ابن میثم البحرانی و الوضع السیاسی و الاجتماعی المعاصر له نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ابن میثم البحرانی و الوضع السیاسی و الاجتماعی المعاصر له - نسخه متنی

محمود محمدی عراقی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ابن ميثم البحراني والوضع السياسي والاجتماعي المعاصر له

أ. الشيخ محمود محمديعراقي

رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية

مقدمة

إن الحديث عن ابن ميثم وتجليل ذكراه العطرة اليوم يشدنا إلى معرفة ملامحشخصية هذا العالم الكبير والمؤهلات التي أوجدته وأبرزته علماً كبيراً، وفقيهاً ومتكلماً في تلك الحقبة من الزمن التي عاشها، كما يدعونا الى معرفة الأوضاع السياسيةوالاجتماعية التي كانت سائدة آنذاك، والتي عاصرها الشيخ الفيلسوف الفقيه ميثم بن علي ابن ميثم البحراني.

فالبحرين التي هي مسقط رأس عالمنا الكبير ومنذ القدمكانت لها مكانة مرموقة ومعروفة على المستوى الإداري للدولة الإسلامية، أو على مستوى الدراسات الدينية والحوزات العلمية، وكذا للباحثين عن العلم والمعرفة، وكانت تقصدمن جميع الأصقاع غرباً وشرقاً لدرجة أن عبر عنها العديد

(130)

من الباحثين أنها (مأوى لكل من أراد العلم والأمان).

فقد كان يقصدها العلماء مهاجرينخوفا من جور السلاطين الطغاة مما جعلها مركزا يتجمع فيه العلماء والجهابذة من أهل العلم، الأمر الذي أدى إلى إثراء الحركة العلمية في الفقه وأصوله والفلسفة والآدابومختلف صنوف المعرفة والعلوم، ولا تزال شواهد قبور هؤلاء العظماء وأضرحتهم شاهدا من الشواهد الشاخصة على احتواء هذه الأرض الطيبة وجمعها لعظماء العلم وأساطينه.

ونحن في هذا البحث الذي وسمناه بـ (ابن ميثم البحراني والوضع السياسي والاجتماعي المعاصر له) سوف نتحدث بعد هذه المقدمة عما يلي:

أولاً: صورة عن حياة ابن ميثمرحمه الله.

ثانياً: البيئة التي عاشها ابن ميثم البحراني (ره).

ثالثاً: الأوضاع السائدة أيامه.

وتنتهي بخاتمة عن الموضوع.

نرجو أن نكون قدوفقنا عبر موضوعنا بالمشاركة ولو بهذا النزر القليل في إحياء معالم هذا النابغة الكبير رحمه الله خدمة للعلم وتقرباً إلى الله تعالى، والله سبحانه الموفق لما فيه الخير.

أولاً: صورة عن حياة ابن ميثم رحمه الله

ولد شيخنا الجليل ميثم البحراني رضي الله عنه عام 636 هجرية في قرية الماحوز القريبة من العاصمة المنامة فيالبحرين(1) وكانت تسمى هذه سابقاً بـ (هرته) وفيها عيناً تسمى باسم هذه القرية، لكن ردمت هذه العين كما

(131)

حصل لغيرها بعد أن نضبت مياهها. وقد وافاه الأجلعام 699هـ - 1299م ودفن في قرية (هرته) بالماحوز وبني عنده مسجد سمي باسمه، وكان منذ صغره معروفاً بالذكاء وقد شغل بالدرس منذ الصغر وتدرج في مسالك العلم، وكان من ابرز أساتذتهآنذاك.

ـ الشيخ جمال الدين علي بن سليمان البحراني.

ـ الشيخ أبو السعادات اسعد بن عبدالقاهر بن اسعد الهلالي.

ـ وكذلك المولى نصير الدين محمد بنمحمد بن الحسن الطوسي.

كما درس على نخبة من طلاب المعرفة، وتخرج هؤلاء التلاميذ الذين يعدون من ابرز فقهاء وعلماء عصرهم، وهو دليل على عظمة شيخنا الجليل ومنهم:

ـ الشيخ محمد جهم الأسدي الحلي.

ـ المولى نصير الدين الطوسي (كما روي في التاريخ).

ـ العلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر.

ـ السيدعبدالكريم بن احمد بن طاووس الحلي.

ـ الشيخ عبدالله بن صالح البحراني.

ـ الشريف الجرجاني وغيرهم.

آثاره العلمية

أما آثاره العلميةفقد تعددت مؤلفاته في مختلف صور المعرفة ولاقت شهرة علمية واسعة نذكر منها:

1ـ الوحي والإلهام.

(132)

2- المراسلات.

3- شرح نهج البلاغة - عدةمجلدات وهو الشرح الكبير المشهور.

4- شرح المائة كلمة للإمام علي(ع) المسمى بمنهاج العارفين.

5- تجريد البلاغة في المعاني والبيان.

6- شرح حديثالمنزلة.

7- قواعد المرام.

8- اختيار مصباح السالكين.

9- آداب البحث.

10- شرح الإشارات.

وغير ذلك من الكتب والبحوث النفيسة التي كانتولا تزال مصدرا مهماً للدارسين والمحققين ورواد المعرفة.

وقد امتاز الشيخ البحراني ابن ميثم بأسلوب علمي رائع، كما امتاز الشيخ بأخلاقه العالية ومشاركاتهالعلمية في زياراته لمركز العلم في النجف الأشرف وغيرها من المدن العلمية المشهورة، وعقد جلسات نقاش وعلم مع الكثير من العلماء والفضلاء، حتى قال فيه الكثير من العلماءتعريفاً ومدحاً بمنزلته العلمية، وكتب عنه البعض الآخر.

فقد وصفه الشيخ سليمان الماحوزي قائلاً: (الشيخ ميثم بن علي البحراني، هو الفيلسوف المحقق، الحكيمالمدقق، قدوة المتكلمين، وزبدة الفقهاء المحدثين، العالم الرباني كمال الدين ميثم البحراني، غواص بحر المعارف ومقتنص شوارد الحقائق واللطائف، ضم إلى إحاطاته بالعلومالشرعية، وإحراز قصبات السبق في العلوم الحكيمة والفنون العقلية ذوقاً جيداً في العلوم

(133)

الحقيقية والأسرار العرفانية، كان ذا كرامات باهرة ومآثرظاهرة، ويكفيك دليلاً على جلالة شأنه، وسطوع برهانه اتفاق كلمة الأئمة، أساطين الفضلاء في جميع الأعصار على تسميته بالعالم الرباني، وشهادتهم له بأنه لم يوجد مثله فيتحقيق الحقائق وتنقيح المباني) (2).

أما الحر العاملي فقال: (كان من العلماء الفضلاء المدققين متكلماً باهراً يروي عنه السيد عبدالكريم بن احمد بن طاوس وغيره) لهتصانيف منها (شرح نهج البلاغة) لم يعمل مثله.

وكذلك قال عنه السيد حسن الصدر إذ يقول: (الشيخ ميثم بن علي البحراني المعاصر للسكاكي صاحب (المفتاح) كان علامة فيالعلوم العقليةوالنقلية) (3).

كما عرف عن الشيخ ابن ميثم انه لاذع النقد ولا يسكت عن قضية تحتاج إلى تعليق أو بيان رأي بل يقول ما يجب أن يقال له. وله قصص في هذاالمجال منها:

لما زار العراق لبس ثياباً رثة ودخل بعض المدارس هناك حيث عرف العراق بالأساتذة المرموقين والحذاق وسلم على من في المدرسة، فردوا عليه السلامبالاستثقال، وقد جلس عند منزع الأحذية ولم يلتفت إليه أحد منهم وهو يستمع إلى بحوثهم وفي أثناء المباحثة وقعت بينهم مسألة مشكلة دقيقة لم يتوصلوا إلى حلها، وكلّت عنهاأفهامهم فأجاب الشيخ رحمه الله تعالى بتسعة أجوبة بغاية الجودة والدقة. فقال له بعضهم بطريق السخرية والتهكم (أخاك طالب علم) ثم بعد ذلك حينما حضر الطعام فلم يواكلوه بلافردوا بشيء قليل إليه.

(134)

لكن الشيخ في اليوم التالي (الثاني) عاد إلى هذا المكان وقد لبس الملابس الفاخرة ذات أكمام واسعة وعمامة كبيرة وهيئة رائعة.فلما دخل وسلم عليهم قاموا تعظيماً له واستقبلوه تكريماً وأجلسوه في صدر ذلك المجلس الذي فيه الفضلاء والعلماء وأكابر المحققين والمدققين، ولما شرعوا بالمباحثة تكلممعهم بكلمات عليلة لا وجه لها عقلاً وشرعاً فقابلوا كلماته بالتحسين والتسليم والإذعان، وعند مجيء الطعام بادروه بأنواع الأدب، فألقى الشيخ كمه في ذلك الطعام وقال (كليا كمي) فلما شهدوا ذلك الحال العجيبة استغربوا واستفسروا فأجاب (إنكم إنما أتيتم بهذه الأطعمة النفيسة لأجل أكمامي الواسعة لا للنفس القدسية اللامعة وإلا فأنا صاحبكمبالامس وما رأيت تكريماً ولا تعظيماً حيث جئتكم بالامس بهيئة الفقراء وسجية العلماء، واليوم جئتكم بلباس الجبارين وتكلمت بكلام الجاهلين، فقد رجحتم الجهالة على العلموالغنى على الفقر… فاعترف الجماعة بالخطأ.

وقبل أن نترك البحث عن حياة هذا العالم الكبير نشير إلى أن شيخنا وعلى عظمة شأنه فقد زار أهم المدارس العلميةوالجامعات في زمانه. وعلى رأسها زيارته للحوزة العلمية في النجف الأشرف، المركز العلمي الذي يضاهي الجامعات العلمية الدينية الأخرى كالأزهر في مصر والزيتونة في تونسوالقرويين في المغرب. إضافة إلى زيارة بغداد وعلمائها كالشيخ أبي السعادات اسعد الأصفهاني والشيخ نصير الدين الطوسي وغيرهما لا يسع ذكر كل ذلك في هذا البحث الموجز، وقدقام في بغداد في دار السيد صفي الدين بن الأعسر الحسيني(4).

كذلك الحلة التي تعتبر من مراكز العلم آنذاك، وبعلمائها كالمحقق الحلي نجم الدين جعفر بن الحسن المتوفىعام 616هـ وغيرهم.

(135)

ثانياً: البيئة التي عاشها ابن ميثم البحراني(ه)

بعد استعراض حياة الشيخ الجليل ابن ميثم البحراني ومعرفتنا لنشاط الشيخ رحمهالله نريد أن نمر ولو سريعاً على البيئة التي عايشها رضي الله عنه.

1ـ البيئة العلمية: كانت البيئة العلمية في عصر الشيخ ابن ميثم بيئة احتوت مجاميع من العلماءالعظام، وحركة الشيخ ميثم بن علي بن المعلى المعروف بالمتكلم القدير، سيما في القرن السابع الذي أنتج علماء أفذاذ لا يزال تاريخ الفقه الاسلامي الأساسي يفتخر بهؤلاء،وقد اثروا المدرسة الإسلامية والمكتبة الإسلامية والإنسانية بآثارهم التي لاتزال مصادر ومعين صافي يستأنس به طلاب المعرفة والباحثون والمحققون في علوم الإسلام الحنيفوالأدب وغيره.

ومن أمثال هؤلاء المراجع العظام العلامة جعفر الحلي، يحيى بن سعيد الحلي، السيد عبدالكريم بن طاووس الحلي، الخواجة نصير الدين الطوسي العالمالمتكلم، علي بن سليمان بن يحيى البحراني وكذلك العلامة سليمان بن عبدالله البحراني الذي ألف رسالة خاصة اسماها السلافة البهية في الترجمة الميثمية إذ قال فيها عن شيخناابن ميثم البحراني: (هو الفيلسوف المحقق والحكيم المدقق قدوة المتكلمين وزبدة الفقهاء والمحققين).

كذلك ابن النوطي البغدادي الذي ذكر الشيخ ابن ميثم البحرانيواصفاً إياه بالفقيه الأديب(5) ، كذلك علماء آخرون كالشيخ محمد جهم الأسدي الحلي والشيخ عبدالله بن صالح البحراني والعلامة الشيخ الجرجاني والمحقق الحلي وكثيرون.

2- البيئة الأدبية: وهي الأخرى كانت حافلة بالأدب ونكاته الرائعة وأستاره

(136)

التي تغذي العواطف وكذا العقول، حتى الشيخ نفسه كان أديباً بارعاً ولهأشعار في الحكم وشعر الالتزام ومؤلفاته بالبلاغة وعلم البيان ومن أشهرها (تجريد البلاغة في المعاني والبيان) وكتابه الآخر في علم البديع، وقد وصف بأنه صاحب الفنونالعقلية ذوقاً وإجادة.

ومن نوادر الشيخ الأدبية أن له قصة معروفة مع بعض علماء العراق، ففي أوائل دراساته كان معتكفاً في زاوية العزلة، مشتغلا في تحقيق الفروعوالأصول، فكتب إليه أحد فضلاء الحلة رسالة تحتوي على عذله وملامته على هذه الأخلاق وقالوا: العجب منك أنت على شدة مهارتك في جميع العلوم والمعارف وحذاقتك في تحقيقالحقائق وإبداع اللطائف، قاطن في طلول الاعتزال، ومخيم في زاوية الخمول الموجب لخمود نار الكمال، فكتب الشيخ ابن ميثم إليه في جوابه هذه الأبيات وهي لبعض الشعراءالمتقدمين:




  • قد قال قوم بغير علم ما المرء إلا بأصغريـه
    من لم يكن درهم لديه لم تلتفت عرسه إليه



  • من لم يكن درهم لديه لم تلتفت عرسه إليه
    من لم يكن درهم لديه لم تلتفت عرسه إليه



فقلت قول امرئ حكيم ما المرء إلا بدرهميه

وكانت للشيخ ابن ميثم البحراني مراسلات ومكاتبات مع الكثير، والذي يقرأ من مؤلفات الشيخ يلاحظ قوة بيانه وروعة أسلوبه وإنشائه.

3- البيئة الاجتماعية: على الرغممن الظروف السياسية التي تقهر أحياناً والتي عاشها الشيخ وعاصرها. فان البيئة الاجتماعية آنذاك كانت بيئة متواضعة لكنها كانت تقدر العلماء وتجلهم، وكانت كذلك تقدسالإسلام وتقدر المراكز العلمية وقبور الأولياء لما لهم من تاريخ، وكان المجتمع آنذاك يقدم المساعدات ما أمكن إلى طلاب المعرفة، وعلى الرغم من ذلك فانه تظهر

(137)

ربما أحياناً أحداث تحاول التفريق بين المسلمين كالفتنة التي أثارها السلاجقة عام 447هـ حين دخل طغرلبك التركي السلجوقي بغداد في هذه السنة وكان أول ملوكالسلاجقة. وقوض حكم البويهيين واوقع القتال في الشيعة حيث ذهبت ضحيتها آلاف العراقيين المسلمين الشيعة وطالت الحلة فاحترقت المكتبة الخاصة وداره، مما اضطر الشيخ أنيترك بغداد متجها إلى النجف الأشرف ليتخذه مركزاً لحركته.

كانت الحياة الاجتماعية عادية وتسودها البراءة لولا طلاب السلطة الظالمة…

وعلى العموم فإنالبيئة الاجتماعية التي عاصرت الشيخ ابن ميثم أو كانت قبله وكانت لها آثار مختلفة أو في زمانه لم تستطع من أن تثنيه عن أهدافه العلمية السامية وغاياته الإلهية في سبيلالإنسانية أما البيئة السياسية فنتحدث عنها في المبحث التالي والذي خصصناه (الأوضاع السائدة أيام الشيخ ميثم بن علي البحراني).

ثالثاً: الأوضاع السائدة أيامالشيخ ابن ميثم البحراني

في هذا المبحث نحاول أن نسلط الضوء على الوضع السياسي والإداري الحاكم والسائد آنذاك لنتعرف على مهارة الشيخ ابن ميثم البحراني وكيفيةمعاملته للأمور وحكمته في اختيار الأصلح والأحسن، على الرغم من تسلط الجهلة كالمغول والسلاجقة الذين عاثوا في الأرض ما شاؤوا من اجل الرئاسة والحكم حتى ولو على جماجمالرجال والنساء والأطفال.

ابن ميثم البحراني العالم البحراني الكبير الذي ولد ومات في ارض البحرين.

(138)

وقد كانت ولادته في أواخر عصر المستنصربالله العباسي (623-640هـ) أي عام 636حتى عام 699هـ وفي الرابعة من عمره توفي المستنصر وخلفه ابنه عبدالله المستعصم بالله عام (640) فأوكل تدبير الملك إلى وزيره أبي طالب محمد بنعلي بن محمد القمي العلقمي وأشتغل هو يلعب بالطيور وضرب الطنبور واللهو والفجور، وأغار ابن الخليفة أبو بكر على محلة (الكرخ) مسكن الشيعة في بغداد فنهبها واسر جمعاًكثيراً من سادة الشيعة ومعهم ألف امرأة أو فتاة منهم فتصدى الوزير العلقمي القمي لزوال آل العباسي، أملاً بان يليها أحد السادة العلويين(6). كما أثيرت الفتن والتهمالزائفة ومنها موضوع الإمامة، الأمر الذي جعل علماءنا يبادرون إلى تأليف الكتب والرسائل في موضوع الإمامة وشتى جوانبه العقلية والنقلية التاريخية، كما تصدوا للشبهاتالواردة في هذا الموضوع، أو التي يمكن أن تثار في المستقبل، مما دفع العلامة الكبير الى تأليف كتاب رائع في هذا المضمار وسماه بـ (النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة)ويعتبر من خيرة الكتب المؤلفة في هذا الموضوع؛ حيث أعطى الموضوع، ما يجب أن يعطيه حيث احتوى الكتاب على أهم المسائل المتعلقة بمبحث الإمامة، إضافة إلى ذكر الآراءالمتضاربة فيها ثم بيان الرأي الراجح والعودة إلى الآراء المخالفة لمناقشتها استدلالياً ليثبت المؤلف (الشيخ ابن ميثم) الرأي المختار، كما يشير إلى المناقشات الواردةفي الدلالة، ملتزما بالطريق العقلي السليم، بعيداً عن كل تحيز، بل فقط الدفاع عن الحق وعن الدين.

لقد أجاد الشيخ ابن ميثم في تأليف هذا الكتاب حيث جاء بشيء جديدأكمل به ما جاء به السابقون كالعلامة الشيخ المفيد وغيرهم.. لأن موضوع

(139)

الخلافة من أهم الموضوعات التي عاشها ويعيشها المجتمع الإسلامي.

إنالوطن الإسلامي كان ممزقاً فالملك في غربي إيران كان إلى جانب الروم بأيدي أخلاف الملك كيقباد السلجوقي قلج ارسلان السلجوقي ثم أبنائه الثمانية، وفي الشام الدولة بيدأبناء صلاح الدين الأيوبي الثلاثة وأبناء أخيه أبي بكر الخمسة بعد أن استلموا السلطة من الفاطميين في مصر والفتنة مشتعلة فيما بينهم، ثم حرب المغول ووجود شرق إيران وماوالاها بيد تكش الخوارزمشاهي الذي توفي عام 596م، وخلفه ابنه علاء الدين محمد خوارزمشاه، الذي وسع ملكه الى حدود العراق وأساء التصرف مع وفود جنكيزخان المغولي فاحتج بذلكوأغار على المشرق الإسلامي وعجت الفتن وذهب من يحمي البلاد(7).

إن الظروف التي عاصرت الشيخ ابن ميثم البحراني ظروفاً صعبة للغاية وتحتاج الى بيان الآراء وحل الفتنوالابتعاد عن الإرهاب والعنف في ذلك الزمان لكن لن تثني عالمنا المبجل أو تقطع من آماله ومشاريعه.

لقد عاش الشيخ ابن ميثم حياة فيها المسائل الكثيرة التي تصدى لهافي غير موقعها لما فيه من الضرر والحرمان لطبقات من الناس وعلى رأسهم أتباع مدرسة أهل البيت(ع). إننا نكتفي بما ذكرنا من حياة هذا العالم النحرير، راجين أن يكون ولو لبنةصغيرة جداً لتأخذ موقعها في إبراز دور هذا الرجل.

نسأله جلت قدرته الخير لكل المسلمين والرحمة لعلماء الإسلام المخلصين الذين وقّفوا حياتهم لحساب هذا الدينالعظيم وهذه الأمة الرائعة.



1 - عن تحقيق حول الشيخ بعنوان (الشيخ ميثم بن علي البحراني) لمحمود النشيط - ص 1.

2- المصدر السابق.

3- قواعد المرام - تحقيق السيد احمد الحسيني.

4- راجع معجم الآداب في معجم الألقاب ج 4- ص 266 وكتاب أعيان الشيعة ، ج 10، ص 197 للسيد الأمين.

5- طبقات أعلام الشيعة، ج 3، ص186- مصدر سابق.

6- النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة تأليف ابن ميثم البحراني، تحقيق الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي.

7- راجع أعيان الشيعة - مصدر سابق 46/11 .

/ 1