أثر المعتزلة علی الأدب العربی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أثر المعتزلة علی الأدب العربی - نسخه متنی

فالح الربیعی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أثر المعتزلة على الأدب العربي

الدكتور فالح الربيعي

المعتزلة من الفرقالاسلامية الهامة التي كان لها أكبر الاثر على ثقافة المسلمين. لقد ظهرت هذه الفرقة لكسر الجمود الناتج من العكوف على النصوص، فأصبح للعقل دور هام في البحوث والدراساتالاسلامية ، غير أن بعض أصحاب هذا الاتجاه غالى في استعمال العقل، فوقعوا في تفريط جعلهم يتراجعون أمام الفكر الاشعري. أثر الاعتزال كان واضحا في جميع مجالات المعرفةوالفنون، ومنها مجال الادب الذي يتناوله هذا المقال.

لا ريب أنّ الاختلافات الفكرية والعقيدية التي ظهرت بين المسلمين وبرزت بشكل واضح ليست وليدةالعصر الذي بدأت تتخذ فيه طابع المذاهب والفِرَق، أي أنّها لم تظهر دفعة واحدة، بل إنّ جذورها تمتد إلى فترة مبكّرة من التاريخ الاسلامي، وإذا شئنا الدقّة قلنا إنّ هذهالاختلافات بدأت بالظهور اعتباراً من وفاة النبي(صلى الله عليه وآله)والتحاقه بالرفيق الأعلى، ففي حياته كان وجوده(صلى الله عليه وآله)ومبادرته إلى حلّ المشاكل التي قدتنجم بين المسلمين، ونزول الآيات القرآنية

وتسليم المسلمين بحكمها، كان يحول دون ظهور أيّ اختلاف فكري أو عقائدي بين المسلمين، بل لم يكن هناك أي داعأصلاً للاختلاف.

والحقيقة أنّ الاختلاف بدأ بالبروز بعد وفاة النبي(صلى الله عليه وآله) مباشرة وبالتحديد حول مسألة الخلافة، أي تحديد من هو الأحق بأن يخلفرسول اللّه(صلى الله عليه وآله) في قيادة المسلمين، وإدارة شؤونهم، فظهرت على أثر ذلك أهم الفرق الاسلامية في القرن الهجري الأول وهي الخوارج، والشيعة، والمرجئة(1).

نشأة المعتزلة

بالاضافة إلى الاختلافات السياسية والعقيدية بشأن تعيين الأصلح لتولي منصب الخلافة، فإن هناك حادثة تاريخيّة شهيرة ذكرها أغلبالمؤرّخين كنقطة انطلاق لظهور الاعتزال مذهبا مستقلا له مبادؤه وأسسه الخاصّة به:

'دخل واحدٌ على الحسن البصريّ، فقال: يا إمام الدين، لقد ظهرت فيزماننا جماعةٌ يكفّرون أصحاب الكبائر، والكبيرةُ عندهم كفر يُخرَجُ به عن الملّة وهم وعيديّة الخوارج، وجماعة يُرجئون أصحاب الكبائر، والكبيرةُ عندهم لا تضرّ معالإيمان، بل العملُ على مذهبهم ليس ركناً من الإيمان، ولا يضر مع الايمان معصيةٌ كما لا ينفع مع الكفر طاعة وهم مرجئة الأمة، فكيف تحكم لنا في ذلك اعتقاداً؟ فتفكّر الحسنفي ذلك، وقبل أن يجيب قال واصل بن عطاء: أنا لا أقول إن صاحب الكبيرة مؤمنٌ مطلق، ولا كافرٌ مطلق; بل هو في منزلة بين المنزلتين، ثم قام واعتزلَ إلى اسطوانة من اسطواناتالمسجد يقرّرُ ما أجابَ به على جماعة الحسن، فقال الحسن: اعتزلَ عنّا واصل، فسُمّي هو وأصحابه معتزلة'(2).

1- فجر الاسلام / 252 .

2- الملل والنحل 1 / 48 ومابعدها.



/ 24