مذهب المبرد فی النقد الادبی (1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مذهب المبرد فی النقد الادبی (1) - نسخه متنی

علی العماری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

كان محدثا في عصره، وهو لذلك يروى كل حسن، ويطرح كل ردىء دون نظر الى من أتى به.

فماذا كان موقفالمبرد من هؤلاء؟ كان المبرد نحويا لغويا، وهؤلاء يعنون بالقديم، لأنهم يعتمدون عليه في الشاهد والمثل، وكان المبرد بصريا وذوق البصريين يميل الى الجزالة والرصانةوالقوة، فكان طبعياً أن يميل المبرد نحو أصحابه فيحذو حذوهم ويتعصب للقديم، ولكن الرجل كان أديباً ظريفا، وكان يجالس الجاحظ ويلقى ابن قتيبة، فقد جمعتهما بغداد وهمامتقاربان في السن، وكان ابن قتيبة يقرىء كتبه ببغداد قبل وفاته، على أنهما اجتمعا في الأخذ عن أبي حاتم السجستاني، فغريب جداً أن يكون المبرد ترسم خطى الجاحظ، وسلك مسلكابن قتيبة، وهذا الذي كان، فانا نجد أبا العباس في مقدمة كتابه (الكامل) وهي مقدمة موجزة جداً، لم يصرح بالتحيز لأحد، وانما نيته أن يختار ما يقع في حفظه (من خطبة شريفة،ورسالة بليغة) فليس يعينه حينئذ، لأي خطيب اختار، ولا عن أي كاتب أخذ، وانما الذي يعنيه أن تكون الخطبة شريفة، والرسالة بليغة، ثم يصرح عن رأيه بعد قليل من ابتداء الكتاب،فنراه وهو يتحدث عن الفرزدق مقارنا بين شعر له سخيف، وآخر جيد رصين، وقد علمت أنهم كانوا يعدون الفرزدق وطبقته من المحدثين، ولهذا يقول عقب هذه المقارنة: (وليس لقدم عهديفضل القائل، ولا لحدثان عهد يهتضم المصيب، ولكن يعطى كل ما يستحق، ألا ترى كيف يفضل قول عمارة على قرب عهده:




  • تبحثتم سخطى فغير بحثكم
    وان يلبث التخشين نفسا كريمة
    وما النفس الا نطفة بقرارة
    اذا لم تكدر كان صفواً غديرها



  • نخيلة نفس كان نصحا ضميرها
    عريكتها أن يستمر مريرها
    اذا لم تكدر كان صفواً غديرها
    اذا لم تكدر كان صفواً غديرها



فهذا كلام واضح، وقول عذب)(1).

ولكن الى أيمدى طبق المبرد هذه النظرية، أن أول ما تلاحظه في هذا


(1) الكامل ج 1 ص 18.




/ 4