نظام الإسلام السیاسی وعلاقة الدین بالدولة فی هذا النظام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نظام الإسلام السیاسی وعلاقة الدین بالدولة فی هذا النظام - نسخه متنی

محمود اللبابیدی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ولا يتوهمن أحد أن هذه الآية قد انتهى حكمها بوفاة الرسول عليه الصلاة والسلام، كما تبادر إلى ذهن بعضهم. كلا، فإن القرآن قد نص على أن الأمة وحدها هي مصدرالسيادة والسلطة وليس الله. نعم كان الله هو المشرع ابتداءاً، ثم غدا التشريع إلى الأمة انتهاء. لان الله سبحانه ـ رحمة بالناس ـ هو الذي رد هذه السلطة إلى الأمة حين قال(وأمرهم شورى بينهم). ثم ألا ترى أن حق الله يفسره الفقهاء دوماً بأنه حق الجماعة (1).

إنه لمن فخر العرب على الأمم أجمع، أن كان لهم منذ الربع الأول من القرن السابعالميلادي دستور يعترف للأمة بالسيادة وبأنها مصدر السلطات؛ بينما كان ظهور هذه الفكرة، قد تأخر في أوربا إلى القرن الثامن عشر، وعد ذلك ضرباً من الجسارة والخيال (2).

المبحث الثالث:

هل يربط الإسلام بين الدين والسياسية؟

لابد لنا قبل المضى في هذا المبحث، من أن نحدد أولا ما يقصد بالدين، لتتضح العلاقة بين الدينوالسياسة على وجه معلوم.

هناك سوء فهم لما يقصد بالدين. فالدين في أذهان كثير من الناس عبارة عن كل ما يصدم العقل ويتنافي مع الحكمة. وقد خلع الناس عليه هذا الوصف

هذا من الوجهة النظرية. أما إذا سألني سائل عما إذا كنت أرى إدخال تعديل على ما نصب عليه الشريعة، فإني أصرح مخلصاً، بأنني لم أجد حتى الآن ما يوجبأي تعديل في هذه الشريعة الكريمة. وأضيف إلى ذلك أن المسلمين ليسوا في حاجة إلى اقتباس القوانين عن غيرهم ولكنهم في الواقع بحاجة قصوى إلى من يصوغ لهم هذه الشريعة صياغةجديدة تنفق والمفاهيم الحديثة.

وزير الخارجية الفرنسية بارتلمي سنت هيير في مقدمته لكتاب (السياسة) لارسطو ص 79 الطبعة العربية.

/ صفحه 394/

المفجع، نتيجةانقراض جيل رشيد من علماء الدين ومفكريه وظهور طبقة من المقلدين الجهلاء الذين ألصقوا بالدين ما ليس منه، وخرجوا به من الحكمة إلى السخف، فنفر منه حتى أصحاب الفطرالسليمة.

وقد ازداد الناس سوء ظن بالدين وكراهية لرجاله، لما اطلعوا على تاريخ الكنيسة الغربية، ذلك السجل الأسود الطانح بصفحات كريهة من اضطهاد العلم والعلماء،وبطريق التداعي أسئ فهم الدين في الإسلام ايضاً.

وهنا أود أن أستعيد ما قلته في مقدمة بحثي (الاقتصاد الاسلامي) (1) في هذا الصدد إذ عالجت المشكلة نفسها وقلت:

(ولميقتصر سوء الفهم هذا ـ فهم الدين في الإسلام ـ على الأجانب، بل شمل كثيراً من أبناء الإسلام الذين لم يدرسوه دراسة علمية، الأمر الذي استلزم أن يقعوا في أخطاء ما كان لهمأن يقعوا فيها، لو لا سوء الفهم هذا.

(وأول هذه الأخطاء، سوء التقدير لعلاقة الإسلام بالدولة، ثم سوء التقدير لعلاقته بالعلوم الكونية، ولذا رأينا أن بعضهم راح يناديبفصل الدين عن السياسة مأخوذاً بما فعله أمم كانت تدين للكنيسة بالطاعة، لأنه يظن خطأ أن السياسة في الإسلام أو الاقتصاد الاسلامي، كلاهما ذو رائحة دينية من النوع الذيخاصم العلم والعلماء).

وكلمتي إلى هؤلاء في توضيح ما عنيته بمفهوم الدين في الإسلام، أنه إذا كانت الكنيسة في يوم من الايام، قد استبدت في توسيع سلطاتها إلى بعضعبارات الكتاب المقدس، حتى صارت تتدخل باسم الدين في الصغيرة والكبيرة، فقد حرر الإسلام اتباعه من مثل هذه السلطة ومن أي سلطة أخرى مهما علا شأنها.

حتى أن اللهسبحانه وتعالى خاطب رسوله الكريم في كتابه العزيز محدداً وظيفته بقوله (إنما أنت مذكر، لست عليهم بمسيطر) محرماً وجود هيئات كهيئات الإكليروس.

العدد الثالث من السنة الثالثة لمجلة رسالة الإسلام ص 258 ـ 280.


/ 6