أصول التاریخیة و الجغرافیة لبعض الکلمات نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أصول التاریخیة و الجغرافیة لبعض الکلمات - نسخه متنی

محمد الغزالی عرب

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الأصول التاريخية و الجغرافية لبعض الكلمات

الأصول التاريخية و الجغرافية لبعض الكلمات

للأستاذ محمد الغزالي عرب

طال بحثي عن كتاب يعنى عنايةخاصة برجع كثير من الكلمات العربية و الأجنبية إلى أصولها اللغوية و التاريخية و الجغرافية، و قد بحثت في دار الكتب المصرية، و مكتبة جامعة القاهرة، و مكتبة الأزهر، و بعضالمكتبات العامة و الخاصة، فلم أظفر بمثل هذا الكتاب.

و إن حاجتنا لماسة إليه إنصافا للحقيقة و التاريخ، و منه نعرف مثلا أن بلاد (الروم) هى (تركيا) و أن (بحرالروم) هو(البحر الأبيض المتوسط) و أن (القسطنطينية) هى (استانبول) و أن الذي أنشأها هو قسطنطين امبراطور الرومان، و نعرف منه كذلك أن المدن التي يسميها الإسبانيون اليوم فيإسبانيا: (سيفيليا) و (كردبا) و (جرانادا) هى بعينها الحواضر الإسلامية المشرقة في تاريخ الحضارة الإنسانية و المدنية العربية الإسلامية، و أعنى بها (إشبيلية) و (قرطبة) و(غرناطة) كما نعرف منه أن المدينة التي يعرفها الأتراك اليوم باسم (بروسة) على مقربة من (أنقرة) هى المدينة المعروفة في التاريخ العربي الإسلامي باسم (عمورية) التي كانتمدينة حصينة من بلاد آسيا الصغرى، تحت حكم الروم الدين أغاروا على بعض الثغور الإسلامية أيام المعتصم بالله العباسي، فمضى لحربهم، و حاصر (عمورية) حتى فتحها و استولى علىمغانم كثيرة منها، و كان ذلك عام 223 هـ ، و في هذا النصر المبين الحاسم قال أبو تمام قصيدته البائية المشهورة التي مطلعها:

السيف أصدق أنباء من الكتب    في حده الحدبين الجد و اللعب

/ صفحة 321 /

و فيها يقول مخاطبا يوم (عمورية):

يا يوم وقعة عمورية انصرفت    عنك المنى حقّلا معسولة الحلب

أبقيت جدّ بني الإسلام فيصعد    و المشركين و دار الشرك في صبب

و قد كتبت اقتراحا بهذا الشأن في إحدى الصحف المصرية الكبرى لفتا لأنظار أهل العلم و اللغة و التاريخ.

و الآن و قد مضى علىعرض هذا الاقتراح أمد بعيد دون ان يتفضل أحد من العلماء و الباحثين بإرشادي إلى مثل هذا الكتاب الثمين ، أقول : و الآن … يطيب لى أن أقدم بين أيدي قراء (رسالة الإسلام)كلمات تجري بها ألسنة الخاصة أو العامة، دون أن تعرف الجمهرة العظمى الأصل الذي ترجع إليه كل كلمة منها، و ذلك موضوع محاورتي، و موضع تجربتي، و عفوا و معذرة أيها القراءالكرام، فإنما هى باكورة، و باكورة البستان لا يلزم أن تكون أجود ما يغل، و إن كانت أول ما يغل.

* * *

من الكلمات التي لها أصولها كلمة: (بحيرة طبرية) التي عناها بعضالشعراء العرب في كثير من أشعارهم، و لا سيما أبوالطيب المتنبي، الذي قال يصف المعركة الخطيرة بين الأسد و بدر بن عمار الفارس البطل قصيدة مطلعها:

ورد إذا ورد(البحيرة) شاربا    ورد الفرات زئيره و النيلا

متخضب بدم الفوارس لابس    في غيله من لبدتيه غيلا

و البحيرة التي عناها أبوالطيب، هى بحيرية طبرية، التي سميتبهذا الاسم نسبة إلى القصير الروماني (طبباريوس) الذي أشار إليه إنجيل لوقا في الآية الأولى من الإصحاح الثالث قائلا: (و في السنة الخامسة عشرة من سلطنة طبباريوس قيصر…).

و هذه البحيرة تقع شمال فلسطين، و من هنا كانت تسمى جنة شمال فلسطين،

/ صفحة 322 /

و على حافتها الغربية تقع قرية طبرية، و هى بحيرة بركانية قديمةطولها ثلاثةعشر ميلا و عرضها ستة أميال، و تنخفض تسعة و ستين مترا عن مستوى سطح البحر، و سواحلها الشمالية رملية، و أما سواحلها الجنوبية فصخرية ، و ساحلها الشرقي حافةجبلية تمتد محاذية للبحيرة، و في شما ل هذه الحافة الجبلية مساقط مائية ، و على شواطيء البحيرة حجارة جيرية حمراء تتخللها أشجار أشهرها أشجار النحيل و النبق، و أغرب نباتتراه على تلك الشواطيء هو النبا ت الأثرى المعروف بنبات (البردى).

و من هذه الكلمات كلمة (أكاديمية) و كلمة (ليسيه) و هاتان الكلمتان - كما قال جلبرت هايت (1) - مشتقتان مناسمي شخصين كان لهما ضريحان قريبان من الموضع الذي أقيمت عليه بعد ذلك (أكاديمية) أفلاطون، و (ليسية) أرسطو … أما (الأكاديمية) فمنسوبة إلى الناسك الوثنى (أكاديموس)صاحب أحد الضريحين، و ما أكثر المنشئات العلمية العظيمة التي تحمل هذا الاسم التاريخي العريق.

و منها كلمتا: (أوروبا) و (آسيا) أما أوروبا فترجع إلى الكلمة الأشوريةالقديمة (إرب) و معناها (الغرب) أو (غروب الشمس) و أماآسيا فترجع إلى الكلمة الأشورية (أسو) و معناها (الشرق) أو (شروق الشمس) و كان الأشوريون يطلقون كلمة (إرب) على البلادالواقعة في الغرب، كما يطلقون كلمة (أسو) على البلاد الواقعة في الشرق.

و منها كلمة (صحراء النقب) فإنها ترجع إلى الكلمة العبرية (النجب) و معناها الجنوب، و إذا كانتبحيرة طبرية السابق ذكرها تقع شمال فلسطين فإن (النقب) هو القسم الجنوبي من فلسطين، و يحده البحر الأبيض غربا، و وادي العرابة شرقا، و صحراء سينا جنوبا، و مقاطعات يافا والرملة والخليل شمالا، و غني عن البيان أن موقع النقب من أخطر المواقع بالنسبة إلى العرب، لتوسطه بين مصر و الأردن، واتصاله بميناء العقبة و فلسطين.

ــــــــــ

(1) فن التعليم: تأليف جلبرت هايت، و ترجمة محمد فريد أبو حديد ص 216.

/ 1