكرة إزالة الخلافات القائمة بين شتى الفرق، تمهيدأ لإيجاد تحالف يجمع بين الأممالإسلامية..».

/صفحه 411/

قال: غير أن هذه ليست سوى حالات فرديد ولا يزال من المتبعد كثيراً أن نستدل من الظواهر الأخرى على أنها تكشف عن حالة عقلية شاملة» بهذاالكلام ختم «جولد تسيهر» كتابه المسموم عن العقيدة والشريعة.

وقد يكون الرجل شرد عن الجادة فى حديثه الطويل عن الإسلام، ولكنه أقترب من الواقع فى تصويره لأحوالالمسلمين، وتجسيمه للشقاق الذى دب بينهم عدة قرون!

وهو الخلاف الذى نرجو أن يتقلص سواده وتنقطع أبعاده، والذى يعمل رجال التقريب لتخليص المسلمين من عوائقهوعقابيله..

لقد أحسست وخزاً فى قؤادى، وأنا أقراً كلمة الإسلام الشيعى، والإسلام السنى، التى ترددت على لسان المستشرق المجرى مراراً.

هل هناك إسلامان حقاً فىأمتنا؟ إنه إسلام واحد، إسلام عار عن هذه الأوصاف الزائدة، مجرّد من تلك الإضافات المحدثة.

إن الله أرتضى لنا الإسلام دينا، ومن سبعين قرناً سمانا أبو الأنبياءإبراهيم بهذا الاسم الكريم، ثم جاء النبى الخاتم محمد بن عبد الله. فهذانا الصراط وأتم النعمة، وترك فينا وحيه وهديه. فنحن بميراثه مستمسكون، وبهذا الإسلام الحنيفمستظلون ومستشرقون، وما نرغب عنه إلى شىء، ولا تصرفنا عنه نسبة مفتعلة.

وقد أختلف المسلمون فى أمور عديدة، لكن أحداً منهم ما يرضى بعنوان غير الإسلام ويستحيل أن ترجحعنده صفة أخرى على العنوان الفذ الأثير...!

إذن ما الذى حدث؟ الحقيقة أن هناك أناسا لا يتقون الله فى دينهم ولا فى أمتهم، أطلقوا غيوماً داكنة من الإشاعات والظنون كانتالعلة الدفينة فى تمزيق الشمل، وملء الرءوس بطائفة من التصورات الباطلة، والنفوس تبعاً لذلك بطائفة أخرى من المشاعر المنحرفة.

/صفحه 412/

وجماهير العامة ـ للأسفالشديد ـ ضحايا لتكاذب متبادل لا أساس له ويوم ينكشف الغطاء عن الحقيقة فسيحزن كثيرون لما أرسلوا من أحكام، وأططلقوا من عبارات..

والمستشرق «جولد تسيهر» معذور فيماكتب عنا، فقد خيّل إلىّ أننا مولعون بالاختلاف لغير سبب قائم، ومولعون بالفرقة لغير خصام دائم..

وإذا كان الأوائل قد جنوا الحنظل من هذا المسلك، فما حرصنا نحن علىلتمسك به؟؟

جاءنى رجل من العوام مغضبا، يتسائل: كيف أصدر شيخ الأزهر فتواه بأن الشيعة مذهب إسلامى كسائر المذاهب المعروفة؟ فقلت للرجل: ماذا تعرف عن الشيعة؟ فسكتقليلا ثم أحاب: ناس على غير ديننا!، فقلت له: لكنى رأيتهم يصلون ويصومون كما نصلى ونصوم!! فعجب الرجل، وقال: كيف هذا؟: قلت له والأغراب أنهم يقرءون القرآن مثلنا، ويعظمونالرسول، ويحجون إلى البيت الحرام..!!

قال: لقد بلغنى أن لهم قرآنا آخر، وأنهم يذهبون إلى الكعبة كى يحقروها فنظرت للرحل راثيا.. وقلت له: أنت معذور؟ إن بعضنا يشيع عنالبعض الآخر ما يحاول به هدمه وجرح كرامته، مثلما يفعل الروس بالأمريكان، والأمريكان بالروس كأننا أمم متعادية لا أمة واحدة.

لا أنكر أن هناك خلافا نشب بين بعضالعلماء والبعض الآخر، بيد أن ذلك لا يسوغ نقله إلى ميدان الحياة العامة ليقسم أمتنا ويصدع حاضرها ومستقبلها.

وهب ذوى الأغراض أو ذوى البلاهة صنعوا ذلك قديماً،فلحساب من يستبقى هذا الشر؟ وتانى الأمة كلها ويلاته، بل لحساب من يستبقى هذا الشر حتى يجىء من الأجانب من يقول هناك إسلام سنى وإسلام شيعى!!

جزى الله العاهل الفارسى«نادر شاه» على جهاده لجمع الكلمة ولمّ الشمل، غير

/صفحه 413/

أن دور التقريب يقع فى عصرنا على علماء قبلما يقع على الحكام.

صحيح أن الخلاف نشأ منه سياسيا ووسعتشقته مسالك الحكام ومطامع السلطان.

وعلى السياسة أن يصلحوا ما أفسد أسلافهم، وأن يسخروا قواهم فى التجميع بعدما سخرت قديماً فى الفتق والشتات..

لكن الدور الآنللعلماء كما قلت، فإن العلم تأثر بالحكم دهرا، وتلونت الدرسات الدينية بمآرب الحاكمين، ثم ذهب المنتفعون من ذوى السلطة، وبقى المخدوعون من أهل العلم أعنى العامةوأشباههم

فعلينا نحن ـ حملة الإسلام ـ أن نصحح الأضاع وأن نزيل الأوهام. وأعتقد أن فتوى الأستاذ الأكبر الشيخ محمود شلتوت شوط واسع فى هذه السبيل. وهى استئناف لجهدالمخلصين من أهل السلطة وأهل العلم جميعا، وثكذيب لما يتوقعه المستشرقون من أن الأحقاد سوف تأكل هذه الأمة قبل أن تلتقى صفوفها تحت راية واحة وهذه الفتوى فى نظرى بدايةالطريق، وأول العمل.

بداية الطريق لتلاق كريم تحت عنوان الإسلام الذى أكمله الله جل شأنه وأرتضاه لنا دينا.

وبداية العمل للرسالة الجامعة التى تعنى العرةللمؤمنين والرحمة للعالمين..

إن الظنون والخرافات تجتاح الجمهى من أهل السنة والشيعة، والتخلف البعيد يقعد بهم جميعا عن حق الله وحق الحياة.

والدنيا تنطلق بسرعة،وتصعد فى سلم الارتقاء المادى المحض، وتنظر شزراً إلى الأجناس المتخلفة وكأنها خلق آخر.

وليس إلا الإسلام علاجاً لهذا الشرود! لكن أى إسلام؟

الإسلام الذى تآخى فيهالعارفون، وأشرب روحه أتباع عقلاء مسامسح..

إن الجهل والفراغ يهزان أصول الاعتقاد، وتنشأ فى ظلهما أجيال تافهة عابثة.

/صفحه 414/

فهل ندع الحريق يجتاح بيضتنا،وننشغل عنه بالتلاوم والتكاذب؟

ألا إن الأمر أجل مما يتوهم قصار النظر! وأرى أن الطريق لا تزال طويلة لكننا عرفناها، وبدأنا المسير، ومن سار على الدرب وصل.

/ 1