بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
و اذا فأبو عبدالرحمن صوفي عربى الارومة، و والده، وجده أبو عمرو بن نجيد كذلك، وهو دليل مادى يدفع رأى الذين يرون أن العقلية العربية لايمكن أن ينمو فيها التصوف، و لا أن تفكر فيه، و إنما هو: ((ثورة العقل الارى على الدين السامى الفاتح.(1)كان والد أبى عبدالرحمن شيخاً ورغاً زاهداً، دائم المجاهدة، له القدم في علوم المعاملات(2) و قد صحب ابن منازل، و أبا على الثقفى، و هما من شيوخ الملامتية في خراسان، ومن تلاميذ أبى عثمان الحيرى.ولكنه لم يكن موسعاً عليه في رزقه، يذكر الجامى أنه ((لما ولد له أبو عبدالرحمن باع ما عنده و تصدق به(3)) ) و كان على ضيق ذات يدهعالماً جليل القدر، يقول عنه الحاكم أبو عبدالله في ((تاريخ نيسابور)) : قلما رأيت في أصحاب المعاملات مثله(4)) ).توفي والد أبى عبدالرحمن أبو محمد الحسين بن محمدبن موسى الازدى سنة نيف و أربعين و ثلثمائة(5)، و قد اشتهر أبو عبدالرحمن بنسبته الى قبيلة والدته أكثر من اشتهاره بنسبته الى قبيلة والده، و مرد ذلك في الاغلب الاقرب أنالسلميين - و هم قبيلة والدته - كان لهم شأن في نيسابور: فتحاً و حكماً و ثروة و جاهاً و عدداً، و قد مر أن واحداً منهم ولى أمر نيسابور، من سنة احدى و أربعين الى سنة خمس وأربعين في عهد معاوية بن أبى سفيان.و ثمة شىء آخر، و هو أن والد أبى عبدالرحمن لم يكن في سعة من العيش، على فضله و كرم خلقه و علمه، بل كان مقدراً عليه رزقه، وكان أهل والدته(1) الصوفية في الاسلام: ص 17.(2) نفحات الاندلس، مخطوط فارسى، مكتبة جامعة القاهرة: ورقة 77.(3) المصدر السابق،ورقة 77.(4) تاريخ الاسلام، مخطوط دار الكتب المصرية ج، 21 ص 219.(5) سير أعلام النبلاء: ج 11 ق / ورقة 55.