بين الإنسانية الرفيعة، والحيوانية الوضيعة:
نظام البغاءوصمة في تاريخ بنيالإنسانلحضرة الأستاذ الدكتور علي عبد الواحد وافي من أشد النظم الاجتماعية فساداً، وأبعدها عن مقومات الشرف والفضيلة، وأكثرها مجافاةلمناهج الاجتماع الانساني السليم، وأدناها إلى الحيوانية الوضيعة، وأدعاها إلى إشاعة الفوضى وانتشار الفجور، نظام البغاء الذي يعد بحق وصمة عار في تاريخ بني الانسان. فقد أقرت الشرائع والتقاليد لدى كثير من الشعوب المتحضرة والبدائية نظام البغاء، ومن الغريب أن انتشار هذا النظام ـ إن صح تسميته نظاماً ـ أوسع من انتشاره عند غيرها.
فالعهد القديم يحدثنا عن البغايا من الإماء وغيرهن، وعن البغاء على أنه نظام معترف به ومنتشر انتشاراً كبيراً لدى قدماء العبريين، ويذكر أن كثيرا من آباء بني إسرائيلومن علية القوم أنفسهم كانوا يغشون أحيانا منازل المومسات، وأن هؤلاء كانت لهن أجور معلومة، وينص سفر الللاويين على أنه لا يجوز للأب أن يخصص ابنته للبغاء (1)؛ وهذا يدلعلى أن فريقا من بني إسرائيل في هذا العهد كانوا يفعلون ذلك.
وكان هذا النظام منتشراً كذلك عند العرب في الجاهلية، ففي حديث عائشة عن أنواع النكاح قبل الإسلام أنه كان يجتمع الناس الكثير فيدخلون على المرأة لا تمتنع ممن جاءها؛ وهن البغايا، وكن ينصبن على أبوابهن رايات تكون
(1) اللاويون، إصحاح 19، آية 29.